U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

التنبؤات-02

   

٤٤- التنبؤات

(2/3)

ب التنبؤات القرآنية:

ب١- تحقق التنبؤات مؤكد

لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٦٧-٦) وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (٣-٥٤) فَسَوْفَ يَأْتِيهِمُ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُون (٥-٦) هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ (٥٣-٧) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (٨٨-٣٨) لكل نبإ مستقر: لكل خبر في هذا الوحي أجل لوقوعه. مستقر: أي له نهاية يستقر عليها. تأويله: أي حدوث وقائع القرآن وأهمها يوم الحساب. الذين نسوه: أي نسوا هذا التأويل الذي هو يوم الحساب. من قبل: من قبل مجيء هذا التأويل. والذين نسوه هم كل الكافرين الذين كفروا برسلهم. ولتعلمن: أي سوف ترون نبأه. والضمير للقرآن. بعد حين: بعد زمن إما بموتكم أو بأشراط الساعة أو بمجيء يوم القيامة أو بظهور الإسلام على الشرك.

ب٢- تنبؤات لصالح النبي

أ- سيكون معصوما من الناس: وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ (٦٧-٥) وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ (٦٠-١٧) فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ (١٣٧-٢) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (٩٥-١٥)

يعصمك من الناس: يمنعك منهم ويحفظك من أن يقتلوك. أحاط بالناس: أي هم في قبضته في كل أمورهم. ويمكن أن تدخل عصمة الله لنبيه في هذا المعنى. فسيكفيكهم الله: أي سيتكفل بأمر شقاقهم بدلا عنك.

ب- المغفرة ونصر الله: إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (١-٤٨) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (٢-٤٨) وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا (٣-٤٨) أنظر تفسير هذه الآية في فصل محمد ٣٩-٤٤ص

ت- وأنه هو خاتم النبيين: وَخَاتِمَ النَّبِيِّينَ (٤٠-٣٣)

ب٣- تحذير للعرب الكافرين

وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ (٣٨-٨) فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (١٣-٤١) وإن يعودوا: أي إن يعود الكافرون إلى الاعتداء على المسلمين.

وتنبئ بأن بعضهم لن يؤمن: ( كأبي لهب وأبي جهل...الخ ) فصل العرب ٥٩-٢٠

ب٤- تنبؤ للمؤمنين بشأن مقاتلتهم الكفار

ب٤أ- أول تنبؤ بالنصر: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (٣٩-٢٢) أذن: أذن للمؤمنين بقتال من ظلموهم من كفار مكة. أي بأن يدافعوا عن أنفسهم ويستردوا حقوقهم. يقاتَلون: أي يحارَبون من طرف المشركين يضربونهم ويؤذونهم ويخرجونهم ... بأنهم ظلموا: أي أذن لهم بسبب أنهم ظلموا. على نصرهم: وهذه بشارة من الله بأنه سينصرهم.

وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (١٣-٦١) وأخرى تحبونها: أي ميزة أخرى في تلك التجارة ( المذكورة قبل هذه الآية ) وهي ما يلي: نصر من الله على أعدائكم وفتح قريب تحبونه. أي فتح مكة. وقيل فارس والروم. وبشر المؤمنين: أي بالنصر والجنة.

ب٤ب- التنبؤ بهزيمة الكافرين: فصل الإنفاق ٨١-١٦ت١ (٣٦-٨)

١- هزيمتهم يوم بدر: سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (٤٥-٥٤) فقرة ب٤ت

وهذه الآية كقوله تعالى: جُندٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ (١١-٣٨) جند ما هنالك مهزوم ...: أي كفار قريش جند ما من الأحزاب كغيرهم الذين تحزبوا على الرسل كقوم نوح وعاد ... أولئك الأحزاب كما ذكر في الآية بعد هذه. والمقصود هو أنهم ليسوا فريدين من نوعهم. والجند تعني أنهم تجندوا لهدف معين. وهو هنا محاربة الإسلام وأهله. فتم عقاب الأحزاب في الماضي. ثم قال تعالى لقريش: " وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق (١٥-٣٨)". هنالك: أي بما أن ليس لهم ملك السماوات والأرض المذكورتين قبل هذه الآية فهم ليسوا إلا في مكان فيهما وهو هنا مكة وما حولها. مهزوم: هذا تنبؤ بهزيمتهم. وحدث ذلك في بدر وفي واقعة الأحزاب وغيرهما.

٢- وقال تعالى أيضا: سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ (١٥١-٣) بعد مغادرتهم أحد قيل ألقى الله الرعب في قلوبهم لما عزموا أن يرجعوا إلى قتال المسلمين. والآية عامة.

٣- هزيمة الكافرين في زمن النبوة مهما جمعوا من الجموع : وَلَنْ تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (١٩-٨) ولن تغني عنكم ...: أي لن تدفع عنكم شيئا مما هو مكتوب عليكم من الهزيمة. فئتكم: جماعتكم.

٤- هزيمة الكافرين من اليهود أيضا في زمن النبوة: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ (١٢-٣) وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (١١١-٣) يولوكم الأدبار: أي ينقلبوا هاربين مهزومين. فكان من قاتل النبي منهم ولاه دبره.

ب٤ت- وعد الله المؤمنين بأنهم سيهزمون إحدى الطائفتين. ووقع ذلك يوم بدر: فقرة ب٤ب١

وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ (...) وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (٧-٨) إحدى الطائفتين: أي العير أو النفير. يحق الحق: أي يظهر الإسلام على عدوه. بكلماته: أي بأوامره ووعوده. ويقطع دابر الكافرين: أي يستأصلهم بالهلاك.

ب٤ث- التنبؤ بفتح خيبر: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ (...) وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (١٨-٤٨) وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا (١٩-٤٨) يبايعونك: هذه بيعة يوم الحديبية. وأثابهم: أي سيعطيهم كثواب لبيعتهم فتحا قريبا ومغانم. فتحا قريبا: وهو فتح خيبر. ومغانم: أي أموال خيبر.

وقال تعالى أيضا: فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا (٢٧-٤٨) من دون ذلك: أي من غير دخول مكة والمسجد الحرام. فتحا قريبا: هو فتح خيبر. أما فتح مكة فتحقق في العام القابل.

ب٤ج- فتح مكة: فصل الجهاد ٨٥-١٨ر (١إلى٣-١١٠)

رؤيا النبي التي تنبئ له فيها بدخول المسجد الحرام: فصل محمد ٣٩-٤٣س٢(٢٧-٤٨)

ب٤ح- التنبؤ بانتصارات أخرى:

وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (٢٠-٤٨) مغانم كثيرة: أي جميع الغنائم التي سيأخذها المؤمنون. فعجل لكم هذه: أي غنائم خيبر وليس صلح الحديبية كما يزعم البعض لأنه كان صلحا بدون غنائم. وكف أيدي الناس عنكم: أي أيدي أهل مكة بصلح الحديبية. وقد يدخل أيضا هنا بنو أسد وغطفان حلفاء خيبر الذين ألقى الله في قلوبهم الرعب فنكصوا. وأيضا اليهود الذين كف الله أيديهم عن المدينة لما خرج المسلمون إلى الحديبية ثم إلى خيبر. ولتكون: أي الغنائم بعد التنبؤ بها. آية للمؤمنين: وهي التنبؤ الذي جاء تحقيقه لقوله تعالى: " وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (١٨-٤٨) وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا (١٩-٤٨) " وتحقيق نصر الله للمؤمنين. ويهديكم صراطا مستقيما: أي تثبتون عليه وتزدادون إيمانا بهذه الآية.

وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (٢١-٤٨)

وأخرى: أي مغانم أخرى ستأخذونها لقوله تعالى: " وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا (٢٠-٤٨)". قد أحاط الله بها: أي هي في قبضته إلى حين. أو هو من سيعينكم عليها. بدونه لا تستطيعون. قديرا: ومن ذلك نصر المؤمنين على من لا يقدرون عليه. ويتعلق الأمر بفتوحات مستقبلية ربما كفارس والروم وكل فتح إلى يوم القيامة لم يأت ذكره في القرآن.

وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (٢٢-٤٨) سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (٢٣-٤٨) ولو قاتلكم الذين كفروا: قد يقصد بهم الذين كف الله أيديهم عن المؤمنين وهم كفار قريش يوم الحديبية أو الذين أرادوا نصرة أهل خيبر. سنة الله: السنة هنا نصر الإيمان على الكفر.

ب٥- انتصار الروم على الفرس وانتصار المسلمين

غُلِبَتِ الرُّومُ (٢-٣٠) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (٣-٣٠) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (٤-٣٠) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٥-٣٠) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٦-٣٠) غلبت الروم: وهم أهل كتاب. غلبتها فارس وهم مجوس. والروم من سلالة العيص بن إسحاق بن إبراهيم. وهم أبناء عم بني إسرائيل. في أدنى الأرض: أقرب أرض الروم إلى أرض العرب لأن المخاطبين هم المؤمنون. وهي الشام التي كانت تحت إمرة هؤلاء الروم. وقيل حاليا هي أخفض بقعة في الكرة الأرضية والله أعلم. بضع سنين: أي بين ثلاث وتسع سنين أو عشر. لله الأمر من قبل ومن بعد: أي له الحكم والأمر، كل شيء بإذنه وحكمته ينصر من يشاء. له الأمر قبل هذه الغلبة ومن بعدها بل ومن قبل أي شيء ومن بعده. بنصر الله: أي بنصر المسلمين على المشركين. قيل انتصارهم يوم بدر حدث في ذلك العام. فيومئذ قد تعني ذلك اليوم أو ذلك العام أو بعده قليلا كقوله تعالى في سورة الزلزلة: "يومئذ يصدر الناس أشتاتا ". أي بعد زلزلة الأرض وساعة الفناء. فجعل الله وقوع تنبؤ انتصار المسلمين وهم لا يزالون مستضعفين في مكة " مشروطا " زمنيا بوقوع تنبؤ انتصار الروم في بضع سنين. وكان هذا من معجزات القرآن الذي انبهر له الكل في زمان الرسول سواء قبل أم بعد حدوثه. وبقي أثر إعجازه المبين يخشع له كل من جاؤوا بعده إلى يوم القيامة. وقيل الفرح بنصر الله هو فرح المسلمين بنصر الروم أهل الكتاب على المجوس وفرح بتحقيق وعد الله. العزيز الرحيم: العزيز الغالب والرحيم الذي يرحم عباده بنصرهم. أكثر الناس: وهم هنا الكافرون والجاهلون.

السورة رقم ٣٠ تحمل اسم" الروم "

ب٦- تنبؤات بشأن القرآن فقرة ب٧

أ- لا يمكن لأحد أن يرفع التحدي بإتيان حديث مثل القرآن: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا (٢٤-٢)

مرجع آخر : فصل القرآن ٩-٣٩

ب- وعد الله بأن يحفظه من أي تحريف: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (٩-١٥)

هذا تصحيح لاستهزاء الكفار بقولهم: " يا أيها الذي نزل عليه الذكر ". فالله هو من نزل الذكر بل وحفظه أيضا. وهذا تحدي لهم. الذكر: هو ما يذكر به الله ودينه. لحافظون: لحافظون في السماء والأرض. وعد الله بأن يحفظ القرآن من أي تحريف أو ضياع.

ب٧- بشأن آيات الله والقرآن  فقرة ب٦

خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمُ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ (٣٧-٢١) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمُ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا (٩٣-٢٧) سَنُرِيهِمُ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمُ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (٥٣-٤١) سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ (١٤٦-٧) من عجل: أي ميالا إلى العجلة. يحب أن تقع الأمور قبل آوانها. وقد استعجلت قريش عذاب الله الذي أنذرهم به النبي . سأريكم آياتي: أي سترون آيات القرآن تتحقق بعضها في الدنيا والبعض الآخر في الآخرة. الحمد لله: والحمد لله هنا على بيان آياته للناس. سيريكم آياته فتعرفونها: أي سيريكم دلائل وجوده وقدرته فتعرفون أنها من عنده. آياتنا: أي دلائل كلامنا. في الآفاق وفي أنفسهم: أي مع مرور الزمن سيتبين لهم أن آيات القرآن حق يصدقها ما سيرونه في الآفاق أي بعيدا عنهم وفي أنفسهم وهم في مكة من إظهار دين الله على الشرك. وفتحت مكة وكثير من البلدان. وسيظل الله يريهم آياته حتى يتيقنوا بأن القرآن حق من عنده. وهذا تنبؤ عجيب ينطبق أيضا على كل الناس إلى يوم القيامة. أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد: أي أولم يكفهم أن الله شهيد على أن القرآن حق ونبيه حق وشهيد على كل شيء ؟ أي من آمن بكفاية شهادة الله فليؤمن بدينه ولا ينتظر حتى يريه آياته في الآفاق ... سأصرف عن آياتي ... : أي سأجعل المتكبرين يعرضون عن آياتي فلا يستوعبونها ولا يقدرونها حق قدرها ولا يؤمنون بها.

طمس وجوه أهل الكتاب إن لم يؤمنوا بالقرآن أو اللعنة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (٤٧-٤) لما معكم: أي من التوراة. نطمس وجوها: أي نمحو ما فيها من العين والأنف والفم. فنردها على أدبارها: أي نجعلها كالأقفاء لوحا واحدا. وهذان الوعيدان بالطمس أو اللعنة باقيان منتظران إلى يوم القيامة لقوله تعالى: " وكان أمر الله مفعولا ". وهذا يضم طبعا المعنى الآخر الذي هو إضلالهم تماما. وجوها: أي ليس وجوه كل كفار أهل الكتاب ولكن بعض منهم قد ينزل عليه هذا القضاء بغتة قبل احتضاره فيغلق عليه باب التوبة. نلعنهم: أي نلعن أصحاب الوجوه إن لم نطمسها. كما لعنا أصحاب السبت: فهؤلاء جعل الله منهم قردة وخنازير. وكان ذلك بسبب طردهم في الدنيا من رحمة الله. وقيل أسلم عبد الله بن سلام لما نزلت هذه الآية.

ب٨- انتشار الإسلام ودخول الناس فيه

هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ ... (٢-٦٢) وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ (٣-٦٢)

تنبأ القرآن بأن الإسلام سيظهر على الدين كله ولو كره المشركون: فصل محمد ٣٩-٣٢ث 

وأن الله سيتم نوره ولو كره الكافرون ( من أهل الكتاب أيضا ): فصل أهل الكتاب ٥٤-١٧ج

ب٩- استمرارية وجود الشرائع الثلاث  فصل القبلة ٧٧-٢ب

وذلك حتى ينزل عيسى عليه السلام كما جاء في الرواية والحديث فيسلم كل من في الأرض باستثناء من سيقتلون بعد رفضهم.

ومحمد هو خاتم النبيين: وَخَاتِمَ النَّبِيِّينَ (٤٠-٣٣) أي لا نبي جديد من بعده.

ب١٠- أخبر الله الناس عن ضعفهم تحت سلطانه

وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (٣١-٤٢) وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (٢٢-٢٩) وما أنتم بمعجزين: أي لن تعجزوا الله في أي شيء. لن تفوتوه، لن تهربوا من قضائه، لن تغلبوه ...الخ. ولا في السماء: والمعنى للمبالغة. أي لستم بمعجزين في أي مكان ولا في السماء إن لجأتم إليها. والخطاب قد يعني الجن أيضا لأنهم يتجولون في السماء ومعنيون بكلام القرآن وإن كانت بعض آياته تبدو تخص قوما دون قوم.

ب١١- تنبأ القرآن بأن الجن والإنس لن يستطيعوا الخروج من أقطار السماوات والأرض أي من وحدات فضاء الدنيا

أ- يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمُ أَنْ تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (٣٣-٥٥) تنفذوا: تخرجوا. أقطار السماوات والأرض: نواحيهما وجوانبهما. والأقطار بالضبط هي هنا وحدات فضاء الحلقة الأرضية. كل نوع من الإنس ومن معهم من الجن يوجدون في وحدة فضائية خاصة بهم لن يستطيعوا الخروج منها. أنظر تفاصيل في كتاب قصة الوجود. بسلطان: السلطان هنا هو القدرة الكاملة على تجاوز الحدود المحروسة لكن لا ولن يملكها أحد من الجن والإنس.

ب- ولا سلطان لهم في ذلك ! يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ (٣٥-٥٥) شواظ: لهب خالص لا دخان فيه. ونحاس: صفر مذاب أو دخان لا لهب فيه. فلا تنتصران: أي على ذلك وعلى حراس السماء مهما بلغتم من القوة. وبالتالي لن تخرجوا من هذا الكون ولا حتى من عالمكم.

ت- ولن يستطيعوا الهرب من مصيرهم. لذلك قال تعالى قبل هاتين الآيتين: سَنَفْرُغُ لَكُمُ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ (٣١-٥٥) سنفرغ لكم ...: أي لن يكون لدينا يوم القيامة عمل غير حسابكم. إن الله سيتفرغ بإرادته لحساب الخلق ولن يعمل أي شيء آخر غير ذلك ولو أن لا شيء يشغله عن شيء آخر. الثقلان: وهما الجن والإنس لأنهما تحت تأثير جاذبية رتق الأرض بخلاف الملائكة. أنظر تفاصيل عن مختلف الجاذبيات في كتاب قصة الوجود.

ث- ملاحظة: إذا كان في استطاعة الجن الصعود في الفضاء كما جاء في آيات أخرى ( فصل الجن ٤٩-٢٣) فمن الآية (٣٥-٥٥) نستنتج أن الإنسان قد يقدر هو أيضا على ذلك بوسائله التقنية لأنه سيرسل عليه شواظ من نار ونحاس إذا ما حاول اقتحام حدود هذا الكون أو حدودا معينة خصصها الله له.

أنظر أيضا فصل القرآن والعلم ٤٥-١٨-٢٩ث أ

وانظر التفسير الدقيق لهذه الآيات وأين توجد هذه الأقطار في كتاب قصة الوجود ١١ - ٢١ب . أما السماوات السقوف فهي مغلقة ولها أبواب.

ب١٢- يستحيل على البشر أن يخلقوا كائنا حيا

أ- ولو ذبابة: يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (٧٣-٢٢) الناس: والمقصودون هنا المشركون الذين يدعون من دون الله. ضرب مثل: أي إذا ضرب أي مثل من أي كان فاستمعوا له قبل أن ترفضوه. وهنا يمهد الله المشركين للاستماع لمثله الذي في بقية الآية. يسلبهم الذباب شيئا: أي يأخذ الذباب من الأصنام شيئا لطعامه كانت ملطخة به. لا يستنقذوه منه: لا يستردوه من الذباب. ضعف الطالب والمطلوب: أي العابد ( المشرك ) والمعبود ( الصنم ). بينما يجب أن يكون المعبود مختلفا عن العابد في قدرته وصفاته.

ب- ولا نطفة: أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (٥٨-٥٦) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (٥٩-٥٦) أي النطفة لقوله﴿ مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى ﴾(٤٦-٥٣)

ت- ولا شجرة : (....) مَا كَانَ لَكُمُ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ (٦٠-٢٧)

شجرها: أي شجر الحدائق المذكورة في الآية.

ولا الشجرة التي يورون منها النار: فصل القرآن والعلم ٤٥-٢٩ز (٧٢-٥٦)

ب١٣- ولا أن ينزلوا المطر  فصل الله والخلق ٤٠-٣٣أ

ب١٤- تنبؤات بخصوص اقتراب الساعة  فصل الساعة ١١١ خصوصا الفقرة ١٢

ب١٥- مصير الخلق  فصل القرآن والعلم ٤٥-٢٨

ب١٦- التنبؤ الأكبر : يوم القيامة  فصل يوم الحساب ١١٤

عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (١-٧٨) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (٢-٧٨) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (٣-٧٨) كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (٤-٧٨) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (٥-٧٨) وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا (١-٥١) فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا (٢-٥١) فَالْجَارِيَاتِيُسْرًا (٣-٥١) فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا (٤-٥١) إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ (٥-٥١) وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ (٦-٥١) قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (٦٧-٣٨) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (٦٨-٣٨) النبأ العظيم: هو يوم القيامة والحساب أعظم خبر تنبأت به كتب الله. مختلفون: أي مكذبون قطعا بالنفي. كلا: أي لا يجوز الاختلاف فيه. الدين: وهو هنا الجزاء يوم الحساب. أقسم الله بالرياح ومهامها على أن البعث والحساب والجزاء حق سيقع. قل هو: أي النبأ. هذا ضمير يبين ما بعده كقوله تعالى: " قل هو الله أحد ". نبأ عظيم: هو نبأ يوم الحساب. فلن تجد نبأ أعظم منه.

هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ (٥٣-٧) تأويله: أي حدوث وقائع القرآن وأهمها يوم الحساب. الذين نسوه: أي نسوا هذا التأويل الذي هو يوم الحساب. من قبل: من قبل مجيء هذا التأويل. والذين نسوه هم كل الكافرين الذين كفروا برسلهم.

ب١٧- الوعد بالجنة وبالنار

فصل الجنة ١١٧

فصل جهنم ١١٥

ب١٨- تنبؤات من سنن الحياة

سنن الحياة لا تتغير: فصل الله والخلق ٤٠-٥٣

اليسر بعد العسر : فصل الابتلاء ١٠٦-٦

إهلاك كل قرية أو تعذيبها قبل يوم القيامة: فصل العقاب في الدنيا ١٠٧-١٦أ


     





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة