٦- التوراة
وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ (١١٧-٣٧) وآتيناهما: أي موسى وهارون. المستبين: البليغ في بيانه.
٢- تلقاه موسى
وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ (٥٣-٢) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى (٥٣-٤٠) وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ (٢-١٧) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ (٣٥-٢٥) والفرقان: الذي يفرق بين الحق والباطل وبين الحلال والحرام. الهدى: أي الهدى إلى الصراط المستقيم كما قال تعالى: "وَلَوْ شِئْنَا لَآَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا (١٣-٣٢)". أو أوتي موسى الكتاب الذي هو هدى. وكلا المعنيين صحيحان.
أ- وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ (٤٨-٢١) وضياء: أي نورا تضاء به القلوب. وذكرا: أي ما يذكر ويعظ.
ب- بعد هلاك القرون الأولى: وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٤٣-٢٨)( قيل أن بعد التوراة لم يعذب الله أمة بعامة بمجيء الرسل كما كان يفعل قبل نزولها. وجاء في الحديث » ما أهلك الله قوما بعذاب من السماء ولا من الأرض إلا من قبل موسى « وقيل غير أهل القرية الذين مسخوا إلى قردة بعد موسى ) الكتاب: التوراة. أهلكنا القرون الأولى: أي أمتناهم بعقابنا. القرون: أي أجيالها. بصائر: أي ليتبصروا به الحق. لعلهم: أي الناس. يتذكرون: يتعظون.
٤- صفات التوراة التي جاء بها موسى
أ- هدى، نور، ذكر، تفصيل لكل شيء، إمام وفرقان: إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ (٤٤-٥) هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (٥٤-٤٠) ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (١٥٤-٦) قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ (٩١-٦) وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً (١٧-١١)← أنظر الفقرة ٣أ- ٣ب. هدى وذكرى ...: أي لا يهتدي به ويتعظ من بني إسرائيل إلا أولوا الألباب. ثم آتينا: ثم لترتيب أخبار الله معطوف على ما حرم ربكم. أي بعد ما قال: ها هو ما حرم ربكم قال ثم آتينا موسى الكتاب. تماما على الذي أحسن: أي كتابا تاما كاملا على المحسنين. أي من كان محسنا أو أراد أن يكون كذلك فعليه أن يلتزم به كاملا. وهذا يشبه قوله تعالى في متعة المطلقة: "حقا على المتقين". لعلهم: أي بنو إسرائيل. قبله: أي قبل القرآن. إماما: أي كان قبل القرآن هاديا يجب اتباعه.
ب- التحكيم بالتوراة: ← فقرة ٧
٥- نزلت لبني إسرائيل
أ- وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوءَةَ (١٦-٤٥) والحكم: أي ما في التوراة من حكم الله وشريعته بين بني إسرائيل. والنبوءة: تلقوا كثيرا من الأنبياء من يوسف إلى عيسى عليهم السلام.
ب- لهدايتهم : وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا (٢-١٧) وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (٥٣-٢) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (٤٩-٢٣) الكتاب: التوراة. وكيلا: وليا تفوضون إليه أموركم. والفرقان: الذي يفرق بين الحق والباطل وبين الحلال والحرام. لعلهم يهتدون: أي قوم موسى وهارون المذكورون في آية سابقة " وقومهما ". أما فرعون وجنوده فأغرقوا قبل كتابة التوراة لموسى.
ت- لكي يؤمنوا بلقاء الله : لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (١٥٤-٦)
ث- فكانت التوراة إرثهم بعد موسى : وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ (٥٣-٤٠) وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ ... (١٤-٤٢) الكتاب: التوراة.
٦- اختلافهم في التوراة
أ- وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ (٤٥-٤١) فاختلف فيه: أي بالتكذيب والافتراء على الله. والكلمة التي سبقت هي تأخير القضاء والحكم إلى يوم القيامة. لقضي بينهم: أي في الدنيا في ذلك الاختلاف. هذه الآية بينت لكفار قريش أن شكهم في القرآن كاختلاف بني إسرائيل وشكهم في التوراة وأن الله سيقضي بين الكل يوم القيامة.
ب- بغيا بينهم : فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (٩٣-١٠) فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (١٧-٤٥) فما اختلف بنو إسرائيل حتى نزل عليهم هدى الله أي التوراة والإنجيل. والاختلاف هنا هو مع الدين الحق بالتكذيب والافتراء على الله وتعاليمه حتى نشأت منهم عن ذلك فرق كثيرة. بغيا: حسدا وعداوة وطلبا في الاستعلاء.
ت- فهم في شقاق : ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (١٧٦-٢) ذلك: أي سيكون الأمر كذلك يعني العذاب لهم والنار كما في الآيتين قبل هذه الآية لأن الله نزل الكتاب بالحق. والكتاب هنا أي كتاب من عند الله كالتوراة والقرآن. الذين اختلفوا في الكتاب: كل من اختلف مع دين الله سواء اليهود والنصارى أم المشركون. أي من كفر بالكتاب أو رفض بعضه.
ث- وفي شك من التوراة : وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (٤٥-٤١) أي من الكتاب الذي أوتيه موسى.
وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (١١٠-١١) وَإِن كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمُ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (١١١-١١) وإن كلا: أي كل هؤلاء الذين اختلفوا في كتاب الله وشكوا. لما: إلا. كقوله تعالى: إن كل نفس لما عليها حافظ.
كان اليهود يعلمون من التوراة بنبوة محمد ﷺ وأن عليهم تصديقه واتباعه. وما كفروا به إلا حسدا من عند أنفسهم لأنه لم يبعث منهم.
أ- كانوا قد احتكموا في قضية لهم إلى رسول الله ﷺ ( قيل في زنا وقيل في قصاص بين طائفتين منهم، بين بني النظير وبني قريظة والله أعلم ) وذلك لكيلا يطبقوا حكم التوراة ( بالرجم مثلا إن كان الأمر يتعلق بالزنا ):
وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (٤٣-٥) أنظر التفسير في فصل محمد ﷺ ٣٩-٣٩ب س٤
← فصل بنو إسرائيل ٥٥-٩ب د
ب- إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيئُونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (٤٤-٥) النبيئون الذين أسلموا: أي هنا الأنبياء من موسى إلى عيسى عليهم السلام. الذين أسلموا: الذين خضعوا لأمر الله دون شرك. وأضيف الإسلام إلى الأنبياء مع كونهم مسلمين فقط لتمييزهم عن الذين هادوا. للذين هادوا: اليهود. وسموا كذلك قيل لأنهم تابوا عن عبادة العجل. وقيل أصل الكلمة يختص ببني يهوذا منهم وهو أكبر أولاد يعقوب عليه السلام. وجاء زمن لم يبق لبني إسرائيل مُلك إلا مُلك يهوذا بأورشليم يتداوله أبناءُ سليمان عليه السلام. والربانيون: عباد اليهود أو الفقهاء. والأحبار: علماء اليهود. بما استحفظوا: بما استحفظهم الله. فالنبيئون كانوا يحكمون بين اليهود مباشرة بما أنزل الله إليهم. أما الربانيون والأحبار فيحكمون بما ورثوا عن أنبيائهم. وطلب منهم أن يحفظوه ولا يحرفوه. وكانوا على ما ورثوا شهداء. فالله طلب منهم أن يحكموا طبقا لما ورثوا وكانوا عليه شهداء. ومن حرف أو كتم فالذنب عليه. الكافرون: كافرون لأنهم يرفضون تطبيق حكم الله والرفض كفر.
وقضية القصاص بارزة في هذه الآيات:← أنظر الآية التالية.
ت- العدل في التوراة وإمكانية العفو: وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذْنَ بِالْأُذْنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (٤٥-٥) فمن تصدق به: أي من تصدق بالقصاص فعفا فهو كفارة له. والقصاص هو المعاقبة بالمثل. ولم يشرع الله لبني إسرائيل الدية فيه كما شرعها في القرآن للمسلمين. الظالمون: ظالمون لأن العدل هو ما أنزل الله العليم بكل شيء. ومن لم يحكم به فقد ظلم عن قصد أو غير قصد.
- لذلك قال موسى للخضر: قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَاكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ (٧٤-١٨) أي قتلت نفسا بريئة غير قاتلة.
٨- لم يحمل بنو إسرائيل التوراة بأمانة
أ- أنظر فصل بنو إسرائيل ٥٥-٩
ب- وكانوا مسؤولين عن حفظها: وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ (٤٤-٥) أنظر الفقرة ٧ب. والربانيون: عباد اليهود أو الفقهاء.
ت- مثل في الذين لم يلتزموا بتعاليم التوراة: مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (٥-٦٢) حملوا التوراة: أي كلفوا العمل بها. أسفارا: أي كتبا كبيرة. فالحمار هنا يحملها ولا ينتفع بها. كذبوا بآيات الله: أي كبعث محمد ﷺ الموصوف في كتابهم. الظالمين: الظالمين بتكذيبهم بآيات الله دون برهان ولأنفسهم بأن عرضوها لعذاب الله.
٩- الأجر للذين يتمسكون منهم بالتوراة
وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (١٧٠-٧)
يمسكون بالكتاب: يتمسكون ويلتزمون بتعاليمه. بالكتاب: بالتوراة. لا نضيع أجر المصلحين: أي سنعطيهم أجور ما أصلحوا. فأجرهم لن يذهب هباء.
١٠- عيسى والتوراة
أ- لقد تعلم عيسى التوراة: ← فصل عيسى ٣٨-٨ ت
وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ (١١٠-٥) قيل الكتاب هنا الكتابة والخط أو قراءة الكتاب.
ب- وصدق بها: ← فصل عيسى ٣٨-١٠ ب (٤٦-٥)- ١١ (٦-٦١)
١١- تنبأت التوراة ببعث محمد ﷺ
(...) الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ (١٥٧-٧) الأمي: لا يقرأ ولا يكتب.
١٢- صدق القرآن التوراة ( والإنجيل )←فصل القرآن ٩-٤٥
أ- وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (٣١-٣٥) مصدقا لما بين يديه: صدق القرآن التوراة التي أوتيها موسى والإنجيل الذي أوتيه عيسى عليهما السلام. لما بين يديه: أي لكتب الله المنزلة قبله ولا تزال موجودة وقت نزوله. ←فصل القرآن ٩-٤٥. لخبير بصير: لذلك جعل لكل أجل كتاب. فأنزل القرآن مصدقا للكتب السالفة ومهيمنا عليها متضمنا ما يصلح للبشر إلى قيام الساعة.
ب- شهادة الجن : قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ (٣٠-٤٦) كتابا أنزل من بعد موسى: أي أنزل كإمام. فلم ينزل كتاب أعظم من التوراة إلا القرآن. والكتب التي نزلت بينهما كانت تصدق التوراة وتبينها وتكملها وتنسخ بعضها. فأنبياء بني إسرائيل كانوا يتعلمون التوراة حتى وإن أوتوا كتابا جديدا كعيسى عليه السلام إذ قال الله له: " وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل " (١١٠-٥). وكانت تلك الكتب تنزل لبني إسرائيل خاصة. أما محمد ﷺ فلم يتلق أمرا بتعلم ما نزل قبله بل نزل عليه القرآن مستقلا كاملا لا يحتاج إلى تلك الكتب لكن مصدقا لها ومهيمنا عليها. ونزل للناس كافة. وبالتالي نفهم أن موسى كان إماما لكل أنبياء بني إسرائيل بالتوراة التي أتى بها. لذلك ذكرت الجن موسى في سياق كلامهم. ثم بعث محمد ﷺ إماما لكل الناس وللأنبياء أيضا رغم أنه بعث بعدهم. مصدقا لما بين يديه: يصدق الكتب المتقدمة التي نزلت قبله والتي لا تزال حاضرة بين يديه.
١٣- الأمر إلى محمد ﷺ بالإيمان بالكتب السالفة
وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ (١٥-٤٢)
والأمر إلى المؤمنين بالإيمان بكل ما نزل قبل القرآن( أي الكتب الحقيقية التي نزلت على الرسل ): ← فصل إيمان المؤمنين ٦٨-١٤
١٤- مثل يصف المؤمنين مكتوب في القرآن والتوراة والإنجيل
← فصل المؤمنين في مرحلة الوحي ٦٧-٤ح-٤خ (٢٩-٤٨)
١٥- الوعد بالجنة في مقابل الجهاد في سبيل الله مكتوب في القرآن والتوراة والإنجيل ← فصل الجهاد ٨٥-٩ث (١١١-٩)
١٦- لم يؤمن العرب الكافرون بالقرآن ولا بالتوراة ولا بالإنجيل
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ (٣١-٣٤) أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ (٤٨-٢٨)← فصل القرآن ٩-٤٢ظ٣ (٤٨-٢٨) بالذي بين يديه: أي بالذي هو موجود معه من كتب الله في هذا الزمان كالتوراة والإنجيل.
١٧- التحدي بإتيان كتاب أهدى من القرآن والتوراة ← فصل القرآن ٩-٣٩ت (٥٠-٤٩-٢٨) والمقصود بالتوراة هنا التي تلقاها موسى عليه السلام بدون تحريف ولا نقصان.
إرسال تعليق