٣٩- محمد ﷺ
(19/26)
٣٩ب- محمد ﷺ تجاه أهل الكتاب:
٣٩ب أ- عليه ألا يتبع أهواءهم: وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (١٢٠-٢) وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (١٤٥-٢) وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ (١٥-٤٢) أهواءهم (الآية الأولى): أي في اتباع ملتهم. أهواءهم (الآية الثانية): أي ما يهوون من استقبال بيت المقدس وغير ذلك مما يريدون. الظالمين: الظالمين أنفسهم باتباع الباطل وترك الحق المبين. واستقم: أي لا تمل إلى غير ما أمرناك به.
٣٩ب ب- ولا قبلتهم:
وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ (١٤٥-٢)
٣٩ب ت- أما عن أقوالهم عن دين الرسل : فصل أهل الكتاب ٥٤-٦أ
٣٩ب ث- وأقوالهم تجاه الدين وأنهم هم الذين سيدخلون الجنة: فصل أهل الكتاب ٥٤-٣ (١١١-٢)
٣٩ب ج- دعاهم ﷺ إلى المباهلة فأبوا: فصل ٥٥-٦ - فصل أهل الكتاب ٥٤-٦ت
٣٩ب ح- وعن اعتقادهم أنهم على الصراط المستقيم ووحدهم عليه: فصل أهل الكتاب ٥٤-١٧ح (١٣٥-٢)
٣٩ب خ- وعن جدالهم في الله: قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمُ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ (١٣٩-٢) اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمُ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (١٥-٤٢) أتحاجوننا: أتخاصموننا. يجمع بيننا: أي في ديوان مخصص لذلك يوم الحساب. وإليه المصير: أي المرجع.
٣٩ب د- وعن عدم إسلامهم : فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (٢٠-٣) حاجوك: أي كذبوك بحججهم.
٣٩ب ذ- إنه ﷺ برئ من أعمالهم: فقرة ٣٥ب ز
٣٩ب ر- قال له تعالى أيضا: فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (١٣٧-٢) فسيكفيكهم الله: أي سيتكفل بأمر شقاقهم وشدة مخالفتهم بدلا عنك. ولقد عصمه الله منهم. السميع العليم: يسمع ما يقولون في الدين ويعلم نياتهم في ذلك وما يفعلون. لا يخفى عليه شيء من معتقداتهم وأعمالهم.
٣٩ب ز- عليه ألا يحزن عليهم: وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (٦٨-٥) وليزيدن .... طغيانا وكفرا: أي سيتجاوزون حدود الله أكثر ويزداد كفرهم بآياته أكثر. فلا تأس: لا تحزن.
وخصوصا اليهود: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يُحْزِنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ ... (٤١-٥) قالوا آمنا بأفواههم ...: وهم المنافقون. الذين هادوا: اليهود. سماعون للكذب .......: أنظر الفقرة ٣٩ب س٤
٣٩ب س- محمد ﷺ واليهود على الخصوص:
١- بشأن موسى ومعجزاته أمام فرعون: وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَسْئلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ... (١٠١-١٧) آيات بينات: أي معجزات واضح أن فاعلها هو الله.
٢- بشأن المعجزات بصفة عامة: سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ ... (٢١١-٢)
٣- بشأن خيانتهم: وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (١٣-٥) ولا تزال تطلع على خائنة منهم: أي ولا تزال تكتشف خيانة منهم. فاعف عنهم واصفح: هذه آية مرحلية ما لم يكن في ذلك ضرر على المسلمين. واصفح: أعرض عنهم واتركهم.
وكانوا يتناجون بمعصية الرسول :← فقرة ٣٨أش
٤- عليه أن يحكم بينهم بالقسط: (...) وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٤١-٥) سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمُ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (٤٢-٥) وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (٤٣-٥)← فصل تطبيق قواعد النسخ ١٥أ
سماعون للكذب: أي سماعون وقابلون لما يحرف أحبارهم من التوراة. سماعون لقوم آخرين لم يأتوك: أي يسمعون من محمد ﷺ ثم يبلغون ما سمعوا لقوم آخرين لم يأتوه ﷺ. يحرفون الكلم من بعد مواضعه: فالذين لم يأتوا النبي ﷺ وهم أحبار اليهود هم الذين كانوا يحرفون كلام التوراة من بعد مواضعه. أما السماعون فيسمعون لكذبهم ويذهبون بذلك إلى النبي ﷺ. ويحرفون الكلم من بعد مواضعه قائلين: "إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا". أي يريدون تغيير مجال حكم قضى الله فيه. يريدون تطبيق الجلد على الزاني المحصن بدل الرجم. أي غير الذي هو مكتوب عندهم في التوراة. إن أوتيتم هذا فخذوه: أي إن أوتيتم من محمد مثل هذا الحكم المحرف أي الجلد فاقبلوه. وإن لم تؤتوه فاحذروا: أي إن حكم بالرجم فاحذروا أن تقبلوه ( إن تعلق الأمر بزنا محصنين ). فتنته: إضلاله. فلن تملك له من الله شيئا : أي لن تدفع عنه شيئا من عقاب الله. أكالون للسحت: أي للمال الحرام الذي يسحت ويهلك صاحبه. وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيئا: فالإعراض عن الحكم بينهم لن يضرك. وكيف يحكمونك وعندهم التوراة: أي كيف يكفرون بحكم الله الذي في التوراة في هذا الموضوع ؟ وكيف يرضون أن يحكم بينهم النبي ﷺ وهم يجحدون نبوته ؟ وطبعا فعلوا ذلك لقلة إيمانهم بما في التوراة طامعين بالحكم الأهون بينهم خصوصا الذين عليهم الحق في القضية. أو يعلمون أن محمدا ﷺ رسول الله فيريدون أن ينقادوا لحكمه إن كان في صالحهم لكيلا يسألوا عن ترك الحكم الذي في التوراة يوم القيامة. ثم يتولون من بعد ذلك: أي يعرضون عن حكمك ( أي الرجم هنا مطابق لما عندهم في التوراة إن تعلق الأمر بزنا محصنين ) بعد أن تحاكموا إليك.
وقد يتعلق الأمر أيضا بالحكم بالقصاص بين طائفتين من اليهود، بني النظير وبني قريظة لأن آية بعد هذه تتكلم عن القصاص الذي كتب الله على بني إسرائيل والله أعلم. وقصاصهم كما سنرى في محله أشد من الذي كتب على المسلمين.
فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا (٤٨-٥) فاحكم بينهم بما أنزل الله: أي إن جاؤوك لتحكم بينهم. بما أنزل الله: فالقرآن مصدق لما بين يديه ومهيمن عليه. قال تعالى: " لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ". فكيف يأتونك لتحكم بينهم وعندهم التوراة فيها حكم الله وشريعته ؟ ولا تتبع أهواءهم: أي بالحكم بما يريدون. عما جاءك من الحق: أي لا تترك الحق لتتبع أهواءهم.
وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (٤٩-٥) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (٥٠-٥) وأن احكم بينهم: عودة إلى موضوع الحكم بين أهل الكتاب ليبني عليه تفاصيل أخرى. أهواءهم: أي بالحكم بما يريدون. يفتنوك: أي يردوك بمكرهم عن بعض ما أنزل الله فتخالفه. فإن تولوا: أي إن أعرضوا عن حكمك بينهم. يصيبهم ببعض ذنوبهم: فالضلال هو أول العقاب. لفاسقون: أي خارجون عن إطاعة الله. أفحكم الجاهلية: فكل حكم مخالف لحكم الله هو حكم جاهلية. ومن حكم الجاهلية أن المشركين كانوا لا يطبقون نفس الحكم على الشريف والوضيع والفقير والغني. والخطاب هنا لليهود. لقوم يوقنون: فإن كنت توقن بالله فأنت توقن بأن حكمه هو الأحسن وليس حكم الجاهلية.
وأوصاه الحق سبحانه بأن يقول لهم: وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ (١٥-٤٢)
٣٩ب ش- بشأن عيسى: فصل أهل الكتاب ٥٤-٦ت (٦٣-٦١-٣)
٣٩ب ص- طلب الله منه أن يسأل أهل الكتاب إن كان في شك مما أنزل إليه: فقرة ٣٩أث (٩٤-١٠)
فقال ﷺ « لا أشك ولا أسأل « ( عن قتادة بن دعامة وكذا قال ابن عباس )
إرسال تعليق