٣٩- محمد ﷺ
(18/26)
٣٩- محمد ﷺ وأهل الكتاب
٣٩أ- أهل الكتاب تجاه محمد ﷺ :
٣٩أأ- كان الكافرون منهم يطالبون بالبينة ليؤمنوا. وجاءتهم البينة لكن: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (١-٩٨) رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفًا مُطَهَّرَةً (٢-٩٨) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (٣-٩٨) منفكين: أي زائلين ومنتهين عن كفرهم. البينة: الحجة الواضحة. وبالنسبة لأهل الكتاب هي ما وعدوا به في كتبهم ببعث رسول. رسول من الله: وهو محمد ﷺ. مطهرة: أي من كل زور وتحريف خالصة من عند الله نقية ( فكانت الكتب قبل القرآن محرفة ). كتب: أي ما يكتب على العباد من أحكام. قيمة: مستقيمة محكمة لا عوج فيها.
السورة رقم ٩٨ تحمل اسم" البينة "
وكانوا يسألونه عن أمور كثيرة منها ما جاء في الفقرة ٣٥أغ
٣٩أب- كانوا يستفتحون على العرب في شأن النبي المنتظر:← فصل بنو إسرائيل ٥٥- ٩ب ت (٨٩-٢)
٣٩أت- لكنهم صدوا عنه حسدا من عند أنفسهم لأنه لم يُبعث منهم: فصل بنو إسرائيل ٥٥- ٩ب ت (٩٠-٢)
وتفرقوا قبل بعثته ﷺ رغم البينة التي أتتهم في الماضي: وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (٤-٩٨) البينة: الحجة الواضحة. والبينة الثانية هنا هي التي جاءتهم قبل البينة المذكورة في الآية السابقة. وهي التوراة والإنجيل ومعجزات رسلهم. فذكرهم الله أنهم إذا كانوا ينتظرون البينة ببعث رسول جديد لكي يؤمنوا فقد جاءتهم بينة قبل ذلك فتفرقوا. منهم من آمن ومنهم من كفر ومنهم من أشرك. وأصبحوا يهودا ونصارى بمختلف فرقهم.
أنظر أيضا فصل أهل الكتاب ٥٤-٥ت
وفي هذا تثبيت بأن صفة الرسول ﷺ موجودة في هذين الكتابين: فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ (٩٤-١٠) قال ﷺ » لا أشك ولا أسأل «(عن قتادة بن دعامة وكذا قال ابن عباس ) الذين يقرءون الكتاب: أي أهل الكتاب.
٣٩أج- لقد أرسل ﷺ إذن لأجلهم أيضا: فصل أهل الكتاب ٥٤-٦ث١
٣٩أح- وعليهم أن يتبعوا كل ما أتى به وينصروه:← فصل موسى ٢٦-٧٩ (١٥٧-٧)
٣٩أخ- وهم شاهدون على صدق نبوته: فصل أهل الكتاب ٥٤-٦ث٣
٣٩أد- لكن طلبوا منه أن يأتيهم بكتاب من السماء:← فصل بنو إسرائيل ٥٥-١١ث١ (١٥٣-٤)
٣٩أذ- ولم يؤيدوا دينه: فصل أهل الكتاب ٥٤-٦ث٥ (١٢٠-٢)
٣٩أر- ولن يتبعوه : ( وهذا تنبؤ ! ) وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ (١٤٥-٢) وسيبقى الأمر كما هو عليه إلى أن ينزل عيسى عليه السلام.
ويقولون ذلك صراحة: مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (٤٦-٤) من الذين هادوا: أي بعضهم. سمعنا وعصينا: أي سمعنا قولك (مخاطبين النبي ﷺ ) وعصينا لأنه مناقض لما في كتابنا وهم يكذبون لأنهم يحرفون الكلم الذي في كتابهم عن مواضعه فيتأولونه على غير تأويله. واسمع غير مسمع: أي اسمع منا. فيطلبون من النبي ﷺ أن يسمع تأويلهم. غير مسمع: أي غير مسمع منك ولا مجاب. يعني لن نسمع لك في هذا الموضوع مرة أخرى بعد أن سمعنا قولك فيه ورفضناه. وراعنا: أي يقولون مستهزئين بالنبي ﷺ ومستصغرين شأنه وعلمه: راعنا سمعك لتفهم. أي وجه سمعك (كالراعي لغنمه) وركزه في ما نقول ولا تسمع لغيره في هذا الموضوع لأن ما نقول هو الحق. ليا بألسنتهم: أي ثم يلوون ألسنتهم بالكتاب. يعني لما يتلون شيئا من التوراة يكملون من عندهم ليظهر أن كل ذلك من عند الله. وطعنا: قدحا أي يفعلون ذلك ليعيبوا دين الله بتحريفهم الكلم عن مواضعه. واسمع وانظرنا: أي واسمع منا وانظر ما نقول ( أي أفيه صواب أم لا ). وأقوم: أصوب. قليلا: أي إيمانهم ناقص.
٣٩أز- الكافرون منهم بما جاء به محمد ﷺ مصيرهم النار: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (٦-٩٨) إن الذين كفروا: أي بالبينة وهي محمد ﷺ والقرآن.
٣٩أس- والمؤمنون به منهم في الجنة: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (٧-٩٨) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (٨-٩٨) آمنوا: أي بالبينة. وهي محمد ﷺ والقرآن. بمعنى لا يكفرون بهما إن بلغهم ما يدعوان إليه. رضي الله عنهم: أي عن أعمالهم لوجه الله. ورضوا عنه: أي بما أعد لهم في الجنة. ذلك: أي جنات عدن ورضا الله.
إرسال تعليق