٣٩- محمد ﷺ
(11/26)
٣٥- النبي ﷺ والمؤمنون
٣٥أ- المؤمنون تجاه النبي محمد ﷺ :
٣٥أأ- كان ﷺ مثلا يجب الاقتداء به: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ إِسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (٢١-٣٣) كان ﷺ قدوة في الصبر والحرب وتحمل كل المشقات في سبيل الله وفي العبادة كلها. إسوة: قدوة. وذكر الله كثيرا: أي يستعان لتقليد تلك الأسوة بذكر الله كثيرا في كل حال كالنبي ﷺ .
٣٥أب- وكان سراجا منيرا للمؤمنين: وَسِرَاجًا مُنِيرًا (٤٦-٣٣)
٣٥أت- يجب أن يؤمنوا به : آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ... (٧-٥٧) وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٨-٥٧) وقد أخذ ميثاقكم: أي يوم أشهدكم على أنفسكم ألست بربكم. فذاك ميثاق واثق الله به أرواح عباده وظل مسجلا في أغوار نفوسهم. أي إن الله فطرهم على التوحيد والميل إلى عبادته. إن كنتم مؤمنين: أي إن كنتم تصدقون أن الله أخذ عنكم الميثاق قبل وجودكم في الأرض. أو إن كنتم باقين على فطرتكم وهي الإيمان بالله.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ (٢٨-٥٧) الذين آمنوا: يدخل فيهم كل من آمن بما جاء به النبي محمد ﷺ كان من العرب أو من العجم أو من أهل الديانات الأخرى. كفلين: نصيبين. أي مقارنة مع من آمن بالله في الشرائع الأخرى. وضعف الأجر سيكون واضحا في الجنة ( وسيحتل المسلمون أتباع النبي ﷺ الثلثين العلويين من كل طبقة من الجنة. أنظر كتاب قصة الوجود. ). ذلك ليعتنق الكل هذا الدين. لذلك جاء في آية أخرى أن أهل الكتاب إن آمنوا بهذا الدين لهم أجرهم مرتين بدل أجر واحد إن هم ظلوا على دينهم وهم لا يعلمون أي لم يصلهم القرآن. أما إن كفروا به وهم يعلمون فالنار موعدهم لأنها مصير كل من يكفر به من الأحزاب. والأجر مرتان ليس امتيازا لأهل الكتاب إن آمنوا بمحمد ﷺ بل هو امتياز الدين الخاتم يعطى لكل من آمن به من الناس لأنه الدين الكامل. نورا تمشون به: أي فرقانا في الدنيا يجنبكم المعاصي ونورا تهتدون به في الآخرة.
٣٥أث- وأن يتبعوه: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ (٣١-٣)
٣٥أج- ويتبعوا حرفيا كل أوامره: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ (٧-٥٩) وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (٦١-٤٣) وما آتاكم: أي من الفيء وغيره. واتبعون: أي اتبعوا ما أدعوكم إليه. هذا: أي ما أدعوكم إليه. صراط مستقيم: أي صراط إلى الجنة ورضوان الله.
٣٥أح- وينصروه: فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٥٧-٧) النور: هو القرآن. واتبعوا النور الذي أنزل معه: أي واتبعوا معه النور الذي أنزل.
٣٥أخ- ويطيعوه : فصل الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ك
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (٢٠-٨) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (٢١-٨) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ (٥٤-٢٤) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٥١-٢٤) وأنتم تسمعون: أي تسمعون كلام الله. كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون: أي كالمنافقين وسائر الكفار الذين لا يسمعون كلام الله كما يجب.
← إطاعة الرسول ﷺ من إطاعة الله : مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ (٨٠-٤)
١- لنيل رحمة الله : وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٥٦-٢٤) لعلكم ترحمون: ورحمة الله هي الغفران والجنة.
← والفوز العظيم : وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (٥٢-٢٤)
الفائزون: بالجنة في مقابل الخاسرين.
٢- والهداية على الصراط المستقيم : وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا (٥٤-٢٤)
٣- وتجنب العذاب : فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٦٣-٢٤) أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٦٤-٢٤) وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (٩٢-٥) فتنة: فتنة في دينهم وقلوبهم كالنفاق والكفر. عذاب أليم: أي من الله. قد يعلم ما أنتم عليه: أي ما أنتم عليه من الإيمان والنفاق فيجازيكم. أي حذار ! إياكم أن تفعلوا ما لا يرضى. فهو يعلم ويرى ! والخطاب للمنافقين ويهم الكل. ويوم يرجعون إليه: أي كل من في السماوات والأرض. والله بكل شيء عليم: ومن ذلك أعمال خلقه وسرائر قلوبهم. واحذروا: واحذروا أن تعصوا الله ورسوله. البلاغ المبين: أي البلاغ بالأدلة وهي القرآن.
٤- وفي حالة عصيانهم فالرسول ﷺ بريء من أعمالهم : فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (٢١٦-٢٦) فَإِنْ تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ (٥٤-٢٤) فإن عصوك: أي أفراد عشيرتك. والآية عامة على كل من عصى النبي ﷺ. ما حمل: أي من التبليغ. ما حملتم: أي من الاستجابة والطاعة.
٣٥أد- وألا يشاقوه : وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ (١١٥-٤) وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (٣-٥٩) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٤-٥٩) ولهم في الآخرة عذاب النار: يتعلق الأمر بيهود بني النضير الذين خانوا العهد مع الرسول ﷺ . شاقوا: خالفوا.
٣٥أذ- وألا يخونوه : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٢٧-٨) خيانة الله هي أن لا تلتزم بما عاهدته عليه. وخيانة الأمانة هي عدم الحفاظ عليها. والأمانة هي ما يؤتمن عليه الإنسان من طرف غيره. وأنتم تعلمون: أي متعمدين الخيانة وتعلمون بأنها حرام.
٣٥أر- وألا يؤذوه : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا (٦٩-٣٣) وَمَا كَانَ لَكُمُ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ (٥٣-٣٣) يا أيها الذين آمنوا ...: أنظر التفسير في فصل بنو إسرائيل ٥٥ - ١٠ت١٥
وإلا : إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (٥٧-٣٣) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٦١-٩)← أنظر الفقرة ٣٦أغ- فكل من آذى الرسول ﷺ فهو ملعون. يؤذون الله: أي بالشرك والإلحاد في أسمائه والأقوال الغير اللائقة به ومحاربة دينه. ورسوله: أي يؤذونه بالأقوال والأفعال. لعنهم: طردهم من رحمته. في الدنيا: أي بإبعادهم عن دينه وإبعاد نفوسهم إلى الأرضين السفلية. وفي مماتهم بإبعادهم إلى سجين. والآخرة: ولعنة الله في الآخرة هي إبعادهم إلى جهنم.
٣٥أز- وأن يصلوا عليه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (٥٦-٣٣) صلوا عليه: أي ادعوا له بأن يفيض الله عليه من رحمته. وسلموا تسليما: بمعنى تحية السلام عند ذكره وعند قبره.
كما يصلي الله عليه والملائكة : إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ (٥٦-٣٣)
٣٥أس- وأن يغضوا أصواتهم عنده: لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا (٦٣-٢٤) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (٢-٤٩) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (٣-٤٩) لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم ...: أي لا تنادوه وتصيحوا باسمه كما تنادون أنفسكم. بل قولوا: " يا رسول الله " يا نبي الله " بصوت منخفض وباحترام. يتسللون: أي يخرجون متسللين شيئا فشيئا لكيلا ينتبه إليهم أحد. لواذا: أي مستترين بشيء ما أو ببعضهم البعض. تحبط: تبطل. وأنتم لا تشعرون: أي في الدنيا لكن سيتبين لكم إحباط أعمالكم في الآخرة. يغضون: يخفضون. امتحن الله قلوبهم للتقوى: أي أخلصها للتقوى بعد الاختبار. مغفرة: أي لذنوبهم. وأجر عظيم: وهو الجنة.
٣٥أش- وألا ينادوه من وراء الحجرات لأن ذلك قلة احترام: إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (٤-٤٩) وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٥-٤٩) الحجرات: أي هنا بيوت زوجات النبي ﷺ. لا يعقلون: لا يعقلون لأنهم لا يتأدبون مع من له مهام شاقة وعظيمة كرسول الله ﷺ. خيرا لهم: خيرا لهم لأن في الانتظار احتراما للنبي ﷺ أجر عند الله. غفور رحيم: غفور لهؤلاء الذين فعلوا ذلك عن جهل قبل هذه الآية. رحيم لم يعاجلهم بالعقوبة.
← السورة رقم ٤٩ تحمل اسم" الحجرات ":
٣٥أص- وإذا ما دعوا للدخول عنده عليهم أن يتصرفوا كما أمر الله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمُ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِ مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِ مِنَ الْحَقِّ (٥٣-٣٣) غير ناظرين إناه: أي غير منتظرين وقت نضجه أي طبخه. فانتشروا: أي فتفرقوا ولا تظلوا عنده. ولا مستأنسين لحديث: أي لا تظلوا تتحدثون بينكم مستمتعين بجماعتكم عنده. فيستحيي منكم: أي فيستحيي أن يدعوكم إلى الانصراف.
٣٥أض- وفي كل أمر جامع عليهم ألا يذهبوا إلا بعد استئذانه: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ (٦٢-٢٤) أمر جامع: أي أمر مهم يهمهم كلهم.
٣٥أط- وأن يقدموا بين يدي نجواهم صدقة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٢-٥٨) أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (١٣-٥٨)
ناجيتم الرسول: أي أردتم التحدث إليه سرا في أمر يخصكم. خير لكم: خير من إمساك الصدقة. وأطهر: أي تلك الصدقة تطهر قلوبكم من الذنوب. فإن لم تجدوا: فإن لم تجدوا فلا حرج عليكم أن تناجوا الرسول دون صدقة لأن الله يعلم غنيكم وفقيركم. أأشفقتم أن تقدموا ...: أي أخفتم الفقر لكثرة إعطاء الصدقات بين يدي نجواكم ؟ خبير بما تعملون: خبير بإطاعتكم له ولرسوله وبكل أعمالكم.
قيل أن المسلمين بنزول الآية الأولى أمسكوا عن سؤال النبي ﷺ وقيل أيضا أن عليا رضي الله عنه اختص بفضلها أي وحده الذي عمل بها لكنها لم تنسخ لأن نسخ الحكم يمنع العمل به. فنسخ الفرض فقط. فمن كان منهم يريد العمل بها فلا حرج عليه. وقوله تعالى﴿ فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم ﴾ يؤكد هذا المعنى. فالله يتوب على من لم يفعل شريطة أن يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويطيع الله ورسوله ﷺ. أي هذه أدنى شروط مناجاة الرسول ﷺ بالنسبة للمؤمنين التي هي أيضا من واجبات الإسلام. فوسع الله عليهم بالآية الثانية مع إبقاء الأمر الأول تطوعا لمن شاء. أنظر فصل تطبيق قواعد النسخ ١٥ب.
٣٥أظ- وعليهم ألا يطالبوه بالمعجزات : أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ (١٠٨-٢) أي من طرف بني إسرائيل.
٣٥أع- وألا يسألوه عن أشياء ربما قد تضرهم :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا (١٠١-٥) ← أنظر تفسير هذه الآية في فصل القرآن ٩-٦
٣٥أغ- لقد سئل النبي ﷺ كثيرا : سأله المؤمنون والكافرون وأهل الكتاب.
١- عن الله : وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ (١٨٦-٢)
٢- عن الساعة : فصل الساعة ١١١-٤ت
٣- عن الروح : وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي (٨٥-١٧) سؤال وجه من طرف اليهود. الروح: الروح هنا هي جوهر الإنسان. بدونها لا يكون (أنظر التفاصيل في كتاب قصة الوجود ). من أمر ربي: أي من أمر الله كن فيكون. أما عن حقيقتها كيف هي فالإنسان لم يؤته الله إلا قليلا من العلم لأن الإيمان بالغيب يقتضي ذلك.
٤- عن الجبال وعن الأهلة : وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ (١٠٥-٢٠) يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ (١٨٩-٢) عن الجبال: أي ما مصيرها يوم البعث ؟
٥- عما أحل لهم من الطيبات : يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ (٤-٥)
٦- عن الصدقة والإنفاق : يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ (٢١٥-٢) وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ (٢١٩-٢)
٧- عن القتال في الشهر الحرام : يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ (٢١٧-٢) أي يسألونك عن حكم القتال في شهر حرام.
٨- عن الأنفال : يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ (١-٨) الأنفال: أنظر التفسير في فصلالمؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧- ٥ص١٠ب. وفصل تطبيق قواعد النسخ ١٤ج
٩- عن يتامى النساء واليتامى بصفة عامة : وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ (١٢٧-٤).وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى (٢٢٠-٢) في النساء: أي في نكاحهن وأموالهن ومهورهن.
١٠- عن الإرث والكلالة : يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ (١٧٦-٤) الكلالة: فالورثة كلالة بالنسبة للذي يموت وليس له ولد ولا والد. فذلك كالإكليل أو التاج الذي يحيط بالرأس.
١١- عن الخمر والميسر : يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ (٢١٩-٢)
١٢- عن المحيض : وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ (٢٢٢-٢)
١٣- عن قصة ذي القرنين : وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (٨٣-١٨)( لقد دفع اليهود الكفار إلى سؤال النبي ﷺ عن هذه القصة ) منه: من للتبعيض. أي سأتلو عليكم بعضا من قصته. ذكرا: أي ما يذكر به.
١٤- ولقد سُئل النبي ﷺ كثيرا. وأحاديثه تدل على ذلك :
ونهى الله المؤمنين عن أن يسألوه ﷺ عن أشياء سكت عنها الوحي:← فقرة ٣٥أع
٣٥أف- بالنسبة لتصرفات ومواقف المؤمنين الأخرى تجاه النبي ﷺ : أنظر فصل المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٢-١٠
إرسال تعليق