١٠١- المؤمنون وأهل
الكتاب
أ- تصرفات أهل الكتاب تجاه المؤمنين
أ١- الكافرون من أهل الكتاب
أ١أ- يحسدون المسلمين: مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ (١٠٥-٢) أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا (٥٣-٤) أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ (٥٤-٤) ← فقرة أ١ث (١٠٩-٢) ما يود: لا يحب. من خير من ربكم: أي من خير كالقرآن. أم لهم نصيب من الملك: هذا تساؤل بعد قوله تعالى: " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ ... (٩٤-٤) "" أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ ... (١٥-٤)" أي ما الذي يدفعهم إلى تزكية أنفسهم وكرههم للمسلمين وتفضيلهم للمشركين كما يظهر من الآية السابقة ؟ والجواب يبين طبيعة نفوسهم: ألهم نصيب من الملك يترفعون به عن الغير وللحرص عليه لا يريدون اتباع غيرهم من الناس في أي دين لكيلا يجبروا أن يؤتوهم من ملكهم ذاك ولو نقيرا ؟ نقيرا: النكتة أو النقرة في ظهر النواة. أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله: أي أم يحسدون غيرهم من الناس على أن آتاهم الله النبوة الخاتمة بدلهم والعزة والنصر ؟
أ١ب- يُبغضونهم: فقرة ب٨ (٥٩-٥)- ب١٣
أ١ت- يُوجهون لهم أقوالا مؤذية: فقرة ب٩ (١٨٦-٣)
أ١ث- يريدون الضلالة لهم: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ (٤٤-٤) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا (٤٥-٤) وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ (١٠٩-٢) وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (٦٩-٣)( نزلت لما دعا اليهود معاذ بن جبل وحذيفة بن اليمن وعمار بن ياسر إلى دينهم ) نصيبا من الكتاب: أي حظا مما نزل من الكتاب. وهم هنا يهود المدينة وما والاها. يشترون الضلالة: أي يشترونها بالهدى بمعنى يستبدلونه بها. وليا: أي ناصرا. والولي أعم وأشمل من الناصر. فولاية الله تكفيكم أيها المسلمون. هو أعلم بخطط أعدائكم ضدكم. ود - ودت: أي تمنى - تمنت. تبين لهم الحق: تبين لهم أن ما عندهم في التوراة موافق لنعت النبي ﷺ. ← أنظر الفقرة ب١٢
تجاه إيمان المسلمين في زمن النبوة: وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٧٢-٣) وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمُ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (٧٣-٣) وقالت طائفة: أي طائفة من اليهود منهم كعب بن الأشرف ومالك بن الصف. وجه النهار: أي أوله. ويقابله دبره وهو آخره. وهؤلاء اليهود كانوا يقولون لبعضهم البعض: " لعل المسلمين يرجعون عن إيمانهم لما يرون منا اجتهادنا وترددنا في مصداقية رسولهم ". ولا تؤمنوا: أي لا تطمئنوا وتظهروا أسراركم إلا لمن تبع دينكم فأصبح يهوديا مثلكم. ذلك لكيلا يؤتى أحد من غيركم مثل ما أوتيتم من العلم بصفة نبيهم محمد فيزدادون يقينا به أو يحاجوكم عند الله يوم الحساب لأنكم لم تتبعوه رغم معرفتكم به ويصبحون شهداء عليكم. فرد الله عليهم: الهدى هدى الله وليس بيد اليهود والفضل بيده. فإن أوتيتم أيها اليهود نصيبا من الكتاب تحتكرونه فالله سيؤتي المسلمين أفضل مما أوتيتم. واسع: أي وسعت صفاته كل شيء. والله واسع عليم: أي إن جعلتم ما نزل الله عليكم أيها اليهود خالصا لكم وحدكم فالله واسع للعالمين ولكل خلق وليس ربكم وحدكم. وهو الذي يعلم من يختصه برحمته وليس أنتم.
يلوون الكتاب بألسنتهم ويحرفونه ويكتمون منه ما أرادوا لتضليل المؤمنين: فصل بنو إسرائيل ٥٥-٩أث-٩أج-٩أح
قال تعالى لهم في ذلك: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (٩٩-٣) تبغونها عوجا: أي تطلبونها وتريدونها معوجة مائلة عن الحق. وأنتم شهداء: أي شهداء على صدق الرسول ﷺ وما جاء به.
أ١ج- يتصرفون كالمنافقين: وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ (٦١-٥) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمُ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمُ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (٧٦-٢) أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (٧٧-٢) وقد دخلوا بالكفر: أي دخلوا بالكفر على المسلمين أو على النبي ﷺ والصحابة ومصممين عليه دائما. وهم قد خرجوا به: أي بالكفر مع قولهم آمنا كشأن المنافقين. خلا: أي انفرد. أتحدثونهم بما فتح الله عليكم: أي أتقرون لهم بنبوة محمد الذي كنتم تستفتحون به عليهم وتخبرونهم بما فتح الله عليكم معرفته في شأنه ؟
أ١ح- ويفضلون المشركين على المسلمين: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا (٥١-٤) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا (٥٢-٤) قيل نزلت في كعب بن الأشرف وغيره من علماء اليهود لما قدموا مكة بعد وقعة أحد وأرادوا أن يتحالفوا مع قريش لمحاربة النبي ﷺ. للذين كفروا: وهم مشركو قريش كفروا بما جاء به محمد ﷺ. هؤلاء: أي الجبت والطاغوت. يعني الذين يؤمنون بهما وهم كفار قريش وهؤلاء اليهود الذين يشاركونهم هذا الاعتقاد وهم يعلمون بطلانه من كتابهم. أي من آمن بالجبت والطاغوت هو أهدى بمن آمن بمحمد ﷺ. الذين آمنوا: أي بمحمد ﷺ.
أ١خ- يدعون المسلمين وغيرهم إلى دينهم: فصل أهل الكتاب ٥٤-٣-٦
وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا (١٣٥-٢) وقالوا كونوا هودا أو نصارى: اليهود يقولون كونوا هودا تهتدوا والنصارى يقولون كونوا نصارى تهتدوا. تهتدوا: أي تهتدوا إلى هدى الله.
ولن يتبعوا محمدا ﷺ أبدا: فصل محمد ﷺ ٣٩-٣٦أر
قال الله للمؤمنين: أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (٧٥-٢) أفتطمعون: أي أفتطمعون أيها المؤمنون ... يحرفونه من بعد ما عقلوه: أي يتأولونه على غير تأويله بعد ما فهموه. وهم يعلمون: أي يعلمون تأويله الحقيقي أو عاقبة فعلهم.
أ١د- تجاه صلاة المؤمنين: وَإِذَا نَادَيْتُمُ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (٥٨-٥)
أ١ذ- إنهم لن يضروا المسلمين إلا أذى ( أي لن يستطيعوا أن يضلوهم ): فقرة ب١٤- ب٩
لَنْ يَضُرُّوكُمُ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (١١١-٣) والأذى لن يمنحهم النصر. وهو هنا أذى باللسان بكذبهم وتحريفهم وإنكارهم لدين الله وسب المسلمين ووعيدهم. يولوكم الأدبار: أي يولوكم الأدبار هاربين منهزمين. فكان من قاتل النبي ﷺ منهم ولاه دبره.
"غزوات" ضد أهل الكتاب في زمان الوحي: فصل المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص٥
أ١ر- تجاه الدَّين: إذا أقرضهم من ليس من ملتهم فلهم تصرفات مختلفة: فصل أهل الكتاب ٥٤-١٧د
أ٢- اليهود والنصارى لهم تصرفات مختلفة تجاه المسلمين
لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (٨٢-٥) مودة: أي حبا. أقربهم مودة: أي أقرب الناس مودة للمسلمين. فعموما ليس بين النصارى والمسلمين موانع كثيرة لتلك المودة. وهذا تصنيف يبين للمسلمين درجتهم في قلوب الناس. والنصارى هنا هم الذين يؤمنون بنصرانيتهم ويلتزمون بدينهم وليس فقط الذين ينتمون إلى أقوامهم دون هذا الشرط. قسيسين: أي علماء النصرانية. ورهبانا: من الرهبة وهم عباد النصارى في الصوامع. وهؤلاء يعلمونهم التواضع لله وعدم التكبر على الناس.
إرسال تعليق