٦٧- المؤمنون في مرحلة الوحي
(9/13)
٥ص٤- غزوة حنين: ( بعد فتح مكة في شوال سنة ثمان من الهجرة )
لقد نصر الله المؤمنين رغم فرار البعض منهم: لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (٢٥-٩) ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (٢٦-٩) ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٧-٩) حنين: هو واد بين مكة والطائف. فلم تغن عنكم شيئا: أي لم تنفعكم كثرتكم لأن النصر بيد الله. وضاقت عليكم الأرض بما رحبت: أي برحبها وسعتها لم تجدوا مكانا تطمئنون إليه من شدة الخوف. وليتم مدبرين: أي تراجعتم عن القتال هاربين، باستثناء النبي ﷺ على بغلته البيضاء ومعه العباس وأبو سفيان. سكينته: وهي الطمأنينة من عنده سبحانه. سكينته على رسوله وعلى المؤمنين: قيل ناداهم العباس بإذن النبي ﷺ ليرجعوا فرجعوا. جنودا: هم الملائكة. ثم يتوب الله من بعد ذلك ...: وهي توبة بقية هوازن ودخولهم في الإسلام. من بعد ذلك: أي بعد غزوة حنين.
٥ص٥- المؤمنون وأهل الكتاب ( اليهود ):
٥ص٥أ- مباشرة بعد غزوة أحد خان اليهود العهد مع الرسول ﷺ ( فأعانوا المشركين لما رأوا ظهورهم على المسلمين ) فتم حصارهم: هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمُ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (٢-٥٩) وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (٣-٥٩) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٤-٥٩) مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ (٥-٥٩) هو الذي: أي الله. الذين كفروا من أهل الكتاب: يتعلق الأمر ببني النضير: فقرة ٥ص١٠ث. وكفرهم هو كفرهم بالنبي ﷺ ومكرهم ضده. لأول الحشر: هذا أول حشرهم إلى الشام. والحشر هو الجمع. وأخر حشرهم اجلاء عمر اياهم من خيبر الى الشام. أي إجلاؤهم من جزيرة العرب. وفي الشام أيضا سيجمع كل الناس لأول مرة وهم ناس آخر الزمان وبالرغم عنهم فارين من الأهوال. منها ما جاء في حديث أخرجه أحمد: "... ونار تسوق أو تحشر الناس تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا ". فكما لجأ بنو النضير ومن تبعهم بعدهم من اليهود إلى أرض المحشر الأول سيلجأ الناس يوم الفناء إليه أيضا لا ملجأ لهم سواه قبل موتهم. أما الحشر التالي فهو حشر كل الناس من أولهم إلى آخرهم فوق أرض ممدودة كالأديم يوم بعثهم ليس فيها معلما لأحد. ما ظننتم أن يخرجوا: ما ظننتم أن يخرجوا لمنعتهم وقوتهم في المدينة. وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله: أي ظنوا أن حصونهم ستمنع عنهم أمر الله فيهم. قيل حوصروا في حصونهم ستة أيام. فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا: فلم يحتسبوا خذلان حلفائهم من المنافقين وغيرهم وأن خيانتهم قد كشفها الله لنبيه ﷺ فأمر بقتل سيدهم كعب بن الأشرف وقتل. وقذف في قلوبهم الرعب: أي فانتابهم رعب شديد على إثر ذلك وهم محاصرون إضافة إلى رعب مباشر من عند الله. يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين: وهذا الرعب جعلهم يخربون بيوتهم بأيديهم من الداخل قيل لنقل ما استحسنوه منها من خشب وغيره عندما أيقنوا أن لا مخرج لهم إلا الجلاء المقترح عليهم في الوقت الذي كان المؤمنون يخربون من الخارج ليدخلوا عليهم. فاعتبروا يا أولي الأبصار: أي فاعتبروا ما يقع لمن خان الرسول ﷺ. الجلاء: هو الخروج من الوطن مرغما. فذهب بعضهم إلى خيبر وبعضهم إلى الشام. لعذبهم في الدنيا: أي بالقتل والسبي كما فعل ببني قريظة. شاقوا: خالفوا. يشاق: يخالف. لينة: أي نخلة أو نوع جيد من التمر. لما حوصر اليهود كان المسلمون يقطعون نخيلهم. على أصولها: أي على سوقها. وليخزي: ليذل.
← السورة رقم ٥٩ تحمل اسم " الحشر "
٥ص٥ب- يهود آخرون أعانوا الأحزاب فتم إخراجهم من ديارهم وقتل فريق منهم: وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (٢٦-٣٣) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (٢٧-٣٣) وأنزل: أي الله أنزل. الذين ظاهروهم: أي الذين عاونوا الأحزاب ( قريش وغطفان ) وهم بنو قريظة الذين نقضوا العهد مع الرسول ﷺ. صياصيهم: حصونهم. وأرضا لم تطئوها: أي لم تدخلوها عنوة بقتال. نزلت هذه الآية تذكر أمرا قد تحقق وانتهى ولا يدخل فيه ما سيفتح بعدها إلى يوم القيامة كما قيل. فيمكن أن تكون أول أرض فتحت دون قتال بعد قريظة كأرض خيبر إن كانت هذه الآية قد نزلت طبعا بعد فتحها وإلا فقد تكون بيانا لنفس الأرض المذكورة في أول هذه الآية "وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ" أي أرض بني قريظة. فيكون ذكرها أعيد فقط لبعض التوضيح تقديره " وأورثكم أرضهم والتي لم تحتاجوا لأن تطؤوها " والله أعلم. قديرا: قديرا لأنه هو من أنزل هؤلاء اليهود من صياصيهم ... و .... و .... الخ.
٥ص٥ت- وذهب المسلمون كافة إلى تبوك لمقاتلة الروم: أنظر الفقرة ٥ص٧
إرسال تعليق