٩- القرآن
(2/22)
كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ (٢٩-٣٨) وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ (٩٢-٦) وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ (٥٠-٢١) كتاب: هو القرآن. الحق الذي يبين هنا أن الله لم يخلق السماوات والأرض باطلا كما جاء في الآية قبل السابقة بل وجب اتباعه للنجاة من النار. وهذا ذكر مبارك ...: أي كما آتينا موسى وهارون الفرقان فقد أنزلنا هذا الذكر المبارك الذي هو القرآن. مبارك: مصدر بركة ونماء. أي كثير الخير والمنفعة.
٢- لقد أقسم الله كذلك بالقرآن ← فصل الله يقسم ١(٧٨) ٣
إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (٥-٧٣) وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (٤١-٤١) ثقيلا: أي في تلقيه ومضمونه. وهو القرآن. فكان قيام الليل بالنسبة للنبي ﷺ تهيئة له لتلقي الوحي. عزيز: أي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه كما جاء في الآية التي بعدها. لا حجة تقهره ولا يعلى عليه. فالباطل في كلام ما يذل ذلك الكلام.
مثل في عظمة كلام الله: لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (٢١-٥٩) علينا أن نأخذ القرآن بالخشية والتخشع. خاشعا: ذليلا. متصدعا: متشققا رغم ضخامته وصلابته. لعلهم يتفكرون: أي في ضعفهم تحت عظمة الله فيخشعون له ويوحدونه ويطيعونه.
٥- خير من الدنيا وما فيها ← فقرة ٨د
هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (٥٨-١٠)
للإيمان بالله : أَوَلَمْ يَكْفِهِمُ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٥١-٢٩) أو لم يكفهم: فالكفار لم يعتبروا القرآن معجزة مع أن إعجازه واضح. فهو كاف لأن يؤمن به الإنسان. يتلى عليهم: والمضارع يبين أنه كان يتلى عليهم تدريجيا حسب الأحداث. وفي هذا التدرج وحده آية. كان لا يعجزه أي حدث ليعالجه بلسان عربي مبين وبلاغة لا يرتقي إليها أحد من البشر. ذلك: أي تنزيل القرآن عليهم بهذه الطريقة. لرحمة: رحمة تؤدي بالمؤمنين بيسر إلى الجنة. وذكرى: ذكرى يتعظون بها.
وللهداية: ونهى الله المؤمنين عن أن يسألوا النبي ﷺ عن أشياء سكت عنها الوحي: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (١٠١-٥) لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم: أي لا تسألوا عن أشياء التي قد تضيق عليكم بمشقتها في حالة ما إذا نزل فيها حكم الله جوابا على سؤالكم. وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم: لكن هذه الأشياء ستبد لكم حتما إن سألتم عنها أثناء نزول القرآن أي طالما لم يكتمل الوحي على رسول الله ﷺ . عفا الله عنها: أي الأشياء التي تريدون أن تسألوا عنها وسكت عنها الوحي قد عفا الله عنها فلا تسألوا عنها. وفي نفس الوقت لا بد إن سألتم النبي ﷺ عنها أن ينزل حكمه الحكيم وإلا سيعتبر عجزا منه. فلا تسوؤوا أنفسكم بأنفسكم. غفور حليم: فمن حلمه أنه لا يريد لكم السوء. ويغفر لكم مسبقا ما سكت عنه الوحي.
- لكيلا يكون ذلك مصدر كفر : قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ (١٠٢-٥) قوم من قبلكم: أي هم أيضا سألوا أنبياءهم عن أشياء سكت عنها الوحي. فلما بدت لهم كفروا بها لأنهم لم يطيعوا الله فيها.
إرسال تعليق