٣٩- محمد ﷺ
(9/26)
٣٢أ- الله هو الذي أرسله : هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ (٣٣-٩)
- وفي ذلك رحمة للعالمين : وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (١٠٧-٢١)
رحمة للعالمين: ما جاء به النبي ﷺ رحمة لكل الناس في الدنيا والآخرة.
٣٢ب- كُلف بتبليغ الرسالة: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالاَتِهِ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (٦٧-٥)← أنظر الفقرة ٣٤ت.
بلغ ما أنزل إليك: أي بلغ جميع ما أنزل إليك وليس فقط بعضا منه. يعصمك من الناس: يمنعك منهم ويحفظك من أن يقتلوك. أي بلغ ولا تخف. لا يهدي القوم الكافرين: أي من كفر بعد تبليغك فلأن الله لم يهده. فعليك البلاغ وعلينا الهداية.
فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ (٤٠-١٣) وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (٥٤-٢٤)
البلاغ المبين: التبليغ الواضح بالأدلة.
- وتبليغ كل ما يوحى إليه : فقرة ٢١ق١
- كان لا يبخل على الناس بما أوتي من العلم: وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (٢٤-٨١)
بضنين: ببخيل. بالتالي كان لا يقصر في تبليغ الغيب الذي أوحي إليه.
٣٢ت- والأمر بالتبليغ العلاني جاء بعد فترة من الدعوة " السرية ":
فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ (٩٤-١٥) أي فاجهر وأمض بما تؤمر في مواجهة الكافرين.
١- عليه أن يقول : قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (٢٢-٧٢) إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ (٢٣-٧٢) ولا أملك لكم ضرا ولا رشدا ( كما جاء في الآية قبل هذه ) إلا بلاغا من الله ورسالاته.
يجيرني: يحميني. ملتحدا: ملتجأ.
٢- والله شهيد على ذلك : وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٥٢-٤٢) صِرَاطِ اللَّهِ (٥٣-٤٢)
← فقرة ٣٢ح٤ - لتهدي: أي تدعو وترشد.
٣٢ث- إظهار الإسلام على كل الديانات:
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (٩-٦١) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (٢٨-٤٨)
ليظهره على الدين كله: أي ليعلو على كل الديانات بحججه وبراهينه وتعاليمه وينتشر في الناس أكثر من غيره. الدين: العقيدة. شهيدا: شهيدا على أنه هو من أرسل هذا الرسول.
٣٢ج- وأن يخبر الناس بمجيء الحق:
وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (٨١-١٧)
وزهق: زال وأبطل. والحق هو ما جاء من عند الله أي القرآن. والباطل هو ما كان من عند غير الله كالشرك وكل المعتقدات والشرائع الفاسدة.
٣٢ح- الدعوة:
١- وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ (٦٧-٢٢)
٢- بإذن الله: وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (٤٦-٣٣)
وسراجا منيرا: سراجا: نجما وقادا. منيرا: يعكس النور. والمعنى هنا هو أن النبي ? يهدي إلى الحق والنور وفي نفس الوقت هو قدوة يطبق على نفسه ما يدعو إليه.
٣- بالحكمة والليونة: فصل الكلمة الطيبة ٨٤-١٦
ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (١٢٥-١٦) ← فصل الكلمة الطيبة ٨٤-١٦.
بالحكمة: أي بالقرآن والسنة. إن ربك هو أعلم ...: أي أعلم بمن كان من أهل النار ومن كان من أهل الجنة. فجادل الناس بالتي هي أحسن حتى وإن بدوا لك من الكافرين. فالله أعلم بمن سيؤمن أو سيكفر قبل موته.
٤- الله شاهد على ذلك: فقرة ٣٢ت٢
وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٧٣-٢٣)
٥- عليه أن يدعو إلى الإسلام: فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ (١٥-٤٢)
فلذلك: أي ما شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا ...... أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه. والدين هنا الإسلام لله لا شريك له.
٦- وأن يكون قدوة: وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ (١٥-٤٢)
أهواءهم: أي أهواء الذين أورثوا الكتاب كما في السياق.
إنه أسوة للمؤمنين : فقرة ٣٥أأ
٧- وأن يقول في هذا الشأن : قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٠٨-١٢) إِلَيْهِ أَدْعُو (٣٦-١٣)
بصيرة: أي حجة واضحة بأنها من عند الله. وسبحان الله: أي تنزه عن الشركاء.
٨- الجن يشهدون على ذلك: يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِي اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ (٣١-٤٦) وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِي اللَّهِ ... (٣٢-٤٦) وهذا من قول المؤمنين منهم.
٩- وكان ينادي للإيمان: رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا (١٩٣-٣)
كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ (٣٠-١٣)
كذلك أرسلناك: أي أرسلناك دون المعجزات الحسية التي يطالبون بها ( كما جاء في الآية قبل السابقة ) بل لتتلو عليهم ما هو أعظم وهو كلام الله. في أمة: يتبين هنا أن الأمة هي كل الناس بعد بعثته ﷺ. وهم يكفرون بالرحمن: يكفرون بعد سماع القرآن الذي هو من كلام الرحمان. متاب: أي مرجعي وتوبتي.
٣٢د- عليه أن يتحدث عن الله:
١- وأنه واحد لا شريك له: فقرة ٣٧
٢- وأن يُذكر به: فَذَكِّرْ (٢٩-٥٢)
فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (٢١-٨٨) فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (٩-٨٧)
فذكر: أي بالقرآن. إن نفعت الذكرى: أي حيث تنفع.
خصوصا المؤمنين: فصل القرآن ٩-٢٢
فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (٤٥-٥٠) وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (٥٥-٥١)
وعيد: أي وعد الله بالعذاب. وذكر: أي واستمر بالدعوة إلى الله وبالقرآن. تنفع المؤمنين: أي تنفعهم برسوخ العلم في قلوبهم والزيادة في إيمانهم.
٣- ويذكرهم بنعمه: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (١١-٩٣) ونعمة الإسلام أكبر النعم.
٤- وبرحمته وعذابه:
نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٤٩-١٥) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (٥٠-١٥)
٣٢ذ- عليه أن يبشر وينذر:
٣٢ذ١- نذير كالنذر الأولى: هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى (٥٦-٥٣) أي ما وقع للأمم السابقة وأخبر به القرآن على لسان النبي ﷺ نذير لكم من النذر الأولى. عليكم أن تنذروا به. والنذير هو المخوف من عذاب الله.
٣٢ذ٢- الأمر إليه بأن ينذر: يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١-٧٤) قُمْ فَأَنذِرْ (٢-٧٤)
المدثر: المتغشى بثيابه وهو النبي ﷺ . فأنذر: أي فحذر الناس وخوفهم من عذاب الله.
٣٢ذ٣- ذلك من ضمن رسالته: إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا (١١٩-٢) إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ (١٢-١١) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (١٠٥-١٧) إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ (٢٣-٣٥) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (٤٥-٣٣) إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ (٧-١٣)
مبشرا ونذيرا: مبشرا بثواب الله ونذيرا مخوفا من عذابه. شاهدا: شاهدا بأن بلغت الرسالة. وسيكون شهيدا على من بلغهم ويكون هؤلاء شهداء على الناس بأنه بلغ. منذر: مخوف من عذاب الله.
٣٢ذ٤- والله يشهد على ذلك: إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (١٨٤-٧)
٣٢ذ٥- يبشر المؤمنين وينذر الكافرين: لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا (٩٧-١٩)
لدا: الألد هو الشديد الخصومة.
٣٢ذ٦- لكن المؤمنين وحدهم يتعظون بهذا الإنذار: وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمُ أَأَنذَرْتَهُمُ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (١٠-٣٦) إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَانَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (١١-٣٦) وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (٥١-٦) إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ (١٨-٣٥) وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (٢٢-٣٥) إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (٥٣-٣٠)
وسواء عليهم ...: أي يستوي عندهم إنذارك لهم وعدمه. فبما أننا طمسنا على قلوبهم لكفرهم فهم لن يؤمنوا. تنذر: أي تخوف من عذاب الله. الذكر: وهو كلام الله الذي يذكر به الناس ربهم. يحشروا: يجمعوا. وذلك يوم البعث. ولي: ناصر. يخشون ربهم بالغيب: أي دون أن يروا الله أو عذاب الآخرة. وما أنت بمسمع من في القبور: فالكفار أموات القلوب لا يسمعون كما ينبغي كلام الله.
وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (٣٧-٢٢) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (٤٧-٣٣) وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (١٥٥-٢) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (١٣-٦١) وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (٣٤-٢٢)
المخبتين: الخاشعين المطمئنين.
أنظر فصل الهداية ٤٨-٣٣ - وفصل العالمون والجاهلون ٦٦- ت٤- ت٧
٣٢ذ٧- عليه أن يقول ذلك بنفسه:
وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (٨٩-١٥) إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (٢-١١) إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٥٠-٥١) قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ(٤٥-٢١)(...) إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٧٠-٣٨) وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٩-٤٦) وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٢٦-٦٧) إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ (٩٢-٢٧) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٤٩-٢٢) فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٥٠-٥١) إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (١٨٨-٧) قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ (٦٥-٣٨)
النذير: كل ما ينذر بالموت والحساب كالكتب السماوية والرسل والدعاة والمصائب ...الخ. المبين: الواضح بالبراهين. نذير مبين: مخوف من عقاب الله بالأدلة اللازمة. ففروا إلى الله: أي فروا من الشرك والعصيان والجؤوا إلى الله. منذر: مخوف من عذاب الله.
٣٢ذ٨- عليه أن ينذر:
أقرباءه: وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (٢١٤-٢٦)
عشيرتك: أي الجماعة التي تنتمي إليها. الأقربين: قيل هم بنو هاشم وبنو المطلب.
وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٤٦-٢٨) ... وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٣-٦٢)
ولكن رحمة من ربك: أي ما كنت بجانب الطور إذ نادينا موسى لتقص قصته على قومك ولكن رحمة من ربك أوحينا إليك ذلك. لتنذر: أي لتخوف من عذاب الله. قوما: هم قريش وسائر العرب وكل من لم يأته رسول قبل محمد ﷺ. يتذكرون: يتعظون. العزيز الحكيم: الغالب على كل شيء الحكيم في كل شيء.
وأم القرى ( مكة ) ومن حولها: فصل القرآن ٩-١٩ت
والمتقين: فصل القرآن ٩-١٩ث
وأهل الكتاب: فصل القرآن ٩-١٩ج
والظالمين والكافرين: فصل القرآن ٩-١٩ح
وينذر أيا كان: فصل القرآن ٩-١٩خ
والناس أجمعين:
← فصل القرآن ٩-١٩د- فقرة ٣٢ر٢ (٤٩-٢٢) - ٣٢ر١ (٢٨-٣٤)
وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ (٤٤-١٤)
وكل حي: فصل القرآن ٩-١٩ذ - سواء من الجن أم من الإنس.
والعالم بأسره: فصل القرآن ٩-١٩ر
والأجيال اللاحقة: وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ (٣-٦٢): فصل القرآن ٩-١٩خ
٣٢ذ٩- عليه أن ينذر عذابا شديدا: فصل القرآن ٩-١٩ز
إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (٤٦-٣٤)
بين يدي عذاب: أي قبله قريبا. فهو ينذر بوقوعه. والعذاب هنا عذاب الآخرة.
٣٢ر- محمد ﷺ رسول الإنسانية إلى يوم القيامة:
١- يقول الله ذلك ويشهد: وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (٧٩-٤) وَأَنذِرِ النَّاسَ (٤٤-١٤) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٢٨-٣٤) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (١٠٧-٢١) إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا (٤١-٣٩)← فقرة ٣٢خ.
كافة للناس: أي لكل الناس. بشيرا: بشيرا بثواب الله. ونذيرا: نذيرا بعقاب الله. لا يعلمون: لا يعلمون أنك رسول إلى كل الناس دون استثناء. رحمة للعالمين: ما جاء به النبي ﷺ رحمة لكل الناس في الدنيا والآخرة. يضل عليها: أي تعود الضلالة عليه بأسوأ العواقب.
٢- وعليه ﷺ أيضا أن يقول ذلك بنفسه:
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (١٠٨-١٠).قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِ وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٥٨-٧) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٤٩-٢٢) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ (١٠٩-٢١) وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (٣-١١)
وما أنا عليكم بوكيل: أي لست موكلا بكم حتى تؤمنوا. الأمي: لا يقرأ ولا يكتب. وكلماته: أي ما أوحى وما أنزل من كتب وأوامر. تولوا: أعرضوا. آذنتكم على سواء: أي قد أعلمتكم بما يتوجب عليكم معرفته في الدين وعقاب الله. فأنا وأنتم سواء في هذا الصدد. وقيل: أعلمتكم علانية بالحرب بيني وبينكم.
٣- يخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن الله أي المؤمنين منهم:
كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمُ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (١-١٤) (....) قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (١٠-٦٥) رَسُولًا يَتْلُوا عَلَيْكُمُ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ (١١-٦٥) هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (٩-٥٧) أما الرسل الأخرى فلم يبعثها الله إلا إلى أقوامها. وهذا واضح في القرآن.
العزيز الحميد: أنظر التفسير في فصل القرآن٩ - ٢٠ب. ذكرا: أي به تذكرون الله وأوامره ونواهيه وهو القرآن. رسولا: منصوب مردود على "ذكرا". بالتالي هو بيان لكيفية وصول الذكر المنزل إليكم. وتقديره هو أن الله بعث رسولا يتلوه عليكم ... وهو محمد ﷺ. وحذف الفعل للإيجاز والبلاغة لأنه معلوم بالضرورة. مبينات: أي بينها الله. بينات: واضحات تدل على أنها من عند الله. من الظلمات إلى النور: من ظلمات الجهل والكفر إلى نور الإيمان والعلم. وهذا النور وهذه الظلمات موجودين فعلا. وسيراهما الناس يوم القيامة. لرءوف رحيم: أي بإخراجكم هذا لأن عاقبته الجنة.
٤- ويبين لهم الدين الحق: وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (٤٤-١٦) وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ (٦٤-١٦)
الذكر: أي وحي الله الذي يذكر به ويعبد. لتبين: أي تفاصيل ما نزل في القرآن. ولعلهم يتفكرون: أي إضافة إلى ما نزل من الأحكام يتفكرون في الله وما أنزل وما خلق. لتبين لهم الذي اختلفوا فيه: أي لتبين لكل الناس وأولهم قومك الذين اختلفوا في معتقداتهم وأيضا أهل الكتاب كما أشير بطريقة غير مباشرة في الآية قبل هذه: تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك ...
فعلينا أن نعمل بالكتاب والسنة: وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ (١٠٤-٥)
← أنظر أيضا الفقرة الموالية ٣٢ر٥- والفقرة ٣٥أج
واتباع الرسول هو اتباع سنته ← ٣٥أث
٥- ويحكم بينهم: إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ (١٠٥-٤)( أي بالقرآن والحديث والكل من عند الله ) فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ (٤٨-٥)( بينهم: أي بين أهل الكتاب ) وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمْ (١٥-٤٢)← فقرة ٣٨أث٣- والفقرة ٢١ث (٤٤-١٦)
قال تعالى للمؤمنين: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (٥٩-٤)( أي ردوه إلى الكتاب والسنة ) أنظر تفسير هذه الآية في فصل الله يخاطب المؤمنين ٧٣ - ٦ك١٤
أنظر" محمد ﷺ يحكم بين اليهود": فقرة ٣٩ب س٤
أنظر" المنافقون تجاه حكم النبي ﷺ ": فقرة ٣٨أث
٣٢ز- لقد جاء محمد ﷺ ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر: ( ...) يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمُ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ (١٥٧-٧)
الطيبات: ما طاب من الحلال. عليهم: يتعلق الأمر بأهل الكتاب. إصرهم: حملهم وثقلهم. فكان الله قد أثقل على بني إسرائيل بأحكام شديدة بسبب ذنوبهم كأكل الربا وغيره. والأغلال: فكانت هذه الأحكام كأغلال تقيد تعاملهم وأعمالهم في الدنيا. فبعض الطيبات كان محرما عليهم. وهذا غير ما في شريعة النبي محمد ﷺ. لم يحرم فيها إلا ما كان خبثا للناس أجمعين.
- وقال له تعالى: وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ (١٩٩-٧) أي بالمعروف الحسن.
٣٢س- ومن بين مهامه أن يكون شاهدا: إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (٨-٤٨) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (٤٥-٣٣)
شاهدا: شاهدا بأن بلغت الرسالة. وسيكون شهيدا على من بلغهم ويكون هؤلاء شهداء على الناس بأن محمدا ﷺ بلغ. ومبشرا: أي بثواب الله. ونذيرا: أي مخوفا من عذاب الله.
- سيكون شاهدا على المؤمنين: فقرة ٣٥ب س
- وعلى الكافرين: فقرة ٣٦ب ض
٣٢ش- ومن بين مهامه أيضا أن يقص الحق والقصص والأمثال في الدين:
وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا ... (٣٢-١٨) وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ... (١٧٥-٧) فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (١٧٦-٧)
أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (٤٦-٦٨) مغرم: ثمن الأجر هنا.
لم يسأل أجرا عن القرآن: فقرة ٢١ف
قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (٨٦-٣٨)
عليه: أي على كوني منذر لكم كما في السياق أو على القرآن الذي يشمل الإنذار والمرموز إليه في الآية التالية. المتكلفين: أي المتقولين على الله في أن أفتري القرآن أو أزيد فيه وأنقص.
إنما أجره عند الله: إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (٤٧-٣٤) أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ (٧٢-٢٣)
شهيد: شهيد على أعمالي وأعمالكم. لذا هو من ألتمس منه الأجر. أم تسأَلهم خرجا: أي أجرا أو نصيبا من المال يجعلونه لك.
إرسال تعليق