U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - صفة الله " الأعلى " واتجاهات الكون -0025

   

 ١١- صفة الله " الأعلى واتجاهات الكون



١١أ- الكون كبير جدا ( فقرة ٢أ ). ولا شك أن الله جعل له اتجاهات ثابتة: الأعلى والأسفل، اليمين والشمال، والأمام والخلف. وهو سبحانه موجود بصفاته في كل مكان﴿ وهو معكم أين ما كنتم ﴾(٤-٥٧). وذاته الكريمة في أعلى موقع في الوجود، فوق العرش كما أخبرنا بذلك في القرآن. في موطأ مالك ومسند الشافعي وأحمد وصحيح مسلم وسنن أبي داود والنسائي من طريق هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن معاوية بن الحكم أنه لما جاء بالجارية السوداء قال لها رسول الله ﷺ « أين الله ؟ قالت في السماء. قال: من أنا ؟ قالت « أنت رسول الله ﷺ. قال اعتقها فإنها مؤمنة ». وجاء في حديث رواه أحمد والنسائي وابن جرير وابن ماجه أن روح المؤمن الميت يعرج بها من سماء إلى سماء حتى ينتهى بها إلى السماء التي فيها الله عز وجل. وهذا يؤكد أن لذات الله " موقعا " في السماء. وهو الذي فيه دائما منذ اﻷزل فوق المستوى الذي خلق فيه العرش ولا يحتاج إلى مكان. أما الملائكة الذين يعرجون إليه فيعرجون فقط إلى سدرة المنتهى لكن مقامه يبقى فوق العرش وفوق كل المخلوقات على الإطلاق. فالمعراج إليه يعني فقط الاقتراب من مقامه الأعلى كما قال لعيسى عليه السلام﴿ ورافعك إلي ﴾ أي هنا فقط إلى السماء الثانية لكن ذاته سبحانه فوقها بكثير. قال جل وعلا﴿ من الله ذي المعارج (۳-٧٠) تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة (٤-٧٠)﴾. ويتعلق الأمر بالذين قضوا مهمتهم في الأرض. فإن عرجوا بجهدهم فقط دون معارج الله لاستغرق معراجهم خمسين ألف سنة من سنواتنا. وتعرج فعل مضارع يدل على حدث مستمر في الحاضر. وبالتالي الخمسون ألف سنة تعني هنا مدة المسافة التي تقطعها الملائكة دون الاستعانة بالمعراج. وهي مسافة هائلة جدا. والملائكة أسرع من الضوء الذي عندنا بكثير. فهم من نور أعظم. وإذا كان النور المادي يقطع ملايين السنين الضوئية من فقط مجرة إلى أخرى في السماء الدنيا فالملائكة الأقل سرعة يقطعون دون معراج المسافة بين باطن الحلقة الأرضية الأولى مثلا وظاهرها بكل مجراتها في مدة مقدارها فقط خمسمائة سنة من سنواتنا نحن. فسمك كل سماء ( أنظر الرسم ٤ ) وبين كل سماء وسماء نفس الزمن كما جاء في الحديث وكذلك سمك كل أرض وبين كل أرض وأرض أي بين كل حلقة أرضية والتي تليها.

والملائكة الرسل يستعينون بلا شك دوما بالمعارج فيقطعون المسافات كلها في مدة قصيرة جدا. فجبريل عليه السلام أسرعهم وله ستمائة جناح كما جاء في الرواية عرج بالنبي ﷺ بعد إسرائه إلى المسجد الأقصى ثم رجع في جزء من ليلة واحدة. ووصل به إلى سدرة المنتهى فوق السماء السابعة. والملائكة والروح يتنزلون إلى الأرض كل ليلة قدر. فتأمل سرعة رحلتهم بلا شك في المعراج. وسرعتهم فيه أو دونه تختلف باختلاف النور الذي خلقوا منه ( نور الكرسي، نور العرش...الخ ) وبعدد أجنحتهم. ونشير هنا إلى أن آدم أنزل بسرعة إلى الأرض بنفس الطريقة. هذا يؤكد أن الله جعل وسائل سريعة لنقل كل من يعرج بإذنه إلى السماء أو ينزل منها.

   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة