U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - ركائز ودلائل الوجود -0010

   

٢- ركائز ودلائل الوجود





يرتكز الوجود على وجود الواجد وهو الله سبحانه. لا وجود بدونه. لا حركة ولا سكون ولا حياة ولا موت ولا حول ولا قوة إلا به. لا شيء يقع لأي مخلوق إلا بأمره أو بإذنه. أما دلائل الوجود عند الإنسان فهي المكان والزمن والمادة والطاقة والروح ( فوجود مادة مثلا يقتضي أولا وجود مكان لها ).   

 

٢أ- المكان:

للوجود مكان وهو الفضاء الواسع. مليء بنور الله، نور الوجود ( ودليله: الله نور السماوات والأرض ومن أسمائه النور ). بل الفضاء من نور الله أو الحامل لنوره. وبالتالي لا حد له ( أنظر التفاصيل في الفقرة ٣٣ ). أي لولا نور الله لما كان فضاء في الوجود ولما كان وجود ( ويستحيل افتراض ذلك. بالتالي وجود الله حقيقة أحدية لا حقيقة غيرها ). وخلق الله فيه عالم السماوات السبع الدنيوي المحدود في جوف الكرسي وجنة الخلد وجهنم والعرش الذي هو أكبر من كل شيء تحته وغير ذلك. وجاء في الحديث ( فقرة ٣أ )« أن الله كان في عماء ما تحته هواء وما فوقه هواء »، أي هواء إلى ما لا نهاية. بالتالي هذا العماء هو على شكل حلقة دائرية عظيمة لا يعلم مقدار عرضها ولا سمكها إلا الله ( وسنرى شكلها في محله )٠ وكان " فوق " الله وتحته هواء لا حد له ( أي لم يكن حينها شيء فوق الله جل جلاله ولا تحته إلا نوره الأعظم الكامل الذي ينبثق من ذاته. سنبين في محله أن لا فوقية فوق الله لأنه هو مصدر نور الوجود. وكلما عداه فهو تحته. وكلما ابتعدت عنه في أية جهة كلما صرت إلى أسفل سافلين وصغر جسمك إلى حد العدم بنقصان النور الذي أنت فيه تحت حجبه وعرشه ... ). أما العماء فيحيط به الهواء إلى ما لا نهاية من كل جانب وليس فقط تحته وفوقه ( والنور الإلهي في هذا الهواء الجانبي منقوص جدا بالعماء وممدود إلى ما لا نهاية ) ويطلق اسمه على سحاب كثيف ممطر أو مرتفع. وسوف نرى لماذا خلقه الله وعلى شكل حلقة.

كان الله وحده وكان نوره في الأزل وسيظل إلى الأبد يملأ الوجود إلى ما لا نهاية. ونوره المباشر الأعظم محرق يحرق كل شيء كما في حديث في الصحيح عن أبي موسى قال رسول الله « حجابه النور أو النار لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ». أما الحجاب الذي في هذا الحديث فقوى الله بنيته ليتحمل نوره. وبالتالي نقول إن الله كان وحده في هواء محرق جدا بنوره سبحانه. وحقيقة الوجود إذن والتي لا يعلم أسرارها إلا هو هي ذاته الكريمة ونوره الذي ينبثق منها. ولا يوجد فراغ دون نوره. وسنرى أنه تبارك وتعالى جزء بعض نوره على خلقه، كل في مستواه. فكان هو الأول لا بداية له ثم خلق عماء حوله فنقص النور خارج الحلقة العمائية وبقي كاملا " فوقه " سبحانه وتحته. ثم خلق رداء الكبرياء فنقص النور تحته ثم العرش فنقص أكثر ثم تحته الكرسي فنقص في جوفه أكثر فأكثر ( وهذه مخلوقات دائمة ) ثم خلق الحجب والستور فوق جوانب العرش (( وهذه مخلوقات مؤقتة زائلة مثل الدنيا كما سنرى - ودليل وجودها في الحديث: نور العرش جزء من سبعين جزءا من نور الحجب ( وسنرى لماذا خلق الله حجبا كثيرة وليس فقط حجابا واحدا. أي لماذا جعل مسافة بين كل حجاب والذي يليه ). ودليل ترتيب زمن خلق هذه الأشياء مفصل في موضع آخر )) فتجزأ نور الله بهذه الموجودات العظيمة ذوات عروض وسموك مختلفة وكلها تحت ذاته الكريمة. فتأمل أيها الإنسان في مختلف الأنوار في هذا الوجود العجيب وفي النشأة الأولى: إنه سبحانه النور الأعظم. ونور الحجاب الأعلى من نور وجهه. ثم كل حجاب يأخذ نوره من الذي فوقه. أما الستور فوق الحجب وتحت رداء الكبرياء فهي مظلمة. وسوف نرى لماذا هي هناك وما دورها ( فكما خلق الله الحجب من نور خلق ما يقابلها من ظلمة وهي الستور. من كل شيء خلق زوجين اثنين ). وخلق الله السماوات السبع بعد الكرسي وفي جوفه ( ودليل وجوده واضح في الحديث: ما السماوات والأرض في الكرسي ... وفي القرآن: " وسع كرسيه السماوات والأرض" ) ثم خلق الملكوت الأعلى تحت العرش ( أما عن جنة الخلد فالدليل في الحديث: سقفها عرش الرحمان ). وعرض العماء أكبر من عرض الحجب. وهذه لها عروض مختلفة بعضها تحت بعض تنقص كلما نزلنا إلى الأسفل. وعرض الحجاب الأدنى أكبر من عرض العرش. وعرض العرش أكبر من عرض الكرسي. وعرض الكرسي أكبر من عرض الحلقات السماوية والأرضية ( وسنرى لماذا هي حلقات ). وهذه أيضا لها عروض مختلفة بعضها تحت بعض ووسط بعض ( والدليل في اختلاف العروض في الحديث: ما السماوات والأرض في الكرسي إلا كحلقة ملقاة في فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة ). ونور الله يتجزأ وينقص من مستوى إلى الذي تحته. أما جنة الخلد فلا يوجد فوقها إلا العرش وهي تحت وسطه مباشرة ورداء الكبرياء وهو الحجاب الأسمى والأبقى والله سبحانه ( والدليل في الحديث هو أن ما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن. أي لا حجاب غيره فوقها. وسوف نرى الفرق بينه وبين الحجب الزائلة تحته ). أما جوانب العرش وما حولها ففوقها الحجب والستور قبل ذلك ( وبما أن فوق العرش حجب وفوق جنة الخلد لا يوجد منها إلا رداء الكبرياء فلا يمكن أن تكون تلك الحجب إلا حلقات فوق جوانب العرش. أما الرداء فلا يمكن أن يكون إلا كالقبة يحجب أقساطا عظيمة من نور الله. لو أزاله الله لاحترق كل شيء تحته بما في ذلك العرش وما تحته والكرسي وما في جوفه ). فهذا هو تقسيم الأنوار الإلهية في النشأة الأولى والله أعلم. وسنرى في موضع آخر كيف ستكون في النشأة الثانية. وسيرى الإنسان هذا النور بعينيه في عالم الآخرة إن كان من المؤمنين.

إن السماوات السبع في توسع دائم في جوف الكرسي حتى الفناء﴿ والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون ﴾(٤٧-٥١). وسنرى تفاصيل عن هذا التوسع٠ وجنة الخلد خارج الكرسي في مكان عال تحت العرش مباشرة كما قال تعالى﴿ في جنة عالية ﴾(١٠-٨٨). وعرضها السماوات والأرض ( كما جاء في القرآن. وسنفصل هذا العرض في محله ). وستقرب للفائزين يوم القيامة غير بعيد ( وسنرى كيف سيكون هذا الاقتراب ). كل هذا يبين ضخامة الكون. وقوله تعالى﴿ يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا ﴾(٣٣-٥٥) يدل على أن في السماء الدنيا أقطارا فضائية كثيرة ممنوعة عنا وعوالم أخرى خارج عالم السماوات السبع الدنيوي الفاني. وسنرى تفاصيل عن كل ذلك شيئا فشيئا.

   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة