٣أ- الأول:
الله هو الأول. فكان دائما ولا بداية له. ذلك من حقائق الوجود وعجائب الله سبحانه الواحد الأحد. لا نحيط به علما.
ورد في الحديث الذي رواه الترمذي في التفسير وابن ماجه في السنن من حديث يزيد بن هارون أن الله « كان في عماء ما تحته هواء وما فوقه هواء ثم خلق العرش بعد ذلك ». وبلا شك لا يزال العماء هذا موجودا لأن الحديث لم يذكر عدمه وإنما خلق العرش بعده. وما خلقه الله إلا لأمر يهم الخلق. وسنرى أهمية بقائه في الفقرة ۳۳. والعرش خلقه ليكون الخلق درجات في نوره كما سنرى سواء في نشأتهم الأولى أم الثانية ( ولا يمكن أن يكونوا درجات في نوره الأعظم الكامل أي دون عرش أو حجب لأن كما سنرى لا ينقص مع طول المسافة. ثم إنه سيحرقهم إن لم يقهم سبحانه بشيء ما أو بقدرته ) وجعل حجبا مؤقتة على شكل حلقات فوق جوانبه أولا لتضعف نور رداء الكبرياء أكثر على الذين في نشأتهم الأولى المؤقتة هي أيضا ثم ليزداد عليهم باحتراقها تدريجيا كما سنبين في محله. فالذين في الدنيا لا ينزل عليهم إلا نور العرش الجانبي المنقوص وليس نور وسطه.
٣ب-الآخر:
الله هو الحي الذي لا يموت ولا يفنى. فهو من خلق الموت والحياة. وكما كان الأول سيكون الآخر. وكل من حكم عليه بالموت سيموت حتى حملة عرشه كما جاء في حديث الصور ( حديث ضعيف لكنه مفيد لفهم بعض الأمور ). وسيطوي السماوات والأرض ويبقى في الوجود بعدئذ ملكوته الأعلى وهو العرش وما تحته مباشرة أي الجنة والنار والذين استثناهم بإرادته ( وسنرى من هم ). ثم يظل الخلق في كتاب الله أي في ما شاء سبحانه وكتب عليهم إلى حين قيام ساعة البعث وإحياء المخلوقات من جديد. ثم يمنح بعضها الخلود الأبدي في الجنة أو في النار. وسيذبح الموت على شكل كبش بينهما كما جاء في الصحيحين. وسيفرح لذلك أهل الجنة إذ لا موت بعد ذلك.
أما عن وجود جنة الخلد الآن وبقائها على حالها بعد فناء الخلائق ففي قوله تعالى﴿ وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين ﴾(١٣٣-٣) أي أعدت منذ زمن. وعن جهنم أيضا قال تعالى﴿ فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين ﴾ (٢٤-٢) أي منذ زمن أيضا.
لكل خلق أجل لموته إن كان من الأحياء باستثناء من في جنة الخلد وما في جهنم أو أجل لفنائه إن كان من غير الأحياء كالنجوم مثلا باستثناء الكرسي والعرش وعالم الآخرة وما شاء الله.
إرسال تعليق