٤٥- القرآن والعلم
(9/10)
٢٨أ- نهاية العالم الدنيوي حقيقة آتية لا محالة: ← فصل الساعة ١١١-١-٣
٢٨ب- وعلم الساعة عند الله: فصل الساعة ١١١-٤
وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ (٨٥-٤٣)
٢٨ت- والساعة ساعتان: ساعة الفناء وساعة البعث ← أنظر كتاب قصة الوجود ٤٤
٢٨ث- ساعة الفناء :
٢٨ث٢- زلزلة ساعة الفناء : فصل الساعة ١١١-١٣أ
إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (١-٩٩) إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (٤-٥٦) يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (٦-٧٩) يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا (٩-٥٢) وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا (١٠-٥٢) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (٣-٨١) زلزالها: أي زلزالها الشامل المنتظر. وسيهم كل كوكب بكامله. وذلك يوم الفناء. فناء الكل. أنظر تفاصيل عن زلزلة الساعة في كتاب قصة الوجود. رجت: زلزلت وحركت بشدة. وهي زلزلة الساعة قبل فناء الناس. يوم تمور السماء مورا: أي عذاب ربك في الآخرة سيكون بعد فناء الدنيا يوم تمور السماء مورا. تمور: تذهب وتجيء. وهذا المور سيقع يوم الفناء قبل الزلزلة السريعة. أنظر تفاصيل عن ذلك في كتاب قصة الوجود. وتسير الجبال: أي لم تعد متماسكة بالطبقات الباطنية فتسير مستقلة عنها وعن القشرة الأرضية. وهذا هو سير الجبال الأول أي سيرها يوم الفناء. وهو غير سيرها الثاني يوم البعث الذي في قوله تعالى: " وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ (٤٧-١٨)".أنظر تفاصيل عن ذلك في كتاب قصة الوجود.
زلزال سيهم الأرض بكاملها والجبال أيضا: يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ (١٤-٧٣) يوم: أي إن لدينا عذابا أليما يوم ترجف الأرض ....
السورة رقم ٩٩ تحمل اسم" الزلزلة "
وستلقي أثقالها ونيرانها: وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (٢-٩٩) أثقالها: أي ما في باطنها من حمم. وهي أثقل مما يوجد فوق السطح لقربها من الرتق المركزي. كلما اقتربت المادة من المركز كلما ازداد وزنها وازدادت سرعة دورانها حوله.
٢٨ث٣- مصير البحار والعشار: وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (٣-٨٢) وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (٦-٨١)
وإذا البحار فجرت: أي خرج ماؤها من فراشه أو من حفرته لأن القشرة الأرضية أصبحت تميد ولم تعد الجبال يومئذ رواسي لها فينقص بالتالي عرض حفر البحار من جهة ويزداد في الجهة الأخرى ثم العكس. أنظر التفاصيل في كتاب قصة الوجود. وإذا البحار سجرت: أي أوقدت فصارت نارا بخروج الحمم وفاضت أيضا.
تعطيل العشار: وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (٤-٨١) العشار: هي النوق الحوامل في شهرها العاشر عطلها أهلها لاشتغالهم بأنفسهم أي تركت بلا راع. لكن هنا قد تكون السحب. سيحبس مطرها كله لارتفاع الحرارة في كل الجو يومئذ.
٢٨ث٤- مصير الشمس والقمر:
فَإِذَا بَرَقَ الْبَصَرُ (٧-٧٥) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (٨-٧٥) فإذا برق البصر: أي لن يأتي يوم القيامة حتى يبرق البصر ويخسف القمر ... برق: لمع وفي نفس الوقت دهش فزعا. وقد يلمع البصر بزيادة ضوء الشمس فجأة حينها. أنظر تفسير ذلك في كتاب قصة الوجود ٤٤ت١ب١ب. وخسف القمر: أي هنا ذهب نوره نهائيا. والقمر هو قمرنا وكل كوكب يعكس ضوء شمسه لأن الشمس والنجوم هي أيضا ستكور وتطمس.
مصير الشمس: فقرة ٢٨ث٦ - والفقرة ٢٨ث٥
كل الشموس تجري لمستقر لها وإلى أجل مسمى وكذا الأقمار: ← فقرة ٩ث-٩ج
وستكور: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (١-٨١) وتكويرها هو ازدياد سرعة دورانها. فبعد مورها قبل توقفها ثم ذهاب ضوئها سيتم تكويرها بدوران سريع لتخرج ما تبقى من نيرانها النووية فتنفجر. وهذا مصير كل الكواكب سواء كانت شموسا أم أقمارا. أنظر التفاصيل في كتاب قصة الوجود.
السورة رقم ٨١ تحمل اسم" التكوير "
٢٨ث٥- مصير النجوم كمصير كل شمس: ← فقرة ٢٨ث٤
أ- ستنطفئ: فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (٨-٧٧) أي ذهب ضوؤها ولم تعد ظاهرة مضيئة.
ب- وستتساقط: وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ (٢-٨١) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ (٢-٨٢) انكدرت: تساقطت هاوية في اتجاه مراكزها بفعل الجاذبية لأنها لم تعد تدور حولها. انتثرت: تساقطت بكثرة في اتجاه مراكزها.
٢٨ث٦- مصير السماء وما فيها:
∙ جمع الشمس والقمر بتساقطهما على المركز المصدر : وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (٩-٧٥) يَقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (١٠-٧٥) كَلَّا لَا وَزَرَ (١١-٧٥) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (١٢-٧٥) وجمع الشمس والقمر: سيجمعان بفعل الجاذبية ويسقطان على المركز. فكل النجوم وكل الكواكب التي لم يكن فيها أحياء ومراكز المجرات ستتساقط في اتجاه المركز العظيم مركز الدنيا. يومئذ: أي يوم الفناء. إلى ربك يومئذ المستقر: أي الرجوع والاستقرار إما في الجنة أو في النار.
وبعد هذه الأحداث سيموت الناس: ← كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (٢٦-٥٥) عليها: الضمير يعود على الأرض ( كل أرض ) لأن الآيات قبل هذه الآية تتكلم عنها وعما فيها من فاكهة وإنس وجن ... والكل سيموت سواء من في الأرض أم من في مختلف السماوات.
∙ انفطار السماء: إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ (١-٨٢) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ (٢-٨٢) والناس حينها لا يزالون أحياء بأمر الله. انفطرت: انشقت. وهذا الانشقاق هو الانشقاق الأول انشقاق الفناء. انتثرت: تساقطت بكثرة في اتجاه مراكزها بفعل الجاذبية لأنها لم تعد تدور حولها.
فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (٨-٧٧) وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (٩-٧٧) فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (٣٧-٥٥) طمست: أي ذهب ضوؤها ولم تعد ظاهرة مضيئة. فرجت: شقت. وردة: أي شكلها سيصبح كوردة. بعد انشقاق الحلقات السماوية ستكون السماوات كأوراق وردة مفتحة إضافة إلى أن أوراق وأغصان سدرة المنتهى ستكون متدلية من خارج الوردة. وهذا الانشقاق هو الانشقاق الأول للسماوات السقوف يوم الفناء. كالدهان: أي حمراء لأن النور العلوي المرئي سيحجب ولن ينزل منه إلا أشعة قليلة كما نرى في غروب الشمس. أنظر تفاصيل كل ذلك في كتاب قصة الوجود.
← السورة رقم ٨٢ تحمل اسم" الانفطار "
ثم تطوى : يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكِتَابِ (١٠٤-٢١) يوم نطوي السماء ...: أي سيقع ما جاء في الآية السابقة بعد أن نطوي السماء ... أنظر تفاصيل طي السماوات والأرضين في كتاب قصة الوجود. وهو الطي الأول طي الفناء. كطي السجل للكتاب: أي كالصحيفة التي تطوى على ما فيها من مكتوب. والسجل هو كالذي كان يكتب فيه القاضي ليبقى محفوظا عنده.
والإعادة ستكون بعد الطي لقوله تعالى في نفس الآية: كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ (١٠٤-٢١)( والطي سيكون بعد موت الخلائق طبعا ). أي سنعيد الخلق كما خلقناه أول مرة. ويدخل هنا أيضا حجم الإنسان وطوله. أي سيبعث الله الناس بنفس طول آدم لما خلقه في مستوى جنة المأوى الدنيوية أي مقارنة بطول الملائكة في ذلك الزمن. أنظر تفاصيل ذلك في كتاب قصة الوجود.
٢٨ث٧- مصير الأرض وكل الأقمار الحية: ( بعد موت الخلائق )
ستحمل وتدك دكا وكذا الجبال:
فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (١٣-٦٩) وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (١٤-٦٩) كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (٢١-٨٩) وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا (٨-١٨) وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (١٠٥-٢٠) فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (١٠٦-٢٠) لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (١٠٧-٢٠) يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا (١٤-٧٣) وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (١٠-٧٧) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (٥-٥٦) فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا (٦-٥٦) ونشير أن نسف الجبال سيقع بعد موت الخلائق وقبل طي الأرض ومدها. الصور: هو القرن الذي سينفخ فيه إسرافيل. نفخة واحدة: وهي نفخة الفناء. سيفزع ثم يموت أثناءها كل الذين في الدنيا. وحملت الأرض والجبال: حملت لكيلا تسقط كالشمس والقمر على المركز. والأرض هنا هي القشرة الأرضية التي في بطنها الأموات. أما قعر الأرض بحممه فسيدعه الله يتساقط على الشمس. فدكتا: فدقتا وسويتا وبسطتا. دكة واحدة: كل الجبال ومرتفعات الأرض والكواكب الحية ستدك في نفس الوقت بدكة واحدة. كلا: كلا لا يجوز أن تأكلوا أموال اليتيم وتقدموا على الدنيا بهذا الشكل. دكا دكا: أي أصبحت الأرض دكا دكا بدكة واحدة كما في آية أخرى. و" دكا دكا " يبين عظمة هذه الدكة وشموليتها بحيث لن يبقى في الأرض ما يدك. صعيدا: ترابا وفتاتا. جرزا: أي لا نبات فيه ولا أي شيء. ويسألونك عن الجبال: أي ما مصيرها في ذلك اليوم يوم البعث ؟ ينسفها: يقلعها بسرعة من أصلها فيدكها ويفرقها. فيذرها قاعا: أي يترك مكانها أرضا ملساء لا نبات فيها. صفصفا: أي مستوية. عوجا: أي انخفاضا. أمتا: أي ارتفاعا. يوم ترجف: أي إن لدينا عذابا أليما يوم ترجف الأرض .... كثيبا: رملا مجتمعا. مهيلا: أي يسيل وينهال. نسفت: اقتلعت من مكانها بسرعة. وبست: أي فتتت كالدقيق. منبثا: منتشرا.
٢٨ج- تبديل الأرض والسماوات:
بعد طيهما سيمدهما الله مد الأديم: يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (٤٨-١٤) وبرزوا: ظهروا أي من قبورهم يوم القيامة. والفعل الماضي لتحقيق الوقوع. يوم تبدل الأرض ...: هذا تفصيل لانتقام الله يوم القيامة المذكور في الآية السابقة. فالسماوات لن تعود حلقات كما كانت والأرض لن تعود كروية. ستصبح السماوات السبع والأرضون السبع ممدودة منبسطة. الواحد القهار: سيتبين للكل يوم القيامة أن الله هو الإله الواحد لا شريك له في ملكه وحكمه. وسيتبين قهره للكل ببعثهم وحكمه فيهم كيف يشاء لا راد لحكمه.
٢٨ج١- مد الأرض: ( قبل بعث الناس )
وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (٣-٨٤) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (٤-٨٤) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (٥-٨٤).....فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (١٠٦-٢٠) لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (١٠٧-٢٠) وذلك بعد نسف الجبال التي ستدك مع الأرض. فقبل عملية الطي سينسف الله الجبال كلها ليترك الأرض دون سهول ولا أي شيء. ثم بعد الطي الذي هو عملية ضرورية لإخراج السماوات والأرضين المطوية من فتحة الكرسي السفلى سيمدهن الله. وألقت ما فيها: أي تشققت عن كل الخلق الذين كانوا في بطنها موتى. وتخلت: أي تخلت عنهم. فلم يبق أي ميت في جوفها. وأذنت لربها: أي سمعت وأطاعت أمر ربها. وحقت: أي وحق لها أن تسمع وتطيع. فيذرها قاعا: أي يترك مكانها أرضا ملساء لا نبات فيها. صفصفا: أي مستوية. عوجا: أي انخفاضا. أمتا: أي ارتفاعا.
٢٨ج٢- انشقاق السماء وفتح الأبواب:
ستنشق كل السماوات السبع من الوسط: إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ (١-٨٤) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (٢-٨٤) ... السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ (١٨-٧٣) وَانشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (١٦-٦٩) وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (١٧-٦٩) وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا (٢٥-٢٥) إذا السماء انشقت: وهذا هو انشقاق السماوات المبدلة وهي يومئذ ممدودة. وهو الانشقاق الثاني انشقاق يوم البعث. أما انشقاقهن الأول فسيكون كما رأينا يوم الفناء وهن على شكل حلقات كقوله تعالى: " إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ (١-٨٢) ". أو قوله: "فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (٣٧-٥٥) ". وأذنت لربها: أي سمعت وأطاعت أمر ربها. وحقت: أي وحق لها أن تسمع وتطيع. السماء منفطر به: هناك تقديم وتأخير. وتقدير الآية في أصلها هو: " فكيف تتقون إن كفرتم يوما ( ... ) منفطر به السماء ". فيجوز أن تذكر أو تؤنث بعد تقديم الحال الذي هو " منفطر". أما التذكير في الجملة التالية " السماء منفطر بيوم القيامة " فلا يجوز لأن السماء مؤنث بل نقول: " منفطرة به " أو: "يوم القيامة منفطر به السماء". ومع التقديم والتأخير كما جاء في القرآن: يوما (...) السماء منفطر به. أما المعنى فهو: ستنفطر به أي بمجيئه. يعني لولا مجيء ذلك اليوم لما انفطرت. والانفطار هو الانشقاق. واهية: أي ضعيفة لأن ذراتها لم تبدل كذرات الأرض. أنظر التفاصيل في كتاب قصة الوجود. أرجائها: أي أطرافها وجوانبها. ثمانية: ثمانية أفراد كما بينت في كتاب قصة الوجود. أما الآن فيحمله بالتناوب أربعة ويستريح أربعة. تشقق السماء بالغمام : أنظر التفسير في فصل يوم الحساب ١١٤- ١٥ . ونزل الملائكة تنزيلا: كل الملائكة حتى الكروبيون سينزلون إلى أرض المحشر. بعضهم سيكونون فوقها مع الجن واﻹنس وبعضهم حولها. أنظر التفاصيل في كتاب قصة الوجود. ← السورة رقم ٨٤ تحمل اسم" الانشقاق "
وستفتح الأبواب من جهة أرجائها: وَفُتِّحَتْ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (١٩-٧٨) وذلك لكثرة أبوابها. ومنها سينزل الملائكة. أنظر أين هذه الأرجاء يومئذ في كتاب قصة الوجود.
٢٨ج٣- مصير السماء بعد نزول الملائكة: وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (١١-٨١) وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ (٦٧-٣٩) كشطت: نزعت كما ينزع الإهاب عن الذبيحة. وهذا تشبيه لطي السماء يوم البعث بعد نزول الملائكة كما في قوله تعالى: " وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ (٦٧-٣٩) ". وهو غير طيها يوم الفناء الذي في قوله تعالى: " يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكِتَابِ (١٠٤-٢١)" والأرض جميعا قبضته: أي الأرضون السبع تحت تصرف الله المطلق. فلا يقدر أحد أن يفر من أمره. والسماوات مطويات بيمينه: أي بعد نزول الملائكة ستطوى السماوات طيها الثاني لتختفي إلى الأبد. بيمينه: أي بيده يعني ليس فقط بكلامه. فقد خلق الله السماوات والأرض بيديه. أنظر ما يمكن أن يقال عن تفاعلات ذات الله الكريمة مع المادة في كتاب قصة الوجود.
وستكون الأرض المبدلة الممدودة بارزة وحدها ليس فوقها إلا الآخرة والعرش: وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً (٤٧-١٨) بارزة: ظاهرة لا يسترها أي شيء. وليس فيها جبال ولا شجر ولا أي شيء إلا الخلائق كالجن والإنس والملائكة والحيوانات.
وستسير الجبال كلها لتختفي: وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ (٤٧-١٨) وهذا هو سير الجبال الثاني أي يوم البعث.
وهي يومئذ منبسطة فوق الأرض المبدلة: وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (٢٠-٧٨)
سرابا: أي ستبتعد الجبال وهي منبسطة عن منطقة البعث حتى تبدو للناس كالسراب. والسراب ينشأ من تراكم أبخرة في الصحاري على سطح الأرض من شدة الحر فتبدو عن بعد كالماء. وسير الجبال يوم البعث هو غير سيرها يوم فناء الدنيا.
وقبل اختفائها ستكون كالعهن المنفوش : وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ (٥-١٠١) يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (٨-٧٠) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (٩-٧٠) كالعهن: كالصوف المصبوغ بألوان مختلفة. المنفوش: المفرق بالأصابع وغيرها. يوم تكون السماء كالمهل: أي العذاب الواقع سيكون يوم تكون السماء ... السماء كالمهل: كالنحاس المذاب أو كدردي الزيت ربما لانحلال أجزائها بفعل المد والانشقاق وهي يومئذ واهية. أي لم تعد صلبة شديدة.
٢٨ح- خلاصة:
بعد ظهور أشراط الساعة وموت المؤمنين ستقوم الساعة على الكافرين وحدهم ( كتاب قصة الوجود ٤٤ ) وأول أشراطها الكونية طلوع الشمس من المغرب وهو ناتج عن انعكاس مؤقت لدوران الأرض. ثم بعد ذلك تأتي الزلزلة العظيمة، زلزلة كل الكواكب. وأهوال ستقع في الأرض وستهم الجبال والبحار. وأهوال في السماء ستهم الشموس والأقمار. ثم انطفاء النجوم وتساقطها. أما الأراضي الحية فلن تتساقط على المركز العظيم بل ستحمل بإذن الله بينما يجمع الشمس والقمر، أي كل النجوم والكواكب الخالية من الخلائق. وستنشق السماوات السبع. ثم يموت كل من في السماوات والأرض إلا من شاء الله. ثم تدك الأرضون والجبال ثم تطوى كما ستطوى أيضا السماوات السبع. ثم بعد إخراجهن من الكرسي يمدهن الله ويبسطهن: ذلك هو تبديلهن. ثم تنشق السماوات تلك مرة أخرى فوق الأرض المبدلة. ثم تنزل الملائكة بعد فتح الأبواب. ثم تكشط السماء وتسير الجبال سيرا لكيلا يبقى إلا الأرض وفوقها الآخرة وعرش الرحمان. ثم ينزل الكروبيون ثم الله في ظلل من الغمام← أنظر تفاصيل عن كل ذلك في كتاب قصة الوجود ٤٤
٢٨خ- البعث: ← أنظر تفاصيل عن البعث في فصل البعث ١١٣-٦-٨
... وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (١٩-٣٠) أي ستخرجون بالماء الذي سينزل من البحر المسجور.
وسيتم البعث من الأرض: مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (٥٥-٢٠) منها: أي من الأرض يعني من تربتها. تارة: مرة.
← فصل البعث ١١٣-٦ث
إرسال تعليق