٨٥- الجهاد والقتال
(6/11)
أ- الاكتفاء بالصلاة والزكاة كما أمر الله المؤمنين بذلك في البداية في زمن النبوة: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ (٧٧-٤) كفوا أيديكم: أي لا تلتجئوا إلى العنف. كان هذا في مكة لما كان المشركون يعذبون المسلمين وهم قلة. فالقتال في تلك المرحلة قد يعيق الدعوة.
وكانوا مأمورين أيضا في تلك المرحلة بالصفح والعفو عن المشركين وبالصبر ( لأن الدعوة تقتضي ذلك قبل القتال ):← فصل محمد ﷺ ٣٩-٣٦ب-٣٧ذ
ب- ثم أمروا بالهجرة: فقرة ٩ث٢-١٥ر
ت- ثم نزلت آية تأذن للمؤمنين بالقتال: فقرة ١٠ت٢
ث- لكن بعضهم تولى عنه خيفة من الناس أكثر من الله: ← فصل المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥خ (٢٠إلى٢٣-٤٧)(٧٧-٤)
١٤أ- مقاتلة أولياء الشيطان من كافرين ومنافقين: فقرة ١٦ب٢ (٩-٦٦)
فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (٧٦-٤) فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ (١٢-٩) كيد الشيطان: أي مكره وخططه. ضعيفا: واهيا ينهزم ويذوب ويختفي أمام قوة الحق وحزم المسلمين. أئمة الكفر: أي قادته ورؤساءه الذين ينقضون العهد ويتزعمون الطعن في الدين. لا أيمان لهم: أي لا عهود لهم. لعلهم ينتهون: أي ينتهون عن كفرهم أو عن أذيتهم للمسلمين.
١٤ب- مقاتلة الذين يقاتلون المؤمنين: فقرة ١٦ب٢-١٩ت
وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (١٩٠-٢) وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ (١٩١-٢) وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم: هذا قتال في سبيل الله للدفاع عن دينه. أي عليكم بقتال أعداء الدين الذين يقاتلونكم بسببه سواء بالدفاع لحظة هجومهم أم بغزوهم كما غزوكم. وهذا لا ينفي مشروعية مقاتلة كفار البلدان الأخرى حتى دون غزو منهم. فآيات أخرى تحث على نشر الإسلام. فالمسلمون مطالبون أولا بقتال المعتدين عليهم ثم بقتال كل الأقوام الكافرة حسب ما وصلت إليه شوكتهم. ولا تعتدوا: ولا تعتدوا إن انتهى الكافرون عن ظلمهم لكم مع إعلامكم بذلك أو إن أسلموا. فلا عدوان إلا على الظالمين كما جاء في آية تالية. ثقفتموهم: أي وجدتموهم وأدركتموهم.
← فصل تطبيق قواعد النسخ ١٤ت
١٤ت- وإخراج الذين يخرجونهم: وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ (١٩١-٢) والفتنة هنا هي فتنة المشركين الظالمين لكم إن تركتموهم. وهي أشد عليكم من قتالهم وقتلهم.
١٤ث- القسط إلى الذين لا يعتدون إن كانوا من قوم معتدين: لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمُ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (٨-٦٠) لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ...: أي لا يمنعكم من أن تبروا إليهم. تبروهم: أي تحسنوا معاملتهم. لا يمنعكم الله من أن تقضوا إليهم بالعدل في كل ما يمكن أن يربطكم بهم. ويتعلق الأمر بمن لم يشترك مع كفار قريش في إيذاء المسلمين. والآية عامة: إن قاتلتم كفار أي بلد أيها المسلمون فلا ينهاكم الله أن تقسطوا إلى الذين لا يشتركون مع قومهم في حربهم ضدكم.
١٤ج- القتال لنشر الإسلام ( كما قال الله للأعراب ): فصل المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧- ٥خ٥ث (١٦-٤٨)
وكان سليمان يقاتل لنشره بين الناس: ( ودعا أهل سبأ إليه وكان على وشك أن يقاتلهم: فصل سليمان ٣٠-١٣-١٤-١٥)
وكذا ذو القرنين: فصل ذو القرنين ١٦- ٢ (٨٧-١٨)
وذلك بعد الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة:← فصل الكلمة الطيبة ٨٤-١٦
١٤ح- مقاتلة الذين يلون المؤمنين من الكفار: ( وهذه قاعدة عامة ينتشر بها الإسلام ويتوسع بقتال الكفار أولا فأولا الأقرب فالأقرب )
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (١٢٣-٩) قاتلوا: هذا أمر الله مرتبط بقوة المسلمين. ولا يعتبر اعتداء لأن به ينشر الحق والعدل بين العباد. والكفار في الآية هم الذين وصلهم أمر الله فرفضوه وتصدوا لنشره. ولولا هذا القتال لحرم الناس من دين الله. أنظر الإسلام تجاه مراحل القتال في فصل الله يخاطب المؤمنين ٧٣- ٣٦ح. يلونكم: يجاورونكم. غلظة: شدة وقوة وحمية. واعلموا أن الله مع المتقين: أي سينصرهم على الكفار.
١٤خ- مقاتلة المشركين كافة أي بتحالف المؤمنين عليهم:← فقرة ١٨ح- ١٥ث -١٥ج- وفصل العرب ٥٩-١٧ب
وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً (٣٦-٩) كافة: جميعا أي مجتمعين عليهم.
١٤د- مقاتلة الكافرين من أهل الكتاب أو إعطاء الجزية للمسلمين: قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (٢٩-٩)
فرض الله على المسلمين مقاتلة الكافرين من الذين أوتوا الكتاب وهم الذين لا يؤمنون بالله الواحد الأحد كالملحدين والمشركين به كمن يقولون عزير ابن الله أو المسيح ابن الله كما جاء في الآية التالية " قاتلهم الله " وغيرهم ممن يجعلون الله هو المسيح أو ثالث ثلاثة ولا يؤمنون باليوم الآخر ( فالذين أوتوا الكتاب ليسوا كلهم مؤمنين به " فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ (٥٥-٤)" وكثير منهم فاسقون أي خارجون عن إطاعة الله. وأعمال الناس تبين من يؤمن باليوم الآخر ) ولا يحرمون ما حرم الله في جميع كتبه: أي أشياء حرمها على كل الأمم في التوراة والإنجيل والقرآن كالربا والزنا والشرك ... الخ وأشياء حرمها خاصة على بني إسرائيل ومن اتبع دينهم عقابا لهم. وهذا القتال لا يكون إلا بعد دعوتهم إلى كلمة سواء ألا يعبد الجميع إلا الله دون شرك. فإن كانوا ملتزمين بما أنزل عليهم ويحرمون ما حرم عليهم ولا يشركون فلا تجوز مقاتلتهم ولا فرض الجزية عليهم. ولهم أجرهم عند الله. أما إن اتبعوا دين محمد ﷺ فلهم أجرهم مرتين.
ورسوله: هو محمد ﷺ لأن الخطاب موجه للمسلمين. والذين أوتوا الكتاب معنيون أيضا برسالته كما قال تعالى عنه لموسى في ما يخصهم " وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ (١٥٧-٧)". فالله طبعا هو الذي يحل ويحرم لكن على لسان رسله. وذكر الرسول ﷺ هنا يبين للمسلمين أن الدين الخاتم سيظل رقيبا على معتقدات وأعمال أهل الكتاب إلى يوم الدين. إن زاغوا عما أنزل عليهم من الحق قوتلوا. ولا يدينون دين الحق: أي الدين الحقيقي الذي هو الإسلام. دين كل الأنبياء عليهم السلام. فالشرائع تتغير لكن الدين واحد. الجزية: هي الخراج الذي يعطى جزاء على الإبقاء بالحياة. عن يد: أي يعطونها بأيديهم عن قهر وانقياد. صاغرون: أذلاء. أنظر أيضا تفاصيل أخرى عن هذه الآية في فقرة الإسلام تجاه مراحل القتال: فصل الله يخاطب المؤمنين ٧٣- ٣٦ح
١٤ذ- ووجب قتل كل من يحارب الإسلام ويفسد في الأرض:← فصل شريعة الله ٨٦-١٧
إرسال تعليق