٦٧- المؤمنون في مرحلة الوحي
(5/13)
٥ح- ثم بعد الهجرة نزل الوحي آذنا بالقتال ومبشرا بنصر الله: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (٣٩-٢٢) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ (٤٠-٢٢)( وكان هذا إذنا لهم بأن يدافعوا عن أنفسهم ويستردوا حقوقهم ) يقاتَلون: أي يحارَبون من طرف المشركين يضربونهم ويؤذونهم ويخرجونهم ... بأنهم ظلموا: أي أذن لهم بسبب أنهم ظلموا. على نصرهم ...: وهذه بشارة من الله بأنه سينصرهم.
٥خ- لكن المنافقين كانوا يخشون الحرب:
٥خ١- فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ (٢٠-٤٧) طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ (٢١-٤٧) فَهَلْ عَسَيْتُمُ إِنْ تَوَلَّيْتُمُ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمُ (٢٢-٤٧) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمُ (٢٣-٤٧) سورة: أي سورة تأذن بالقتال. وكان المؤمنون يرجون مقاتلة الكافرين. أما المنافقون فكانوا يكرهون السور التي تحث على ذلك. سورة محكمة: أي ليست من المتشابه حتى يلتبس على الناس ما جاء فيها. مرض: أي هنا شك ونفاق. نظر المغشي عليه من الموت: هنا مقارنة بين الموت والخوف. فأولى لهم: أي كان الأولى بهم والأجدر. طاعة وقول معروف: أي عليهم إطاعة الله في ما جاء في السورة عن فرض القتال. وقول معروف: أي قول معروف يؤكد إطاعتهم لله وللرسول ﷺ في انتظار القتال. وهو القول الذي لا ينكره الشرع. عزم الأمر: أي جد وفرض القتال. يعني وصل أجله. عسيتم: أي لعلكم. توليتم: أي أعرضتم عن القتال كما جاء في السياق. فأصمهم: فأصمهم فلا يسمعون كلامه والحق سماع قبول. وأعمى أبصارهم: أعماها فلا يبصرون الحق.
٥خ٢- أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا (٧٧-٤) كفوا أيديكم: أي لا تلجؤوا إلى العنف والقتال. كان هذا في مكة لما كان المشركون يعذبون المسلمين وهم قلة وأيضا في المدينة لما أراد المسلمون أن يقاتلوا المشركين قبل الإذن بالقتال. وقالوا: وقالوا مسمعين النبي ﷺ. لذلك أمره الله بأن يرد عليهم: " قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ". لولا أخرتنا إلى أجل قريب: أي لولا تركتنا دون قتال إلى أجل قريب. أي بعده سنقاتل. لقد كانوا يظهرون عزمهم على القتال، فلما فرض ودوا أن يؤخروه إلى أجل آخر قريب لكن الحقيقة هي أنهم كانوا لا يريدون أصلا أن يقاتلوا وإنما يقولون ما لا يفعلون. هذه الآية في المنافقين وفي كل من يتصرف مثلهم لأنهم يخافون الناس أشد خشية من الله. وإن تصبهم سيئة ينسبون سببها إلى النبي ﷺ كما جاء في الآية التالية. فتيلا: أي قدر قشرة النواة.
٥خ٣- وكانوا يريدون إعفاءهم منها: وَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُوْلُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ (٨٦-٩) رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (٨٧-٩) أولوا الطول: ذووا الغنى والسعة. ذرنا: دعنا. الخوالف: هم المتخلفون عن القتال. وطبع: ختم.
٥خ٤- لأنهم لا يؤمنون بالله واليوم الاخر: لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (٤٤-٩) إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ (٤٥-٩) وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ (٤٦-٩) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (٤٩-٩)
لا يستأذنك الذين يؤمنون ...: أي يبادرون إلى الجهاد ولا ينتظرون الإذن بعدم الذهاب إلى القتال مهما كانت ظروفهم. بل لا يريدون أن يؤذن لهم بالقعود بسبب ظروفهم. إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون ...: نزلت في المنافقين وتخلفهم عن غزوة تبوك. وارتابت: شكت. يترددون: يتحيرون لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء. عدة: أي عدة من السلاح والزاد وغير ذلك من ضروريات ومستلزمات الحرب. انبعاثهم: أي نهوضهم للخروج إلى القتال. فثبطهم: أي أخرهم وعوقهم عن الخروج. القاعدين: أي الذين يتخلفون عن القتال. ائذن لي: أي ائذن لي بالتخلف. ولا تفتني: قيل بعضهم كان يقول: لا تفتني بالخروج بسبب نساء الروم فنفتن عن ديننا. الفتنة: هي هنا المعصية والعذاب الذي ينتظرهم.
أ- وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٩٠-٩) سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (١١-٤٨) بَلْ ظَنَنْتُمُ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمُ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا (١٢-٤٨) المعذرون: ذووا الأعذار. وقعد الذين كذبوا الله: أي هؤلاء لم يأتوا للاعتذار. كذبوا الله ورسوله: أي كذبوا بأقوالهم ثم تبين كذبهم بأفعالهم. نزلت في الذين أظهروا الإيمان ونصر المسلمين كذبا فظهر كذبهم بقعودهم فجأة دون اعتذار ولم يخرجوا إلى القتال. الذين كفروا منهم: أي الذين قعدوا كفرا بالله ورسوله ﷺ. المخلفون: الذين تخلفوا عن الذهاب مع النبي ﷺ . الأعراب: وهم أعراب حول المدينة تخلفوا عن رسول الله ﷺ حين أراد السفر إلى مكة معتمرا وقالوا: استغفر لنا الله ليغفر لنا ترك الخروج معك. فمن يملك لكم من الله شيئا: أي من بيده القدرة على أن يمنع عنكم قضاء الله ؟ بل كان الله بما تعملون خبيرا: هذا من تتمة ما أمر به الله نبيه ﷺ أن يقول لهؤلاء المنافقين. بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول ....: أي تخلفكم ليس سببه انشغالكم بأموالكم وأهليكم بل كنتم على يقين بأن الرسول والمؤمنين لن يرجعوا إلى أهليهم أبدا. وذلك ظنهم ظن السوء. لن ينقلب: لن يرجع. أي حسب ظن المنافقين: " سيقتل هو ومن معه ". وزين ذلك في قلوبكم: وهذا التزيين جعلكم تسعدون بظنكم هذا. بورا: أي هالكين عقيدتهم وفاسدين.
ب- وكان همهم في الحرب هو فقط أخذ الغنائم: سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمُ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا (١٥-٤٨) المخلفون: هم المذكورون في الآيات السابقة الذين تخلفوا في عمرة الحديبية وأرادوا المشاركة في غنائم خيبر. ومنعوا من ذلك. المخلفون: الذين تخلفوا عن القتال. مغانم: وهي هنا مغانم خيبر التي وعدها الله خاصة لأهل الحديبية. ذرونا: اتركونا. يبدلوا كلام الله: وكلام الله هو أن تلك الغنائم هي لأهل خيبر خاصة. كذلكم قال الله من قبل: أي قبل رجوعنا من الحديبية. إلا قليلا: قليلا من أمور الدين.
ت- وحرم على النبي ﷺ أن يقاتل إلى جانب المنافقين:← فصل محمد ﷺ ٣٩-٣٨ب ث ( وذلك بعد أن فضحهم الله وأصبحوا معروفين لديه ﷺ وأصحابه )
ث- وقد أعطاهم الله فرصة أخرى: قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمُ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (١٦-٤٨) للمخلفين: هم هنا الذين تخلفوا في عمرة الحديبية وأرادوا المشاركة في غنائم خيبر. ومنعوا من ذلك. الأعراب: أهل البدو. ستدعون: ستدعون في المستقبل. هذه فرصة أخرى منحهم الله إياها. وهي أيضا تنبؤ بأن سيكون قتال قوم ذي بأس شديد. وسيدعون إليه وهم لا يزالون على قيد الحياة. وكان هذا هو الشرط ليغفر الله لهم تخلفهم فيما مضى. واختلف في هوية هؤلاء القوم. وقد جاء الأمر بعد هذه الآية بقتال أقوام كثيرة كهوازن وغطفان يوم حنين وبني حنيفة أهل اليمامة أصحاب مسيلمة وفارس والروم لكن لم يعرف بيقين متى تمت دعوة هؤلاء المخلفين من الأعراب إلى القتال. أو يسلمون: أي يسلمون لأمر الله بمعنى الإسلام. أجرا حسنا: أجرا في الدنيا من الغنيمة التي تطالبون بها والجنة في الآخرة. من قبل: أي في عمرة الحديبية. عذابا أليما: أي عذابا في الدنيا وخصوصا في الآخرة.
ج- بالنسبة لإيمانهم أنظر الفقرة ٤د
ح- أنظر فصل المنافقون ٥٨-١٨
٥د- أما المعفيون عنهم ( في القرآن ): فصل الجهاد ٨٥-١٥ت
لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٩١-٩) وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ (٩٢-٩) الضعفاء: أي الضعفاء كالشيوخ والنساء والصبيان. ما ينفقون: أي ما ينفقون ليتجهزوا للخروج إلى الحرب. حرج : هو الإثم الذي يفضح صاحبه. نصحوا لله ...: أي أخلصوا لله ورسوله وسعوا لما ينفع الإسلام والمسلمين. من سبيل: من سبيل إلى العقوبة. أي لن يؤاخذوا على ذلك. لتحملهم: أي لتعطيهم ما يركبون. تفيض: لفظ " تفيض" هو ما زاد عن الكمية العادية.
٥ذ- أما الآخرون من الأغنياء فلا عذر لهم- وختم على قلوب الذين استأذنوا منهم: إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمُ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (٩٣-٩) السبيل: وهي هنا المأثم والمحاسبة. الخوالف: أي الذين يتخلفون عن القتال. وطبع الله على قلوبهم: أي ختم عليها فظلت على حال عصيانها. لا يعلمون: لا يعلمون عاقبة تخلفهم.
٥ر- لقد أوصى الله المؤمنين بعدم التراجع عن القتال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمُ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِ وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (١٥٦-٣) كالذين كفروا: أي كالمنافقين. لإخوانهم: لإخوانهم في النسب. فهؤلاء المنافقون كانوا يكلمون هنا من رجع حيا من السفر أو الغزو. ضربوا في الأرض: أي هنا سافروا في مصلحة المسلمين. غزى: غزاة. ثم قتلوا على إثر ذلك. لو كانوا عندنا: أي تحت رئاستنا نحن. حسرة: حسرة في الدنيا يتحسرون على موتاهم وفي الآخرة حيث سيندمون أشد الندم على كفرهم. وهذا جهلهم وكفرهم بالله الذي يحيي ويميت.
٥ز- أما إذا قعد الرسول ﷺ فوجب على بعض المؤمنين ملازمته ﷺ للتفقه في الدين: فصل الجهاد ٨٥-١٥ذ
وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمُ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (١٢٢-٩) وما كان المؤمنون لينفروا كافة: أي ما كانوا ليخرجوا كلهم إلى القتال إذا قعد النبي ﷺ ولم يكن ذلك واجبا على الكل. فقيل أن المؤمنين بعد أن افتضح أمر المنافقين بتخلفهم عن القتال أصبحوا يخشون أن يكونوا مثلهم. فالسياق جاء في الجهاد والقتال. فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة: النفير هنا قد يخص طائفة من كل فرقة التي تخرج إلى القتال وتبقى البقية مع النبي ﷺ إن كانت معه لتتفقه في الدين. والآية توحي أيضا بأن طائفة من أي قوم تكفي لطلب العلم لهم. فرقة منهم: أي قوم من المؤمنين. ثم يعلمون قومهم المقاتلين بما نزل من القرآن والحكمة وتفاصيل الدين إذا رجعوا إليهم من القتال. ولينذروا قومهم: أي ليخبروهم بما أنذرهم الله فيطيعوا أمره خوفا من عقابه. لعلهم يحذرون: أي لعلهم يحذرون عما ينذرون لكيلا يكونوا من الغافلين عن أمور الدين.
٥س- الخروج إلى الحرب:
كيفية النفير: فصل الجهاد ٨٥-١٥ذ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُوا جَمِيعًا (٧١-٤) حذركم: أي ما يستعان به للتصدي للعدو كالسلاح وتنظيم الجيش ... ثبات: أي جماعات متفرقة. يجوز للمسلمين أن يخرجوا للحرب والقتال جماعة واحدة أو جماعات متفرقة لأخذ الحذر حسب الظروف.
النفير العام إذا كان ضروريا كما وقع في غزوة تبوك: انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمُ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (٤١-٩)( خرج المسلمون كافة مع النبي ﷺ إلى تبوك لمقاتلة الروم لكن الله كفى المؤمنين القتال.) فصل تطبيق قواعد النسخ ١٤أ
إرسال تعليق