٣٩- محمد ﷺ
(17/26)
٣٨ب- محمد ﷺ تجاه المنافقين:← أنظر أيضا الفقرة ٣٦ب ب
٣٨ب أ- عليه أن يعتبرهم أعداء له: هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (٤-٦٣)
حذره الله منهم: وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمُ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ (١١٣-٤) أن يضلوك: أي في حكمك بينهم.
٣٨ب ب- بإمكانه ﷺ معرفتهم: وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ (٣٠-٤٧) وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسِبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ (٤-٦٣) ولو نشاء ...: ولو تنفي الوقوع. بسيماهم: بعلاماتهم ( أي المنافقين ). ولتعرفنهم: وهذا تأكيد من الله بأن النبي ﷺ سيتعرف على المنافقين من طريقة أقوالهم. لحن القول: أي فحواه ومعناه بلا تصريح مباشر. وهو هنا القول الذي يستر به المنافق حقده على المؤمنين بكلام مراوغ. كأنهم خشب مسندة: أي مسندة إلى شيء ما. والمعنى هو أنهم لا يبادرون إلى الجهاد وغير ذلك من نشاط الدعوة ويستندون إلى غيرهم كأنهم غير معنيين بذلك. وأقوالهم توحي بأنهم لن يجاهدوا. يحسبون كل صيحة عليهم: أي كل نداء يرعبهم ويخيل إليهم أنهم هم المقصودون لرفضهم الجهاد.
٣٨ب ت- عليه أن يحدثهم بشأن أنفسهم ثم يتركهم: فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا (٦٣-٤) فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ (٨١-٤) في أنفسهم: في شأن أنفسهم ونفاقهم. قولا بليغا: أي مؤثرا مخوفا لعلهم يتوبون.
وألا يحزنه أمرهم: فقرة ٣٦ب (٤١-٥)
وأن يبشرهم بالعذاب الأليم: بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (١٣٨-٤) بشر المنافقين: فما داموا لا يخافون من الإنذار بالعذاب الأليم فليأخذوا عنك ما ينتظرهم كبشرى. وهذا من باب التهكم.
٣٨ب ث- وأمره تعالى بألا يقاتل إلى جانبهم: فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِي أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِي عَدُوًّا ... (٨٣-٩) فإن رجعك الله: أي ردك من تبوك. طائفة منهم: أي ممن تخلفوا بالمدينة. للخروج: أي إلى غزوة أخرى.
لأنهم أبوا أن يقاتلوا معه من قبل: ... إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ (٨٣-٩) أي مع المتخلفين من النساء والصبيان وذوي الأعذار.
٣٨ب ج- بإمكانه معاقبتهم: لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (٦٠-٣٣) مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا (٦١-٣٣) سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (٦٢-٣٣) مرض: أي هنا أصحاب الفواحش. والمرجفون: وهم هنا الذين يشيعون الأخبار الكاذبة حبا للفتنة. لنغرينك بهم: لنسلطنك عليهم. لا يجاورونك فيها: أي لا يبقون ساكنين معك في المدينة. قليلا: أي مدة يسيرة. ملعونين: مطرودين من الرحمة. وتتمة الآية تفسر كيفية ذلك في الدنيا. ثقفوا: وجدوا. سنة الله: أي سن الله أن يقتل مثل هؤلاء. خلوا: مضوا.
٣٨ب ح- موقفه ﷺ تجاه المسجد الذي بنوه: فصل المساجد ٧٩-٧-٨-٩
(...) لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ (١٠٨-٩) قيل المسجد الذي أسس على التقوى هو مسجد قباء. وفي الصحيح « صلاة في مسجد قباء كعمرة »
٣٨ب خ- عليه ألا يصلي عليهم عند موتهم: وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ (٨٤-٩) كان النبي ﷺ إذا دفن الميت يقف على قبره داعيا له بالتثبيت فمنعه الله أن يفعل ذلك مع المنافقين.
٣٨ب ذ- وعليه ألا يغتر بما عندهم من مال وأولاد: فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (٥٥-٩) وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (٨٥-٩) ليعذبهم بها: أنظر التفسير في الفقرة ٣٦ب ت ٢. وتزهق أنفسهم: أي تخرج بغتة.
٣٨ت- محمد ﷺ تجاه الخائنين:
أ- عليه ألا يخاصم من أجلهم: وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (١٠٥-٤) أي لا تخاصم اليهود لأجل المنافقين. نزلت في سارق بني أبيرق والذين اتهموا بريئا عند رسول الله ﷺ:← أنظر الفقرة ٢١ق٣- وفصل ٧٤-٧
ب- وأن ينبذ عهده معهم علانية : وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ (٥٨-٨) فانبذ إليهم: اطرح عهدهم. أي لا تنتظر أجله المعقود بالسلام بينك وبينهم. على سواء: على استواء في العلم. أي أعلمهم بذلك.
ت- وأن يتوكل على الله، فهو حسبه: وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (٦٢-٨) أن يخدعوك: أي يظهروا السلم والصلح ويبطنوا الغدر أو الاستعداد لحربك. حسبك: كافيك. أيدك: قواك. بنصره: أي كيوم بدر. ونصره الله بالملائكة وبجنوده في حروبه.
ث- وإن يخونوا فسبحانه سيتمكن منهم:
وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٧١-٨) يتعلق الأمر بالأسرى: ← فقرة ٤٣ط ب - وإن يريدوا: أي الأسرى كأسرى مشركي قريش. خيانتك: أي بما يظهرون لك من القول. فقد خانوا الله من قبل: أي قبل بدر بأن كفروا ومكروا ضدك. فأمكن منهم: أي بالهزيمة والأسر. عليم حكيم: عليم بهم ويتصرف تجاههم بحكمة.
ج- أنظر أيضا الفقرة ٣٩ب س٣
إرسال تعليق