٥٨- المنافقون
(8/10)
١٨- المنافقون في زمن النبي ﷺ : أنظر فصل محمد ﷺ ٣٩-٣٨
١٨أ- المنافقون في المدينة: فقرة ١٨ب٢ (١٠٢-١٠١-٩)
١٨أ١- كانوا يريدون إخراج المؤمنين من المدينة: ( لما رجعوا من غزوة بني المصطلق )
يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (٨-٦٣) الأعز: الأقوى. وهذا من قول ابن أبي رأس المنافقين. ويعني بالأعز هو ومن معه. الأذل: يقصد به ابن أبي النبي ﷺ والمؤمنين.
١٨أ٢- كانوا يُحرضون على عدم إعانة المؤمنين أصحاب النبي ﷺ : هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ (٧-٦٣) هم: أي عبد الله بن أبي وأتباعه من المنافقين. يقولون: يقولون لأصحابهم من الأنصار. على من عند رسول الله: أي من المهاجرين. حتى ينفضوا: أي يتفرقوا ويتخلوا عن النبي ﷺ لقلة أو عدم الإمكانيات. ولله خزائن السماوات والأرض: وبالتالي هو الرزاق. فإن لم ينفق أحد على المهاجرين فالله سيرزقهم من حيث لا تدرون. لا يفقهون: لا يفقهون بأن الرزق بيد الله وليس بيد الخلق.
وكانوا يبخلون: أنظر فصل الإنفاق ٨١ - ١٦أ.
١٨أ٣- كانوا يثبطون همم المؤمنين لكي يرجعوا إلى ديارهم: وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مَقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا (١٣-٣٣) يثرب:هي المدينة المنورة أو أرضها. ونهى النبي ﷺ المسلمين بتسميتها بهذا الاسم ربما لأنه من اللوم والتعيير. فإنها طابة أي طيبة. لا مقام لكم: أي لا تبقوا مرابطين مع النبي ﷺ. فارجعوا: فارجعوا إلى منازلكم في المدينة. هذا في يوم الخندق وواقعة الأحزاب.
١٨أ٤- كانوا يستعملون مسجدا بنوه للمكر بالمؤمنين: فصل المساجد ٧٩-٧
وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (١٠٧-٩) لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمُ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (١١٠-٩) ضرارا: أي مضارة لأهل مسجد قباء. وكفرا: أي كفرهم هو الذي جعلهم يتخذون مسجدا آخر لزرع الفتنة. وتفريقا بين المؤمنين: أي ليتخلف أقوام عن مسجد رسول الله ﷺ ويتخذوا مسجدهم. وإرصادا لمن حارب الله ورسوله: أي مكانا للذين حاربوا الله والرسول ﷺ كأبي عامر الراهب ينتظرون فيه ويترقبون ويستعدون لحربه ﷺ مرة أخرى. من قبل: أي قبل بناء ذلك المسجد. مسجد الضرار والكفر. الحسنى: أي الخير الأفضل. بنيانهم: وهو مسجد الضرار. ريبة في قلوبهم: هذا المسجد سيظل يجسم في قلوبهم شكا ونفاقا. تقطع قلوبهم: تقطع قلوبهم حسرة وندامة يوم لا ينفع الندم. أي بعد موتهم. عليم حكيم: عليم بنفاق هؤلاء حكيم في تصرفه تجاههم كما ذكر في الآية.
لأجل ذلك نهى الله نبيه ﷺ عن الصلاة في مثل تلك المساجد:← فصل محمد ﷺ ٣٩-٣٨ب ح (١٠٨-٩)
١٨أ٥- كانوا ينشرون الكذب والفواحش في المدينة: فصل محمد ﷺ ٣٩-٣٨ب ج (٦٠إلى٦٢-٣٣)
١٨أ٦- ويتناجون بالإثم والعدوان ضد الرسول ﷺ : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٨-٥٨) نزلت في المنافقين اليهود. وكانت نجواهم تثير القلق في نفوس المؤمنين. حيوك بما لم يحيك به الله: وهو قولهم: السام عليك، أي الموت. بما نقول: أي في تحيتنا ونجوانا.
١٨ب- الأعراب:
١٨ب١- كانوا من أشد الأعداء للإسلام: الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٩٧-٩) وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٩٨-٩) الأعراب: هم أهل البدو. وأجدر: أي أقرب وأولى وأحق. حدود ما أنزل الله: أي فرائض الشرع. يعني هؤلاء الأعراب هم أبعد عن فهم الدين لقساوة قلوبهم وكفرهم ونفاقهم. عليم حكيم: فما أنزل على الرسول ﷺ هو من لدن عليم حكيم. عليم بهؤلاء حكيم في حكمه فيهم. ما ينفق: ما ينفق في سبيل الله لما يطالب بذلك. مغرما: أي غرامة وخسارة. ويتربص بكم الدوائر: أي ينتظر بكم الحوادث ومصائب الدهر. عليهم دائرة السوء: أي يحيط بهم السوء. سميع عليم: سميع لما يقولون عنكم في السر والعلن عليم بهم.
١٨ب٢- كانت تصرفاتهم منافقة كتصرفات منافقي المدينة: وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (١٠١-٩) الأعراب: أي أهل البدو. مردوا على النفاق: أي لجوا فيه وتجردوا له. فلا يرجى منهم توبة في ذلك. سنعذبهم مرتين: أي عذاب لكفرهم وعذاب لنفاقهم. عذاب في القبر لا ينجو منه كافر يعرضون على النار غدوا وعشيا. وعذاب قبل الصراط حين يكونون في ظلمة شاملة. قال تعالى عنهم: " فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب "(١٣-٥٧). يردون: أي ينتقلون نهائيا من عذابهم الثاني إلى العذاب الأكبر. عذاب عظيم: أي في الدرك الأسفل من النار. وكثير من المفسرين جعلوا العذاب الأول لهم في الدنيا قبل موتهم بالفضيحة وكل ما يصيبهم فيها.
١٨ب٣- كانوا لا يريدون الاشتراك في الغزوات جُبنا منهم مع قلة الإيمان: فصل المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥خ٥
١٨ب٤- البعض منهم اعترف بخطيئته. ويبقى مصيره بيد الله: فقرة ٢١ر (١٠٢-٩)
١٨ب٥- أشار القرآن إلى أن من بين الأعراب أناسا مؤمنين: فصل المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٤د
١٨ت- المنافقون من أهل الكتاب ( اليهود على الخصوص ): أنظر فصل المؤمنون وأهل الكتاب ١٠١ أ١ج
إرسال تعليق