U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

المؤمنون في مرحلة الوحي-08-67

   

٦٧- المؤمنون في مرحلة الوحي

(8/13)

٥ص٣- غزوة أو وقعة الأحزاب :

السورة رقم ٣٣ تحمل اسم " الأحزاب "

٥ص٣أ- لقد رأى المؤمنون وعود الله ورسوله تتحقق: وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمُ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (٢٢-٣٣) هذا ما وعدنا الله ورسوله: يعني تحزب المشركين على النبي والمسلمين وضرورة مواجهتهم والحرب النهائية بين الطرفين. ومعظم المفسرين ذكروا أن هذا الوعد جاء في قوله تعالى الذي نزل بعام قبل مجيء الأحزاب ( عن ابن عباس ): " أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبل ... " (٢١٤-٢) وفي قول النبي " أن الأحزاب سائرون إليكم بعد تسع أو عشر". وتسليما: أي انقيادا لأمر الله ورسوله .

٥ص٣ب- وقعت معجزات في هذه الغزوة، وهزم الله الأحزاب وحده: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمُ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (٩-٣٣) إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَ (١٠-٣٣) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (١١-٣٣) جنود: جنود من الكفار والمشركين. وجنودا لم تروها: وهم الملائكة. وكان الله بما تعملون بصيرا: أي من حفر الخندق والاستعداد للحرب في سبيل الله. من فوقكم ومن أسفل منكم: أي من فوق الوادي الذي من قبل المشرق. ومن أسفل الوادي من قبل المغرب. زاغت الأبصار: أي مالت عن سكينتها فأصبحت في حيرة ودهشة. وبلغت القلوب الحناجر: أي من شدة الخوف. وتظنون بالله الظنون: أي تظنون أن الله لن ينصركم أو قد تخلى عنكم ....  وزلزلوا زلزالا شديدا: يعني اضطربت قلوبهم من شدة الخوف.

٥ص٣ت- تصرفات المنافقين في هذه الغزوة:

وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا (١٢-٣٣) وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مَقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا (١٣-٣٣) وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَأَتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا (١٤-٣٣) مرض: هو هنا شك وضعف إيمان. غرورا: باطلا. أي الوعد بالنصر كان باطلا. يثرب: هي المدينة المنورة أو أرضها. ونهى النبي المسلمين بتسميتها بهذا الاسم. ربما لأنه من اللوم والتعيير. فهي طابة أي طيبة. لا مقام لكم: أي لا تبقوا هنا ( يعني مرابطين مع النبي ). فارجعوا: فارجعوا إلى منازلكم في المدينة. عورة: أي ليست حصينة وهي دون حماية. ولو دخلت عليهم من أقطارها: أي لو دخل عليهم العدو ( كالأحزاب ) من جميع جوانب المدينة. ومن أقطارها يعني لو أن بيوتهم أصبحت دون حماية في يد العدو. ثم سئلوا الفتنة لأتوها: أي إن دعاهم هذا العدو المحتل إلى الكفر والشرك ومقاتلة المسلمين في مقابل سلامتهم وسلامة بيوتهم لاستجابوا بقلوبهم وجوارحهم. وما تلبثوا بها إلا يسيرا: وما تباطأوا بفعل ذلك إلا يسيرا. أي لقلة إيمانهم هذه الفتنة لن تحزنهم لدرجة أن يصمدوا أمامها ويرفضوها. فسلامتهم وسلامة بيوتهم عندهم فوق كل اعتبار.

وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا (١٥-٣٣) قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا (١٦-٣٣) قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (١٧-٣٣) قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا (١٨-٣٣) من قبل: أي قبل غزوة الخندق وبعد بدر. لا يولون الأدبار: أي لن يعرضوا عن القتال ولن يهربوا منه. وإذا لا يمتعون إلا قليلا: قليلا لأن متاع الدنيا قليل. هلم إلينا: أي فارقوا محمدا وتعالوا إلينا. البأس: الحرب. ولا يأتون البأس إلا قليلا: أي يتجنبون القتال كثيرا.

أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (١٩-٣٣) يَحْسِبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا (٢٠-٣٣) أشحة عليكم: أي لا يأتون البأس إلا قليلا ( كما في السياق ) لبخلهم الشديد عليكم. فيتجنبون القتال ولا ينفقون في سبيل الله وفي كل ما يمكن أن يقويكم. جاء الخوف: أي الخوف من القتال. ذهب الخوف: أي لم يعد هناك خوف من الحرب. سلقوكم بألسنة حداد: أي آذوكم بأقوال سليطة مثلا وقت تقسيم الغنيمة. أشحة على الخير: أي يحرصون كل الحرص بأقوالهم المؤذية على حظ وافر من الغنيمة مع أنهم لا يستحقونه. فأحبط: أبطل. يسيرا: أي إحباط أعمالهم سهل هين عند الله رغم إظهارهم الإيمان للناس. يحسبون الأحزاب لم يذهبوا: كانوا يظنون أن الأحزاب لم يذهبوا إلى حال سبيلهم مع أنهم انصرفوا بعد أن هزمهم الله. وإن يأت الأحزاب: أي إن رجعوا لقتال المسلمين. لو أنهم بادون ...: أي لو أنهم كانوا في البادية مع الأعراب. ما قاتلوا إلا قليلا: أي دون حماس ولا تضحية ولا جهد حقيقي ولا نية في انتصار المسلمين.

٥ص٣ث- لقد نصر الله المؤمنين في هذه الغزوة وهزم الأحزاب وحده: فقرة ٥ص٣ب

وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا (٢٥-٣٣) بغيظهم: أي بحقدهم وغضبهم على المسلمين. لم ينالوا خيرا: لم ينالوا خيرا لا في الدنيا كالظفر بالمؤمنين ولا في الآخرة إن ماتوا على كفرهم. وكفى الله المؤمنين القتال: أي تكفل بنفسه بهزمهم.


     





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة