U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - جهنم -0134

   

٢٢- العوالم عند الله (3/6)

 

 

٢٢ب- جهنم:

لقد أعدت جهنم منذ زمن لمجرمي وكافري السماوات والأرض.

 

٢٢ب١- عرضها: أنظر عرض جهنم: فقرة ٤٥ذ.

سيدخلها أكبر عدد من المحاسبين من الجن وانس ومع ذلك ستقول هل من مزيد. في الصحيحين «وأما النار فلا تزال تقول هل من مزيد حتى يضع عليها رب العزة قدمه فتقول قط قط وعزتك ». وقال رسول الله « لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة قدمه فيها فينزوي بعضها إلى بعض وتقول قط قط وعزتك وكرمك » رواه الإمام أحمد. وسنرى تفسير الانزواء هذا في الفقرة ٤٦ت.

 

٢٢ب٢- قعرها:

في حديث رواه الإمام أبو جعفر ابن جرير «  لو أن صخرة زنة عشر أواق قذف بها من شفير جهنم ما بلغت قعرها خمسين خريفا ثم تنتهي إلى غي وآثام ». قال قلت ما غي وآثام قال « قال بئران في أسفل جهنم يسيل فيهما صديد أهل النار». قيل حديث غريب ورفعه منكر. وفي حديث أبو بكر بن مردويه قال رسول الله  « إن الحجر يرمى في جهنم سبعين خريفا ما يبلغ قعرها ويؤتى بالغلول فيقذف معه ». يتعلق الأمر هنا بلا شك بقعر كل حفرة وليس كل جهنم لأن من أسفل الدرك الأسفل إلى أعلى طبقتها الأولى كالمسافة بين مركز الدنيا وأعلى العالم البيني بين الأرض الثانية والأرض الأولى وتقاس عندنا بملايير السنين.

وليس في جهنم أرض صالحة لأهلها ولا سماوات نافعة. قال أبو عمران الجوني « فلا والله لا تستقر أقدامهم على قرار أبدا، لا والله لا ينظرون فيه إلى أديم سماء أبدا ..الخ » رواه ابن أبي حاتم. قال تعالى﴿ لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش ﴾(٤١-٧). وفيها سيهوي أهلها < أنظر الفقرة ٤٤ر.

 

٢٢ب٣- جدرها:

قال تعالى﴿ إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها ﴾(٢٩-١٨) وفي حديث رواه أحمد قال أبو سعيد الخدري عن رسول الله قال « لسرادق النار أربعة جدر كثافة كل جدار مسافة أربعين سنة ». وأخرجه الترمذي في صفة النار.

 

٢٢ب٤- أبوابها:

قال تعالى﴿ لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم ﴾(٤٤-١٥) قال إسماعيل بن علية وشعبة كلاهما عن أبي هارون الغنوي عن حطان بن عبد الله أنه قال سمعت علي بن أبي طالب وهو يخطب قال « إن أبواب جهنم هكذا. قال أبو هارون: أطباقا بعضها فوق بعض ». وفي رواية عن علي رضي الله عنه قال« أبواب جهنم سبعة بعضها فوق بعض فيمتلئ الأول ثم الثاني ثم الثالث حتى تمتلئ كلها ». أي تمتلئ من أسفلها إلى أعلاها بينما الجنة ستمتلئ من أعلاها إلى أسفلها. وقال عكرمة سبعة أبواب سبعة أطباق. وقال جويبر عن الضحاك قال باب لأهل التوحيد - وهو الأعلى - وباب لليهود وباب للنصارى وباب للصابئين وباب للمجوس وباب للذين أشركوا وباب للمنافقين ( مع أن المنافقين لن يدخلوا من أبوابها كما سوف نرى بل سيهوون من الصراط إلى الدرك الأسفل ).

 

٢٢ب٥- فيحها وحرها وسوادها:

في حديث رواه الإمام أحمد « من أنظر معسرا أو وضع عنه وقاه الله من فيح جهنم ». وفي الصحيحين من حديث مالك « نار بني آدم التي توقدونها جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ». فقالوا يا رسول الله إن كانت لكافية فقال « فضلت عليها بتسعة وستين جزءا ». وفي حديث رواه أبو عيسى الترمذي وابن ماجه قال رسول الله  « أوقد الله على النار ألف سنة حتى احمرت ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت فهي سوداء كالليل المظلم » ( ورأينا معنى الألف سنة هذه ). وفي حديث آخر: لا يضئ لهبها  <أنظر ظلمات جهنم: فقرة ٤٦خ.

 

٢٢ب٦- لها عينان وتتكلم:

في حديث رواه ابن أبي حاتم قال رسول الله  « من يقل علي ما لم أقل أو ادعى إلى غير والديه أو انتمى إلى غير مواليه فليتبوأ مقعده من النار ». وفي رواية فليتبوأ بين عيني جهنم مقعدا. قيل يا رسول الله وهل لها من عينين ؟ قال « أما سمعتم الله يقول﴿ إذا رأتهم من مكان بعيد ﴾(١٢-٢٥)»( أنظر أيضا الفقرة ١٧).

وأهلها ستكون مقاعدهم في الثلث الأوسط منها. وفي حديث آخر « أنه يؤتى بجهنم يوم القيامة فتنادي الخلائق فتقول إني وكلت بكل جبار عنيد ».

 

٢٢ب٧- ستسعر يوم القيامة ويؤتى بها < فقرة ٤٤ج١٢

قال تعالى﴿ وجئ يومئذ بجهنم ﴾( ٢٣-٨٩)﴿ إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا ﴾(١٢-٢٥). فهي الآن في الآخرة تحت جنة الخلد. وسيسوقها الملائكة يوم القيامة ( بمعنى سينزلونها ). في صحيح مسلم عن ابن مسعود قال قال رسول الله « يؤتى بجهنم تقاد يوم القيامة بسبعين ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها ». وفي حديث: سيشرق عنق منها على الخلائق وتزفر زفرة لا يبقى أحد إلا جثا لركبتيه فتقول إني وكلت بكل جبار عنيد الذي جعل مع الله إلها آخر وبكذا وبكذا وتذكر أصنافا من الناس ».

 

٢٢ب٨- أول أهلها دخولا إليها:

إن الله سينزع من كل شيعة أيهم أشد عليه عتيا. فالذين أشد كفرا هم الأوائل دخولا إلى النار ثم الذين أقل منهم جرما. وأشار الله في القرآن أيضا أن الذين يكرهون لأنفسهم ما ينسبون إليه كمشركي العرب سيعجلون أيضا إليها ﴿ ويجعلون لله ما يكرهون ﴾(٦٢-١٦) ثم قال﴿ لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون ﴾(٦٢-١٦) كما قال رسول الله « أنا أفرطكم على الحوض » أى متقدمكم. وسنرى أن هؤلاء المشركين سيكونون في الطبقة السادسة من جهنم. بالتالي لن ينتظروا كثيرا. سيدخلونها مباشرة بعد أصحاب الطبقة السابعة. وسنرى أيضا أن المنافقين هم أول من سيهوون فيها.  

< إن الأحاديث عن جهنم وألوان عذابها كثيرة. أما عما جاء في القرآن فانظر كتاب تصنيف وتفسير آيات وفصول القرآن العظيم فصل جهنم ١١٥- وأنظر أيضا فقرة شكل جهنم.


   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة