U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - الجنة مائة درجة -0406

   

  ٤٥- شكل جنة الخلد وجنات الدنيا وشكل الكون (21/39)

 

 

 

٤٥ذ- الجنة مائة درجة:

في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري قال « إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض « وقال « الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين مسيرة خمسمائة سنة » وقال أيضا « إن الجنة مائة درجة لو أن العالمين اجتمعوا في إحداهن لوسعتهم »( رواه الترمذي عن أبي سعيد الخدري ).

رأينا أن الملائكة الذين في الأرض الأولى يعرجون إلى الأغصان العليا لسدرة المنتهى حيث الملأ الأعلى في مدة مقدارها خمسون ألف سنة ( إن عرجوا دون معراج ) والذين في الأرض السابعة يعرجون إلى أغصان أسفل منها بنفس النسبة في نفس المدة. فما بين الأرض الأولى وأعلى السدرة خمسون ألف سنة. وبما أن جنة الخلد لها عرض السماوات والأرض الأولى فالمدة الزمنية بين أدنى الجنة وأعلى الفردوس الأعلى هي خمسون ألف سنة أيضا. أي ملائكة سدرة المنتهى الذين في أغصان أطرافها والذين سيكونون أيضا في أغصان شجرة الخلد في أطراف الفردوس الأعلى ستدوم رحلتهم إن نزلوا من ذلك الفردوس إلى أدنى الجنة خمسون ألف سنة ( إن نزلوا دون وسيلة مسرعة ). والسنة في جنة الخلد هي كأكبر سنة من سنواتنا. أي كالتي ستكون عند الفناء. حينها كما رأينا سابقا سيكون عرض السماوات والأرض كعرض جنة الخلد بنفس الكيلومتر وليس فقط بنفس المدة.

وفي الحديث الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض أي خمسمائة سنة ( في الحديث أيضا ). ومائة درجة تساوي إذن خمسين ألف سنة. وهذا ينطبق مع كون عرض الجنة كعرض السماوات والأرض الأولى، إلا أن السماوات والأرض الدنيوية حلقات. أما طبقات جنة الخلد بروضاتها فمنبسطة تقريبا. وينطبق أيضا مع كون الملائكة يعرجون إلى مقاعدهم في سدرة المنتهى ودون معراج من أي أرض من الأرضين السبع في نفس المدة أي في خمسين ألف سنة.

رأينا أن الجنة ثمان طبقات رئيسية. في كل طبقة طبقتان ثانويتان. في المجموع ست عشرة طبقة ثانوية. عرض الطبقة الثانوية الأولى وهي أدنى الجنة هو كعرض الأرض الأولى في جميع الاتجاهات. فغلظ أدنى الجنة من أسفله إلى أعلاه هو إذن خمسمائة سنة كغلظ الأرض الأولى. وكل طبقة لها نفس الغلظ الزمني إلا الطبقة الثانوية العليا لأن المجموع خمسون ألف سنة. وبالتالي غلظ هذه الطبقة هو خمسون ألف سنة ننقص منها غلظ خمسة عشر طبقة ثانوية. أي اثنان وأربعون ألفا وخمسمائة سنة، أكبر طبقة ثانوية. غلظ كل درجة منها خمسمائة سنة. ويقاس الغلظ سواء في الدنيا أم في الآخرة بعدد السنين الذي يستغرقه الملك العادي لما يعرج أو ينزل دون معراج. أما بنفس الكيلومتر فكل طبقة فيهما لها غلظ أكبر من التي تحتها.

أما جهنم فلها عرض ما تبقى من الدنيا أي كعرض الأرضين السفلى يوم الفناء، أي حين سيكون للدنيا أكبر عرض. وعرض الأرضين تلك هو عرضهن من مركز المركز العظيم إلى أعلى العالم البيني الذي تحت الأرض الأولى مباشرة، أي أربعة عشر عالم: ست أرضين وسبعة عوالم بينية بينهن والمركز. غلظ كل عالم خمسمائة سنة. وهو أيضا مدة زمنية فقط. أما المسافات الحقيقية فتختلف من مستوى إلى آخر.

إذا كانت جنة الخلد مائة درجة فجهنم أربعة عشر دركة أي سبعة آلاف سنة. عن أبي رجاء عند تفسير قوله تعالى﴿ فلا اقتحم العقبة ﴾(١١-٩٠) قال:« بلغنا أن العقبة مصعدها سبعة آلف سنة ومهبطها سبعة آلف سنة ». وقال ابن عمر: « هذه العقبة جبل في جهنم ». وربما هذا يعني أيضا أن أهل النار بعد دخولهم جهنم من أبواب أدنى طبقتهم يصعدون إلى مقاعدهم فيها في هذا الجبل.

وقال ( في حديث قاله الأعمش )» من رمى بسهم فله أجره درجة « فقال رجل يا رسول الله وما الدرجة ؟ فقال: أما إنها ليست بعتبة أمك ما بين الدرجتين مائة عام « والدرجة هنا ليست غلظ الطبقة في الجنة كما في الحديث السابق " الجنة مائة درجة " بل قد تكون فقط المسافة بين الروضة والتي تحتها مباشرة والله أعلم.



   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة