٦٠- اعتقادات الكافرين
(9/11)
٢٥- الكافرون تجاه الحياة الدنيا ← فصل طبيعة الكافرين ٦٢-١٠
٢٥أ- لا يؤمنون إلا بهذه الحياة: فقرة ١٠-٣٩
وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (٢٩-٦) إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (٣٧-٢٣)( هذا قول قوم بعد نوح ) إلا حياتنا الدنيا: أي لا آخرة تنتظر. نموت ونحيا: أي في هذه الحياة الدنيا فقط. ومن مات مات إلى الأبد حسب اعتقادهم.
٢٥ب- ويفضلونها: (...) اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ (١٠٧-١٦) الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ (...) أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (٣-١٤) فَأَمَّا مَنْ طَغَى (٣٧-٧٩) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (٣٨-٧٩) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (٣٩-٧٩) استحبوا: اختاروا وفضلوا. يستحبون: يختارون. بعيد: أي بعيد عن الحق. طغى: أي تجاوز الحد في العصيان. وآثر: أي فضل. المأوى: أي مأواه ومنزله.
قال تعالى: مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ (١٥٢-٣)
٢٥ت- ويطمئنون بها: إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (٧-١٠) أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (٨-١٠)
ورضوا بالحياة الدنيا: وبالتالي لا يتطلعون إلى غيرها. واطمأنوا بها: أي لا يخيفهم وجود عالم آخر فيفعلون فيها ما يشاءون دون خوف من حساب أو عقاب. يكسبون: يكسبون من سيئات في المعتقد والأعمال.
٢٥ث- ويفرحون بها: فصل طبيعة الكافرين ٦٢-١٠ج
٢٥ج- لأنها تغرهم: فصل طبيعة الكافرين ٦٢-١٠ح
وقال تعالى: بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (١٦-٨٧) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (١٧-٨٧) تؤثرون: أي تفضلون وتقدمون.
وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (٧٢-١٦) أي بالإسلام.
وبعضهم يحرم بعض الأطعمة افتراءً على الله: فصل الشرك ٥٧-٢٩ (١٣٩-١٣٨-٦)
وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ (٩٥-٧) والسراء: أي ما يسر ولا يضر.
٢٨أ- يستعجلون العذاب: وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمُ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قِبَلًا (٥٥-١٨) وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (٨-١١) العذاب قبلا: أي يواجهون عذابا شديدا. أمة معدودة: أي مدة طويلة لكن معدودة هنا كقوله تعالى في سورة يوسف " وادكر بعد أمة ". ما يحبسه: أي ما يحبس العذاب. مصروفا: مدفوعا. ما كانوا به يستهزئون: أي العذاب.← فصل الناس ٥٠-١٢ح
يقول الله لهم في هذا الباب أيضا: أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (١٧٦-٣٧) قُلْ أَرَأَيْتُمُ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (٥٠-١٠) أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (٥١-١٠) عذابه: أي عذاب الوعد الذي يسألون عنه في الآيات السابقة وهو يوم القيامة. والآية التالية " ثم قيل للذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد (٥٢-١٠) " تؤكد أيضا ذلك. ماذا يستعجل منه المجرمون: أي أرأيتم ماذا يستعجلون من حدوث يوم القيامة ؟ إذا ما وقع: أي يوم القيامة. آمنتم به: أي بيوم الحساب. آمنتم به آلآن: أي الآن حين وقوعه تؤمنون ؟ وقد كنتم به: أي بيوم القيامة. تستعجلون: أي تستعجلون به استهزاء.
أنظر مواقف الكافرين تجاه العذاب في فصل كل نبي.
٢٨ب- يعتقدون أن المصائب ليست من عذاب الله: فقرة ١٤-٢٧
وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ (٤٤-٥٢) ساقطا: ساقطا عليهم لتعذيبهم. سحاب مركوم: أي متراكم بعضه فوق بعض. سيقولون ذلك جهلا وعنادا قبل وصوله إليهم لأنهم لا يصدقون أنه عقاب من الله على شركهم.
٢٨ت- يأسهم أمام عذاب الله: حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (٧٧-٢٣) وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (٤٦-٢١) حتى إذا فتحنا ...: تفسير هذه الآية في فصل الابتلاء ١٠٦- ٨. ظالمين: ظالمين بشركنا وأعمالنا الفاسدة.
ومع ذلك يكفرون من بعده: وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ (٥١-٣٠) فرأوه: أي رأوا النبات أو الزرع الذي هو أثر رحمة الله. مصفرا: أي ريح جعلت زرعهم يصفر قبل أوانه دون محصول. من بعده: أي بعد النبات الذي أصبح مصفرا. يكفرون: أي يسخطون غير راضين بقدر الله.
٢٨ث- إيمانهم أمام العذاب الشديد: فصل الهداية ٤٨-١٩
- فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (١٠-٤٤) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (١١-٤٤) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (١٢-٤٤) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (١٣-٤٤) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (١٤-٤٤) إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (١٥-٤٤) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ (١٦-٤٤)
فارتقب ...: أي فانتظر مراقبا السماء. والخطاب للنبي ﷺ. وهذا الدخان لم يظهر حتى الآن وهو من علامات الساعة كما جاء في الحديث. ولو ظهر في زمان الرسول ﷺ لأكده القرآن أو الحديث. وهو ليس تخيلا من أثر الجوع الشديد الذي أصاب قريش في زمن النبي ﷺ كما قيل. والآية فيها ترقب لأمر لم يحدث بعد وكذا حالة الناس يومئذ. وذكر محمد ﷺ في هذه الآيات سيؤكد للناس في زمن الأشراط أنه هو من أتى بهذا التنبؤ من عند الله لكن إيمانهم حينها لن ينفعهم لأن الدخان من بعض آيات الله التي لا ينفع معها الإيمان. لذلك قال تعالى: " أنى لهم الذكرى ..." أي إن الوقت قد فات لقبول التوبة كقوله تعالى عن فوات الأوان يوم القيامة: " يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (٢٣-٨٩) " وكل الكافرين بمحمد ﷺ إلى يوم القيامة يدخلون في الذين تولوا عنه وقالوا معلم مجنون ( أي أن الجن تلقي عليه القرآن ).
يوم تأتي السماء ...: أي فارتقب ذلك اليوم الذي يجيء فيه دخان من السماء. بدخان مبين: أي دخان ظاهر وعظيم. يغشى الناس: يغشاهم فيحيل بينهم وبين أن يروا أديم السماء لسواده ولأنه سيحيط بهم من كل ناحية بل يدخل إلى رئاتهم. هذا عذاب أليم: لا شك أنه دخان مؤلم خصوصا للكفار. أما المؤمن فلا يصيبه إلا بالزكمة. ربنا اكشف عنا العذاب ...: وهذا دعاء الناس يومئذ، كافرهم ومؤمنهم. إنا مؤمنون: أي مؤمنون بك يا ربنا لا شريك لك. أنى لهم الذكرى: أي من أين لهم أن يذكروا إذ أعرضوا عن رسول مبين ورموه بالجنون ؟ وقد جاءهم: أي جاء لكل الناس إلى يوم القيامة. رسول مبين: مبين بالأدلة القاطعة. معلم: أي يعلمه أحد ما. إنكم عائدون: أي عائدون إلينا يوم نبطش البطشة الكبرى لتعذيبكم في الآخرة. فإيمانهم وقتئذ لن ينفعهم. يوم نبطش البطشة الكبرى: أي يوم نأخذكم بالأخذة القوية يوم البعث والحساب.
- أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (٥١-١٠) إذا ما وقع: أي يوم القيامة أو عذابه حسب سياق الآيات. آمنتم به ءالآن: أي الآن حين وقوعه تؤمنون ؟ آمنتم به: أي بعذاب يوم القيامة. تستعجلون: أي تستعجلون به استهزاء.
لكن هذا الإيمان المتأخر لن ينفعهم: فقرة ١٨د٢
فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمُ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا (٨٥-٤٠) أي عذابنا.
٢٨ج- فهم عائدون إلى حساب الله بعد ذلك: إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (١٥-٤٤) كاشفوا العذاب: أي سنكشفه. يعني الدخان الذي ستأتي به السماء. وهذا تنبؤ بكشفه بعد حدوثه. أي لن يبقى الدخان إلى يوم الفناء. قليلا: قليلا في دنياكم. عائدون: عائدون إلينا لتعذيبكم في الآخرة. فإيمانهم وقتئذ لن ينفعهم.
٢٨ح- ويعرضون عن آياته: وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٤٥-٣٦) وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمُ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (٤٦-٣٦) ما بين أيديكم: ما بين أيديكم من عقاب الدنيا الذي قد يصيبكم مثل من كان قبلكم. وما خلفكم: أي ما سيصيبكم بعد موتكم وهو عذاب القبر وعذاب الآخرة. أي اتقوا ذلك بإطاعة الله واجتناب نواهيه. وجواب " إذا " محذوف ومعلوم وهو "أعرضوا" كما يعرضون عن أية آية من آيات الله كما هو مبين في الآية التالية.
إرسال تعليق