٥١- الإنسان
(5/7)
٢١- أدعيته ومواقفه تجاه الأحداث المختلفة
٢١أ- بعض الناس يدعو لأجل الدنيا فقط:
فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (٢٠٠-٢) آتنا في الدنيا: أي آتنا من نعيمها.
٢١ب- وآخرون يدعون الله للدارين: ← فصل أدعية المؤمنين ٦٩-١٢ (٢٠٢-٢٠١-٢)
٢١ت- أمام المصائب والنعم:
٢١ت١- يقول تعالى للمشركين في هذا الصدد:
قُلْ أَرَأَيْتَكُمُ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (٤٠-٦) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (٤١-٦) ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ (٥٣-١٦)
← فصل أدعية المؤمنين ٦٩-٣ج
٢١ت٢- حالة الإنسان لما يصيبه ضر:
أ- الجزع واليأس: إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (٢٠-٧٠) وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ (٤٩-٤١) وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا (٨٣-١٧) وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمُ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ (٣٦-٣٠) سيئة: أي من مصائب الدنيا السيئة. بما قدمت أيديهم: أي من أعمال سيئة. يقنطون: ييأسون.
ب- إن الإنسان كفور: وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ (٤٨-٤٢) رحمة: أي من نعم الدنيا. سيئة: أي من مصائب الدنيا السيئة. بما قدمت أيديهم: أي بما قدمت من ذنوب. كفور: ساخط غير راض بما قدر الله له.
أيضا لما تنزع منه النعمة: وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ (٩-١١)
ت- ويصبح ذا دعاء عريض: فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا (٤٩-٣٩) وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ (٨-٣٩) وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا (١٢-١٠) وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ (٥١-٤١) وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ (٣٣-٣٠) ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ (٥٣-١٦) لجنبه: أي حين يكون على جنبه مضطجعا. فذو دعاء عريض: أي كثير ويطيله. يعني يتذكر الله ويدعوه فقط في الشدة.
وكذلك لما يتهدده خطر. مثلا في البحر:← فقرة ٢١ت٣ب
ث- وأمام العذاب يؤمن بالله ويكفر بما كان يشرك به لكن: فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (٨٤-٤٠) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمُ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ (٨٥-٤٠) فلما رأوا: أي الأقوام التي جاءتها الرسل. بأسنا: عذابنا. سنت الله: أي قضاء الله المعتاد بأنهم إن لم يؤمنوا نزل عليهم العذاب. وإن نزل لا ينفعهم إيمانهم. وخسر هنالك الكافرون: أي عند نزول العذاب تبين خسرانهم الذي لا رجعة فيه ولا توبة.
ج- وإذا قدر عليه رزقه يعتقد أن الله أهانه: وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (١٦-٨٩) كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (١٧-٨٩) وَلَا تَحُضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (١٨-٨٩) وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (١٩-٨٩) وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (٢٠-٨٩) فعليه أن يَرحم ليُرحم. فقدر: فضيق. كلا: ردع. ليس الغنى لإكرام الإنسان ولا الفقر لإهانته بل ذلك من قضاء الله وقدره وحكمته. لا تكرمون اليتيم: أي لا تحسنون إليه بل تأكلون حقه من الميراث. ولا تحضون: أي لا تحثون أنفسكم وغيركم. جما: كثيرا. ومعنى كل ذلك هو أنكم تحبون الدنيا حبا جما مما يجعلكم لا تستوعبون ابتلاءات ربكم لكم.
٢١ت٣- حالته لما يكشف الله عنه الضر:ينسى الله ويشرك به ←
أ- وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٢-١٠) ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (٥٤-١٦) لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٥٥-١٦) فالإنسان الذي يستعجل الشر يتغير موقفه عند مجيئه فيدعو الله ليكشفه. لجنبه: أي حين يكون على جنبه مضطجعا. مر كأن لم يدعنا ...: أي استمر في كفره وظلمه. كذلك زين للمسرفين ...: أي مثل هذا الذي زين له الكفر والإعراض بعد استجابة الله له زين للمشركين إعراضهم عن توحيد الله عند الرخاء. والمسرفون هنا في العقيدة والأعمال. ليكفروا بما آتيناهم: أي لكي يكفروا بما آتيناهم. يعني شركهم بالله كفر بما أعطاهم من نعم. فكان عليهم أن يشكروه بالطاعة والخضوع له وحده.
ب- مثال : الخطر في البر والبحر ← قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (٦٣-٦) قُلِ اللَّهُ يُنجِيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (٦٤-٦) وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمُ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ (٣٢-٣١) فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمُ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ (٦٥-٢٩) لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٦٦-٢٩) وخفية: أي سرا. موج كالظلل: ج ظلة. وهي ما يستظل به من الحر مثلا. والظلل طبقات بعضها فوق بعض. وتعني هنا أمواج كثيرة في موج واحد. إن سقط موج ظهر مكانه آخر من شدة العاصفة فيغشى هؤلاء القوم مدة طويلة. مخلصين له الدين: أي مخلصين له الدعاء لا يدعون غيره ولا يخطر ببالهم إله آخر. مقتصد: أي متوسط في الإخلاص حسب السياق. مرة يدعو الله ومرة يدعو غيره. وما يجحد بآياتنا: أي كالتي يريها الله لمن يواجه البحار. ختار: غدار. وحسب السياق خان عهده مع الله لما دعاه لينجيه. فلما نجاه أشرك به. كفور: أي كفر بنعمة الإنجاء من الغرق. وهذا في مقابل الصبار الشكور الذي يؤمن بآيات الله ويعرفها. وليتمتعوا: أي فليتمتعوا. واللام هنا لام أمر يخفي تهديدا. فليتمتعوا إن كان هذا ما يريدون فسوف يعلمون عاقبة كفرهم. فقيل أن لام الأمر قد تسكن أو تكسر بعد واو العطف. وهذا المعنى مطابق مع قوله تعالى في آية مشابهة وموضحة أكثر: " إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (٥٤-١٦) لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٥٥-١٦) "
وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمُ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا (٦٧-١٧) هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمُ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (٢٢-١٠) فَلَمَّا أَنْجَاهُمُ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ (٢٣-١٠) ضل من تدعون: أي غاب عن ذهنكم ما كنتم تدعون من آلهة باطلة. أعرضتم: أعرضتم عن عبادة الله وحده. يسيركم: أي يحملكم على وسائل السير كالدواب والفلك. ريح عاصف: أي شديدة الهبوب. وظنوا: أيقنوا. أحيط بهم: أي لا مفر من الهلاك. مخلصين له الدين: أي مخلصين له الدعاء لا يدعون غيره ولا يخطر ببالهم إله غيره. يبغون: أي يظلمون بالشرك ويسعون في الفساد.
ت- مثال : قوم فرعون نكثوا عهدهم مع الله:← فصل موسى ٢٦-٥٤-٥٥ (٥٠-٤٩-٤٣)
٢١ت٤- حالة الإنسان لما ينعم الله عليه:
أ- يفرح : وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا (٣٦-٣٠) وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا (٤٨-٤٢) رحمة: رحمة من نعم الدنيا.
ب- وينسى الله خصوصا إذا كانت النعمة بعد ضراء: ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ (٨-٣٩) ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (٣٣-٣٠) لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣٤-٣٠) خوله: أي أعطاه وملكه. ما كان يدعو إليه: أي الله. من قبل: أي قبل النعمة. ليضل عن سبيله: أي بعبادته لغير الله يتبعه الجهلة في ذلك.
ت- ويلبسه الغرور بنفسه: ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (٤٩-٣٩) قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (٥٠-٣٩) خولناه: أعطيناه وملكناه. أوتيته على علم: أي علم لدي بالمكاسب. أو أن الله علم أني أستحق تلك النعمة. فتنة: اختبار وابتلاء. أكثرهم: أي أكثر الناس أو أكثر المخاطبين. لا يعلمون: لا يعلمون أن الله هو الرزاق وكاشف الضر. قالها: أي قال نفس المقالة التي تنكر بأن الله هو المنعم. من قبلهم: أي من قبل من قال مثل ذلك القول أو من قبل هؤلاء المخاطبين. ومثل من قال ذلك قارون: فصل موسى ٢٦-٦٤ح (٧٨-٢٨). فما أغنى عنهم: أي ما دفع عنهم من عقاب الله شيئا. ما كانوا يكسبون: أي من أموال ونعم.
وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (١٠-١١) إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (١١-١١) وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى (٥٠-٤١) فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (١٥-٨٩) ذهب السيئات عني: أي ذهبت بلا رجعة. والسيئات هي الضر كالفقر والمرض ...الخ. الذين صبروا: وهم المؤمنون الذين لا ييأسون ولا يكفرون إن نزعت منهم النعمة. وليس كالكفور كما ذكر في الآية قبل هذه. هذا لي: أي هذا من عملي. أو أعطاني الله إياه لأني أستحقه. بينما كان عليه أن يؤمن بالله ويصبر ويطلب منه كشف الضر ويشكره في السراء. هذه آيات تبين طبيعة الكافر وأنه قاطع الصلة بربه. قائمة: آتية أو ستقوم. ولئن رجعت: هذا بالنسبة له احتمال لأنه لا يؤمن بذلك. للحسنى: وهي الجنة. وهذا القول هو إما عن جهل أو تهكم. فأما الإنسان: هذا التفريع متعلق بقوله: " إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (١٤-٨٩)". أي بينما ربك بالمرصاد فالإنسان في غفلة وجهالة لا يدري لماذا يبتلى. فأكرمه ونعمه: أي وسع عليه رزقه وأكرمه ابتلاء. أكرمن: أي يعتقد هذا الإنسان أن الله أغناه تكريما له.
ث- فيعرض عن الله: وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَئَا بِجَانِبِهِ (٨٣-١٧) أعرض: أعرض عن شكر الله وعبادته. ونئا بجانبه: أعرض بجانبه وابتعد أي دار ليولي ظهره وليتباعد عنا بمعنى تكبر.
ج- ويبخل : وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (٢١-٧٠) أي يبخل ويمتنع عن إعطاء حق الله.
ح- ويمكر في آيات الله : وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمُ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا (٢١-١٠) ومكرهم بآيات الله هو الاستهزاء بها والتكذيب. فالكافر في حالة رخاء يفعل ذلك بدل أن يشكر الله.
٢١ت٥- ولا يسأم الإنسان من دعاء الخير: لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ (٤٩-٤١)
الخير: وهو النعم بكل أشكالها.
إرسال تعليق