٥٨- المنافقون
(9/10)
١٩أ- يكرهون السور التي تحث على القتال: فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ (٢٠-٤٧) سورة محكمة: أي ليست من المتشابه حتى يلتبس على الناس ما جاء فيها. مرض: أي شك ونفاق.
لكن الأفضل لهم: فَأَوْلَى لَهُمْ (٢٠-٤٧) طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ (٢١-٤٧) فَهَلْ عَسَيْتُمُ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمُ (٢٢-٤٧) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمُ (٢٣-٤٧) تفسير هذه الآيات في فصل المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧ - ٥خ١
١٩ب- لقد كُتب القتال للتمييز بين المؤمنين والمنافقين: وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (١٦٦-٣) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا (١٦٧-٣) وليعلم: أي ليميز الله في عالم الشهادة.
١٩ت- كان من بينهم معوقون: قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا (١٨-٣٣) هلم إلينا: أي فارقوا محمدا وتعالوا إلينا. البأس: الحرب. إلا قليلا: أي يتجنبون القتال كثيرا.
١٩ث- وادعوا مرة ( غزوة أحد ) أنهم ليسوا على علم بوجود قتال : وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (١٦٧-٣) ادفعوا: أي أعينونا على قتال العدو أو كثروا سوادنا إن لم تريدوا القتال في سبيل الله. لو نعلم قتالا: لو نعلم أنه سيكون قتال. هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان: أي يوم قالوا: " لو نعلم قتالا لاتبعناكم " كان قربهم للكفر أكبر من قربهم للإيمان. أي أبعد عن الإيمان وأقرب للكفر.
١٩ج- يخشون الحرب ويريدون إعفاءهم منها: فصل المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥خ
وآخرون لا يأتون النبي ﷺ ليعتذروا: ← فصل ٦٧-٥خ٤ (٩٠-٩)
١٩ح- وتخلفوا عنه:
أمثلة:
∙ في غزوة أحد: فصل ٦٧-٥ص٢ح٢
∙ في غزوة الأحزاب: فصل ٦٧-٥ص٣ت
∙ في غزوة تبوك: فصل ٦٧-٥ص٧
١٩خ- وبتخلفهم هذا كانوا يفرحون بنجاتهم من القتل: فصل ٦٧-٥ص٢ح٢ (١٦٨-٣)
١٩د- وآخرون كانوا يتباطؤون ولا يبحثون إلا عن مصالحهم: ← فقرة ١٩ض-١٩ط
وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا (٧٢-٤) وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا (٧٣-٤) وإن منكم: أي منكم أيها المؤمنون ( والمقصودون المنافقون الذين كانوا معهم ). ليبطئن: أي ليتأخرن عن القتال. مصيبة: أي هنا هزيمة وقتل. شهيدا: أي حاضرا في المعركة. فضل: أي هنا نصر وغنيمة. كأن لم تكن بينكم وبينه مودة: أي كأنه ليس منكم ولا ود بينكم وبينه. فوزا عظيما: يقصد به المنافق الغنيمة.
١٩ذ- جبناء: |
فقرة ١٥ذ فصل المؤمنون والمنافقون ١٠٤-أ٥ (١٤-١٣-٥٩) فصل المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص٣ت (١٩-١٨-٣٣) |
١٩ر- يفرون من العدو ويتخلفون عن المؤمنين:
∙ كما وقع في غزوة أحد: فصل ٦٧-٥ص٢ث-٥ص٢ج-٥ص٢ح
∙ وفي غزوة الأحزاب : انتابهم رعب شديد منهم.
فصل ٦٧-٥ص٣ت (٢٠-٣٣)
١٩ز- كانوا يقدمون الأعذار لكن لم تقبل منهم: ← فصل ٦٧-٥ذ
يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمُ إِذَا رَجَعْتُمُ إِلَيْهِمْ قُلْ لَا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (٩٤-٩)
لن نؤمن لكم: أي لن نصدقكم. من أخباركم: أي من أسراركم. عالم الغيب والشهادة: وهو الذي يعلم ما تخفون وما تعلنون.
١٩س- بل أمر الله أن يعرض عنهم: سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمُ إِذَا انقَلَبْتُمُ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمُ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (٩٥-٩) يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (٩٦-٩) سيحلفون: سيحلفون أن لهم عذرهم عن التخلف. إذا انقلبتم إليهم: أي إذا رجعتم إليهم من تبوك. لتعرضوا عنهم: أي لتعرضوا عن معاتبتهم. رجس: أي قذارة لخبث قلوبهم.
١٩ش- ومع ذلك يحلفون بأن لهم رغبة صادقة في الذهاب إلى الحرب: وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لَا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (٥٣-٢٤) أمرتهم: أمرتهم بالجهاد. طاعة معروفة: أي إطاعتكم معروفة بالنفاق والكذب أو إطاعة معروفة للنبي ﷺ أولى من أيمانكم.
لكن أيمانهم كذب: فقرة ١٥خ
١٩ص- نصر المؤمنين يحزنهم وهزيمتهم تسرهم: ← فصل محمد ﷺ ٣٩-٣٨أد (٥٠-٩)
١٩ض- أما إذا تعلق الأمر بغنائم كثيرة فكانوا يريدون الخروج مع المؤمنين: سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمُ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا (١٥-٤٨) المخلفون: أي الذين تخلفوا عن القتال. وهم المذكورون في الآيات السابقة الذين تخلفوا في عمرة الحديبية وأرادوا المشاركة في غنائم خيبر فمنعوا من ذلك. مغانم: أي هنا مغانم خيبر التي وعدها الله خاصة لأهل الحديبية. ذرونا: اتركونا. يبدلوا كلام الله: وكلام الله هو أن تلك الغنائم هي لأهل الحديبية خاصة. كذلكم قال الله من قبل: أي قبل رجوعنا من الحديبية.
لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (٤٢-٩) لو كان: أي لو كان ما دعوتهم إليه. عرضا قريبا: وهو ما يعرض من متاع الدنيا أي الغنيمة القريبة هنا. قاصدا: أي متوسطا ويسيرا. الشقة: المسافة البعيدة التي تقطع بمشقة وهي هنا المسافة إلى الشام. لو استطعنا لخرجنا معكم: يدعون هنا كذبا عدم القدرة على الخروج إلى الشام. فهم يكذبون كما جاء في آخر الآية. يهلكون أنفسهم: أي يضرون أنفسهم ضرا بليغا بالكفر واليمين الكذب بالله.
١٩ط- الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا (١٤١-٤)
يتربصون بكم: أي ينتظرون بكم الدوائر والحوادث. فتح: أي نصر وغنيمة. وإن كان للكافرين نصيب: نصيب من الظفر كما وقع يوم أحد. قالوا ألم نستحوذ عليكم: قال المنافقون للكفار: ألم نستولي عليكم وكنا سنتمكن من قتلكم وأسركم لولا خذلنا للمؤمنين. ونمنعكم من المؤمنين: أي كنا نثبطهم ونخذلهم لنصرفهم عنكم. فالله يحكم بينكم ...: فالله سيحكم فيما وقع بينكم من حرب ودماء في الدين وفتوحات. وفي هذا المجال انتصار المسلمين مأجور إن كان لوجه الله طبقا لشرعه. وانتصار الكفار معاقب لأنه كان لأجل الطاغوت والدنيا. ولا حجة للكافرين على المسلمين في هذا الباب.
١٩ظ- يتولون الكافرين:
١٩ظ١- الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (١٣٩-٤) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَسْرَارَهُمْ (٢٦-٤٧) أيبتغون: أيطلبون ويريدون ؟ العزة: القوة والغلبة. ذلك: أي الإملاء الذي أملى الشيطان لهم حتى ارتدوا عن دينهم. قالوا: أي المنافقون. فهم الذين ارتدوا على أدبارهم بعد ما تبين لهم الهدى. أما اليهود فكانوا يعلمون دائما أن محمدا ﷺ رسول الله وأنه أتى بالهدى. للذين كرهوا ما نزل الله: هم اليهود بنو قريظة وبنو النظير والمشركون. سنطيعكم في بعض الأمر: أي سنعينكم في بعض الأشياء في حربكم ضد المسلمين. وقالوا "بعض" وليس " كل الأمر " فقط لكيلا يفتضح أمرهم لكن الله فضحهم في القرآن.
١٩ظ٢- ويتولون أهل الكتاب: فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ (٥٢-٥) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمُ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (٥٣-٥) مرض: أي شك ونفاق. يسارعون فيهم: أي في موالاة اليهود والنصارى دون تحفظ. أن تصيبنا دائرة: أي أن تدور علينا الأمور وتنقلب. بالفتح: أي بالنصر المبين والنهائي على الكافرين وظهور الإسلام على الشرك ودخول الناس أفواجا في دين الله. أو أمر من عنده: وهو أي أمر من عند الله هو أعلم به قد ينزل ضدهم أو ضد أوليائهم من أهل الكتاب. ويقول الذين آمنوا: أي يقول المؤمنون لبعضهم البعض عن المنافقين: أهؤلاء الذين أقسموا بالله ... ( وهم المنافقون الذين يسارعون في موالاة اليهود والنصارى ) إنهم لمعكم: أي أقسموا لكم أيها المؤمنون أنهم معكم في كل بأس.
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (١٤-٥٨) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٥-٥٨)
إلى الذين: أي إلى المنافقين. تولوا قوما ...: أي جعلوهم حلفاء لهم في صداقتهم ضد المؤمنين. غضب الله عليهم: وهم اليهود. ما هم منكم ولا منهم: أي إن المنافقين ليسوا من المسلمين ولا من اليهود. ويحلفون على الكذب: يحلفون أنهم مؤمنون مخلصون وصادقون تجاه أمور المسلمين.
أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (١١-٥٩) لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (١٢-٥٩)
لإخوانهم: لإخوانهم في الكفر والنفاق. الذين كفروا من أهل الكتاب: هم بنو النضير هنا. وكفرهم هو كفرهم بالنبي ﷺ ومكرهم ضده. لئن أخرجتم: أي إن طردتم من المدينة ( بسبب خيانتكم للمسلمين ). ولا نطيع فيكم أحدا أبدا: أي لن نطيع محمدا ولا أحدا في ما يسوؤكم. لكاذبون: لكاذبون في نصرتهم للكافرين من أهل الكتاب. ولئن نصروهم: أي إن خرجوا للقتال معهم. ليولن الأدبار: أي يتراجعون عن نصرهم أو يفرون وينهزمون. ثم لا ينصرون: أي لا ناصر لهؤلاء اليهود بعد ذلك.
فهم كمثل الذين من قبلهم ذاقوا وبال أمرهم وكمثل الشيطان: أنظر الفقرة ١٧ث - وفصل الجن ٤٩- ٢١ت
وولاية المنافقين مع أهل الكتاب ليست متينة لأن قلوبهم شتى: فصل المؤمنون والمنافقون ١٠٤-أ٥ (١٤-١٣-٥٩)
١٩ع- ومن بين أعمالهم إفشاء الأسرار: وَإِذَا جَاءَهُمُ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمْ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (٨٣-٤) وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف: أي إذا وصلهم خبر ظفر يطمئن المؤمنين أو خبر يخوفهم تجاه العدو. أذاعوا به: أي أفشوا سره. أولي الأمر منهم: وهم كبار الصحابة أو المسؤولون منهم. لعلمه: أي لعلم الخبر. الذين يستنبطونه: أي الذين يطلبون علمه. منهم: أي لعلموا الخبر من الرسول ﷺ وأولي الأمر. إلا قليلا: إلا قليلا من المؤمنين المخلصين ذوي الإيمان القوي ولكن الله يتفضل على المؤمنين الآخرين فيهديهم ويبين لهم ما يجب فعله وبالتالي يحميهم من الشيطان.
١٩غ- بالنسبة لكل التفاصيل المتعلقة بالمنافقين في مختلف الغزوات:
أنظر فصل المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص٢(ث-ج-ح)- ٥ص٣ت- ٥ص٧ (أ-ب-ت-ث-ج)
٢٠- كانوا يبتلون في كل عام مرة أو مرتين
أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ (١٢٦-٩)
استئناف في موضوع المنافقين تجاه تنزيل الآيات بلا شك ( فالآية السابقة والآية التالية عن ذلك ). يفتنون: أي المنافقون وهم الذين في قلوبهم مرض كما جاء في الآية السابقة. يفتنون في إيمانهم وأعمالهم بالسور التي تنزل خصوصا عن الغزو والجهاد مع النبي ﷺ وأيضا التي تفضح أسرارهم فيتزلزل كفرهم ( أما المؤمنون فيزداد إيمانهم حينها كما في السياق ). ومع ذلك لا يتوبون عن نفاقهم وهم يرون وعود النصر تتحقق للمؤمنين ولا حتى يذكرون ذلك ويعتبرون.
إرسال تعليق