٤٩- الجن
(5/12)
١٨- الشياطين والتبذير
إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ (٢٧-١٧) إخوان الشياطين: أي قرناءهم أو أمثالهم في الإفساد.
١٩أ- يصد الناس عن ذكر الله: إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ (٩١-٥) اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ (١٩-٥٨)
١٩ب- وينسيهم: وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٦٨-٦) أي فور تذكرك هذا الأمر غادرهم فورا. أي على النبي ﷺ أن يغادر المكان الذي يُستهزأ فيه بالقرآن. الظالمين: وهم الكافرون والمشركون.
١٩ت- أمثلة: ( أمثلة تبين أن الشيطان يحرص على أن يلهي الإنسان عن أي شيء يؤدي إلى الخير )←
١٩ت١- مثال عن السجين الذي كان برفقة يوسف:
فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ (٤٢-١٢) بمعنى ألهاه بشيء آخر. ربه: أي هنا سيده.
١٩ت٢- مثال عن فتى موسى الذي نسي الحوت: فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهِ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ (٦٣-١٨) فلم يعلم الشيطان بأن هذا النسيان كان لصالح موسى عليه السلام لأنه لا يعلم الغيب ← أنظر قصة موسى مع الخضر عليهما السلام. وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره: أي كنت سأذكر لك أمره العجيب لولا أن أنساني الشيطان.
١٩ث- ويزين الأعمال السيئة:← فقرة ١٧ب.
تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ (٦٣-١٦)
فزين لهم: أي هنا للأمم قبل بعثة محمد ﷺ. وليهم اليوم: أنظر الفقرة ١٧ح.
أمثلة عن أقوام زين لها أعمالها:
ملكة سبأ وقومها في زمان سليمان: ← فصل سليمان ٣٠-١٢ب (٢٤-٢٧)
ويزين للكافرين مقاتلة المؤمنين: ← فصل العرب ٥٩-١٧أت
١٩ج- لا يعد الشيطان إلا الغرور: ( وسماه الله بالغَرور )
١- يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (١٢٠-٤) يعدهم ويمنيهم: أي يلقي في قلوبهم الأماني المخدوعة والوعود الكاذبة لا غاية منها إلا إبعادهم عن دين الله.
٢- نصيحة الله في هذا الصدد: وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (٣٣-٣١) الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (٢٦٨-٢) ولا يغرنكم بالله الغرور: الغرور بالله هو أن يعمل الإنسان المعاصي ويتمنى مسبقا على الله المغفرة دون توبة نصوح. الغرور: هو الشيطان. المخادع. يعدكم الفقر: أي يعدكم الفقر إن تصدقتم. وسمي وعدا لأن فيه تهديد وتخويف من قبل الشيطان فيقول للإنسان: " الصدقة على المساكين تفقر ". مغفرة منه: أي مغفرة منه إن تصدقتم والتزمتم بما يأمر. وفضلا: أي فضلا من نعمه وأرزاقه إن تصدقتم. واسع عليم: أي وسعت صفاته كل شيء. وفي هذا الصدد إنه واسع المغفرة والفضل. عليم بصدقاتكم ونياتكم.
وسيقول سبحانه للمنافقين يوم الحساب: وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (١٤-٥٧) وغركم: أي خدعكم. الغرور: هو الشيطان. المخادع.
٣- لا يفي بوعوده: ← فقرة ٢١ج-٢٨ب (٢٢-١٤)
١٩ح- الشيطان يضل الناس:
١- وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (٦٠-٤) نزلت في المنافق واليهودي اللذين اختصما وفضل المنافق أن يحتكما إلى كعب بن الأشرف. ضلالا بعيدا: أي بعيدا عن الرشد والصواب.
٢- ويدفعهم إلى العودة إلى الكفر: إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ (٢٥-٤٧) الذين ارتدوا على أدبارهم: هم المنافقون. ويدخل فيهم اليهود. فالأولون ارتدوا عن الإيمان والقتال بعد ما تبين لهم الحق. أما اليهود فرغم معرفتهم بصدق النبي ﷺ كانوا يخونون عهدهم معه.
٣- بلاغ من الله في هذا الشأن: كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (٤-٢٢) كتب عليه: أي من قضاء الله. عليه: أي على الشيطان.
٤- دور الشيطان في الشرك: ← فصل الشرك ٥٧-٢١
١٩خ- وينزغ بين الناس:
١- وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمُ (٥٣-١٧) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ ... (٣٦-٤١) ينزغ بينهم: أي يفسد بإلقاء العداوة والبغضاء بينهم.
٢- ويستعمل أيضا بعض الوسائل: إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ (٩١-٥) ← أنظر الفقرة ١٠
٣- وهذه الوسائل من عمله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٩٠-٥) أي اجتنبوا كل رجس لأنه من عمل الشيطان. والأنصاب: الحجارة التي كان المشركون يعظمونها حول الكعبة ويذبحون عليها لأجل أصنامهم. والأزلام: هي القداح التي كان العرب يستعملونها في الجاهلية لمعرفة ما قسم لهم أو معرفة حكم ما.
٤- ويوحي إلى أوليائه: وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ (١٢١-٦)
أوليائهم: أوليائهم من الكفار والمشركين. ليجادلوكم: ليجادلوكم بالباطل. جاءت هذه الآية في سياق تحريم ما لم يذكر عليه اسم الله من الأطعمة.
ولمقاتلة المؤمنين : فقرة ٢١ب
وتخويفهم: إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ (١٧٥-٣) إنما ذلكم الشيطان ...: أي قول بعض الناس لكم: " إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ (١٧٣-٣)" هو من وسوسة الشيطان لهم ليخوفوكم. يخوف أولياءه: أي يخوف أولياءه المنافقين من القتال ليخوفوكم. أو يخوفكم بأوليائه كقوله تعالى : لينذر بأسا (٢-١٨) أي لينذركم ببأس. وتتمة الآية تؤكد هذا المعنى: فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٧٥-٣). أي لا تخافوا الذين قد يجمعون لكم ليحاربوكم. أما أولياء الشيطان من المشركين فلا مصلحة له في أن يخوفهم من المسلمين بل بالعكس يزين لهم أعمالهم وحروبهم ضدهم كما جاء في آية أخرى: وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ (٤٨-٩)
٥- مثال في إخوة يوسف: قال يوسف : (...) مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي (١٠٠-١٢) نزغ: أي أفسد. فأحال ذنبهم على الشيطان تكرما منه.
٦- مثال في موسى لما قتل رجلا من عدوه: قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (١٥-٢٨) مضل مبين: مضل بحيث جعلني أنقاد لهيجان غضبي.
١٩د- ويأمر بالشر والفحشاء:
١- إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (١٦٩-٢) وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ (٢٦٨-٢) والفحشاء: كل قبيح من قول أو فعل كالزنا.
٢- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطْوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطْوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ (٢١-٢٤)
١٩ذ- ويريد أن يُحزن المؤمنين:
١- إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيُحْزِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ (١٠-٥٨) النجوى: أي هنا النجوى بالإثم والعدوان ومعصية الرسول ﷺ. وهي من تزيين الشيطان. والنجوى هي التحدث في السر. ليحزن الذين آمنوا: أي ليحزن الشيطان الذين آمنوا ليظنوا أنهم هم المقصودون في تلك النجوى وأنها ستضرهم. وليس بضارهم ...: أي وليس الشيطان بضارهم ... وقيل وليس التناجي بضارهم ...
٢- ويخوفهم أثناء القتال: مثال عن الذين تولوا يوم أحد ← فصل المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص٢ج (١٥٥-٣)
١٩ر- دعاء بخصوص الاستعاذة من الشيطان: ← فصل أدعية المؤمنين ٦٩-١٧ب (١إلى٦-١١٤)
١٩ز- لقد استكثر الجن من الإنس:
١- ... كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ (٧١-٦) حيران: حيران وهو في طريق الشيطان لا يدري وله أصحاب يدعونه إلى الهدى.
٢- وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ ... (١٢٨-٦) يحشرهم: يجمعهم. استكثرتم من الإنس: أي أغويتم وأضللتم نصيبا كبيرا منهم فصاروا أولياءكم. استمتع بعضنا ببعض: يستمتع الجن الكافر بالإنس بنجاحهم في إغوائهم وإخراجهم عن إطاعة الله. ويستمتع الإنس بهم بأن زين هؤلاء لهم المعصية وأزالوا خوف الله من صدورهم. والإنس لا يرونهم. لذلك خاطب الله الجن أولا في هذا الموضوع.
٣- اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ (١٩-٥٨) عليهم: أي على المنافقين.
٢٠- الشيطان يدعو إلى النار ( وهو عليم بمصيره الرهيب )
أ- إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (٦-٣٥) حزبه: أي أتباعه وأشياعه.
لكن الناس لا يعون ذلك: وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمُ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (٢١-٣١) أي ما وجدوا عليه آباءهم من شرك وأعمال سيئة هو من دعوة الشيطان لهم.
٢١أ- لقد كذب على آدم: فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (١٢٠-٢٠) لا يبلى: لا يفنى ولا يزول. تفسير هذه الآية ومفرداتها في فصل آدم ١١-١١
٢١ب- ويكذب على الناس ليتقاتلوا فيما بينهم: وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمُ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٤٨-٨) هذه الآية في غزوة بدر. أنظر التفسير في فصل العرب في مرحلة الوحي ٥٩-١٧أت
٢١ت- وعندما يكفر الإنسان بالله مستجيبا لإبليس يتبرأ منه: كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (١٦-٥٩) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (١٧-٥٩) فالشيطان سيخلد في النار.
كمثل الشيطان: المذكورون قبل هذه الآية هم كمثل الشيطان. أي " الذين من قبلهم قريبا " يعني من قبل المنافقين وإخوانهم من أهل الكتاب. وهم مشركو قريش الذين قتلوا في بدر وبنو قينقاع الذين تم إجلاؤهم. وهؤلاء كهؤلاء وكالشيطان في كذبه. إني بريء منك: أي بريء من كفرك لأن ليس لي سلطان على إيمانك أو كفرك. فقد دعوتك فاستجبت بمحض إرادتك. وستحمل وزر كفرك. إني أخاف الله: أخاف ولا أريد أن أحمل وزرك فوق وزري فيتضاعف عذابي. عاقبتهما: أي مصيرهما. الظالمين: والكفر ظلم عظيم للنفس.
٢١ث- وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا (٢٩-٢٥) خذولا: فهو يتخلى دائما عن وعوده ويتبرأ منها.
٢١ج- وفي يوم الحساب: وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٢٢-١٤) وقال الشيطان: ذكر الشيطان هنا لأنه من ضمن من سيتبرؤون من الكفار. قضي الأمر: أي قضي بالفصل بين أهل الجنة وأهل النار. وما كان لي عليكم من سلطان: أي من قدرة أو تسلط على متابعتي قهرا. دعوتكم: أي دعوتكم بصوتي ووسوستي وحيلي. بمصرخكم: بمغيثكم من العذاب. بمصرخي: بمغيثي من العذاب. كفرت بما أشركتمون: لقد أشركتموني بأن استجبتم لي في معتقداتكم وأعمالكم. وبما أن لم يكن لي سلطان يرغمكم على ذلك فإني أتبرأ منكم ومن أفعالكم. من قبل: أي في الدنيا. إن الظالمين لهم عذاب أليم: هذا من تتمة كلام الشيطان لأنه كان دائما يعلم أن الكفار من الظالمين وأن لهم عذاب أليم. بل طلب من الله قبل نزوله إلى الأرض أن يغويهم ليجعلهم من أهل النار.
٢٢- إن الشيطان ضعيف
أ- فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (٧٦-٤)أولياء الشيطان: هم الكفار والمشركون. كيد الشيطان: مكره وخططه.ضعيفا: واهيا ينهزم ويذوب ويختفي أمام قوة الحق وحزم المسلمين.
ب- إن الجن يقرون بعجزهم تجاه قوة الله وسلطانه: وَإِنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (١٢-٧٢) أي لن نقدر على الهرب من قضائه وقبضته. والمتكلمون هم نفر من الجن الذين استمعوا للقرآن وآمنوا. والظن هو الاعتقاد اليقيني المنبعث من النفس.
ت- إن الشيطان يخاف الله ومع ذلك يفعل الشر: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٤٨-٨) ← أنظر الفقرة ٢١ب-٢١ت
إرسال تعليق