٥٨- المنافقون
(6/10)
١٥- طبيعة المنافقين
١٥أ- قلوبهم مريضة: فقرة ١٥ز
١- أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (٥٠-٢٤) مرض: أي هنا كفر ونفاق. ارتابوا: أي شكوا في نبوة النبي ﷺ. يحيف: أي يجور ويظلم. كانوا يتحاشون حكم النبي ﷺ إذا لم يكن في صالحهم. بل أولئك هم الظالمون: أي هم الظالمون لكونهم لا يأتون ليحكم الله ورسوله بينهم إلا إذا كان الحق لهم كما جاء في السياق: " وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ " وإلا فهم معرضون.
٢- ويزيدهم الله مرضا: فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا (١٠-٢) مرض: أي كفر ونفاق.
١٥ب- قلوب مختوم عليها: فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (٣-٦٣) فطبع: فختم.
١٥ت- سفهاء: فقرة ٢
صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (١٢٧-٩) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (١٣-٥٩) فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (٣-٦٣) بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا (١٥-٤٨) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (١٤-٥٩) وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (٨-٦٣) وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ (٧-٦٣) صرف الله قلوبهم: أي عن الحق. إلا قليلا: أي قليلا من أمور الدين.
قال تعالى لهم: وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا (١٢-٤٨)
١٥ث- ضالون: فقرة ١٧ب
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (١٦-٢) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (١٨-٢) اشتروا الضلالة بالهدى: أي تبعوا الضلالة وتركوا الهدى بعد أن وصلهم. فما ربحت تجارتهم: أي لم تربح لأن صاحبها في جهنم. عمي: أي لا يبصرون الحق. لا يرجعون: أي إلى دين الله لكونهم فاقدين لحواسهم الروحية.
ويكرهون الحق: ... حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ (٤٨-٩) الحق: هو هنا النصر الذي وعد به الله. أمر الله: أي دينه.
١٥ج- طبيعتهم غير مستقرة: مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ (١٤٣-٤) وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ (٤٥-٩) مذبذبين بين ذلك: أي مترددين بين المؤمنين والكافرين المذكورين في الآية السابقة. والريب هو الشك.
يقول الله فيهم كذلك: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمُ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ (١٠-٢٩) وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ (١١-٢٩) قيل نزلت في منافقي مكة يظهرون الإيمان للمؤمنين بينما ارتدوا عن إسلامهم عندما آذاهم المشركون وتخلفوا عن الهجرة. فتنة الناس: أي أذاهم له ( لما أوذي في سبيل الله ). كعذاب الله: أي كعذابه في الآخرة. فيختار عذاب الآخرة لبعد وقوعه على عذاب الناس معتقدا أنهما سواء. ولا يعي أن أذية الناس لا شيء أمام عذاب الآخرة. أي لم يصبر على الأذية في الله فيرتد ويكفر أو ينافق. نصر من ربك: أي نصر على الكفار. إنا كنا معكم: أي نحن مؤمنون مثلكم فأشركونا في الغنيمة.
١٥ح- يتمتعون كأسلافهم:
كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا (٦٩-٩) التفسير في فصل الناس ٥٠ – ١٧ب
١٥خ- كلامهم كذب: فقرة ١٨أ٤ (١٠٧-٩) - فقرة ١
الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ (٩٠-٩) أنظر الفقرة ٦أ.
١- يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ (١٦٧-٣) وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ (٤-٦٣)
٢- يتخذون أيمانهم جنة:
وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (١٤-٥٨)(.......) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (١٦-٥٨) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٢-٦٣) ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (٣-٦٣) اتخذوا أيمانهم ...: هذا عندما يشهدون أو يحلفون. جنة: أي وقاية لهم من البلاء. فصدوا عن سبيل الله: أي فصدوا بأكاذيبهم يمكرون بها ضد الإسلام والمسلمين. ذلك: أي كذبهم ونفاقهم وصدهم عن سبيل الله يعني أعمالهم السيئة. آمنوا: أي أعلنوا الإيمان ليكون لهم جنة. كفروا: أي رفضوا تعاليم الله وعابوها. فطبع: ختم. فهم لا يفقهون: لا يفقهون ما الإيمان وما الإسلام.
يحلفون بالله لإرضاء الناس: يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ (٦٢-٩) يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ (٧٤-٩) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (٢٠٤-٢) ما قالوا: ما قالوا شرا عن النبي ﷺ ودعوته. كلمة الكفر: وهذه شهادة من الله بأنهم كفروا. وهموا بما لم ينالوا: قيل هموا بقتل الرسول ﷺ ليلة العقبة في غزوة تبوك. وما نقموا: أي ما كرهوا وما عابوا. يعني ليس لديهم ما يعيبون على رسول الله ﷺ إلا أن أغناهم الله ورسوله بالغنائم. فبدل أن يشكروا ويؤمنوا كانوا في قرارة أنفسهم أعداء النبي ﷺ. قوله في الحياة الدنيا: أي بأن مبتغاه ليس في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه بأنه من أهل الخير والتقوى.
يحلفون بأنهم مؤمنون: وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ (٥٦-٩) وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى (١٠٧-٩) يفرقون: يخافون فينافقون تقية. والفَرَق هو الخوف الشديد. الحسنى: أي الخير الأفضل ( هذا لما عوتبوا على بناء مسجد اتخذوه ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين ).
يحلفون بأنهم راغبون في القتال في سبيل الله: فقرة ١٩ش
٣- وسيحلفون بالكذب أمام الله أيضا يوم الحساب:فقرة ٢١ذ (١٨-٥٨)
٤- والله شهيد عليهم : وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (١-٦٣) وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (١١-٥٩) وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (٤٢-٩) والله يشهد: يشهد بأنهم كاذبون أي لا يعتقدون أن محمدا ﷺ فعلا رسول الله. يشهدون بألسنتهم لا بقلوبهم. لكاذبون (١١-٥٩): لكاذبون في نصرتهم للكافرين من أهل الكتاب. لكاذبون (٤٢-٩): لكاذبون لما أقسموا على أنهم لو استطاعوا لخرجوا مع المسلمين إلى الشام.
١٥د- لا يوفون بالنذر: فقرة ١٣
١٥ذ- جبناء: فقرة ١١- فصل المؤمنون والمنافقون ١٠٤-أ٥
وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ (٥٦-٩) لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلًا لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ (٥٧-٩) يَحْسِبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ (٤-٦٣) فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ (١٩-٣٣)(...) وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا (٢٠-٣٣) يفرقون: أي يخافون فينافقون تقية. والفَرَق هو الخوف الشديد. ملجأ: ملجأ يلتجئون إليه ليتحصنوا به. مغارات: غيران وسراديب يستترون فيها. مدخلا: مسلكا أو جحرا أو سربا في الأرض. لولوا إليه: أي لرجعوا إليه. يجمحون: أي يسرعون في دخوله. يحسبون كل صيحة عليهم: أي كل نداء يرعبهم ويخيل إليهم أنهم هم المقصودون لرفضهم الجهاد. جاء الخوف: أي الخوف من القتال. الأحزاب: وهم الذين تحزبوا على قتال النبي ﷺ وأصحابه. لو أنهم بادون في الأعراب: أي لو أنهم كانوا في البادية مع الأعراب. ما قاتلوا إلا قليلا: أي دون حماس ولا تضحية ولا جهد حقيقي ولا نية في انتصار المسلمين.
١٥ر- هيأتهم مخادعة: وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ (٤-٦٣)
١٥ز- حقدهم على المسلمين: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ (٢٩-٤٧) مرض: أي هنا شك ونفاق.
١٥س- ومع ذلك فهم ليسوا متحدين فيما بينهم:
تَحْسِبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (١٤-٥٩)
يتعلق الأمر هنا باليهود والمنافقين من العرب.
١٥ش- أعمالهم رياء: الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (٦-١٠٧) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (٧-١٠٧)
١٥ص- يشكلون حزب الشيطان: إِنَّهُمْ رِجْسٌ (٩٥-٩) أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ (١٩-٥٨)
إرسال تعليق