U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

النصارى-02-56

   

٥٦- النصارى

(2/2)

ب- اعتقادات باطلة ( بالنسبة لأكثرهم ):

ب١- بعضهم اتخذ المسيح ابنا لله فصل أهل الكتاب ٥٤-١٧ث (٣٠-٩)

سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ (١٧١-٤)

سبحانه: أي تنزه وتعالى. كل ما في السماوات والأرض له. أي عبيده. وعيسى عبد من جملتهم.

ب٢- وبدون برهان

قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (٦٨-١٠) فبنو آدم هم كسائر المخلوقات الكثيرة في السماوات والأرض. فكيف لله أن يتخذ ولدا ؟ وما ينبغي له ولدا: أنظر الآية التالية. بهذا: أي بأن الله اتخذ ولدا.

وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (٤-١٨) مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمُ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (٥-١٨) هذه الآية في مشركي العرب الذين اعتبروا الملائكة بنات الله وأيضا في النصارى الذين اعتبروا المسيح ابنا له وفي اليهود الذين اعتبروا عزيرا ابنا له. وينذر: أي هذا القرآن يخوف من عقاب الله. كبرت: عظمت. وقول ذلك من الكبائر.

ب٣- ما كان لله أن يتخذ ولدا سبحانه. وشهادة عيسى تؤكد ذلك

مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٣٥-١٩) وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (٣٦-١٩) فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (٣٧-١٩) فدعاهم الرسول إلى المباهلة فأبوا فصل ٥٤-٦ت  - قضى أمرا: أي أراد أن يقع. كن فيكون: هذا كعيسى خلقه بكلمة " كن " دون أب. وإن الله ربي وربكم ...: هذا من كلام عيسى بعد الآيتين الفاصلتين اللتين من كلام الله. واختلاف الأحزاب ( بفاء التفريع ) بعد هذا القول يؤكد أنه من كلام عيسى. وقد قال ذلك فعلا لقومه:" مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ (١١٧- ٥)". ونفس الآيتين تقريبا عن عيسى نجدهما في سورة الزخرف: "وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ (.....) (٦٣-٤٣) إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (٦٤-٤٣) فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ (٦٥-٤٣)" هذا صراط مستقيم: أي توحيد الله وعبادته طبقا لما شرع. فاختلف احزاب: فاليهود لم يؤمنوا بعيسى. والنصارى تفرقوا شيعا في شأنه: المؤمنون به كنبي. وآخرون جعلوه ابنا لله. وآخرون جعلوه ثالث ثلاثة. وآخرون قالوا بأنه هو الله. فويل: تهديد بالويل أي بحلول الشر والهلاك والشقاء. مشهد يوم: أي ما سيشهدون ويحضرونه. والمعنى عذاب يوم عظيم.

ب٤- كل مخلوق هو عبد لله

- وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (٨٨-١٩) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (٨٩-١٩) يَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (٩٠-١٩) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَانِ وَلَدًا (٩١-١٩) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَانِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (٩٢-١٩) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَانِ عَبْدًا (٩٣-١٩) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (٩٤-١٩) وَكُلُّهُمُ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (٩٥-١٩)

وقالوا اتخذ ... : هم النصارى واليهود. وأيضا المشركون الذين يقولون أن الملائكة بنات الله. الرحمان: أي هذا الإله الذي يرحم اتخذ ولدا. كأنهم يقولون بأن اتخاذه ولدا كان من رحمته. فأجابهم الله بأن لا ينبغي للرحمان أن يتخذ ولدا ولكن سيجعل من رحمته ودا للذين آمنوا وعملوا الصالحات كما جاء في الآية التالية (٩٦-١٩). لقد جئتم شيئا إدا: أي جئتم بشيء منكر فظيع. وما ينبغي: لا يليق. وكلهم آتيه يوم القيامة فردا: أي كل فرد سيتقدم لوحده أمام الله.

- وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (٢٦-٢١) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (٢٧-٢١) وهذا رد على من زعم أن لله ولدا من رسله كعيسى (والملائكة) بل هم عباد أكرمهم الله بالنبوة وحمل رسالته فرفع درجاتهم عنده. لا يسبقونه بالقول: لا يقولون للناس في الدين إلا ما أمرهم أن يقولوا. وهم بأمره يعملون: هذا الشطر من الآية يفسر الشطر الأول. أي أعمالهم وأقوالهم هي طبق ما أمرهم الله.

ب٥- سيعاقب الله المفترين عليه

قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (٦٩-١٠) مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (٧٠-١٠) يفترون: أي هنا ينسبون الولد إلى الله. لا يفلحون: لا يسعدون في الدنيا ولا يفوزون في الآخرة.

ب٦- القرآن ينذر النصارى وكذا اليهود في هذا الشأن

وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (٤-١٨) هذه الآية في مشركي العرب أيضا الذين اعتبروا الملائكة بنات الله. وينذر: أي هذا القرآن يخوف من عقاب الله.

ب٧- بعضهم يعتقد أن الله هو المسيح. وهذا كفر

أ- لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا (١٧-٥) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ (٧٢-٥) لقد كفر ...: الافتراء على الله بهذا الشكل كفر عظيم. الذين قالوا: هم فرقة من النصارى. قيل تدعى باليعقوبية. فمن الكفر والشرك أن تقول بأن الله ابن مريم. وأول من قالوا ذلك قالوه لما رأوا أو سمعوا عن معجزات عيسى مع أنه أخبرهم أنه ليس سوى رسول من الله. ثم تبعهم أمثالهم في الكفر. فمن يملك من الله شيئا ...: أي فمن يقدر أن يمنع شيئا من أمر الله وإرادته ؟ يعني من له من الألوهية أو فقط من القدرة ليتصدى لإرادة الله إن شاء أن يعدم المسيح وأمه وكل من في الأرض ؟ والإهلاك العام هنا بمعنى العدم دون إبقاء أجساد ولا أرواح لا في الأرض ولا في السماء. فلا يبقى بعد ذلك إلا الله وحده كما كان أزلا. فلا المسيح ولا أمه اللذان يعتبرهما المشركون إلهين ولا أحد غيرهما يملك منع ذلك ولا حتى أن ينجو بنفسه. ولن يبقى بالتالي أحد يتفوه بما لا يليق بالله ويغضبه. وللذكر: عيسى عليه السلام لم يمت بعد. فقد رفعه الله نائما إلى السماء الثانية فأيقظه هناك ينتظر عودته إلى الأرض.

ب- وكان عيسى قد حرم عليهم كل شرك بالله: فصل بنو إسرائيل ٥٥-١٠ح١ث (٧٢-٥)

ت- ولم يأمر الله باتخاذ الأنبياء أربابا: فصل الشرك ٥٧-١٩ت٣

ب٨- وبعضهم يؤمن بالتثليث. وهذا أيضا كفر بالله وشرك به

أ- لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٧٣-٥) أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٧٤-٥) وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انتَهُوا خَيْرًا لَكُمُ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (١٧١-٤) لقد كفر ...: هذا شرك واضح وكفر بوحدانية الله. الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة: وهم فرق من الملكية والنسطورية واليعقوبية. وأول من قالوا ذلك هم مثل الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم. أي لما رأوا أو سمعوا عن معجزات عيسى مع أنه أخبرهم أنه ليس سوى رسول من الله. ثم تبعهم أمثالهم في الكفر. ثلاثة: أي الأب والابن وروح القدس. أو الله وعيسى وأمه. بل كل ما في السماوات والأرض لله. وكل من فيهما عبيده. وعيسى عبد من جملتهم. وكيلا: أي حافظا ونصيرا. فلا تعبدوا وتؤلهوا غيره أو تجعلوه ثالث ثلاثة.

ب- عيسى ليس إلا رسولا.

وهو وأمه ليسا إلا بشرين:

فصل عيسى ٣٨-٢ب (٧٥-٥)

فصل مريم ٣٧-١٩ب

ت- وليسا إلهين: قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٧٦-٥) خطاب لكل المشركين وبعض الطوائف من النصارى المذكورين في الآيات السابقة. السميع العليم: أي هو من يسمع ويعلم ما تقولون فيه وفي ربوبيته وما تعتقدون.

ب٩- وبعضهم يتخذ رهبانهم أربابا فصل أهل الكتاب ٥٤-١٧ج

ب١٠- أما عيسى فيتبرأ من شركهم فصل عيسى ٣٨-٢٦ب (١١٦إلى١١٩-٥)

ب١١- تفرقوا أشياعا في شأن عيسى فصل عيسى ٣٨-٢٢ (٣٧-١٩)(٦٥-٤٣)

ت- يجب على النصارى أن يحكموا بالإنجيل: فصل الإنجيل ٨-٧ (٤٧-٥)

وأمروا بالإيمان بالقرآن: فصل أهل الكتاب ٥٤-٥ب

ث- العداوة والبغضاء بين النصارى من عقاب الله:

وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (١٤-٥) قالوا إنا نصارى: قيل أتباع عيسى عليه السلام سموا أنفسهم نصارى نسبة إلى قرية الناصرة التي ولدت فيها مريم أم المسيح الذي كان بنو إسرائيل يدعونه بيسوع الناصري والله أعلم. أخذنا ميثاقهم: أي أخذنا عليهم العهد في زمن عيسى وبالإنجيل الذي أوتوه بالإيمان الصادق بكتبنا ورسلنا وآخرهم محمد والالتزام بما في كتابهم. فنسوا حظا مما ذكروا به: أي فتناسوا وتركوا نصيبا مما أمروا به وذلك في المعتقد وفي الأعمال وكفروا بمحمد . وحرفوا معتقداتهم تجاه عيسى وصدوا عن سبيل الله. فأغرينا: فألقينا وألصقنا.

ملاحظة: نفس العداوة والبغضاء نجدها في اليهود فيما بينهم فصل بنو إسرائيل ٥٥-١٩ (٦٤-٥).

أما المسلمون فلم يجعل الله عداوة مكتوبة ومعلنة بينهم بل ألف بين قلوبهم.


     





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة