U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

مقدمة الكتاب-03

   

مقدمة الكتاب

(3/6)

٢- الآيات التفصيلية

في القرآن آيات عامة (أو ما يسمى بالمجمل) وآيات تفصيلية لها. والتفصيل والتصريف (أنظر الفقرة ٣) من أهم علوم تكوين القرآن. وتفصيل المعلومات كان مقصودا. قال تعالى﴿ كتاب فصلت آياته ﴾(٣-٤١)﴿ بكتاب فصلناه على علم ﴾(٥٢-٧)( أنظر فصل القرآن ٩-٨ر).

إن تفصيل الآيات كان ضروريا. وتم بحكمة من الله. ومن أهم أهدافه البيان واليقين وتبيان معجزات القرآن.

 أما البيان فهو توضيح المعلومة القرآنية. فمثلا لم يكتف الله بقوله في آيته﴿ إن الله بكل شيء عليم ﴾(٧-٥٨) ليبين علمه لأنها ليست كافية رغم شموليتها للمعنى. وإلا فالمرء قد يتساءل: هل يعلم الله ما في النفوس ؟ أو ربما لن يخطر بباله هذا التساؤل. ويظل حائرا أو جاهلا أو غافلا عن هذه الحقيقة. إذن تفصيل الآيات ضروري للمعرفة اليقينية إذ لا تتم إلا به. والآيات التفصيلية التي تبين علم الله كثيرة. فهي تذكر علمه بالسماوات والأرض ومن فيهما وبالحيوانات والنباتات ... الخ ( أنظر فصل الله العليم ١(٣٩) وستجدها مفصلة هناك ).

والتفصيل من معجزات القرآن الذي يزداد الإيمان به أيضا. فإذا اطلعت على كل الآيات التفصيلية لموضوع ما سوف ترى أن القرآن أتى بكل المعلومات اللازمة.

ولفهم التفصيل يجب على قارئ القرآن أن يكون عالما به كما قال تعالى﴿ نفصل الآيات لقوم يعلمون ﴾(٥-١٠) .ودون هذا العلم قد يتبع آيات جزئية ويترك أخرى دون أن يشعر. وبالتالي قد يضل عن المنهج الصحيح.

 ونلاحظ في القرآن درجات في التفصيل (أنظر الفقرة ٧) مثلا:

١- العليم (١٧-٤)

٢- إن الله بكل شيء عليم (٧-٥٨)

٣- عالم الغيب والشهادة (٩٢-٢٣)

٤- ويعلم ما في السماوات وما في الأرض (٢٩-٣)

٥- ويعلم ما في البر والبحر (٥٩-٦)

٦- ... الخ

< تنبيه: إن فقرات كتاب تصنيف وتفسير آيات وفصول القرآن العظيم تفصل المواضيع القرآنية. يعني الآيات التفصيلية ستجدها مصنفة ومرتبة عبر فقرات كل فصل.

٣- تصريف الآيات

تصريف الآيات هو إعادتها أو تكرارها بطرق مختلفة. وهو موجود بكثرة في القرآن. ويؤكد المعلومات ويثبتها. ويبين أن قائلها يعلم ما يقول ولا ينسى ما قال. وهذا وجه آخر من الإعجاز القرآني. قال تعالى﴿ وكذلك نصرف الآيات ﴾ (١٠٥-٦)( أنظر فصل القرآن ٩- ٨ز).  

< تنبيه: إن كل فقرة من كتاب التصنيف هذا تحتوي على الآيات التي تم تصريفها في القرآن. وأكرر أن تسلسل فقراته يفصل الموضوع أو الآية العامة.

٤- تثبيت الآيات    

قال تعالى﴿ يمحو الله ما يشاء ويثبت ﴾(٣٩-١٣). وتثبيت الآيات يكون إما بتكرارها ( فقرة ١) أو بتفصيلها ( فقرة ٢) أو بتصريفها ( فقرة ٣) أو بتكملة المعلومة القرآنية التي فيها كالمثال التالي:

١- وإذا الجنة أزلفت ( ١٣-٨١)

٢- وأزلفت الجنة للمتقين (٩٠-٢٦)

٣- وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد (٣١ -٥٠)                 

إن الآية رقم ٢ تكمل الآية رقم١ والآية رقم ٣ تكمل الآيتين رقم١ ورقم ٢. ونلاحظ في التكميل الذي هو تفصيل بشكل آخر درجات أيضا. واستعمل التثبيت أيضا لتوضيح المعنى والحسم في موضوع: مثلا ﴿ يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس ﴾(٢١٩-٢) إن في الخمر والميسر إثم كبير. وهذا يكفي للمؤمن العالم أن يتركهما لكن الله أنزل آية التحريم بعد ذلك ليثبت المعنى﴿ فاجتنبوه لعلكم تفلحون ﴾(٩٠-٥).

أنظر ظاهرة المحو والتثبيت وعلاقتها بالنسخ في فصل مفهوم الناسخ والمنسوخ وقواعد النسخ ٥ب١.


     



  

  

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة