U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

مقدمة الكتاب-02

   

مقدمة الكتاب

(2/6)

١- الآيات والمعلومات التي تتشابه

أ- في القرآن آيات وأجزاء من آيات ومعلومات كثيرة تتكرر معنى وشكلا. وكأنها لبنات ضرورية. مثلا: ﴿ هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ﴾ نجد هذه الآيات مثلا في المرجع القرآني (٣٣-٩) وكذلك في المرجع (٩-٦١). كما نرى جزءا من هذه الآية يتكرر في الآية (٢٨-٤٨) إذ يقول تعالى ﴿هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا .

ب- وفي آيات نرى طرفا منها يشبه طرفا آخر من آية أخرى معنى وشكلا. ونجد تقاربا في الموضوع بين الطرفين الباقيين. وهذا من إعجاز القرآن إذا تأملنا عدد الآيات الهائل. مثلا ﴿ وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار﴾(٣٤-١٤) والآية ﴿ وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم ﴾(١٨-١٦). ففي الآية الأولى الجزء الأخير يبين موقف الإنسان. أما في الآية الثانية فيبين موقف الله. هناك إذن تطابق في المعنى بين الجزأين رغم بعد الآيتين عن بعضهما البعض.

ت - تارة يكون الجزء المكرر في أول الآية:

 - مثلا: ﴿ من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد ﴾(٤٦-٤١) والآية ﴿ من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون ﴾(١٥-٤٥) .

- أمثلة أخرى: الآية (٢٣-٢٢) والآية (١٤-٢٢) - الآية (٢٤٥-٢) والآية (١١-٥٧) ... الخ.

ث – تارة يكون الجزء المكرر في آخر الآية:

- مثلا: ﴿ ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير ﴾(١٠٧-٢) والآية ﴿ وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير ﴾(٢٢-٢٩)

- أمثلة أخرى: الآية (٢٤٣-٢) والآية (٦١-٤٠) - الآية (٢٦-٣٩) والآية (٣٣-٦٨) - الآية (٣٠-٣٠) والآية (٤٠- ١٢) ...الخ.

ج- الآيات التي تتكرر بكاملها:

- مثلا: ﴿ فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ﴾(٨٣-٤٣) نجدها أيضا في المرجع (٤٢-٧٠)

- أمثلة أخرى: الآية (٧٣-٩) والآية (٩-٦٦)- (٥٩- ٢٩) والآية (٤٢-١٦) - (٥-١٥) والآية(٤٣-٢٣) ...الخ.

ح- في آيات أخرى تغيير بسيط:

مثلا : ﴿ وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا يوحى إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ﴾(٤٣-١٦) والآية ﴿وما أرسلنا قبلك إلا رجالا ...الخ ﴾ (٧-٢١)

مثل آخر ﴿ فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ﴾(١٣٠-٢٠) والآية ﴿ فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ﴾(٣٩-٥٠)

مثل أيضا في آخر الآية (١١٢-٦) والآية (١٣٧-٦) ...الخ.

إن الأمثلة عن الآيات أو أجزاء الآيات التي تتشابه كثيرة. فالقرآن يتأسس من لبنات وهي إما حروف أو كلمات أو مجموعة من الكلمات أو آيات كاملة. وتتكرر حسب نظام لا يعلمه إلا الله. والتكرار بدقة وسط عدد ضخم من الآيات دليل على أن مصدر القرآن ثابت يعلم ما يقول ولا ينسى ما قال وما عليه أن يقول.

إن قارئ القرآن إذا تنبه لبعض من هذه الآيات وعلمها وحفظها ( ولا نقول كلها لأن ذلك صعب للغاية. فالذي يحفظ القرآن يحفظه كما جمع بل أحيانا تزيغ ذاكرته فيدخل في آية أخرى أو جزء منها بعيدين عن التي كان يتلوها لأنهما يتشابهان معنى وشكلا ) فلا يقدر على الإتيان بها إذا دعت الضرورة إلا بصعوبة. فماذا نقول عن الذي أتى بها كلها أول مرة دون أن يقع أي اختلاف بينها. وليس ذلك في مدرسة بل وسط مشاكل عديدة وحروب بين النبي وبين الكافرين: إنه الله سبحانه وتعالى.


     



  

 

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة