١٠٧- العقاب في الحياة الدنيا
(4/9)
٩- كان العقاب يأتي دائما بعد إرسال الرسل ← فصل الرسل ١٠-٣٨ج (٥٩-٢٨)
وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (١٥-١٧) ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ (١٣١-٦) وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنذِرُونَ (٢٠٨-٢٦) ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ (٢٠٩-٢٦) معذبين: أي في الدنيا كما جاء في سياق الآيات التالية. أما في الآخرة فالله لا يغفر لمن أشرك به حتى وإن لم يأته رسول ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ذلك: أي ما ذكر من بعث الرسل ومعاقبة من لم يتبعهم.غافلون: أي غافلون عن دين الإسلام. بمعنى هنا لم يأتهم رسول ولا كتاب. منذرون: أي مخوفون من عذاب الله. ذكرى: أي عظة لهم. يعني المنذرون يذكرونهم بعذاب الله. وما كنا ظالمين: أي ما كنا ظالمين بإهلاكهم لأنهم كانوا مشركين مفسدين.
وينزل بعد خروج الرسول من القرية: فصل محمد ﷺ ٣٩-٣٦ب ب١٠
١٠- ولا يهلك الله القرى الصالحة
وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (١١٧-١١) توضيح لما جاء في الآية السابقة: " إلا قليلا ممن أنجينا ". أي إن الله أهلك الآخرين الذين كانوا مفسدين غير مصلحين. والقرية هي المدينة ( وكل تجمع سكني ) لقوله تعالى عن موسى والخضر عليهما السلام﴿ فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ ﴾(٧٧-١٨) ثم قال ﴿ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ ﴾ (٨٢-١٨)
١١- وإنما يهلك القرى الظالمة ← فقرة ١٦ت
وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ (٥٩-٢٨) وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (١٠٢-١١) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ (١٠٣-١١) وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا (٥٩-١٨) وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً (١١-٢١) ظالمون: ظالمون في المعتقد كالشرك وفي الأعمال. وهذه الآية من سنن الله في معاقبة أهل القرى. وكذلك: أي أخذ القرى منها قائم وحصيد. ظالمة: ظالمة بالشرك والجرم. لآية: آية تدل على أن عقاب الله شديد. لمن خاف عذاب الآخرة: فالموقنون بالآخرة يخافون عذابها. وما يرون من عقاب الله في الدنيا يزيدهم يقينا وخوفا منه. وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا: تفسير في الفقرة ٢١ذ. قصمنا: أهلكنا. والقصم هو الكسر.
فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (٤٥-٢٢) وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ (٤٨-٢٢) ظالمة: ظالمة في المعتقد وهو الشرك وفي الأعمال. خاوية على عروشها: خاوية من أهلها وساقطة على سقوفها التي سقطت دون الحيطان كلها. والعروش هي السقوف. وبئر معطلة: أي لا يستقى منها لأن أهلها أهلكوا. والمراد كل آبار تلك القرية عطل الانتفاع بها. وقصر مشيد: أي مرفوع البنيان. والمراد كل قصور تلك القرية لا تزال حيطانها أو بعضها قائمة دون سقوفها. أخذتها: أي أهلكت أهلها بالعقاب. وإلي المصير: أي سيحضر أهلها أمامي يوم الحساب.
١٢- والتي طغى فيها الفساد ← فقرة ١٦ت
وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (١٦-١٧) مترفيها: أي منعميها. إذا أراد الله أن يهلك قرية ظالمة ( يعني كافرة أو مشركة أو كثر فيها الفساد ) حان أجلها وذلك بعد بعث رسول إليها كما جاء في الآية قبل هذه " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا " أمر مترفيها. وهم أغنياؤها وأمراؤها ومنعموها. أي بلغهم أمره بالإسلام والخضوع لأمره. ففسقوا: أي خالفوا أمر الله. ولو أمرهم بالفسق ففسقوا لما سمي فسقا بل طاعة. ففسقوا فيها: أي أعلنوا فسقهم في القرية وهو عصيانهم لأمر الله. والفسق ويدخل فيه المعتقدات الباطلة كالشرك وكل الأعمال الخبيثة. وهذا يعني أن الله لا يهلك قرية أتاها أمره على لسان رسوله حتى يقيم الحجة على كبرائها وأولي أمرها لأنهم أولى من غيرهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فإن عصوا حق عليهم قضاؤه بالعذاب. لا حجة لهم بعد ذلك.
١٣- ويمهلها بعض الوقت
← فقرة ٢١د
← فصل اعتقادات الكافرين٦٠- ٢٨أ (٨-١١)
فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (٣٢-١٣) للذين كفروا: للذين كفروا واستهزأوا بالرسل كما في السياق. أخذتهم: أي أهلكتهم بالعقاب.
إرسال تعليق