١٠٤- المؤمنون والمنافقون
(2/2)
ب- المؤمنون تجاه المنافقين: فصل محمد ﷺ ٣٩-٣٨ب
ب١- يحرم على المؤمنين إطاعة المنافقين ← فصل المنافقون والكافرون ١٠٣- ت٩
ب٢- ولا يجوز أن يحسنوا معاملتهم ← فصل المنافقون ٥٨-١٩س
ب٣- ولا أن يتخذوهم أولياء ( حتى يبينوا صدق ما يدعون: وهو هنا الهجرة في سبيل الله )
فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمُ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ (...) وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (٨٩-٤) وهؤلاء هم منافقو مكة. وهم الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم لأنهم لم يهاجروا إلى المدينة مدعين الاستضعاف في الأرض كما جاء في الآيات التي بعد هذه الآية. أنظر صفات نفاقهم في فصل الجهاد ٨٥- ١٥ر
ب٤- وعليهم أن يعاقبوهم إن لم ينتهوا عن نفاقهم ← فصل محمد ﷺ ٣٩-٣٨ب ج (٦٠ إلى٦٢-٣٣)
قال تعالى لرسوله ﷺ: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٩-٦٦) جاهد الكفار والمنافقين: أي جاهد الكفار بالسيف والمنافقين بالحجة. واغلظ عليهم: أي لا تكن لينا معهم.
ب٥- ويقتلوهم ( وهنا حالات مختلفة )
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (٨٩-٤)
تولوا: أي تولوا عن الهجرة إلى المدينة. ويتعلق الأمر بمنافقي مكة كما رأينا في الفقرة ب٣. فخذوهم: أي خذوهم في الأسر إن وجدتموهم في الطرقات ... الخ
باستثناء المذكورين في الآية التالية ( كما وقع في زمن النبوة ): إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمُ أَنْ يُقَاتِلُوكُمُ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ (٩٠-٤) إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق: أي إلا الذين يلتجئون أو يستجيرون بقوم بينكم وبينهم عهد ( ويتعلق الأمر دائما بمنافقي مكة ) أو جاءوكم: أي الذين جاءوكم بمحض إرادتهم ليخبروكم عن موقفهم. وهو أنهم لا يحبون أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم الذين تركوهم بمكة. ومجيئهم هذا ليس بهجرة. ولو كان كذلك لأصبحوا مثل المسلمين ولما دخلوا في هذا الاستثناء. حصرت صدورهم: أي أصبحت لا تطيق ولا تأذن بفكرة قتال المسلمين أو قتال قومهم المشركين.
وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا (٩٠-٤) لسلطهم عليكم: أي لجعلهم يقاتلونكم أيها المؤمنون. فإن اعتزلوكم: وهذا يؤيد أنهم لم يأتوا مهاجرين وإنما فقط ليلقوا السلم وليتقوا عدوانكم. ففي هذه الحالة وجب تركهم. والاعتزال هنا بمعنى أنهم لن ينشغلوا بأمور قتالكم بعد اليوم ولن يظاهروا المشركين أو أي أحد عليكم. السلم: أي الصلح. فما جعل الله لكم عليهم سبيلا: أي لم يعطكم الإذن بقتالهم وقتلهم في هذه الحالة.
أما الآخرون فوجب قتلهم ( أي الذين لم يكفوا عن قتال المسلمين بعد عهدهم لهم بالأمان والسلم ): سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُوْلَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا (٩١-٤) فهؤلاء يأتون إلى المسلمين ويزعمون أنهم لا يريدون قتالهم ولا قتال قومهم المشركين أي يأمنوهم ويأمنوا قومهم لكن سرعان ما يرجعون عن موقفهم كلما ردهم قومهم إلى الفتنة وهي مشاركتهم القتال والمؤامرات ضد المسلمين. أركسوا فيها: أي وقعوا فيها أشد وقوع. فإن لم يعتزلوكم: أنظر معنى الاعتزال في الفقرة السابقة. السلم: أي الصلح أو الاستسلام. فخذوهم: أي في الأسر. وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا: أي أعطيناكم الإذن بقتالهم وقتلهم.
ب٦- ولا ينقسموا بسببهم
فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (٨٨-٤) فئتين: أي جماعتين. جماعة تريد قتل المنافقين وأخرى تدافع عنهم. والله أركسهم: أي نكسهم بردهم إلى الكفر فقلب قلوبهم رأسا على عقب. ويتعلق الأمر هنا أيضا بمنافقي مكة لما خرجوا لحاجة لهم. وهذا المعنى جاء في رواية ابن أبي حاتم عن ابن عباس. وقيل بل هؤلاء أناس رجعوا من أحد لكن هذا لا ينطبق مع سياق الآيات والله أعلم. أتريدون أن تهدوا من أضل الله: هذا خطاب للذين دافعوا عنهم وأرادوا اتخاذهم أولياء معتقدين أن بذلك سيصطلح أمرهم لكن الله أمرهم بألا يتولوهم حتى يهاجروا إلى المدينة كما رأينا في الفقرة ب۳.
ب٧- إن الله قد بين للمؤمنين حقيقة المنافقين ( وفضحهم في سورة براءة )
أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ (٢٩-٤٧) مرض: أي شك ونفاق.
إرسال تعليق