|
١(٥) المجيد- الماجد
الْمَجِيدُ (١٥-٨٥) إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (٧٣-١١)
المجيد: ذو المجد الكامل. المعظم الذي يعظمه الخلق. حميد: أنظر الفقرة السابقة.
١(٦) الرحمان- الرحيم
الرَّحْمَنُ (١-٥٥) هو منبع كل رحمة. يرحم ويجعل الرحمة بين خلقه. فلولاه لما رحم أحد أحدا. قال عن الزوجين مثلا﴿ وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾(٢١-٣٠). وقال لمحمد ﷺ ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ﴾(١٥٩-٣).
مودة: محبة. ورحمة: أي يرحم أحدهما بما ينقص الآخر بالإنفاق عليه والعطايا والإعانة والتسامح .... فبما رحمة من الله: فبرحمة ما من عند الله. لنت: من الليونة. كان ﷺ لينا يرفق بالمؤمنين. وجاء في الحديث أن الله خلق مائة رحمة فوضع واحدة بين خلقه يتراحمون بها وعند الله تسعة وتسعون « رواه أحمد والترمذي.
الرَّحِيمِ (١-١) عظيم الرحمة ذو الرحمة الواسعة. الذي يرحم.
١- رب رحيم
سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (٥٨-٣٦) كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ (٥٤-٦)
سلام قولا: هذه تحية الله لأهل الجنة. رحيم: والجنة من رحمته. كتب ربكم على نفسه: أي ألزم نفسه. كتب ربكم: هذا من تتمة ما على الرسول ﷺ أن يقوله للمؤمنين بعد قوله سلام عليكم. ومن السلام على المؤمنين أيضا أن الله كتب على نفسه الرحمة ...الخ. الرحمة: وبها لا يعاقب من تاب وأصلح من بعد سوء بجهالة.
٢- هو الرحيم
الرَّحِيمِ (١-١) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٩-٢٦) نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٤٩-١٥) فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣٤-٥) إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (٦-٢٥) وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ (٥٨-١٨) وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ (١٣٣-٦) فمغفرته رحمة وكرمه رحمة.
العزيز الرحيم: العزيز هو الغالب وعلى العباد أن يهابوه. والرحيم الذي يرحم عباده وعليهم أن يرجوا رحمته. ذو الرحمة: أي من يرحم. ويملك كل وسائل الرحمة. ومن رحمته نعيم الدنيا والآخرة أي الجنة.
٣- هو الرحمان
الرَّحْمَنُ (١-٥٥) وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ (١١٢-٢١) قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ (٢٩-٦٧)
٤- أرحم الراحمين
وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (٦٤-١٢) وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (١٠٩-٢٣) وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (١٥١-٧)
وخير الراحمين هو الذي يتجاوز عن كثير من السيئات أكثر من غيره من خلقه. والثناء على الله في كل دعاء لا اعتداء فيه يقرب من الاستجابة. في رحمتك: ومنها الجنة.
٥- كتب الرحمة على نفسه← فصل التواب ١(٧١) ٤- فصل الله الكاتب ١(٤٦)١
كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ (١٢-٦) فهو بذلك يرحم التوابين. وفي الحديث » كتاب فوق العرش رحمتي تغلب غضبي « أنظر كتاب قصة الوجود ٢٠ب١٨
كتب على نفسه: ألزم نفسه بنفسه. الرحمة: وبها لا يعاقب من تاب وأصلح من بعد سوء بجهالة.
٦- رحمته واسعة
أ- فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ (١٤٧-٦) وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ (٢٨-٤٢)
ذو رحمة واسعة: بالتالي لا يعاقب في الحين بل يمهل لعل المذنب يقلع عن ذنبه. وينشر رحمته: أي يبسطها ويعمها (على المنطقة التي أنزل فيها المطر )
ب- وشملت كل شيء : وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ (١٥٦-٧)
ت- شهادة الملائكة : رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا (٧-٤٠) أي تحيط بكل شيء رحمة وعلما. لا يخرج شيء عن إطار رحمتك ولا عن إطار علمك. لكن سيخص رحمته الأبدية ومغفرته للمتقين: " ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون " (١٥٦-٧) ....
ث- رحمة في الدنيا والآخرة : ... وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ (١٤-٢٤)
٧- رحمته ليس لها نظير
وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (٣٢-٤٣) لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا تَجْمَعُونَ (١٥٧-٣)
ورحمت ربك خير مما يجمعون: أي الإسلام والجنة خير مما يجمعون من خيرات الدنيا الزائلة.
٨- يؤتيها وقتما يشاء
رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ (٥٤-١٧)
يرحمكم: يرحمكم بهدايتكم إلى الإسلام ثم الجنة. يعذبكم: يعذبكم بإضلالكم ثم إلى النار.
٩- ولمن يشاء ( وكل ما يشاء حق وعدل )
يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ (٧٤-٣) وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ (١٠٥-٢) وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ (٢١-٢٩) يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ (٣١-٧٦) وَلَكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ (٨-٤٢ ) لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ (٢٥-٤٨) نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ (٥٦-١٢)
ويرحم من يشاء: يرحمه بهدايته إلى الإسلام وإلى الجنة. في رحمته: أي في الإسلام لأن ثوابه الجنة. برحمتنا: أي بإحساننا ونعمتنا كما مكنا ليوسف في الأرض. ←أنظر الفقرة ١٢ (١٧-٣٣).
١٠- يرحم عباده
أ- المؤمنين : فصل الله تجاه المؤمنين ٧٢- ١د (٩-٥٧) ١ر
وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (٤٣-٣٣) أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ (٧١-٩) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا (...) وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (٢٩-٤) وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (١٥٦-٧)
فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (٣٠-٤٥) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (١٠٧-٣) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ (٢٨-٥٧) ← أنظر فصل الجنة ١١٧ ت٤٨خ.
ولا تقتلوا أنفسكم: لا تنتحروا ولا يقتل بعضكم بعضا. رحيما: رحيما لا يريد لكم القتل ظلما وعدوانا كما هو مبين في الآية التالية. في رحمته - رحمة الله: وهي الجنة. والخلود في رحمته دليل على أن الخلود أبدي بعد الموت. الفوز المبين: الفوز الواضح. ( ويقابله الخسران المبين لأهل النار ← فصل جهنم ١١٥- ب٥١) ابيضت وجوههم: ابيضت فرحا ونورا. كفلين: نصيبين أو مثلين من الأجر. أي مقارنة مع من آمن بالله في الشرائع الأخرى. وضعف الأجر سيكون واضحا في الجنة ( وسيحتل المسلمون الثلثين العلويين من كل طبقة من الجنة. أنظر كتاب قصة الوجود ). من رحمته: أي من عطائه في الجنة.
ب- المحسنين : إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (٥٦-٧)
ت- ولقد خلق الناس ليرحمهم : فصل ذو العرش ١(١٠) ٤
(...) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ (١١٩-١١) إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (٦٦-١٧) وخلقهم أيضا ليكونوا درجات في الآخرة.
ث- الرسل : وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا (٥٠-١٩) أي النبوة والإمامة إضافة إلى ما يعطى لسائر الناس.
١١- وهو الذي يقسم رحمته
أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا (٣٢-٤٣) أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (٩-٣٨)
سخريا: من التسخير هنا. فسخر الناس بعضهم لبعض. خزائن رحمة ربك: أي خزائن عطائه ونعمه ومنها هنا النبوة. أي أهم من يهبون النبوة لمن يشاءون ؟ العزيز الوهاب: العزيز الغالب على كل شيء والذي يهب ما يشاء لمن يشاء.
١٢- ولا يمكن لأحد أن يمسك رحمته ← فصل الرزاق ١(٥٣) ٤ (٢-٣٥)
قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً (١٧-٣٣)
يعصمكم: يمنعكم.
١٣- إرسال الرسل والأوامر رحمة
إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (٥-٤٤) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ (٦-٤٤) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (١٠٧-٢١)
إنا كنا مرسلين: أي مرسلي الملائكة بأمرنا الذي فرقناه وبالقرآن. رحمة من ربك: أي بتنزيل القرآن في ليلة القدر. رحمة للعالمين: ما جاء به النبي ﷺ رحمة لكل الناس في الدنيا والآخرة.
وكتب الله رحمة : فصل القرآن ٩-١٤- فصل التوراة ٦-٣ب-٤ - فصل ألواح موسى ٥-٢
ومن رحمته يهدي الناس إلى نور الإيمان: هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (٤٣-٣٣) وصلاة الملائكة على المؤمنين هي دعاؤهم لهم.
يصلي عليكم: وصلاة الله على عباده كما جاء في الرواية هي أن يجعل رحمته عليهم تسبق غضبه. فالذي صلى عليه فقد رحمه. والذي لا يصلي عليه معرض لغضبه. والآية تبين أن صلاته على العبد هي من رحمته وتخرجه من الظلمات إلى النور.
وقد يكون العذاب الدنيوي رحمة أيضا :
وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٢١-٣٢)( هذه الآية تبين حرص الله على عباده ليعودوا إلى الإيمان لتجنب الخسران ←أنظر آيات أخرى في فصل العقاب في الدنيا ١٠٧-٧ ) وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٤٨-٤٣)
ولنذيقنهم: أي الذين فسقوا. الأدنى: الأصغر. وهو عذاب الدنيا ومصائبها وآلامها. الأكبر: هو عذاب جهنم. يرجعون: يرجعون إلى الله بالتوبة.
ودخول الجنة رحمة← قالت الملائكة : وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٩-٤٠)
تق السيئات: أي تجنبه سيئات الآخرة يعني عذابها. يومئذ: يوم القيامة.
١٥- أشياء أخرى وكل نعم الله تدل على رحمته
إنزال الغيث رحمة: وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ (٢٨-٤٢)
الغيث: المطر الذي يغاث به الناس. وينشر رحمته: يبسطها ويعمها ( على المنطقة التي أنزل فيها المطر )
إحياء الأرض بعد موتها رحمة : فصل البعث ١١٣-٤ج٥ (٥٠-٣٠)
والرياح الطيبة رحمة: فصل البعث ١١٣- ٦أ٤ (٥٧-٧)
١٦- الكافرون تجاه الرحمة الإلهية ← فصل طبيعة الكافرين ٦٢-٣ج
أ- إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الكَافِرُونَ (٨٧-١٢) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُوْلَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي (٢٣-٢٩)
روح الله: فرجه ورحمته. بآيات الله: بآيات الله المنزلة في كتبه وأعظمها القرآن. ولقائه: لقائه يوم البعث والحشر أمامه.
قال إبراهيم : قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (٥٦-١٥)
ب- قال تعالى : قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٥٣-٣٩)
قل يا عبادي: أي بلغ كلامي هذا " يا عبادي ... ". أسرفوا على أنفسهم: أي تجاوزوا الحد في المعاصي ومنها الشرك فظلموا أنفسهم بذلك. يغفر الذنوب جميعا: وذلك قبل الاحتضار وقبل طلوع الشمس من المغرب. فالآية لا تنطبق على من حضره الموت أو مات على معاصيه.
١٧- السورة رقم ٥٥ تحمل اسم " الرحمان"
إرسال تعليق