الجن خلقوا قبل الإنس لقوله تعالى﴿ والجان خلقناه من قبل من نار السموم ﴾(٢٧-١٥) وبلا شك خلقوا قبلهم في كل قطر من أقطار الحلقة الأرضية. ولا يزال خلقهم مستمرا.
٢٠ب١٧- الإنس:
إنهم آخر نوع من العقلاء مما ذكر خرج إلى الوجود. وهم أصناف في الإيمان كما سنرى. ولا شك أن خلق الجن واﻹنس بدأ في أطراف المنطقة المعمورة من الحلقة الأرضية واستمر في اتجاه الوسط شيئا فشيئا حتى خلق آدم. فالذين جبلوا على الإيمان من الإنس هم الذين خلقوا أولا ثم تلاهم في الخلق المحاسبون. وأولهم الأقل ابتلاء وآخرهم بنو آدم وهم الأكثر ابتلاء والله أعلم. وسنرى ترتيب خلقهم ومتى خلق آدم بالضبط في الفقرة ٢١ب٢.
ثبت في الصحيحين أن النبي ﷺ قال « إن الله لما خلق الخلق كتب كتابا عنده فوق العرش إن رحمتي تغلب غضبي ». وروى ابن مردويه من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس قال رسول الله ﷺ« إذا فرغ الله من القضاء بين الخلق أخرج كتابا من تحت العرش أن رحمتي سبقت غضبي وأنا أرحم الراحمين فيقبض قبضة أو قبضتين فيخرج من النار خلقا لم يعملوا خيرا مكتوب بين أعينهم عتقاء الله ».
٢٠ت- النور ثم النار ثم الطين :
في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله ﷺ« خلقت الملائكة من نور وخلق إبليس من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم ». وروى ابن مردويه عن عائشة قال النبي ﷺ « خلقت الملائكة من نور العرش ... ». وسنرى أن آخرين خلقوا من نور الحجب وآخرين من نور السماء التي هم تحتها. وفي غير الصحيح « وخلقت الحور العين من الزعفران ». والزعفران تربة الجنة. وعن ابن عباس أن الجان خلق من لهب النار، وفي رواية من أحسن النار. وعن عمرو بن دينار من نار الشمس.
إرسال تعليق