● قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ( ٦٧-٣٨ ) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ( ٦٨-٣٨ )
التنبؤات ٤٤-ب١٦ . اعتقادات الكافرين ٦٠-٣٩ذ . يوم الحساب ١١٤-٨
قل هو: أي النبأ. هذا ضمير يبين ما بعده كقوله تعالى: " قل هو الله أحد ". نبأ عظيم: هو نبأ يوم الحساب. فلن تجد نبأ أعظم منه. أعظم خبر تنبأت به كتب الله.
● مَا كَانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ ( ٦٩-٣٨ ) إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ ( ٧٠-٣٨ )
( ٦٩-٣٨ ) آدم ١١-٢ . محمد ﷺ ٣٩-٤٠خ . الجن ٤٩-٢٣ث١ . الملائكة ٢-١٣ . ( ٧٠-٣٨ ) آدم ١١-٢ . محمد ﷺ ٣٩-٣٢ذ٧
ما كان لي من علم ...: فبداية قصة النبأ العظيم ( المذكور في الآية السابقة ) الذي هو البعث ليوم الحساب كانت في زمن لم أكن شاهدا عليها ( أي أمر الله نبيه ﷺ بأن يقول ذلك ) . فبلغني خبرها من الوحي كما في الآية التالية. ب الملأ الأعلى: والملأ الأعلى هنا هو الذي في مستوى سدرة المنتهى وجنة المأوى. والملأ هم جماعة أشراف القوم. وهم الملائكة هنا. وكان معهم إبليس وهو من الجن. إذ يختصمون: أي إذ يتجادلون وهم في خلاف. وهذا إشارة إلى ما وقع من نزاع بين الله وإبليس وهو في الملأ الأعلى لما أبى السجود لآدم كما هو مفسر في الآيات بعد هذه الآية بقوله "إذ" قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين. وهذا لا يعني أن الله كان بذاته هناك. فهو فوق الكل لكنه موجود بصفاته في كل مكان. نذير مبين: مخوف من عقاب الله بالأدلة اللازمة.
● إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ ( ٧١-٣٨ ) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ( ٧٢-٣٨ ) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمُ أَجْمَعُونَ ( ٧٣-٣٨ ) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ( ٧ ٤ -٣٨ )
( ٧١-٣٨ ) آدم ١١-٣ . ( ٧٢-٣٨ ) آدم ١١-٣ . الأمثال ٤٦-٥١أ . الموت ١١٠-٢٣أ . ( ٧٣-٣٨ ) آدم ١١-٦ . ( ٧٤-٣٨ ) الجن ٤٩- .٨ث
إذ قال ربك للملائكة ...: تفصيل لقوله تعالى: " إِذْ يَخْتَصِمُونَ ". سويته: سويت بين أعضائه حتى انقادت كلها لجسم واحد متكامل. ونفخت فيه من روحي: أي نفخت فيه الحياة من روحي. أما روح آدم جوهره فهي موضوع آخر وهي مخلوقة. وأرواح بني آدم خلقت من روح أبيهم بعد أن أحياها الله . أنظر التفاصيل في كتاب قصة الوجود. فقعوا: فخروا. من فعل وقع. وآدم هو الإنسان الوحيد في كل الدنيا الذي أخبر الله ملائكته مسبقا بخلقه وأمرهم بالسجود له وعلمه الأسماء كلها. كلهم أجمعون: أي سجد المعنيون بالأمر كلهم في آن واحد. وهم ملائكة الدنيا. أما الكروبيون حول العرش فبلا شك لم يعنهم لأنهم أقرب الخلق إلى الله. وسيظلون كذلك حتى بعد يوم القيامة والحساب. وكان من الكافرين: أي كان في علم الله من الكافرين وأصبح مشهودا منذ امتناعه عن السجود. فعصيان أمر الله كفر.
● قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ ( ٧٥-٣٨ ) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ( ٧٦-٣٨ )
( ٧٥-٣٨ ) الأمثال ٤٦-٥١أ . الجن ٤٩-٨ت . ( ٧٦-٣٨ ) الجن ٤٩-٨ث
خلقت بيدي: واليدان هنا في بعد لا يعلمه إلا الله. وهذا تشريف للناس أن خلق أباهم آدم بيده. أما الملائكة فثبت في الصحيح أنهم خلقوا فقط بقوله تعالى كن. أنظر التفاصيل في كتاب قصة الوجود. العالين: أي الذين لهم درجة عالية. ويبدو والله أعلم أن الكروبيين الذين يحملون العرش ومن حوله وهم العالون لم يسجدوا لآدم لأنهم لم يؤمروا بذلك لكونهم في عالم آخر لا علاقة لهم بالناس ولا بعالم الدنيا والآخرة. فهم بعيدون عن كل ذلك. وما سجد لآدم إلا ملائكة السماوات السبع. ومن ضمنهم جبريل وميكائيل والله أعلم. خير منه: أي من آدم. فجعل إبليس الخيرية في نوع المصدر الذي خلق منه فاستكبر ولم يعلم أن خلق آدم كان أشرف منه. خلقه الله بيديه ونفخ فيه من روحه. ولو كان إبليس غير متكبر لامتثل لأمر الله له في جميع الأحوال.
● قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ( ٧٧-٣٨ ) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ( ٧٨-٣٨ )
( ٧٧-٣٨ ) آية مماثلة: الجن ٤٩-١١أ . ( ٧٨-٣٨ ) الجن ٤٩-١١أ
فاخرج منها: أي من الجنة التي في أعلى الدنيا. رجيم: أي ستموت بالرجم. وسيتحقق ذلك يوم الفناء لأن الشيطان طلب من الله أن ينظره. لعنتي: وهي الطرد من رحمتي ومنها الإبعاد الكلي والأبدي عن الجنة. إلى يوم الدين: أي هو ملعون في الدنيا قبل الآخرة. فلا توبة له فيها أبدا. مصيره جهنم منذ تمرده.
● قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ( ٧٩-٣٨ ) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ( ٨٠-٣٨ ) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ( ٨١-٣٨ )
( ٧٩-٨٠-٣٨ ) الجن ٤٩-١٠أ . ( ٨١-٣٨ ) الجن ٤٩-١٠أ . يوم الحساب ١١٤-١٣ب
أنظرني: أخرني وأمهلني. يوم يبعثون: أي يوم يبعث بنو آدم كما يفهم من الآيات التالية: قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمُ أَجْمَعِينَ ( ٨٢-٣٨ ) . وكان إبليس ينتظر يوم القيامة . المنظرين: وهم الذين لن يموتوا حتى تقوم ساعة فناء السماوات والأرض. وهم كل الملائكة ومن شاء الله مما لا نعلم. وكان إبليس عند الله من المنظرين قبل أن يسأله ذلك. يوم الوقت المعلوم: معلوم عند الله وهو يوم البعث والحساب.
● قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمُ أَجْمَعِينَ ( ٨٢-٣٨ ) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ( ٨٣-٣٨ )
( ٨٢-٣٨ ) الجن ٤٩-١٠أ-١٠ب٣ . ( ٨٣-٣٨ ) الجن ٤٩-١٠ب٣
فبعزتك: أقسم الشيطان بعظمة الله وقوته وعزته. لأغوينهم: أي لأضلنهم بتزيين المعاصي لهم. المخلصين: الذين أخلصهم الله لعبادته.
● قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ ( ٨٤-٣٨ ) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمُ أَجْمَعِينَ ( ٨٥-٣٨ )
( ٨٤-٣٨ ) الهداية ٤٨-١١ت . الجن ٤٩-٣٩أ . جهنم ١١٥-أ١ث . الحق ١ ( ٤٢ ) ٥ . ( ٨٥-٣٨ ) الهداية ٤٨-١١ت . الجن ٤٩-٣٩أ . جهنم ١١٥-أ١ث
والحق أقول: أي ما أقول هو الذي سيقع. لأملأن: لأملأن كل مقاعد جهنم المخصصة للجن والإنس. منك: أي منك يا إبليس.
● قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ( ٨٦-٣٨ ) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ ( ٨ ٧ -٣٨ ) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ( ٨٨-٣٨ )
( ٨٦-٣٨ ) محمد ﷺ ٣ ٩-٣٣ . ( ٨٧-٣٨ ) آية مماثلة: القرآن ٩-٢٢س . ( ٨٨-٣٨ ) التنبؤات ٤٤-ب١ . القرآن ٩-١١ح . العليم ١ ( ٣٩ ) ٣٠أ
عليه: أي على كوني منذر لكم كما في السياق أو على القرآن الذي يشمل الإنذار والمرموز إليه في الآية التالية. المتكلفين: أي المتقولين على الله في أن أفتري القرآن أو أزيد فيه وأنقص. هو: أي القرآن. ذكر: ذكر يذكر به الله وتعاليمه. للعالمين: وهم هنا الجن والإنس. ولتعلمن نبأه: أي سوف ترون نبأه . والضمير للقرآن. بعد حين: بعد زمن إما بموتكم أو بأشراط الساعة أو بمجيء يوم القيامة أو بظهور الإسلام على الشرك.
*****
إرسال تعليق