U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

38- تفسير سورة ص من الآية 41 إلى الآية 54

   

38- تفسير سورة ص من الآية 41 إلى الآية 54

وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ( ٤١-٣٨ ) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ ( ٤٢-٣٨ )

( ٤١-٣٨ ) أيوب ٢٣-٤ . محمد ﷺ ٣ ٩-٤٠خ . أدعية المؤمنين ٦٩-١٨د . ( ٤٢-٣٨ ) أيوب ٢٣-٥أ

واذكر : أي اذكر للناس ذكر هذا النبي بما يلي من خبر عنه. مسني الشيطان: أي هو سبب في ما أنا فيه من نصب وعذاب. فدعا أيوب الله ليكشف عنه ألم جسده ومرضه الذي فاق طاقة التحمل فاستجاب الله فكشف ما به من ضر. ثم بعد ذلك وهب له أهله ومثلهم معهم هدية وثوابا منه على صبره. فأعطاه فوق ما سأل.

إن الشيطان ليس له سلطان على قلوب المؤمنين رغم وسوسته لهم باستمرار بل فقط على قلوب الكافرين فيتحكم فيها كما يشاء. أما على الأجساد فيبدو أن ذلك ممكن بعد إذن الله كما جاء في قوله تعالى: " الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ( ٢٧٥-٢ ) ". وبالتالي إن أذن له في أحد أفسد عليه من جسده ما شاء سبحانه. وعلم أيوب أن ما أصابه لم يكن مرضا عاديا بل من الشيطان الذي يجعله الله أيضا سببا من الأسباب التي تمرض الإنسان وقد جعل عليه حفظة يحفظونه من أمره إلا ما شاء. بنصب: بتعب شديد. كان أيوب طريح الفراش. وعذاب: ألم شديد. اركض برجلك: اضرب الأرض برجلك. هذا: أي نبعت عين من الأرض إثر ركضة أيوب. مغتسل بارد وشراب: فاغتسل أيوب بماء العين وشرب فذهب الداء من الظاهر والباطن.


وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ ( ٤٣-٣٨ )

أيوب ٢٣-٥ت

ووهبنا له أهله: أحيا الله له أهله الذين ماتوا. وقيل أعطاه أهلا مثل عددهم. ومثلهم معهم: أي وزدناه آخرين في حياته مثل عددهم من بنين وحفدة. معهم: أي وهم لا يزالون في الدنيا. يعني لم يمت منهم أحد حتى تم ضعف عددهم. وذكرى لأولي الألباب: أي عظة لأصحاب العقول من المؤمنين ليتعلموا الصبر على قدر الله.


● وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ( ٤٤-٣٨ )

أيوب ٢٣-٢-٥ب . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٧ز . التوبة ٧٥-١٢

ضغثا: أي قبضة حشيش مختلط فيها الرطب واليابس. ولا تحنث: أي عليك أن تفي بقسمك. لقد حلف أيوب أن يضرب امرأته إن شافاه الله ﻷن أثناء مرضه قيل ساعدته بشيء أغضبه. لكن رفقا بها أمر الله أيوب بأن يضربها بضغث فقط لكيلا يحنث لأنها كانت امرأة صالحة مؤمنة. قيل هي رحمة بنت لافرايثم ولد يوسف عليه السلام والله أعلم. وقيل هي ليا بنت يعقوب. وقيل أن أمه ابنة لوط. وجدناه: أي أثناء البلاء. والله كان عليما بصبره قبل خلقه. صابرا: أي على البلاء. أواب: يرجع دائما إلى الله.


وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ ( ٤٥-٣٨ ) إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةِ ذِكْرَى الدَّارِ ( ٤٦-٣٨ ) وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ ( ٤٧-٣٨ )

( ٤٥-٣٨ ) إبراهيم ﷺ ١٧-٧ . محمد ﷺ ٣ ٩-٤٠خ . طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩ث . ( ٤٦-٣٨ ) إبراهيم ﷺ ١٧-٧ . ( ٤٧-٣٨ ) إبراهيم ﷺ ١٧-٧-١٠ت . طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩ب-٣٩ج

واذكر: أي اذكر للناس ذكر هؤلاء الأنبياء وما يلي من خبر عنهم. أولي الأيدي: أصحاب القوة. والأبصار: ذوي بصيرة في الدين والعلم. أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار: أي أخلصهم الله بالذكر الخالص للدار الآخرة دون شرك ولا نفاق ولا شك ولا تردد. أو بذكرى دار الدنيا وهي ذكر الله والالتزام الخالص بدينه. والمعنى واحد.


وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ ( ٤٨-٣٨ )

إسماعيل ١٨-٨ . ذو الكفل ٢٤-٢ . اليسع ٣٢-٢

واذكر: أي اذكر للناس ذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل. واليسع: قيل إن إلياس استخلفه على بني إسرائيل ثم أوتي النبوة. وذا الكفل: قيل لقب به لأنه تكفل بأمر شديد عرضه عليه نبي في زمانه ( قيل من اليسع ) ووفي به. واختلف في نبوته فقيل كان نبيا وقيل كان عبدا صالحا ولم يكن نبيا والله أعلم.


هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ ( ٤٩-٣٨ ) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ ( ٥٠-٣٨ ) مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ ( ٥١-٣٨ ) وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ ( ٥٢-٣٨ ) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ ( ٥٣-٣٨ ) إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ ( ٥٤-٣٨ )

( ٤٩-٣٨ ) إبراهيم ﷺ ١٧-٧ . إسماعيل ١٨-٨ . الجنة ١١٧-ب١٠ . ( ٥٠-٣٨ ) جهنم ١١٥-ب٧ . الجنة ١١٧-ب١٠-ت٦ . ( ٥١-٣٨ ) الجنة ١١٧-ت٢٥ت-ت٢٨ب-ت٣١-ت٣٢ . ( ٥٢-٥٣-٣٨ ) الجنة ١١٧-ت٣٤ت . ( ٥٤-٣٨ ) الجنة ١١٧-أ٨ح

هذا ذكر: أي ما جاء من ذكر هؤلاء الأنبياء في القرآن أو القرآن كله. ذكر لهم بالثناء الحسن. مآب: منقلب ومصير. جنات عدن: جنات أعدت للإقامة. وهذا بيان لحسن المآب. مفتحة لهم الأبواب: ستفتح الجنة بعد شفاعة سيد المرسلين ﷺ قبل مجيء المؤمنين إلى أبوابها. وفي حديث رواه مسلم ومن بين ما قال فيه الرسول ﷺ أن للجنة ثمانية أبواب . أنظر تفاصيل كثيرة عن أبواب الجنة في كتاب قصة الوجود. يدعون: يطلبون. فيها: أي في الجنات. قاصرات الطرف: أي قصرن طرفهن على أزواجهن. فلا ينظرن إلى غيرهم. أتراب: أي مستويات في السن. هذا ما توعدون ليوم الحساب: أي ليكون لكم حتما يوم الحساب. هذا لرزقنا: أي الجنة ونعيمها وما فيها من رزق الله الأبدي. ما له من نفاد: أي ما له من انقطاع.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة