٢٢- العوالم عند الله (4/6)
٢٢ت- عالم الملائكة:
جعل الله ملائكته في ما شاء في العالم العلوي وفي العالم الدنيوي. وهم صنفان: ملائكة وروح ( أنظر الفقرة ٣٠ ). قال تعالى﴿ وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون ﴾(١٩-٢١) ومن عنده هم حملة العرش ومن حوله. أما عن الذين في السماوات السبع فانظر الفقرة ٢١د.
٢٢ت١- حملة العرش:
في حديث رواه ابن أبي حاتم أن رسول الله ﷺ قال « أذن لي أن أحدثكم عن ملك حملة العرش بعد ما بين شحمة أذنه وعنقه بخفق الطير سبعمائة عام ». وقيل في حديث آخر ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام. وقيل في حديث الصور أنهم اليوم أربعة ويوم القيامة ثمانية. وقال ابن عباس الكروبيون ثمانية أجزاء كل جزء منهم بعدة الإنس والجن والشياطين والملائكة. وقال ابن عباس أيضا « لما خلق الله تعالى حملة العرش قال لهم: احملوا عرشي فلم يطيقوا فخلق مع كل واحد منهم مثل من في السماوات السبع من الملائكة. فقال: احملوا عرشي فلم يطيقوا فخلق مع كل واحد منهم مثل من في السماوات السبع من الملائكة ومن في الأرض من الخلق، وقال: احملوا عرشي فلم يطيقوا، فقال: قولوا لا حول ولا قوة إلا بالله. فلما قالوها حملوه فنفذت أقدامهم في الأرض السابعة على متن الريح. فلما لم تستقر أقدامهم على شيء تمسكوا بالعرش ولم يفتروا عن قولهم لا حول ولا قوة إلا بالله خيفة أن ينقلب أحدهم فلا يعرف أين يهوي فهم حاملون العرش وهو حاملهم والكل محمول بالقدرة ». والحديث ربما يستنتج منه أن الحملة خلقوا بعد السماوات والأرضين لأن فيه أن أقدامهم نفذت في الأرض السابعة على متن الريح، أي إنها كانت موجودة قبلهم. وسنرى في موضع آخر أن أثناء خلق الدنيا كان العرش لا يزال مباشرة على الماء. وبالتالي وجود حملته لم يكن ضروريا في تلك الفترة. وما خلقوا بلا شك حتى أتى أجل رفعه كما يتبين من الحديث. وهم اليوم أربعة يحملونه وبالتالي أربعة يستريحون بالتناوب. ويوم القيامة سيحملونه كلهم في نفس الوقت ( فقرة ٢٢ت٤- والفقرة ٣٢ث٤ ). وسوف نبين أنهم على الأرجح ثمانية أفراد وليس ثمانية صفوف كما قيل في الرواية السابقة اللهم إن كانت الصفوف المذكورة في الحديث هي صفوف الذين حول العرش والذين قد يكونوا أعانوا حملة العرش الثمانية على رفعه في البداية ثم التحقوا بمواقعهم حوله والله أعلم. وسنرى أن هذه المواقع هي دائما في المستوى الأفقي الذي كان فيه العرش على الماء.
إرسال تعليق