U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

25- تفسير سورة الفرقان من الآية 58 إلى الآية 77

   

25- تفسير سورة الفرقان من الآية 58 إلى الآية 77

● وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا ( ٥٨-٢٥ )

محمد ٣ ٩- . ذكر الله ٧٦- . الموت ١١٠- . الأبقى ١ ( ٢٣ ) . الحي ١ ( ٢٤ ) . الكافي ١ ( ٧٧ ) ١

وسبخ: والتسبيح هو أن تنزه الله عن كل نقص. ويكون بالقلب وباللسان. بحمده: أي حامدا شاكرا لله تعالى. وكفى به بذنوب عباده خبيرا: أي عليم بتفاصيل ذنوب عباده باطنا وظاهرا. وفي ذلك تخويف لهم بأنه سيحاسبهم عليها إلا من تاب وآمن كما جاء في آيات أخرى.


● الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ( ٥٩-٢٥ )

الله يخاطب المؤمنين ٧٣- . الله ١ ( ١ ) ٣ . ذو العرش ١ ( ١٠ ) ٤ . الخالق ١ ( ١٩ )

وما بينهما: بين السماوات السبع وعالم الأرض أي بين سقف السماء الأولى والحلقة الأرضية الأولى.: ستة أيام: ست مراحل. أنظر تفاصيل عن هذه الأيام في كتاب قصة الوجود ٣٤ج٦ . استوى: علا فوق العرش. أنظر تفاصيل عن الاستواء في كتاب قصة الوجود. الرحمان: يخبر الله أن الذي خلق السماوات والأرض هو الرحمان الذي على العرش استوى ليدعو خلقه إلى رحمته. فاسأل به خبيرا: أي فاسأل خبيرا به ( هناك تقديم وتأخير ) أي عالما بصفاته وعظمته.


● وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَانِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا ( ٦٠-٢٥ )

اعتقادات الكافرين ٦٠-٢ج

اسجدوا للرحمان: أي اخضعوا لأمره. ويدخل فيه سجود البدن أيضا. وما الرحمان: قيل هذا الاسم لم يكن معهودا عند العرب فسألوا عنه تهكما. وزادهم نفورا: أي وزادهم هذا القول نفورا عن الإيمان.


● تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا ( ٦١-٢٥ )

الله والخلق ٤٠-٢٠ج . القرآن والعلم ٤٥-٧ب-٩أ . ذكر الله ٧٦-٢٢أ

تبارك: تبارك الله أي تعاظم وتعالى. والبركة هي الكثرة والاتساع. بروجا: هي منازل مشرفة لكوكبات النجوم. سراجا: أي نجما وقادا وهو الشمس هنا. منيرا: أي يعكس النور. الشمس كتلة من " النيران النووية " والقمر هو كل كوكب يعكس ضوء الشمس ( فهو كل كوكب ليس بشمس كقمرنا وأرضنا أيضا وغيرها ) . بالتالي بعض الآيات عن القمر تعني الأرض أيضا فهي تجري لأجل مسمى ككل الكواكب .


● وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ( ٦٢-٢٥ )

القرآن والعلم ٤٥-١٠ث . نعم الله على الناس ٥٢-٢٠ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ل٢ . ذكر الله ٧٦-١٢ج

جعل الليل والنهار خلفة: أي يخلف كل منهما الآخر. يذكر: يتفكر ويتأمل في خلق الله وآياته ليزداد إيمانا. فخلفة الليل والنهار آية تمر دوما على كل الناس لتحضهم على التذكر. أو أراد شكورا: أي من أراد أن يشكر الخالق على نعمه ومنها اختلاف الليل والنهار. والشكر يكون بالذكر والصلاة وسائر الأعمال الصالحة. وأجاز الله في هذه الآية التذكر والشكر سواء بالليل أم بالنهار.


وَعِبَادُ الرَّحْمَانِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ( ٦٣-٢٥ )

طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أث . العالمون والجاهلون ٦٦-٣ . طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٠-٣٩ب -٣٩ج . الكلمة الطيبة ٨٤-١٥

بعد ذكر الذين ينفرون من الرحمان يعرض الله هنا حال السعداء. وعباد الرحمان ...: المؤمنون هم عباد الله كما أرادهم أن يكونوا. فهم عباد عابدون له. والكافرون وإن كانوا أيضا عباد الله إلا أنهم ممقوتون لعدم عبادتهم له. بل بعضهم يتساءل: " وما الرحمان ". الذين يمشون على الأرض هونا: والمعنى الذين يتصرفون في الأرض بكل تواضع في جميع أعمالهم ومعاملاتهم وأحوالهم دون تكبر ولا استعلاء وليس فقط في طريقة مشيهم على الأقدام. جاء مثل هذا المعنى في سورة الحديد: " وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ ( ٢٨-٥٧ ) ". هونا: أي بتواضع. وإذا خاطبهم الجاهلون: أي إذا خاطبوهم بما يكرهون. قالوا سلاما: أي قالوا قولا فيه عفو وصفح. يعني لا يردون عليهم بالمثل.


● وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ( ٦٤-٢٥ )

طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩ح . أعمال المؤمنين ٧١-٢ث

هذه صفات أخرى لعباد الرحمان. يبيتون: أي ليلا. وقياما: أي واقفين على أرجلهم في الصلاة.


● وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا ( ٦٥-٢٥ ) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ( ٦٦-٢٥ )

( ٦٥-٢٥ ) أدعية المؤمنين ٦٩-٨د٢ . طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩أ . جهنم ١١٥-أ٤ز-أ١٦-ب٥٦ث-ب٥٨ . ( ٦٦-٢٥ ) أدعية المؤمنين ٦٩-٨د٢ . جهنم ١١٥-أ٤خ

غراما: أي لازما دائما.


● وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ( ٦٧-٢٥ )

طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩ح . الإنفاق ٨١-٩ت

أنفقوا: أي أنفقوا على عيالهم وأنفسهم. ولم يقتروا: أي لم يضيقوا بخلا. قواما: أي عدلا وسطا.


● وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ( ٦٨-٢٥ ) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ( ٦٩-٢٥ )

( ٦٨-٢٥ ) الشرك ٥٧-٣٧ن . إيمان المؤمنين ٦٨-٢٧ . طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩أ . أعمال المؤمنين ٧١-١٥-١٦ . القتل ٩٤-١ . الزنا ٩٥-١٤ . جهنم ١١٥-ب٣٧***-ت٥ . ( ٦٩-٢٥ ) الشرك ٥٧-٣٧م-٣٧ن . القتل ٩٤-١ . الزنا ٩٥-١٤ . جهنم ١١٥-ب١٤-ب٣٧-ت٥

النفس التي حرم الله: أي حرم قتلها. إلا بالحق: أي إلا بدليل شرعي أمر به الله. ذلك: أي تلك الكبائر كلها أو بعضها: الشرك وقتل النفس بغير حق والزنا. أثاما: عقابا أو جزاء أو واديا أو بئرا في جهنم. يضاعف له العذاب: يضاعف له كما قال تعالى عن أهل النار في سورة الأعراف: " قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ ( ٣٨-٧ ) ". سيحس بأن العذاب تضاعف له ثم يخلد في ذلك. فكل واحدة من هذه الكبائر لها عواقب سيئة وآثام يلقاها صاحبها يوم القيامة. ويخلد فيه: فالخلود ثابت في حق المشركين لقوله تعالى مرتين في القرآن: " إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ( ٤٨-٤ ) ". أما الزناة من الموحدين فقد يغفر لهم الله إن شاء بعد تعذيبهم عذابا مضاعفا في النار. مهانا: أي ذليلا مبعدا.


● إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ( ٧٠-٢٥ ) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا ( ٧١-٢٥ )

( ٧٠-٢٥ ) الخير والشر ٧٤-٤ب . التوبة ٧٥-٨-١٠ر . القتل ٩٤-١ . الزنا ٩٥-١٥ . يوم الحساب ١١٤-٤٧ر . جهنم ١١٥-ت٥ . الجنة ١١٧-ب٨ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١٠ . ( ٧١-٢٥ ) التوبة ٧٥-١-٥ب٤-٨

من تاب: أي من الشرك والقتل والزنا حسب السياق. يبدل الله سيئاتهم حسنات: أي في الآخرة. فلا توزن في الميزان كسيئات إن تاب المذنب في دنياه بل يبدلها الله حسنات. وهي حسنات التوبة. ولو وزنت كسيئات لذهب صاحبها إلى الشمال ثم إلى النار. أما الصغائر التي لم يتب صاحبها منها فتبدل بعد الميزان في ديوان آخر إن ثقلت موازينه. غفورا رحيما: فبمغفرته لا يعاقب المسيء التائب وبرحمته يدخله الجنة. متابا: هذا مصدر يؤكد التوبة حقا.


● وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ( ٧٢-٢٥ )

طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩ح . أعمال المؤمنين ٧١-١٢-١٣ . الكلمة الطيبة ٨٤-١٩

الزور: أي الكذب والباطل. اللغو: هو الباطل وما لا فائدة فيه من الأقوال والأفعال. ومن اللغو أيضا الشرك بالله. مروا كراما: أي هنا معرضين متنزهين عن اللغو.


● وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا ( ٧٣-٢٥ )

طبيعة المؤمنين ٧٠-٢٥-٣٩أ

لم يخروا عليها صما وعميانا: أي بل يخرون سجدا وبكيا. فعندما يتيقن الإنسان من أمر ما تمام اليقين يستسلم لحقيقته. وهذا الاستسلام هو خرور العقل والقلب. فالمؤمن يخر ساجدا لما يسمع آيات الله. والكافرون يخرون صما وعميانا. لا يريدون سماع أكثر لأنهم أيقنوا بكفرهم.


● وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ( ٧٤-٢٥ )

أدعية المؤمنين ٦٩-١٠-١٤ب . طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩أ

قرة أعين: أي ما يسر المرء فيقر النظر به. إماما: أي قدوة يقتدى بنا في الأعمال الصالحة أو في أي أمر مما أمر الله. وإبراهيم ﷺ كان كذلك. ومحمد ﷺ أسوة للمؤمنين.


أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا ( ٧٥-٢٥ ) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ( ٧٦-٢٥ )

( ٧٥-٢٥ ) الجنة ١١٧-أ١٣-ت٥ت-ت٥٠ت . ( ٧٦-٢٥ ) الجنة ١١٧-أ١٣-ت١١-ت٥٠ت-ت٥٢أ

أولئك: أي عباد الرحمان الذين جاءت صفاتهم في الآيات السابقة. الغرفة: أي هنا الجنة العالية. صبروا: صبروا على إطاعة الله ومنها تطبيق كل ما ذكر في الآيات السابقة. تحية وسلاما: أي من الله والملائكة. خالدين فيها: أي في الغرفة والجنة.


● قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا ( ٧٧-٢٥ )

الله يخاطب الكافرين ٦٥-١ث-١٨ش-٢٢ . جهنم ١١٥-ب٥٦ث . لا يحتاج الله إلى شيء ( ٣١ ) ٩

ما يعبأ بكم ....: أي اعلموا أيها الكافرون أن الله لا يكترث بكم لولا أنه يدعوكم إليه. فالدعوة إليه حجة عليكم. ولولا ذلك لما اهتم بكم. لزاما: أي سيلازمكم العذاب. فقد كذبتم ورفضتم عبادته فسوف يلازمكم العذاب في المستقبل.

*****


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة