٦٤- الله تجاه الكافرين
(3/6)
٨ب- ويفتنهم: فصل مكر الله ١(٦٢) ٨-٩
وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا (٤١-٥)
فتنته: أي إضلاله. فلن تملك له من الله شيئا: أي لن تدفع عنه تلك الفتنة ولن تنفعه عند الله. ويتعلق الأمر هنا باليهود.
٨ت- ويضيق صدورهم للإسلام: فصل الهداية ٤٨-٣٧أ
٨ث- ويصرفهم عن آياته: فصل الهداية ٤٨-٣٥ت١-٣٥ذ٤
٨ج- ليعاقبهم على ذنوبهم:
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ (٤٩-٥)
فإن تولوا: أي إن تولى أهل الكتاب عن حكمك بينهم. يصيبهم ببعض ذنوبهم: فالضلال هو أول العقاب.
٨ح- يضلهم أيضا بالقرآن: فصل القرآن ٩-٢٠د (٢٦-٢)
٨خ- لا يطهر قلوبهم: أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ (٤١-٥) يتعلق الأمر ببعض اليهود في زمان النبي ﷺ: أنظر تفسير هذه الآية في فصل محمد ﷺ ٣٩- ٣٩ب س٤
٨د- ويصرفهم عن الحق: فصل الهداية ٤٨-٣٥ذ-٣٨ج
وعن القرآن: فصل القرآن ٩-٤٢ح
٨ذ- ويعمي بصيرتهم لكيلا يفهموا القرآن: فصل القرآن ٩-٤٢ح
وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمُ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا (٢٥-٦)
أكنة: أغطية. وقرا: صمم.
٨ر- ويختم على قلوبهم ويجعلها قاسية ويزيدها مرضا: فصل الهداية ٤٨-٣٥ذ
أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (٢٣-٤٥) كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ (٧٤-١٠)( وهم الأقوام القديمة التي كفرت برسلها ) كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ (١٠١-٧) كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (٥٩-٣٠) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (١٠٨-١٦) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا (١٠-٢)( وهم المنافقون )
إلهه هواه: يتبع هواه. وأضله الله على علم: أي أضله وقد بلغه علمه وأمره. أو أضله لأنه عليم بتفاصيل خبث نفسه. وختم على سمعه ....: فلا يسمع الحق سماع قبول ولا يبصره. فمن يهديه: فمن يهديه بعد كل هذا ؟ كذلك نطبع على قلوب المعتدين: أي بهذا الشكل نطبع على قلوبهم فلا يؤمنون جاءهم الرسول أم لم يأت. نطبع: نختم. المعتدين: المعتدين في المعتقد والأعمال. وهم المشركون وأعمالهم. والشرك ظلم عظيم. كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين: أي يختم عليها فلا يؤمنون جاءتهم البينات أم لم تأتهم. كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون: يطبع عليها بقولهم للرسل تجاه آياته: " إن أنتم إلا مبطلون ". أولئك: أي الكفار. طبع: ختم على ما في قلوبهم من الكفر. أي ظلت على حال كفرها. مرض: أي نفاق وكفر وشك.
٨ز- يجعلهم صما بكما وعميا: وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ (٣٩-٦) مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ (٢٠-١١)( أي الحق ) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (٢٢-٨) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (٢٣-٨) وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (١٠٠-٧) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (١٨-٢) وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا (٢٨-١٨)
صم بكم: صم لا يسمعون كلام الله. بكم لا يرددون كلامه ولا يذكرونه. في الظلمات: أي في ظلمات الجهل والكفر التي تؤدي صاحبها إلى ظلمات جهنم. ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون: لكرههم للحق أصبحوا عاجزين عن سماعه سماع قبول. أو كانوا لا يريدون سماع الحق فأصمهم الله وأعمى أبصارهم عنه. الصم البكم: الصم: لا يسمعون كلام الله. البكم: لا يرددون كلام الله ولا يذكرونه. ونطبع: نختم. لا يرجعون: لا يرجعون إلى دين الله لكونهم فاقدين لحواسهم الروحية. ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا: قيل نزلت في عيينة بن حصن وأصحابه.
٨س- ويظلون يعمهون في طغيانهم: فصل الهداية ٤٨-٣٥ذ٥
وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمُ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (١١-١٠) وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (١٨٦-٧) إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمُ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (٨-٣٦) وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سُدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سُدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (٩-٣٦) وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ (٦٦-٣٦) وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (١٥-٢)
ولو يعجل الله للناس الشر ...: أي لو استجاب لهم في الشر في حال ضجرهم وغضبهم كما يستجيب لهم في الخير لماتوا. فنذر: فنترك. أي فلا نعجل لهم الشر. في طغيانهم: في طغيانهم على الحق. يتعالون عن حق الله في الربوبية والوحدانية ويطغون بأعمالهم الظالمة. يعمهون: أي دون تبصرة وتعقل. ونذرهم: نتركهم. مقمحون: رؤوس أرواحهم مرفوعة بسبب أغلالهم. وجعلنا من بين أيديهم سدا ...: أي الأغلال التي في أعناقهم تصل إلى أذقانهم بحيث تمنعهم من خفض رؤوسهم. وهذا وصف لما يفعل الله بأرواحهم في الدنيا قبل الآخرة. أرواحهم مقيدة رؤوسها مرفوعة بالأغلال التي في أعناقهم ومن أمامها سد ومن خلفها سد ومن فوقهم غشاء. صم بكم عمي. فهم في سجن روحاني منفي عن الواقع الحق وهم لا يعلمون. ولو نشاء لطمسنا على أعينهم ...: التفسير في فصل العقاب في الدنيا ١٠٧-٤. ويمدهم: يطيل لهم المدة أي يمهلهم.
٨ش- ولا يؤمنون: فصل الهداية ٤٨-١٩-٣٠ب-٣٥ذ٥ (٧-٣٦)
وَجَعَلْنَاهُمُ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ (٤١-٢٨)( وهم هنا فرعون وقومه ) وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (١٢٩-٦) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (١٢٣-٦)
أئمة: أي قادة يقتدى بهم. وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا ...: أي كما جعلنا العصاة من الجن والإنس يستمتع بعضهم بعضا كذلك نولي ... الظالمين: وأعظمهم المشركون. بما كانوا يكسبون: أي بسبب معاصيهم. وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ...: أي كما زين للكافرين ما كانوا يعملون ( كما جاء في الآية قبل هذه ) جعلنا في كل قرية أكابر ... ليمكروا فيها: ليمكروا ضد الإسلام والمسلمين ومن يلتزم بالحق. أنظر تفسير هذه الآية في فصل الله ١ (٦٢) ٨
إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمُ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (٤-٢٧) أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ (٨-٣٥) كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٢٢-٦)
زينا لهم أعمالهم: وذلك أول العقاب لعدم إيمانهم بالآخرة. فهذا مكر من الله سبحانه يضلهم به لأنهم لم يؤمنوا. أعمالهم: أي شركهم وسائر أعمالهم. يعمهون: أي دون تبصرة وتعقل. أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا: فهذا من إضلال الله له لأنه أطاع الشيطان في الشرك والمعاصي ولم يتخذه عدوا كما أمر سبحانه في الآية قبل السابقة. فالله يضل من يشاء وهم الكافرون والظالمون ويهدي من يشاء وهم المؤمنون والمحسنون. مثله: أي مثل الذي كان ميتا. بمعنى كان في الظلمات أيضا. لكن الأول أحياه الله بنوره والثاني سيبقى في الظلمات. في الظلمات: أي ظلمات الكفر والجهل التي تؤدي إلى ظلمات جهنم الأبدية. كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون: أي تلك الظلمات جعلتهم يعتقدون أنهم على الحق.
٨ط- ومكرهم: بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ (٣٣-١٣)
للذين كفروا: أي للمشركين. مكرهم: مكرهم في الدين.
٨ظ- يضل أعمالهم: فصل الهداية ٤٨-٣٥ذ٦-٣٥ذ٩
٨ع- ويحبطها: فصل يوم الحساب ١١٤-٤٨غ٣٢
إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (٨١-١٠)
٨غ- ويهزم مكرهم:← فصل مكر الله ١(٦٢) ٩
وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (٢٥-٤٠) وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ (١٠-٣٥) وَأَنَّ اللَّهَ مُوَهِّنٌ كَيْدَ الْكَافِرِينَ (١٨-٨)
وما كيد الكافرين إلا في ضلال: أي مكرهم في خسران. لا يستطيعون منع الناس عن الإيمان. أولئك: أي الذين يمكرون السيئات. يبور: يبطل ويفسد. موهن: مضعف.
٨ف- ويجعل الشياطين أولياء لهم ليغووهم: فصل الجن ٤٩-١٧
٨ق- قال تعالى أيضا: وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ (٢٥٧-٢) وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ (...) نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى (١١٥-٤)
الطاغوت: كل ما يعبد أو يلجأ إليه من غير الله هو طغيان على الحق. فالشرك ظلم عظيم. ويدخل في ذلك الأصنام والشياطين والكهان. يشاقق: أي يخالف فيصير في شق. نوله ما تولى: أي ما اختار بنفسه كالشيطان والطاغوت وكل ما عدا الله وصراطه.
٩- لا يهديهم ← فصل الهداية ٤٨-٣٤ - فصل طبيعة الكافرين ٦٢- ١٤ج١
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (١٦٨-٤) إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (١٦٩-٤) وَإِنْ تَدْعُهُمُ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (٥٧-١٨) تفسير الآيتين (١٦٩- ١٦٨-٤) في فصل التوبة ٧٥-٦ب.
وإن تدعهم إلى الهدى ...: أي لن يهتدوا لأن الله جعل في قلوبهم أكنة وفي آذانهم وقرا.
إرسال تعليق