● فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ( ٨١-٩ ) فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ( ٨٢-٩ )
( ٨١-٩ ) المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص٧أ . جهنم ١١٥-أ٨ج . ( ٨٢-٩ ) المنافقون ٥٨-٢١ . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص٧أ . جهنم ١١٥-ب٣٦
ذهب المسلمون كافة مع النبي ﷺ لمقاتلة الروم في تبوك لكن الروم فروا قبل المواجهة . ولم يذكر القرآن عن هذه الغزوة إلا المنافقين وأجر الذين غزوا مع الرسول ﷺ . بمقعدهم: أي بقعودهم عن الخروج إلى تبوك. خلاف رسول الله: خلفه أي لم يذهبوا معه. لا تنفروا: أي لا تخرجوا إلى القتال. أشد حرا: أي من النفير في الحر إلى تبوك. والخطاب للمنافقين. فليضحكوا قليلا: فليضحكوا لأنهم كانوا فرحين بتخلفهم. قليلا أي في الدنيا الزائلة. وليبكوا كثيرا: وليبكوا ندما وتحسرا في عذاب الآخرة الباقية. وهذا قضاء الله لهم مسبقا. يكسبون: يكسبون من نفاق وكفر ومعاصي وسيئات
● فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِي أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِي عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ ( ٨٣-٩ )
محمد ﷺ ٣ ٩-٣٨ب ث** . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص٧ح
فإن رجعك الله: أي ردك من تبوك. طائفة منهم: أي ممن تخلفوا بالمدينة. للخروج: أي إلى غزوة أخرى. الخالفين: أي مع المتخلفين من النساء والصبيان وذوي الأعذار.
● وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ ( ٨٤-٩ )
محمد ﷺ ٣ ٩-٣٨ب خ . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ص٧ح . الصلاة٧٨-٣٢
كان النبي ﷺ إذا دفن الميت يقف على قبره داعيا له بالتثبيت فمنعه الله أن يفعل ذلك مع المنافقين. فاسقون: خارجون عن طاعة الله.
● وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ( ٨٥-٩ )
محمد ﷺ ٣ ٩-٣٨ب ذ . الله تجاه الكافرين ٦٤-١٣ت٢-١٣ت٤
آية شبيهة بآية سابقة من نفس السورة ( ٥٥-٩ ) . أنظر التفسير هناك.
● وَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُوْلُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ ( ٨٦-٩ ) رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ( ٨٧-٩ )
( ٨٦-٩ ) المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥خ٣ . القرآن ٩-٧ر٥ . ( ٨٧-٩ ) طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أح . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥خ٣
سورة: السورة هي المحيطة والشريفة والجامعة لعدد معين من الآيات التي تكونها وتميزها وتختص بها. أولوا الطول: ذووا الغنى والسعة. ذرنا: دعنا. الخوالف: هم المتخلفون عن القتال. وطبع: ختم.
● لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( ٨٨-٩ ) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( ٨٩-٩ )
( ٨٨-٩ ) محمد ﷺ ٣ ٩-٤٣غ . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-١٠ث١ . الجنة ١١٧-ب٣١ . ( ٨٩-٩ ) المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-١٠ث١ . الجنة ١١٧- ب٣١ -أ٩
الخيرات: هي جنات تجري من تحتها الأنهار كما جاء في الآية التالية. المفلحون: الفائزون بسعادة الدنيا والآخرة.
● وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( ٩٠-٩ )
المنافقون ٥٨-٦أ-١٥خ-١٩ج . طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أأ . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥خ٥أ . جهنم ١١٥-ت٤ ( ١٣ )
المعذرون: ذووا الأعذار. وقعد الذين كذبوا الله: أي هؤلاء لم يأتوا للاعتذار. كذبوا الله ورسوله: أي كذبوا بأقوالهم ثم تبين كذبهم بأفعالهم. نزلت في الذين أظهروا الإيمان ونصر المسلمين كذبا فظهر كذبهم بقعودهم فجأة دون اعتذار ولم يخرجوا إلى للقتال. الذين كفروا منهم: أي الذين قعدوا كفرا بالله ورسوله ﷺ .
● لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( ٩١-٩ ) وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ ( ٩٢-٩ )
( ٩١-٩ ) المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥د . الجهاد والقتال ٨٥-١٥ت . تطبيق قواعد النسخ ١١٩-١٤أ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٢ . ( ٩٢-٩ ) المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥د
الضعفاء: أي الضعفاء كالشيوخ والنساء والصبيان. ما ينفقون: أي ما ينفقون ليتجهزوا للخروج إلى الحرب. حرج: هو الإثم الذي يفضح صاحبه. نصحوا لله ...: أي أخلصوا لله ورسوله وسعوا لما ينفع الإسلام والمسلمين. من سبيل: من سبيل إلى العقوبة. أي لن يؤاخذوا على ذلك. ووصفوا بالمحسنين لنصحهم. لتحملهم: أي لتعطيهم ما يركبون. تفيض: لفظ " تفيض" هو ما زاد عن الكمية العادية .
● إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمُ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ( ٩٣-٩ )
طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أج . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ذ
السبيل: وهي هنا المأثم والمحاسبة. الخوالف: أي الذين يتخلفون عن القتال. وطبع الله على قلوبهم: أي ختم عليها فظلت على حال عصيانها. لا يعلمون: لا يعلمون عاقبة تخلفهم.
● يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمُ إِذَا رَجَعْتُمُ إِلَيْهِمْ قُلْ لَا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ( ٩٤-٩ )
محمد ﷺ ٣ ٩-٢١خ . المنافقون ٥٨-١٩ز . أعمال الكافرين ٦٣-٤٠. يوم الحساب ١١٤-٤٨غ١١ . البصير ١ ( ٤٧ ) ٤أ . الرجوع إلى الله ١ ( ٦٥ ) ٦ . العليم ١ ( ٣٩ ) ٣
كان المنافقون يقدمون الأعذار للمسلمين لكنها لم تقبل منهم. لن نؤمن لكم: أي لن نصدقكم. من أخباركم: أي من أسراركم. عالم الغيب والشهادة: وهو الذي يعلم ما تخفون وما تعلنون. والغيب هو ما يغيب عن الخلق وحواسهم في الزمان والمكان. والشهادة هي ما يراه الخلق أو بعضه. والغيب والشهادة أنواع: أنظر تفاصيل ذلك في كتاب قصة الوجود.
● سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمُ إِذَا انقَلَبْتُمُ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمُ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ( ٩٥-٩ ) يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ( ٩٦-٩ )
( ٩٥-٩ ) المنافقون ٥٨-١٩س . جهنم ١١٥-ت٤ ( ١٣ ) . ( ٩٦-٩ ) المنافقون ٥٨-٨ج-١٩س . ما لا يحبه الله ١ ( ٦١ ) ٧
سيحلفون: سيحلفون أن لهم عذرهم عن التخلف. إذا انقلبتم إليهم: أي إذا رجعتم إليهم من تبوك. لتعرضوا عنهم: أي لتعرضوا عن معاتبتهم. رجس: أي قذارة لخبث قلوبهم. الفاسقين: الخارجين عن إطاعة الله.
● الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ( ٩٧-٩ ) وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ( ٩٨-٩ )
( ٩٧-٩ ) المنافقون ٥٨-١٨ب١ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١٤ . ( ٩٨-٩ ) المنافقون ٥٨-١٣ث- ١٨ب١ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٢٥
الأعراب: هم أهل البدو. وأجدر: أي أقرب وأولى وأحق. حدود ما أنزل الله: أي فرائض الشرع. يعني هؤلاء الأعراب هم أبعد عن فهم الدين لقساوة قلوبهم وكفرهم ونفاقهم. عليم حكيم: فما أنزل على الرسول ﷺ هو من لدن عليم حكيم. عليم بهؤلاء حكيم في حكمه فيهم. ما ينفق: ما ينفق في سبيل الله لما يطالب بذلك. مغرما: أي غرامة وخسارة. ويتربص بكم الدوائر: أي ينتظر بكم الحوادث ومصائب الدهر. عليهم دائرة السوء: أي يحيط بهم السوء. سميع عليم: سميع لما يقولون عنكم في السر والعلن عليم بهم.
● وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرُبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( ٩٩-٩ )
المنافقون ٥٨-١٣ج . المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٤د . الإنفاق ٨١-٨ب . الجنة ١١٧-ب١٤ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٢ . الرحمان ١ ( ٦ )
ومن الأعراب: قيل هم بنو مقرن من مزينة. ما ينفق: أي ما ينفق في الجهاد والقتال في سبيل الله. قربات: هي ما يقرب إلى الله والدرجات العليا في الجنة والإبعاد عن جهنم. وصلوات الرسول: أي ليدعو لهم الرسول ﷺ . رحمته: وهي الجنة. غفور رحيم: أي سيغفر لهؤلاء ويرحمهم.
● وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( ١٠٠-٩ )
المؤمنون في مرحلة الوحي ٦٧-٥ث٢ . طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩ح . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-١٣س . الجنة ١١٧-أ٩-ب٣١-ت٤٦ث١
بإحسان: بإحسان في المعتقد والعمل. فالمؤمنون في زمن النبوة هم أسوة لكل المؤمنين من بعدهم.
|
إرسال تعليق