● يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ( ٢٦-٧ )
آيات الله ٤٢-٢أ-٢٢ت . نعم الله على الناس ٥٢-٣٣ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ق١
استئناف في موضوع اللباس المذكور في قصة آدم وحواء اللذين نزع عنهما لباسهما. أنزلنا عليكم لباسا: أنزلناه على أجسادكم. أي جعلناكم تلبسون بخلاف الحيوانات. يواري: يستر. سوآتكم: أجسامكم وعوراتكم. وريشا: أي اللباس الفاخر للزينة والأثاث والمال الخصب. ذلك من آيات الله: أي تسخير اللباس للناس. لعلهم يذكرون: هنا التفات عن الخطاب. تحول إلى ضمير الغائب كأنه لمشركي قريش خاصة بعد أن كان لكل الناس.
● يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمُ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ( ٢٧-٧ )
آدم ١١-١١-١٥ . الهداية ٤٨-٤٢أ-٤٢ح . الجن ٤٩-١٢ث٣-١٧ح-٢٦
لا يفتننكم: لا يضلكم عن دين الله فتعصوا ربكم. أخرج أبويكم: أخرجهما بفعل وسوسته التي غرتهما. ولم يقل " أخرجكم " كما هو معهود في أساليب القرآن. فذرية آدم كانت ستكون في الأرض مهما كان الأمر والله أعلم. فالله خلق الأرض لها قبل خلق آدم. ينزع عنهما ...: أي تسبب في نزع لباسهما. سوآتهما: عوراتهما وجسديهما. قيل لأن إظهار العورة يسوء صاحبها. إنه: أي إبليس. وقبيله: أي قومه وصنفه وجنسه أي الجن. من حيث لا ترونهم: هذا يبين أنهم معنا لكن في عالم لا تدركه أبصارنا ولا إحساساتنا المحدودة بما قدر الله لها. أولياء: أي من يتولون أمورهم.
● وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ( ٢٨-٧ )
الهداية ٤٨-٢٦ . اعتقادات الكافرين ٦٠-١٢ت . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦غ . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ١٤
وإذا فعلوا: أي الذين لا يؤمنون. وهم المشركون هنا. فاحشة: فاحشة كطوافهم بالبيت عراة. بالفحشاء: كل قبيح من قول أو فعل كالزنا.
● قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ( ٢٩-٧ )
أدعية المؤمنين ٦٩-٥أ . الصلاة٧٨-١٢ت .المساجد ٧٩-٥ . شريعة الله ٨٦-٢أ . البعث ١١٣-٦ب . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ١٣ . العدل- المقسط ١ ( ٦٨ ) ٢
بالقسط: بالعدل. وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد: أي وجهوا وجوهكم إلى الله بإخلاص تام في كل صلاة دون التفات أو سهو أو غير ذلك مما قد يشغلكم. عند كل مسجد: أي في كل مرة وكل مكان تتخذونهما للصلاة. مخلصين له الدين: أي دون شرك. كما بدأكم تعودون: هذا مثل قوله تعالى: كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ( ١٠٤-٢١ ) أي سنعيد الخلق كما خلقناه أول مرة. ويدخل هنا حجم الإنسان وطوله. سيبعث الله الناس بطول آدم لما خلقه في مستوى جنة المأوى الدنيوية أي مقارنة بطول الملائكة. أنظر تفاصيل ذلك في كتاب قصة الوجود.
● فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسِبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ( ٣٠-٧ )
الإسلام ٤٧-٨ . الهداية ٤٨-١٢-٣٣أ-٣٥-٣٥ث . اعتقادات الكافرين ٦٠-١٧ . الهادي ١ ( ٥٥ ) ٧ذ٥٥
حق عليهم الضلالة: أي استحقوها فكانت حقا وعدلا. أولياء: أي من يتولون أمورهم. ويحسبون أنهم مهتدون: أي على الحق.
● يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ( ٣١-٧ )
الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٢٩أ٣ . المساجد ٧٩-٦ . الحياة الدنيا ١٠-٥-١٣ج . ما لا يحبه الله ١ ( ٦١ ) ٢
خذوا زينتكم عند كل مسجد: أما المشركون فكانوا يطوفون حول بيت الله الحرام حفاة عراة . وكلوا واشربوا ولا تسرفوا: فثلث المعدة للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس.
● قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ( ٣٢-٧ )
آيات الله ٤٢-٣أ-٢٥ . طبيعة المؤمنين ٧٠-٢٤-٣٩ث . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٢٩ب٤ . الحياة الدنيا ١٠-٥-١٣ث . القرآن ٩-٨ر
زينة الله: أي كاللباس. والطيبات: ما طاب من الحلال. خالصة: أي قل هي حلال للذين آمنوا في دنياهم خالصة لهم وحدهم يوم القيامة لا يتمتع بها يومئذ غيرهم. وهذا خطاب للمفترين على الله في ما يخص زينة الدنيا وطيباتها. نفصل: أي نبين بالتفصيل. الآيات: والآيات هنا التعاليم.
● قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ( ٣٣-٧ )
الناس ٥٠-١٢ع . الشرك ٥٧-٣ت . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦غ-٣٤ب
الفواحش: وهي الذنوب القبيحة. ما ظهر منها وما بطن: أي جهرها وسرها. والإثم: أي المعصية المتعمدة. والبغي: هو الظلم للناس والتكبر عليهم والطغيان. بغير الحق: أي ظلما. سلطانا: حجة وبرهانا. وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون: أي تقولوا عليه مثلا بأن له شريكا أو تنسبوا إليه ما لم ينزل من أوامر ونواهي.
● وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ( ٣٤-٧ )
الموت ١١٠-٢١
ولكل أمة أجل: أي أجل هلاكها أو تعذيبها. والأمة هنا هي القوم. أجلهم: أي أجل أفراد الأمة أو أجل الأمة بكاملها. لا يستأخرون .....: أي لا تهلك قبل أجلها ولا تتأخر عنه.
● يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمُ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ( ٣٥-٧ ) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ( ٣٦-٧ )
( ٣٥-٧ ) الناس ٥٠-١٣أ . الجنة ١١٧-ب٦ظ-ب١٠ . الرسل ١٠-٥أ . ( ٣٦-٧ ) آيات الله ٤٢-٤ص٥ . الناس ٥٠-١٣أ . اعتقادات الكافرين ٦٠-١٨أ . جهنم ١١٥-ت٤ ( ١١ )
إما يأتينكم: أي إن يأتكم. ونون توكيد لدخول ما. أي في حالة ما إذا أتتكم رسل فاتقيتم وأصلحتم .... فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون: لا خوف عليهم فيما سيستقبلونه من أهوال الآخرة. ولن يخيفهم أي شيء. ولا هم يحزنون على دنياهم. أو لن يصيبهم ما يحزنهم.
● فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُوْلَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمُ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ( ٣٧-٧ )
الشرك ٥٧-١٣خ٢-٣٦ . اعتقادات الكافرين ٦٠-١٨أ . أعمال الكافرين ٦٣-٩ت . الموت ١١٠-١٤ب٢ . يوم الحساب ١١٤-٤٨غ٢٥ث
فمن أظلم: أي فمن أظلم لحق الله وهو العبادة الخالصة له وأظلم لنفسه بالشرك حيث يصيرها إلى النار ؟ كذبا: وهو الشرك. أو تنسب لله ما لم يقل. أي كل ما يفتريه المشركون أو اليهود من معتقدات وأعمال وينسبون ذلك إلى الله. بآياته: وهي آيات القرآن. أولئك ...: أي هؤلاء إن استمروا على شركهم حتى تأتيهم ملائكة الموت سيدخلون النار كما هو مبين في الآية التالية. ينالهم: يصيبهم. نصيبهم من الكتاب: أي ما كتب لهم في هذه الدنيا حتى يأتي أجلهم ونصيبهم من العذاب في الآخرة. ضلوا عنا: أي غابوا. فلا يتذكر الإنسان في العذاب الشديد إلا الله.
● قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ ( ٣٨-٧ ) وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ ( ٣٩-٧ )
( ٣٨-٧ ) أدعية الجاهلين ٦١-٥ . أعمال الكافرين ٦٣-١٣د . جهنم ١١٥-ب٧-ب١٤ . ( ٣٩-٧ ) جهنم ١١٥-ب٤٠-ح-ب١٤
قال ادخلوا ...: أي قال الله. ادخلوا في أمم: أي لتكونوا منهم في النار. خلت : مضت. كلما دخلت أمة: وهو هنا دخول جماعي من أبواب جهنم إلى قناطرها أولا. وسيدخل الكافرون جهنم من أبوابها. أما المنافقون فلن يدخلوها من أبوابها لكن سيهوون فيها أثناء مرورهم على الصراط. لعنت أختها: أي تطلب من الله إبعاد غيرها عن رحمته والمزيد لها من العذاب وهم لا يزالون فوق قناطر جهنم. وأختها أي التي كانت مثلها في المعتقد وأضلتها. حتى إذا اداركوا فيها: أي تلاحقوا واجتمعوا كل في دركته من دركات النار بعد إلقاء كل واحد منهم من قنطرة إلى حفرته. قالت أخراهم لأولاهم: أي قال المستأخرون من الأمم والأجيال للمستقدمين. فآتهم عذابا ضعفا من النار: أي بما أنهم أضلونا فيستحقون ضعف العذاب: عذاب كفرهم وعذاب إضلالهم لنا. قال الله: لكل منكم ضعف العذاب لقوله تعالى مثلا عن المشرك والزاني وقاتل النفس بغير حق: " يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ( ٦٩-٢٥ ) ". أو قوله: " الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ العَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ ( ٨٨-١٦ ) ". فلا فرق بين الأمم الماضية والتي جاءت بعدها في هذا الحكم. ويخلد فيه: أي يخلد في مضاعفة العذاب الأبدية. أما قدر العذاب الأول فحسب درجة كفر الكافر وأعماله وجرمه. ولكن لا تعلمون: أي لا تعلمون قدر عذاب كل واحد. فلا يعلمه إلا صاحبه عندما يصلاه. فما كان لكم علينا من فضل: أي لم تكونوا أفضل منا في هذا الصدد. ولو كنتم كذلك لما كفرتم.
إرسال تعليق