● قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِ وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ( ١٥٨-٧ )
محمد ﷺ ٣ ٩-٥-٢٤أ-٣٢ر٢ . الناس ٥٠-١٤ذ٣ . الملك ١ ( ٩ ) ٣ب . المحيي ١ ( ٢٥ )
آية تبين أن محمدا ﷺ هو النبي الأمي المنتظر الذي أخبر به موسى عليه السلام في الآية السابقة. وفي أميته معجزة. الأمي: لا يقرأ ولا يكتب. وكلماته: أي ما أوحى وما أنزل من كتب وأوامر.
● وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ( ١٥٩-٧ )
بنو إسرائيل ٥٥-١٣أ
أمة: أي هنا طائفة أو جماعة. يهدون بالحق: يهتدون بالحق ويهدون الناس إليه. يعدلون: أي في حكمهم.
● وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ( ١٦٠-٧ )
بنو إسرائيل ٥٥-١٠ت-١٠ت٦**-١٦ش-١٥ب
وقطعناهم: فرقناهم. أسباطا: وهي قبائل بني إسرائيل أصلها أولاد يعقوب الاثنا عشر. أمما: فرقا. التقطيع في هذه الآية حدث في قوم موسى في زمن التيه بأمر الله إليهم مباشرة وليس كالتقطيع الذي في الآية الأخرى ( ١٦٨-٧ ) . فانبجست: فانفجرت. كل أناس: أي كل سبط من بني إسرائيل. مشربهم: أي كل سبط كان يشرب من عين مخصصة له. وظللنا عليهم الغمام: ظللناه عليهم لنقيهم من حر الشمس. المن: كل ما ينعم به. وهو هنا مادة جافة حلوة كالعسل. والسلوى: طير السماني. وما ظلمونا: أي ما ضرونا بكفرهم النعمة. يظلمون: يظلمون بكفرهم بنعم الله عليهم. ومن ذلك اتخاذهم العجل ورفضهم الإيمان بموسى حتى يروا الله جهرة مع أنهم رأوا من الآيات ما فيه بلاء مبين.
● وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا تُغْفَرْ لَكُمْ خَطِيئَاتُكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ( ١٦١-٧ ) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ ( ١٦٢-٧ )
( ١٦١-٧ ) بنو إسرائيل ٥٥-١٠ت١٠ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-١٥ح . الجنة ١١٧-أ٨ز-ب١٥ . ( ١٦٢-٧ ) بنو إسرائيل ٥٥-١٠ت١٠ . العقاب في الحياة الدنيا ١٠-٧-٣٠
وإذ قيل لهم: أي بعد التيه لأن تتمة الآية تدل على ذلك حين دخلوا القرية وبدلوا قولا غير الذي قيل لهم. وقيل أن موسى مات قبل ذلك. وبالتالي كان هذا القول على لسان يوشع بن نون والله أعلم. أما أثناء التيه فكانوا تائهين دون مقر ثابت. القرية: أي حيث بيت المقدس. وقيل أريحا. حطة: أي حط عنا خطايانا. وادخلوا الباب سجدا: أي اسجدوا لله عند دخولكم. سنزيد المحسنين: أي سنزيدهم من عطايانا في الدنيا والآخرة. والإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه. وبالامتثال لأمره هذا من كانت له خطيئة غفرت له. ومن كان محسنا ازداد أجرا. أي إذا كان قول حطة مع السجود عند دخول القرية سيغفر به ذنوب العاصين فإنه سيزيد في درجة المحسنين. الذين ظلموا: أي ظلموا أنفسهم عن قلة إيمان بالله بحرمانها من مغفرته وفضله. قولا غير الذي قيل لهم: قيل قالوا حنطة استهزاء ( أي حبة في شعيرة ) فرفضوا بذلك مغفرة الله لفسقهم. رجزا: عذابا. من السماء: ربما نزل العذاب من السماء على مشهد من قومهم. وقيل الطاعون وقيل غيره والله أعلم.
● وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ( ١٦٣-٧ )
بنو إسرائيل ٥٥-١٦ر٣ . الابتلاء ١٠٦-١١ح
قصة القرية التي اعتدت في السبت . قيل هي إيلة على شاطئ بحر القلزم بين مدين والطور . حاضرة البحر: أي بقرب البحر. يعدون في السبت: أي يعتدون على حرمته. شرعا: أي تلك الحيتان كانت تأتي ظاهرة على الماء وكثيرة. ويوم لا يسبتون: أي في الأيام الأخرى غير السبت. فمن دخل في السبت فقد أسبت. كذلك نبلوهم: أي نبلوهم بتلك الطريقة لأنهم كانوا فاسقين. فمن لم يطع الله قد يتعرض لمثل هذا ا لا بتلاء. يفسقون: يخرجون عن الطاعة.
● وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمُ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ( ١٦٤-٧ )
الهداية ٤٨-٢٤-٢٥ . بنو إسرائيل ٥٥-١٦ت-١٦ر٣ . اعتقادات الكافرين ٦٠-٣٥ . إيمان المؤمنين ٦٨-٢٩
أمة: أي هنا مجموعة. لم تعظون قوما: أي لم تنهونهم عن فعل ما يفعلون ؟ قوما: يقصدون بهم فريقا منهم. الله مهلكهم أو معذبهم: أي لم تعظونهم وتعلمون أن الله سيهلكهم أو سيعذبهم لأنهم اعتدوا في السبت. معذرة إلى ربكم: أي نهينا لهم هو عذرنا أمام الله. فقد أمرنا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ولعلهم يتقون: أي ولعل هؤلاء المعتدين يقلعون عما يفعلون ويتوبون إلى الله ويخشونه. فكانوا ثلاث فرق: فرقة تعتدي في السبت. وفرقة تنهاهم عن ذلك. وفرقة لا تعتدي ولا تنهى.
● فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ( ١٦٥-٧ ) فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ( ١٦٦-٧ )
( ١٦٥-٧ ) بنو إسرائيل ٥٥-١٦ت . طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩ح . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٢٠ج٥ . الأجر في الدنيا ۱ ٠٨-١٠ . ( ١٦٦-٧ ) بنو إسرائيل ٥٥-١٦ت-١٧ت . العقاب في الحياة الدنيا ١٠-٧-٣٠
نسوا ما ذكروا به: أي تناسوا عمدا موعظة الآخرين ولم يعملوا بها. ظلموا: أي ظلموا أنفسهم بعصيان أمر الله وتعاليمه. بئيس: أي شديد. يفسقون: يخرجون عن الطاعة. عتوا: أي استعصوا. عن ما نهوا عنه: وهو الاعتداء في السبت. كونوا قردة: هذا أمر بمسخ تلك الفرقة إلى قردة. خاسئين: أي مبعدين ذليلين حقيرين. والآيتان تبينان أن الله عذبهم في الأول عذابا شديدا نجا منه فقط الذين ينهون عن السوء. وشمل المعتدين في السبت والساكتين عن النهي عن المنكر. فهؤلاء أيضا نسوا ما ذكرهم به الواعظون بضرورة النهي عن المنكر لأن لماذا سيذكر الله الحوار بين الواعظين والساكتين دون أن تكون له تبعات ؟ أما المسخ إلى قردة فحدث فعلا لأنه أتى بعد العذاب الأول ولم يصب إلا الذين عتوا عن ما نهوا عنه أي المعتدين في السبت بعد تكبرهم وتعنتهم رغم رؤيتهم لذلك العذاب.
● وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ( ١٦٧-٧ )
بنو إسرائيل ٥٥-٢٠-٢١ . ذو عقاب ١ ( ٧٥ ) ٥ب . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ١٠
تأذن: أعلم. يسومهم: يذيقهم ويكلفهم. لسريع العقاب: أي لسريع لتنفيذ هذا الوعيد لهم كلما أفسدوا في الأرض. أنظر أيضا الآية ( ٤-١٧ ) إلى الآية ( ٨-١٧ ) . وعقاب الله هو عامة في غاية القرب. إن شاء إنزاله في الحين أنزله. وإن أخره عن قوم لأجل معدود فبمشيئته الحكيمة. فإذا جاء أجله لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون. لغفور رحيم: غفور رحيم لمن تاب وآمن به .
● وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ( ١٦٨-٧ )
بنو إسرائيل ٥٥-١٣-١٤-١٥ . الابتلاء ١٠٦-٣د-١١ح
وقطعناهم في الأرض أمما: أي فرقناهم فرقا في مختلف البلدان ولم يعودوا مجتمعين في بلد واحد. دون ذلك: غير ذلك. أي كافرون ومفسدون في كثير من أعمالهم. هذه الآية عن بني إسرائيل في كل زمن. لعلهم يرجعون: يرجعون إلى إطاعة الله.
● فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ( ١٦٩-٧ ) وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ( ١٧٠-٧ )
( ١٦٩-٧ ) بنو إسرائيل ٥٥-٣ب٩-١٦خ . التوبة ٧٥-٥خ . الآخرة ١١٢-٧ . الجنة ١١٧-ب٣٠ . الوارث ١ ( ٣٣ ) ٢ . ( ١٧٠-٧ ) بنو إسرائيل ٥٥-١٣ث . طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩ت . الصلاة٧٨-٢٨ . الإنفاق ٨١-٢٠ . الجنة ١١٧-ب٣٠ . التوراة ٦-٩ . الله يجزي ١ ( ٧٣ ) ١٠
كان فريق من بني إسرائيل يعترفون بالذنب . ومع ذلك يعودون إليه ويقولون أنه سيغفر لهم. من بعدهم: أي بعد كل المذكورين. والمقصود بعد الذي أصابهم من الله. أي الرجفة والحكم بالتيه في زمن موسى عليه السلام والرجز من السماء في زمن يوشع بن نون والعذاب والمسخ إلى قردة خاسئين للذين اعتدوا في السبت والأذان الخطير الذي تأذن به الله ببعث من يسومهم سوء العذاب والتقطيع في الأرض والابتلاء. فعرض الله كل ذلك ليبين أن خلفهم لم يتعظ. خلف: أولاد في الجيل التالي. الكتاب: التوراة هنا. يأخذون عرض هذا الأدنى: أي يأخذون بالباطل والحرام ما يعرض عليهم من متاع الدنيا. سيغفر لنا: هذا قولهم ينسبونه إلى ما عندهم من التوراة. وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه: أي يعودون كل مرة لأخذ ما أخذوه من عرض الدنيا المحرم مع رجائهم في المغفرة. ميثاق الكتاب: أي الإيمان بالتوراة يلزمهم بما فيها. أن لا يقولوا على الله إلا الحق: فقد قالوا باطلا في ما يخص غفران ذنوبهم. فكيف يغفر الله لمن يصر على الذنب ويزعم مسبقا أنه سيغفر له ؟ ودرسوا ما فيه: أي قرأوه وفهموه جيدا. يمسكون بالكتاب: يتمسكون ويلتزمون بتعاليمه. بالكتاب: أي بالتوراة. لا نضيع أجر المصلحين: أي سنعطيهم أجور ما أصلحوا. يعني أجرهم لا يذهب هباء.
● وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ( ١٧١-٧ )
الأمثال ٤٦-٢٥ . بنو إسرائيل ٥٥-٣أ
لما أراد موسى أن يبلغ قومه أوامر ربه المكتوبة في الألواح رفع الطور بأمر الله فوق رؤوسهم كتأييد رباني لما نزل عليهم. وحدث هذا بعد أن تاب عليهم من عبادة العجل أي بعد أن قتل منهم الكثير وهم بجانب الطور. كانت معجزة مخوفة لكن لم تكن لتجبرهم على الإيمان والتقوى لأن التقوى سينشأ إن اتخذوا ما أوتوا بقوة كما جاء في آخر الآية: وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ( ١٧١-٧ ) . واعتقد بنو إسرائيل أن الجبل سيقع عليهم فسجدوا خوفا وقبلوا الميثاق. فكان في حينه استسلاما فقط. أما الإيمان فيتكون ويتقوى بإطاعة الله اليومية. كانت كل معجزات موسى عظيمة ألفها بنو إسرائيل. وآتاه الله سلطانا مبينا. نتقنا الجبل: رفعناه من أصله. ظلة: أي سحابة تظل. وظنوا: أي أيقنوا في أنفسهم. واقع بهم: أي ساقط عليهم. خذوا ما آتيناكم بقوة: أي التزموا بما في التوراة بكل حزم وصبر. ما فيه: أي في ما آتيناكم يعني التوراة.
● وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّاتِهِمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمُ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ( ١٧٢-٧ ) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمُ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ( ١٧٣-٧ ) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ( ١٧٤-٧ )
( ١٧٢-٧ ) الهداية ٤٨-٢ . كلام الله ١ ( ٣٦ ) ٨ . ( ١٧٤-٧ ) آيات الله ٤٢-٢ت . الهداية ٤٨-٢ . الناس ٥٠-٤٢
بعد ذكر الميثاق مع بني إسرائيل انتقل الخطاب إلى المشركين ليذكرهم أن الله أخذ عنهم أيضا وعن بني آدم كلهم ميثاق يحرم عليهم بالفطرة كل شرك. فإسم الله مكتو ب في قلوب كل الناس . وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم: أخرج الله كل ذرية من التي سبقتها والكل من صلب آدم. كل ذرية شهدت بوحدانية الله. عن هذا غافلين: أي عن معرفة ربنا. أفتهلكنا: أي أفتعذبنا. واستعير الإهلاك هنا للعذاب الأبدي الذي لا يموت فيه الإنسان ولا يحيى. المبطلون: الذين أبطلوا الحق فأشركوا بالله. نفصل: أي نبين بالتفصيل. يرجعون: أي يرجعون عن شركهم وكفرهم إلى ما شهدوا على أنفسهم أي إلى الإيمان بالله وحده. أنظر تفاصيل أخرى في كتاب قصة الوجود ١۸
● وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ( ١٧٥-٧ ) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ( ١٧٦-٧ ) سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ ( ١٧٧-٧ )
( ١٧٥-٧ ) محمد ﷺ ٣ ٩-٣٢ش . الأمثال ٤٦-٣٨ . الجن ٤٩-١٧خ . ( ١٧٦-٧ ) محمد ﷺ ٣ ٩-٣٢ش-٤٠ت . الأمثال ٤٦-٣٨ . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٣٧ . ( ١٧٧-٧ ) الأمثال ٤٦-٣٨ . طبيعة الكافرين ٦٢-٣خ١
قصة الرجل الذي انسلخ من آيات الله . قيل هو بلعم بن باعوراء من بني إسرائيل . وقيل غيره. وقوله تعالى: واتل عليهم - فاقصص القصص - قد يوحي بأن قصة الذي آتاه الله آياته قديمة قد مضت بكل تفاصيلها قبل ذكرها في القرآن. أي آتاه الله آياته على علم من قومه ثم كفر ومات على كفره على علم من قومه أيضا. وبالتالي هي قصة يعلمها بنو إسرائيل وأشار إليها القرآن لإخبار العرب وتذكير اليهود لأنهم يشبهونه في كونهم رفضوا اتباع النبي ﷺ مع علمهم بنعته في التوراة. فالآيات السابقة عنهم. نبأ: خبر. آتيناه آياتنا: بينا له آياتنا حتى أصبح متيقنا بها. وقيل أن من تلك الآيات استجابة الله لدعائه فدعا على موسى عليه السلام طمعا في الدنيا لكن دون جدوى والله أعلم. فانسلخ منها: أي خرج منها كما تخرج الحية من جلدها. فترك دين الله وكفر مع علمه ويقينه به. فأتبعه الشيطان: أي تبعه دون توقف فلحق به وصار قرينه. الغاوين: وهم الضالون الزائلون عن الحق. ولو شئنا: فمشيئة الله سبقت ضده لأنه كافر. وما آتاه الله آياته وهو عليم بكفره إلا ليكون مثلا لمن خلفه. فسبحانه أنشأ كل الأمثال للناس بمعجزاته وعقابه وابتلاءاته في السراء والضراء وعطاياه المختلفة لكيلا تكون أية حجة لهم عليه يوم القيامة. فهذا كافر آتاه الله من علم اليقين دون جدوى. لرفعناه بها: أي لرفعنا مقامه عندنا ولن يكون من الغاوين الأسفلين في جهنم. و" بها " أي لجعلناه تقيا بنفس الآيات التي انسلخ منها. أخلد إلى الأرض: أي ركن وسكن إليها واختارها كأنه سيخلد فيها. تحمل عليه: أي تزجره وتطرده. يلهث: أي يخرج لسانه بالنفس الشديد من كثرة نباحه. فهذا الكافر له نفس الموقف من الله يشبه الكلب سواء تيقن من آيات الله أم لا. وأنفسهم كانوا يظلمون: أي يظلمونها بالكفر.
● مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ( ١٧٨-٧ )
الهداية ٤٨-٣٥س . الهادي ١ ( ٥٥ ) ٦
ومن يضلل: أي من يضله الله. الخاسرون: الذين خسروا في اختبار الدنيا فصاروا إلى الجحيم.
إرسال تعليق