● مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ( ٢٦١-٢ )
الأمثال ٤٦-٢٠أ . الإنفاق ٨١-١٠ح١ . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٥١ . الله يجزي ١ ( ٧٣ ) ٨أ. الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٣١
والله يضاعف لمن يشاء: أي يضاعف هنا إلى سبعمائة ضعف. واسع عليم: أي صفاته تسع كل شيء. وفضله واسع يؤتي منه من يشاء. عليم بالمنفقين ونياتهم عليم بكل شيء.
● الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمُ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ( ٢٦٢-٢ ) قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ( ٢٦٣-٢ )
( ٢٦٢-٢ ) طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩ح . الإنفاق ٨١-٦ب . الجنة ١١٧-ب١٤ . ( ٢٦٣-٢ ) الإنفاق ٨١-٦ث . الكلمة الطيبة ٨٤-١٠ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٢٢
ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون: لا خوف عليهم فيما يستقبلونه من أهوال الآخرة. ولا هم يحزنون على دنياهم أو لن يصيبهم ما يحزنهم. ومغفرة: ومغفرة إذا ألح السائل وأغلظ. غني حليم: غني عن الصدقة التي تكون بالمن والأذى وغني عن كل شيء. حليم لا يعجل بالعقوبة على المن والأذى وحليم في كل شيء لعل العباد يتوبون قبل العقاب.
● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ( ٢٦٤-٢ )
الأمثال ٤٦-٢٠ت . الهداية ٤٨-٣٤ث . الإنفاق ٨١-٦ب-٦ت . الهادي ١ ( ٥٥ ) ٧ز
كالذي ينفق ماله رئاء الناس: أي المن والأذى يبطل الصدقات كما يبطلها الرياء والكفر بالله واليوم الآخر. رئاء الناس: أي فقط ليراه الناس ينفق. صفوان: أي حجر كبير أملس. وابل: أي مطر شديد. صلدا: أي أجرد لا شيء عليه. فهذا المرائي كالصفوان لا تستقر حسناته التي كانت لغير وجه الله. وما أنفق رياء هو ذلك التراب. والوابل هو الرياء والكفر حيث لا يبقيان أية حسنة أمام حساب الله. والجزاء هو الصلد. أي لا شيء. فأعمال الكافرين كسراب كما جاء في آية أخرى. لا يقدرون على شيء مما كسبوا: أي لا ينفعهم ما أنفقوا لغير وجه الله لكونه ذهب هباء منثورا.
● وَمَثَلُ الَّذينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرُبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أ ُكْلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ( ٢٦٥-٢ )
القرآن والعلم ٤٥-٢١ح٥-٢١ك٨ . الإنفاق ٨١-٨أ١-١٠ح٢ . البصير ١ ( ٤٧ ) ٤أ
ابتغاء مرضات الله: أي طلبا لها. وتثبيتا من أنفسهم: أي يثبتون أنفسهم أن إنفاقهم خالص لوجه الله لا رياء فيه. وهذا عكس ما ذكر في الآية السابقة. بربوة: أي مرتفع من الأرض. وابل: مطر شديد. أكلها: أي الثمر الذي يؤكل. فطل: أي القطر الخفيف. فهذا الطل يكفيها لتثمر. كذلك يربي الله صدقات المخلصين كثيرة كانت أو قليلة.
● أَيَوَدُّ أَحَدُكُمُ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ( ٢٦٦-٢ )
آيات الله ٤٢-٢أ-٩ . الأمثال ٤٦-٢٠ث
هذا مثل في سياق الإنفاق في من كان غنيا وشابا فأصبح شيخا ضعيفا لا يملك شيئا بغتة وله ذرية ضعاف. أي على الإنسان أن يتصدق إذا كان ذا مال وسعة قبل أن يأتي يوم ربما لا يجد فيه حتى ما ينفق على أولاده . فمن لا يتصدق قد يتعرض لمثل هذا كعقاب دنيوي.
● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ( ٢٦٧-٢ )
الإنفاق ٨١-٥ب . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٢١
وجب على المسلم أن يتصدق ويزكي مما كسب ومما أخرج الله له من الأرض من ثمرات وزروع وثروات مختلفة ... الخ، وأن لا يزكي إلا من رزق طيب. ولا تيمموا: أي لا تقصدوا. تغمضوا فيه: أي تأخذونه بنقصان يعني تنقصون منه ما يخبثه أو تتسامحون في أخذه لقلة قيمته ولرداءته. غني حميد: غني عن صدقاتكم حميد يحمده الخلق لتفضله عليهم بنعمه التي لا تحصى.
● الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ( ٢٦٨-٢ )
الجن ٤٩ -١٩ج٢-١٩د . وعد الله ١ ( ٦٣ ) ١-٥أ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٣١
يعدكم الفقر: أي يعدكم الفقر إن تصدقتم. وسمي وعدا لأن فيه تهديد وتخويف من قبل الشيطان فيقول للإنسان: " الصدقة على المساكين تفقر ". بالفحشاء: كل قبيح من قول أو فعل كالزنا. مغفرة منه: أي مغفرة منه إن تصدقتم والتزمتم بما يأمره. وفضلا: أي فضلا من نعمه وأرزاقه إن تصدقتم. واسع عليم: أي وسعت صفاته كل شيء. وفي هذا الصدد إنه واسع المغفرة والفضل. عليم بصدقاتكم ونياتكم.
● يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ( ٢٦٩-٢ )
العالمون والجاهلون ٦٦-٠-أ٤ح . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٣٦ . المعلم ١ ( ٣٨ ) ٥ . الحكيم ١ ( ٤١ )
الحكمة: المعرفة بأحكام وتفاصيل الدين. أي ما يجب أن نفعل وما لا يجوز فعله . خيرا كثيرا: أي به يفوز الإنسان بالجنة. أولوا الألباب: أولوا العقول.
● وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ( ٢٧٠-٢ ) إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَنُكَفِّرْ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ( ٢٧١-٢ )
( ٢٧٠-٢ ) الله تجاه الكافرين ٦٤-١٠ . العليم ١ ( ٣٩ ) ٢٧ . ( ٢٧١-٢ ) الإنفاق ٨١-٦ج١-٨د-١١أ . كفارة السيئات ٨٧-١ . العليم ١ ( ٣٩ ) ٢٦ب٢
نذر: النذر هو ما أوجب الإنسان على نفسه من شيء يفعله وعاهد الله على ذلك. وما للظالمين من أنصار: وهم هنا الذين لا ينفقون ما أوجب الله على الإنسان كالمشركين والكافرين والمنافقين وكل من لا يؤدي حق الله في ماله. فنعما هي: هذا ثناء على إبداء الصدقة لكن إخفاءها أفضل. ونكفر عنكم من سيئاتكم: أي نتجاوز عنها بفضل صدقاتكم. إن الحسنات يذهبن السيئات.
● لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ( ٢٧٢-٢ )
محمد ﷺ ٣ ٩-٣٤خ١ . الإنفاق ٨١-٨أ٣-١٠ت . الهادي ١ ( ٥٥ ) ٧ . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٣٠ . الهداية ٤٨-١١ت
ابتغاء وجه الله: أي راغبين في عطف الله ورحمته عليهم في الدنيا والآخرة. بأن ينظر إليهم نظرة حب ورضا. ويدخل هنا رغبتهم في لقائه والنظر إليه. يوف إليكم: أي يوف إليكم ثوابه.
● لِلفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسِبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ( ٢٧٣-٢ )
طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩ح . الإنفاق ٨١-١١ب٤ . العليم ١ ( ٣٩ ) ٢٧
للفقراء: أي الصدقات والنفقات لهؤلاء. الذين أحصروا في سبيل الله: وهم هنا فقراء المهاجرين وكانوا تقريبا أربعمائة رجل حبسوا أنفسهم للجهاد في سبيل الله وشغلهم عن كسب المعاش. لا يستطيعون ضربا في الأرض: أي السفر للتجارة والكسب. أغنياء من التعفف: أي يتعففون عن سؤال الناس. بسيماهم: أي بعلامتهم في وجوههم من أثر الفاقة والحاجة والجهد والتواضع . لا يسألون الناس إلحافا: أي لا يلحون عليهم بالمسألة.
● الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمُ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ( ٢٧٤-٢ )
طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩ح. الإنفاق ٨١-٦ج٢-٧أ . يوم الحساب ١١٤-١٣ش٥ . الجنة ١١٧-ب١٤
ولا خوف عليهم: لا خوف عليهم فيما يستقبلونه من أهوال الآخرة. ولا هم يحزنون: أي على دنياهم أو لن يصيبهم ما يحزنهم.
● الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ( ٢٧٥-٢ )
أيوب ٢٣-٤ . الجن ٤٩-٣٦ . طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أح . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٣٣أ . الربا ٩٦-١ت-٥-٦ . جهنم ١١٥-٣٢-ت٥ . المعلم ١ ( ٣٨ ) ١٥
الربا: هو ما زاد عن مبلغ الدين. ويزيد ويتضاعف كلما تأخر التسديد. يقومون: بمعنى الوقوف على الأرجل. وهذا طوال يوم القيامة منذ بعثهم. وربما في جهنم أيضا. فالآية مطلقة. لا يستقر قيامهم أي لا يستطيعون أن ينهضوا بثبات على أرجلهم لثقل ما أكلت بطونهم من الربا فيسقطون في حالة مضطربة غير منتظمة. وشبه الله قيامهم كالذي يقوم من المس. وهو مس من الجن المتمرد. فلا يعرف كيف يثبت واقفا بعد أن أصابه الصرع الذي هو من فعل تخبط الشيطان له. وهو ضرب متوال غير منتظم في أجزاء مختلفة من الجسم. وأكد القرآن علاقة الشيطان ( أي الجان الكافر الشرير الذي لا ترجى منه أية توبة ) بهذا الموضوع الذي هو من عالم الغيب. والأمراض النفسية والعصبية قريبة من أمراض الروح. وعلم الإنسان مهما بلغ من التقدم لا يفسر إلا الأعراض الظاهرة دون أن يصل إلى الأسباب الخفية لعدد منها. يتخبطه: يصرعه ويضرب به الأرض. الشيطان: إن الشيطان ليس له سلطان على قلوب المؤمنين رغم وسوسته لهم باستمرار بل فقط على قلوب الكافرين فيتحكم فيها كما يشاء. أما على الأجساد فيبدو أن ذلك ممكن بعد إذن الله كما جاء في هذه الآية. وبالتالي إن أذن له في أحد أفسد عليه من جسده ما شاء سبحانه. المس: هو مس الجان للآدمي فيصيره مجنونا. ذلك: أي قيام من يأكل الربا كقيام الذي يتخبطه الشيطان من المس. قالوا: أي الكفار والجاحدون. إنما البيع مثل الربا: يقولون ذلك وقد علموا بتحريمها. والإصرار على أكلها وهم يعلمون هو الذي يجعلهم لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس. والآية فيها تقديم وتأخير وتقديرها هو: " ذلك بأن الله أحل البيع وحرم الربا وقالوا إنما البيع مثل الربا " أي قالوا ذلك بعد قول الله فلم يستجيبوا لأمره وأصروا على المعصية. لذلك قدم البيع على الربا في الآية كرد بنفس الترتيب. وأحل الله البيع ...: أي بينما أحل الله البيع ... موعظة من ربه: أي بتحريم الربا. فانتهى: أي عن أكل الربا. فله ما سلف: أي يحتفظ بما أخذ في الماضي قبل هذا التحريم. ولا تبعة عليه فيه في الدنيا من أي أحد. وأمره إلى الله: أي أمره ليس إلى الناس. فالله هو من سينظر فيه في الآخرة.
● يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ( ٢٧٦-٢ )
طبيعة الكافرين ٦٢-١٠ش . الإنفاق ٨١-١٠ج . الربا ٩٦-٧ . لا يحتاج الله إلى شيء ( ٣١ ) ٦- ما لا يحبه الله ١ ( ٦١ ) ١
يمحق الله الربا: ينقص مال الربا بذهاب بركته فيصبح المال الكثير لا يغني صاحبه. والبركة من عند الله تجعل القليل يغني ويكفي. وهذا وعد من الله. كلما سعيت لأكل الربا كلما نقصت قناعتك بما عندك. ويربي الصدقات: أي ينمي الأجر عليها في الدنيا والآخرة. وما نقص مال من صدقة. كفار أثيم: أي هنا يكفر بتحريم الربا ويأثم بالتعامل به. والآية عامة. والأثيم هو كثير الآثام والذنوب.
● إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمُ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ( ٢٧٧-٢ )
طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩ح-٣٩ح . يوم الحساب ١١٤-٤٧ب . الجنة ١١٧-ب١٤
ولا خوف عليهم: لا خوف عليهم فيما يستقبلونه من أهوال الآخرة. ولا هم يحزنون: أي على دنياهم أو لن يصيبهم ما يحزنهم.
● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ ( ٢٧٨-٢ ) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ( ٢٧٩-٢ )
( ٢٧٨-٢ ) الربا ٩٦-١ب . ( ٢٧٩-٢ ) الربا ٩٦-١أ-٣-٤
نزلت هذه الآية تهدد من لا يدع ما بقي من الربا على الناس بحرب من الله ورسوله. فهي إعلان لحرب كل قوم لا يستجيبون لهذا الأمر. وذروا: واتركوا. فإن لم تفعلوا: أي إن لم تذروا ما بقي من الربا. فأذنوا: أي مع كونكم مسلمين ولا تنتهوا عما حرم الله فاعلموا يقينا بحرب من الله ورسوله. فكل من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ومع ذلك يمنع الفرائض كالزكاة وغيرها أو يقوم بالكبائر كيفما كانت وجب حربه. وإن تبتم: أي رجعتم إلى تعاليم الله وتركتم التعامل بالربا. رؤوس الأموال: وهي هنا مبالغ الديون بلا زيادة ( لَا تَظْلِمُونَ ) ولا نقصان ( وَلَا تُظْلَمُونَ ) .
● وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمُ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ( ٢٨٠-٢ )
الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٣٢ج . الإنفاق ٨١-٦ح
عسرة: أي ضيق وشدة. فنظرة: أي فانتظروا. ميسرة: أي سعة ورخاء. وأن تصدقوا: بمعنى عليكم أن تضعوا الدين عن المدين الذي في عسر وإلا فأمهلوه. فالإحسان إلى المدين وصية من الله.
● وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ( ٢٨١-٢ )
الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ق١٧ . يوم الحساب ١١٤-١٢ب-٣٢ح
● يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمُ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةٌ حَاضِرَةٌ تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ( ٢٨٢-٢ )
الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٦ق٨-٣٢أ-٣٢ب١-٣٢ب٢-٣٢ث-٣٣ث-٣٣ج . الرجل والمرأة ٨٨-١٠ . كتمان الشهادة ١٠٠-٢ . المعلم ١ ( ٣٨ ) ١١-١٤ . العليم ١ ( ٣٩ ) ١
بعد تحريم الدين بالربا تأتي هذه الآية لتفصل إجراء الدين الحلال دون ربا. منه إثبات الدَّين كتابيا ودور الكاتب والولي. فاكتبوه: أي اكتبوا مبلغ الدين وأجله. كاتب بالعدل: هو من يثبت الدين كتابيا بالعدل بين الطرفين. ولا يأب كاتب أن يكتب: فألزم الله الكاتب المسلم العليم بكتابة الوثائق بأن يكتب. فجعل ذلك فرض عين عليه. فلا يحق له أن يمتنع لكيلا يحرم من الدين من له حاجة به. وليملل الذي عليه الحق: أي على المدين أن يقر بلسانه شاهدا على نفسه ما عليه من دين وأجله ليكتبه الكاتب. وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئا: أي على المدين أن لا ينقص بأية حيلة من الحق الذي عليه ( وهو هنا كل ما وجبت كتابته لحماية الدائن أي مبلغ الدين وأجل التسديد ) . وطبعا على الكاتب أيضا أن يتقي ربه في ذلك. سفيها: أي ضعيف العقل. ضعيفا: ضعيفا مثلا لصغر سنه أو لكبره. لا يستطيع أن يمل: لا يستطيع لخرس أو جهل باللغة أو نحو ذلك. فليملل وليه بالعدل: أي من كان معترفا به كولي له يقوم بأموره ويتولاها فليملل بالحق. تضل: أي تنسى أو تزيغ عن الحق بقول باطل دون أن تدري. فمن طبائع أكثر النساء خصوصا الأميات منهن نسيان التفاصيل الدقيقة لمثل هذه الأمور مع مرور الزمن. فتذكر إحداهما الأخرى: ولم يقل " فتذكرها الأخرى" لأن كل منهما أثناء الشهادة معرضة لنسيان تفاصيلها. كل نقطة نسيتها إحداهما ذكرتها الأخرى بها. ولا تسأموا: أي لا تملوا ولا تضجروا. أقسط: أعدل. وأقوم: أي أثبت. للشهادة: للشهادة عندما تطلب. وأدنى ألا ترتابوا: أي هذا سيجعلكم بعد ذلك أقرب إلى عدم الشك في مقدار الدين وأجله. تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها: أي إثباتها كتابيا ليس ضروريا. هذا في القليل كالمطعوم والسلع الصغيرة لا في الأملاك والسلع الكبيرة أو الكثيرة. تديرونها: أي تقبضونها يدا بيد ولا أجل فيها. جناح: إثم وحرج. وأشهدوا إذا تبايعتم: وهذا في السلع الكبيرة والأملاك والعقار مثلا. ولا يضار كاتب ولا شهيد: أي لا يمنع الكاتب والشاهد في أداء الواجب ولا يغيران الحق. ولا يكلفهما أحد فوق طاقتهما. فسوق: أي خروج عن إطاعة الله. واتقوا الله ويعلمكم الله: من فوائد التقوى تعليم الله للمتقي. فهو بكل شيء عليم.
● وَإِنْ كُنتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ( ٢٨٣-٢ )
الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٣٢ت-٣٢ث . كتمان الشهادة ١٠٠-٢-٣ . العليم ١ ( ٣٩ ) ٢٦ب١
في حالة السفر: إما أن تكاتب أو تدفع رهنا إذا لم يوجد كاتب. فإن أمن بعضكم بعضا: أي وثق بعضكم ببعض دون اللجوء إلى الكتابة أو الرهن. الذي اؤتمن: المدين . أمانته: دينه.
● لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمُ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( ٢٨٤-٢ )
الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٢٠أ . يوم الحساب ١١٤-٣٢ر٥ . تطبيق قواعد النسخ ١١٩-٢٢ . قدرات الله-الحسيب ١ ( ١٦ ) ١ . الحكم ١ ( ٦٧ ) ١١ب . القدير ١ ( ١٥ ) ٣ . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) . الغني . الغني ١ ( ٣٢ )
على كل شيء قدير: أي هنا قدير على محاسبة ما يظهر وما يخفى وقدير على الغفران والتعذيب. ففي يوم القيامة سيكون ديوان يسير خاص بالمؤمنين وديوان عسير خاص بأهل النار.
● آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ( ٢٨٥-٢ )
محمد ﷺ ٣ ٩-٢١س . إيمان المؤمنين ٦٨-٣ب-١٨-٢٤ . طبيعة المؤمنين ٧٠-١٢ . الملائكة ٢-٢٣ . الرسل ١٠-٣٢أ . الرجوع إلى الله ١ ( ٦٥ ) ١
بما أنزل إليه من ربه: أي بالكتاب الذي لا ريب فيه كما جاء في أول السورة. كل: الرسول والمؤمنون.
لا نفرق بين أحد من رسله: أي نؤمن بكل الرسل ( ولا نكفر ببعضهم ) وبأنهم عباد مسلمون.
● لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ( ٢٨٦-٢ )
الإسلام ٤٧-١٦-٨ح . أدعية المؤمنين ٦٩-٨ح . يوم الحساب ١١٤-٣٢ج-٣٢ر٣ . تطبيق قواعد النسخ ١١٩-٢٢
إلا وسعها: أي ما كان في استطاعتها وطاقتها وحسب ما أوتيت من قدرات وأموال. لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت: أي كل نفس لها ما ربحت وعليها ما خسرت. إصرا: أي عبئا ثقيلا. وهو هنا التكاليف الشرعية الشاقة. الذين من قبلنا: وهم أهل الكتاب. واعف عنا: أي امح ذنوبنا وأثرها وتجاوز عنا فلا تحاسبنا ولا تعذبنا. واغفر لنا: أي وإن حاسبتنا على ذنوبنا فلا تؤاخذنا بها ولا تعسر علينا. فمن الناس من سيكون حسابه يسيرا بغفران الله له. وارحمنا: أي لا تعذبنا إن حاسبتنا بل ارحمنا برضاك في الدنيا والآخرة. مولانا: أي متولي أمورنا في الدنيا والآخرة.
*****
إرسال تعليق