● وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا ( ١٦-١٩ ) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ( ١٧-١٩ )
( ١٦-١٩ ) مريم ٣٧- . محمد ﷺ ٣ ٩-٤٠خ . ( ١٧-١٩ ) مريم ٣٧-١٠-١١أ . الملائكة ٢-٢
واذكر في الكتاب: أي اذكر للناس ذكر مريم في القرآن إذ انتبذت ... انتبذت: تباعدت وانفردت. من أهلها مكانا شرقيا: أي ابتعدت عن أهلها في اتجاه مشرق الشمس واتخذت مكانا هناك شرق بيت المقدس. فاتخذت من دونهم حجابا: أي اختفت عن أنظارهم واستترت بهذا الحجاب. روحنا: الروح هنا رسول الله كما جاء في آية أخرى: " قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ ( ١٩-١٩ ) ". قيل هو جبريل والله أعلم.والروح صنف مميز من الملائكة. فتمثل لها بشرا: أي ظهر في صورة بشر. سويا: أي مستوي الخلق أو التام الخلق.
● قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَانِ مِنْكَ إِنْ كُنتَ تَقِيًّا ( ١٨-١٩ ) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا ( ١٩-١٩ ) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا ( ٢٠-١٩ ) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا ( ٢١-١٩ )
( ١٨-١٩ ) مريم ٣٧-١١ب . أدعية المؤمنين ٦٩-١٨ط . ( ١٩-١٩ ) مريم ٣٧-٨ب-١١أ-١١ب . عيسى ٣٨-٧ . طبيعة المؤمنين ٧٠-٤٠أ . الملائكة ٢-٢ . ( ٢٠-١٩ ) مريم ٣٧-١١ب . ( ٢١-١٩ ) مريم ٣٧-١١ب . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٢
أعوذ: أستجير. بالرحمان منك: أي ليرحمني من شرك إن كنت تريد بي الشر. إن كنت تقيا: أي إن كنت تخشى الله فاتقه وابتعد عني لأني أستغيث به ليحميني منك. رسول ربك: أي ملك من الملائكة الرسل. لأهب لك: لأهب لك بأمر الله وقدرته. زكيا: طاهرا ( وهو عيسى عليه السلام ) . ولم يمسسني بشر: أي بنكاح. قالت ذلك لأنها علمت أن هذا المرسل من الله ملك ولم يمسسها بشر من قبل. بغيا: زانية. قال كذلك: أي سيكون الأمر كما قال الله: ستنجبين بقدرة الله ولدا دون زوج ولا جماع. هين: أي أمر سهل بالنسبة لله. ولنجعله: أي الغلام وهو عيسى. آية للناس: أي معجزة ولادته ومعجزاته عليه السلام. ورحمة: ورحمة للناس يهتدون بإرشاده. أمرا مقضيا: مقدرا منتهيا مسطرا في اللوح المحفوظ. والأمر المقضي هو خلق عيسى دون أب وجعله نبيا.
● فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا ( ٢٢-١٩ ) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نِسْيًا مَنْسِيًّا ( ٢٣-١٩ )
( ٢٢-١٩ ) مريم ٣٧-١٣ . ( ٢٣-١٩ ) مريم ٣٧-١٤
فانتبذت به: أي ابتعدت به وتنحت. مكانا قصيا: أي بعيدا عن أهلها. فأجاءها: أي جاء بها واضطرها. المخاض: أي وجع الولادة. إلى جذع النخلة: وذلك لتستند إليه. نسيا: أي شيئا حقيرا متروكا. منسيا: أي لا يتذكره أحد.
● فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ( ٢٤-١٩ ) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تَسَّاقَطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ( ٢٥-١٩ ) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَانِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا ( ٢٦-١٩ )
( ٢٤-٢٥-١٩ ) مريم ٣٧-١٥ . ( ٢٦-١٩ ) مريم ٣٧-١٥ . الصوم ٨٠-١٠
فواساها عيسى عليه السلام. فناداها من تحتها: أي عيسى وهو يولد. فالضمير للمولود " فَحَمَلَتْهُ ". فقد كلمها قبل مجيئها إلى قومها كما تشير إلى ذلك الآية التالية: " فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ( ٢٩-١٩ ) " . سريا: أي نهر ماء. لذلك قال لها: " فكلي واشربي ". وهزي إليك: أي حركي وجري إليك. رطبا: أي ما نضج من تمر النخل. جنيا: أي طاب وأصبح صالحا للاجتناء والقطف. وقري عينا: أي طيبي نفسا ولا تحزني. فقولي: فقولي بالإشارات. نذرت للرحمان صوما: النذر هو أن تلزم نفسك لله بأمر لم يكن واجبا عليك. والصوم هنا صوم عن الكلام أيضا. إنسيا: أي أحدا من البشر.
● فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ( ٢٧-١٩ ) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ( ٢٨-١٩ ) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ( ٢٩-١٩ )
( ٢٧-١٩ ) مريم ٣٧-١٦ . ( ٢٨-١٩ ) مريم ٣٧-١٦ . طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢ب٤ . ( ٢٩-١٩ ) مريم ٣٧-١٥-١٦ . عيسى ٣٨-٥ب
شيئا فريا: أي عظيما منكرا وهو هنا الولد دون الأب. يا أخت هارون: ربما لما أخبرتهم بالإشارة أنها صائمة شبهوها بهارون وهو رجل منهم قد يكون كثير الصوم والله أعلم. و روي عن الكلبي أن هارون أخ لها من أبيها. وقيل إنها من ذرية هارون أخي موسى من سبط لاوي. وقيل غير ذلك والله أعلم . بغيا: زانية. فأشارت إليه: أشارت إليه لأنه كلمها قبل ذلك وأمرها بألا تكلم أحدا. المهد: هو مضجع الصبي في رضاعه.
● قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِي الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ( ٣٠-١٩ ) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ( ٣١-١٩ ) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ( ٣٢-١٩ ) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ( ٣٣-١٩ )
( ٣٠-١٩ ) عيسى ٣٨-٥ت . ( ٣١-١٩ ) عيسى ٣٨-٥ث-٥ج . ما يباركه الله في القرآن ٤١-١٣ . الصلاة٧٨-٢٩ر . الإنفاق ٨١-١٩ث . المعلم ١ ( ٣٨ ) ١٥ . ( ٣٢-١٩ ) عيسى ٣٨-٥خ . طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢ب٥-٢٢ب٦ . الله يخاطب المؤمنين ٧٣-١٨أ . النكاح ٨٩-٣٧س . ( ٣٣-١٩ ) عيسى ٣٨-٥خ
قال: أي عيسى وهو رضيع مخبرا قوم أمه مريم عن أمور قدرية لم تقع بعد . الكتاب: وهو هنا الإنجيل. مباركا: أي مصدر بركة ونفع وخير. أين ما كنت: أي في أي مكان كنت تكون معي البركة بإذن الله. وبرا بوالدتي ...: أي محسنا ومطيعا لها بما أمر الله. جبارا: متكبرا قاسيا. شقيا: أي من العصاة الخائبين من الخير. والسلام: والسلام يشمل الأمان والتحية. يوم ولادته لم يمسه أي مكروه من أي شيء وسلم عليه. ويوم أموت: والسلام عند الموت هو الأمان من عذاب القبر. ويوم أبعث حيا: أي يوم القيامة. وسيبعث دون فزع آمنا من عذاب ذلك اليوم ومن عذاب النار. وهو لم يمت بعد. إنه في السماء الثانية ينتظر عودته إلى الأرض.
● ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلُ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ( ٣٤-١٩ )
عيسى ٣٨-٦د
ذلك: أي هذا العبد النبي الذي جاء ذكر قصته وقصة ولادته في الآيات السابقة. قول الحق: أي ما قيل في الآيات السابقة عن حقيقته. يمترون: يشكون. فلا يقين لديهم عن حقيقته حتى ألهوه ونسبوه إلى الله.
● مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ( ٣٥-١٩ ) وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ( ٣٦-١٩ )
( ٣٥-١٩ ) النصارى ٥٦-ب٣ . الشرك ٥٧-٦ . الإله- الواحد ١ ( ٣ ) ١٧ث . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٣ . ( ٣٦-١٩ ) عيسى ٣٨-٥ج . الناس ٥٠-١٢ص . النصارى ٥٦-ب٣
ما كان لله أن يتخذ من ولد: بمعنى التبني وليس الإنجاب كقوله تعالى في قصة يوسف ﴿ عَسَى أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ﴾ ( ٢١-١٢ ) فلا ولم ولن يتخذ ولدا. قضى أمرا: أي أراد أن يقع. كن فيكون: هذا كعيسى خلقه بكلمة " كن " دون أب. وفي حديث أخرجه الإمام أحمد ومن ضمن ما جاء فيه " عطائي كلام وعذابي كلام إذا أردت شيئا فإنما أقول له كن فيكون « . وإن الله ربي وربكم ...: هذا من كلام عيسى بعد الآيتين الفاصلتين اللتين من كلام الله. واختلاف الأحزاب ( بفاء التفريع ) بعد هذا القول يؤكد أنه من كلام عيسى. وقد قال ذلك فعلا لقومه:" مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ( ١١٧- ٥ ) " . ونفس الآيتين تقريبا عن عيسى نجدهما في سورة الزخرف: " وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ ( ..... ) ( ٦٣-٤٣ ) إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ( ٦٤-٤٣ ) فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ ( ٦٥-٤٣ ) ". هذا صراط مستقيم: أي توحيد الله وعبادته طبقا لما شرع.
● فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ ( ٣٧-١٩ )
عيسى ٣٨-٢٢ . النصارى ٥٦-ب٣-ب١١
فاختلف الأحزاب: فاليهود لم يؤمنوا بعيسى عليه السلام. والنصارى تفرقوا شيعا في شأنه: المؤمنون به كنبي. وآخرون جعلوه ابنا لله. وآخرون جعلوه ثالث ثلاثة. وآخرون ظنوا أنه الله. فويل ...: تهديد بالويل أي بحلول الشر والهلاك والشقاء. مشهد: أي ما سيشهدونه ويحضرونه. والمعنى عذاب يوم عظيم وهو يوم الحساب.
● أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ( ٣٨-١٩ )
طبيعة الكافرين ٦٢-١١ر . يوم الحساب ١١٤-٢٤أ-٣٠أ-٤٨غ١٩
أسمع بهم وأبصر: أي ما أسمعهم وما أبصرهم. يعني سيسمعون جيدا ويبصرون ما كانوا يكذبون. الظالمون: وهم هنا المشركون. اليوم: أي في الدنيا. مبين: واضح لكنهم لا يرون أنهم في ضلال.
إرسال تعليق