٤٦ث- شكل جهنم الداخلي:
في كل طبقات جهنم حفر في قطع أرضية متوازية مع قبة العرش بينهن فراغات أي فضاء كما في الجنة، ومتصلة بعضها بعضا بقناطر وأعمدة أيضا ومستقرة على أغصان شجرة الزقوم. فكما جاء في الحديث القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار.
٤٦ث١- شكل الحفر: ( أنظر الرسم ١٥ب )
جاء في الحديث ( فقرة ٢٢ب٣ ) أن لسرادق جهنم أربعة جدر كثافة كل جدار أربعون سنة. وهذا يعني أن كل حفرة من حفر جهنم لها فقط أربعة جدر تحيط بها وليس ثمانية كما هو الحال بالنسبة لروضات الجنة. وسميت حفرا لأن ليست لها أبوابا كما للروضات. فالمجرمون سيلقون فيها بعد دخولهم جهنم الكبرى من أبواب طبقاتها. ووحدهم المنافقون الذين لن يدخلوها من أبوابها الخارجية وإنما سيهوون أثناء مرورهم على الصراط إلى الدرك الأسفل من النار بعد سقوطهم على جسر عريض ودحض تحت الصراط كما رأينا. وسيحس الهاوون بألم اصطدامهم بأرض الدرك الأسفل. والحفر مربعة ولها أربع زوايا ومتوازية مع العرش. كل حفرة متصلة بأربع حفر في مستواها بقناطر. وهذه القناطر تمر أيضا من فوق كل حفرة. ومن هناك سيتم إلقاء الكافرين فيها.
أما فيما يخص الأنهار، أنهار الحميم والصديد، فالحفر التي في وسط جهنم تماما تتلقى أعمدة من الأعلى وفيها الأنهار تلك وتدخل في وسط شجرة الزقوم ثم تخرج من تل وسط الحفرة الجماعية. ثم ينبع منه أربع مجموعات من الأنهار. كل مجموعة تخرج من زاوية من زوايا الحفرة لتذهب إلى الحفرة التي تقابلها. وكما قلت بالنسبة للروضات المائلة في جنة الخلد الحفر المائلة التي ليست في الوسط تماما تدخلها الأنهار من الزاويتين القريبتين من الوسط وتخرج من الزاويتين البعيدتين عنه بعد التقائها في وسط الحفرة. وبالتالي توجد في جهنم أيضا ملتقيات للأنهار بين كل أربع حفر. ومن هذه الملتقيات تنزل أعمدة مائلة في اتجاه الوسط لتدخل في حفر الوسط تماما. وهذا يشبه ما رأيناه بالنسبة لجنة الخلد إلا أن الحفر لها فقط أربعة جدر وفيها فقط نهران من الحميم ومن الصديد. أما الروضات فلها ثمانية أبواب وأربعة أنهار. وبين كل مجموعتين من الأنهار في أية حفرة من حفر جهنم توجد قطعة أرضية زاويتها تسعون درجة لأن الحفرة مربعة. كل واحدة منها مقسمة هي الأخرى إلى قطعتين أرضيتين، إحداهما أعلى من الأخرى كما هو الحال في الجنة إلا أن في جهنم كل أرض هي عبارة عن جبال حممية وغيران وحفر. والأرض العليا تجري بجانبها أودية الحميم وأودية الصديد ( ولا يوجد فيها الآن صديد حتى يدخلها الناس ). والأرض السفلى بجوارها وتجري بجانبها أودية أخرى من الحميم والصديد. إذن هناك أربع مجموعات من الأودية في الأعلى ومثلها في الأسفل. وكلها تخرج من زوايا الحفرة. ومخرج الأودية العليا فوق مخرج الأودية السفلى. وبين الحفر ملتقيات للأنهار. ومنها تنطلق أنهار إلى الحفر التي في نفس المستوى وأخرى تهبط في أعمدة إلى الملتقيات السفلية ومن تم إلى الحفر الوسطى.
وكما أن لكل روضة شجرة الخلد في وسطها فلا شك أن في وسط كل حفرة من جهنم شجرة. وهي الشجرة الملعونة في القرآن. سيلعنها كل من أكل منها من الآثمين. وجهنم كلها لعنة ضد الكافرين. وشكل هذه الشجرة مرعب طلعها كأنه رؤوس الشياطين وتحتها ظلام شديد. أما شجر الزقوم الصغير فأصله من الشجرة الوسطى تلك. في كل حفرة غصن منها. وهذا الغصن ينبت في أصل الجحيم أي في كل حفرة من النار. والأرجح هي شجرة كبيرة واحدة أسفلها في أدنى الدرك الأسفل من النار ثم يمر جدعها من وسط كل الحفر الوسطى وتتفرع على كل الحفر الأخرى.
وفي كل أرض من أراضي جهنم شبكة من الأودية الثانوية من الحميم والصديد أو غساق وعيون آنية لقوله تعالى﴿ تسقى من عين آنية ﴾(٥-٨٨). كل ذلك يأتي من الأودية العليا ثم يصب في القطع الأرضية السفلى لينتهي في الأودية السفلى التي بجانبها. وهنا أيضا ربما تدور الأنهار الثانوية جاعلة وسط الحفرة عن شمالها والله أعلم.
إرسال تعليق