٣٤- خلق السماوات والأرض (27/50)
٣٤ج٣- خلق المجرات والكواكب:
بدأ المركز العظيم تفككه عن الضغط الذي كان عليه بانعكاس سرعة دورانه ( أي أصبح يتباطأ تدريجيا ). وانعكست سرعة دوران الكتل الرتقية حوله والتي ستخلق منها المجرات. أما دورانها حول نفسها فلم يبدأ حتى فتقت. ثم استمر في نفس الاتجاه الذي يدور فيه المركز. ربما على الأقل بالنسبة للتي في نصف السماء البدائية. أما التي في النصف الآخر فربما تدور حول نفسها في الاتجاه اﻵخر. أي ربما كل مجرة تدور الآن حول نفسها في اتجاه معاكس لدوران المجرة التي تقابلها في الجهة الأخرى من السماء تماما كما قيل بالنسبة للإلكترونات حول النواة والله أعلم. ونفس المراحل مرت بها أجزاء كل كتلة حتى ظهرت النجوم والأقمار.
وسبع أرضين هي سبع عوالم كوكبية بمجراتهن المتعددة. وإن كان يشبه بعضهن بعضا فذلك يعني أن كواكب ومجرات تلك الأرضين لهن نفس العمر لكن في نفس الأرض عمرهن يختلف. وكن قريبات من بعضهن البعض مما عليه الأمر الآن أي بعد تقسيم السماء الدنيا إلى سبعة مستويات أو أرضين بينهن عوالم بينية.
والسماء البدائية كانت مجموعة من المجرات تدور حول المركز العظيم. أما في السماء الدنيا حاليا فلم تعد تدور حوله بل تبتعد عن مركز ذلك المركز في خطوط مستقيمة. وسنرى لماذا في الفقرة ٣٤ج٥. وكانت السماء البدائية تحيط بها حلقة دخانية هائلة. وقطرها بدون ذلك الدخان كان أصغر من قطر السماء الدنيا الآن لأن لم تكن فيها عوالم بينية بعد. ثم إنها توسعت كثيرا كثيرا منذ ذلك الحين. وربما كان ذلك القطر يساوي بالسنين سبعة آلاف سنة إضافة إلى قطر المادة التي كانت في المركز. فغلظ كل أرض الآن خمسمائة سنة وسبع أرضين بدون عوالم بينية بينهن يقدر غلظهن بثلاثة آلاف وخمسمائة سنة. وهي المدة التي كانت بين سطح المركز العظيم وحدود الأرض الأولى. والقطر هو ضعف ذلك يضاف إليه قطر المركز أي ألف سنة ( أنظر الفقرة ٤٦خ ) أي المجموع ثمانية آلاف سنة. بينما قطر السماء الدنيا الآن والتي فيها ثمان عوالم بينية بين الأرضين يقدر بستة عشر ألف سنة بدون السقوف السماوية، أي الضعف في ما يخص المدة الزمنية فقط. أما المسافات الحقيقية فتختلف. فقد تكون السماء الدنيا الآن عدة أضعاف السماء البدائية إذا اعتبرنا المسافات بنفس الكيلومتر وليس بالسنين " الملائكية ".
أما المجرات فهي مجموعات من الشموس والأقمار. ولكل مجرة مركز. قد يكون عبارة عن صخرة كبيرة كما هو الحال بالنسبة للمركز العظيم. فبالنسبة لمجرة درب التبانة لا شك أن مركزها صخرة لأن النجوم فوق رؤوسنا تسبح في ظلام حالك. وقد تكون مراكز بعض المجرات شموسا وهاجة. فكل شيء ممكن وكل الأشكال قد تكون موجودة. والصخرة التي في مركز مجرة هي مادة مظلمة بالنسبة للإنس. والنجوم التي تدور حولها تختفي وراءها ثم تظهر أمامها. ولعل الصخرة التي في قوله تعالى على لسان لقمان﴿ يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض ... ﴾(١٦-٣١) قد يقصد بها أيضا مركز أي مجرة أو المركز العظيم والله أعلم. والسماوات هنا هي السقوف والأرض هي الكواكب.
أما الجاذبية فأصلها في الرتق. فكانت كل أجزائه ملتصقة قبل الفتق لكن الله فتقها وأخضعها لدوران الضغط ثم لدوران التفكك. وبذلك يمنعها حتى حين من أن تعود رتقا. وفي كل كوكب وكل مركز قطعة منه ( وهذه الأجزاء الرتقية تزداد حجما مع ازدياد نور الله لأن فيها فراغات أيضا ككل خلق تنتفخ بذلك النور المتزايد. ولولا هذه الزيادة لضعفت جاذبيتها لأن السماوات والأرضين يكبرن ويتوسعن بعجلة فائقة ). وجاذبية الكتل الكبيرة أكبر من جاذبية الكتل الصغيرة. أي الكتل التي في مركزها قطعة رتقية. فجاذبية الشمس مثلا ثمان وعشرون مرة جاذبية الأرض كما قيل.
• رفع السماء وخلق ظاهرة الليل والنهار في الكواكب:
قال تعالى﴿ أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها (٢٧-٧٩) رفع سمكها فسواها ﴾ (٢٨-٧٩) إن السماء ( وهي هنا الفضاء الذي فيه المجرات وليست السقوف ) توسعت أولا بدوران التفكك ثم رفعت أكثر فأكثر بإتيان الأرض والسماء كما سنرى. وكلاهما قائمان إلى يوم الفناء. واستغرق ذلك ملايير السنين.
أما عن خلق الليل والنهار في الكواكب الأقمار فقال تعالى﴿ رفع سمكها فسواها (٢٨-٧٩) وأغطش ليلها وأخرج ضحاها ﴾(٢٩-٧٩) فرفعت النجوم عن بعضها البعض لكيلا تؤثر أضواؤها وحراراتها عامة على غير كواكبها التي تدور حولها.
إرسال تعليق