U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - العرش والماء والبحر المسجور -0175

   

٣٢- العرش والكرسي والحجب ورداء الكبرياء وظهور الله (10/14)

 

 

٣٢ج- العرش والماء والبحر المسجور:

٣٢ج١- كان العرش على الماء لما كان الله يكتب في الذكر كل شيء كما قد نستنتج من الحديث. فما الذي سبق ؟ العرش أم الماء ؟ روى الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس: « أول ما خلق الله العرش فاستوى عليه » لكن في حديث آخر نستنتج أن أول ما خلق الله فعلا هو العماء الذي كان فيه في الأزل ما فوقه هواء وما تحته هواء. وروى السدي عن جماعة من الصحابة أن رسول الله قال: « إن الله لم يخلق شيئا مما خلق قبل الماء ». وهذا الحديث قد يحتمل تأويلات. منها أن يكون المراد بالأشياء الدنيا والآخرة بما فيهما. وكان العرش على الماء أكثر من خمسين ألف سنة قبل خلق السماوات والأرض. أو المراد هو أن خلق الماء سبق خلق كل شيء بلا استثناء بما في ذلك العرش. والعماء لغويا فيه ماء أيضا ويصدق الحديث والله أعلم. وعن أبي صالح عن ابن عباس وابن مسعود أيضا ووهب بن منبه: خلق الله الماء قبل العرش وخلق العرش فوضعه على الماء ». وفي رواية: " وخلق عرشه على الماء ". وهذا صريح. ولكيلا نناقضه سنأخذ به لترتيب عمليات الخلق لكن يجب أن يتوافق ذلك مع قواعد عمليات الخلق تحت أنوار الله المختلفة والتي هي كما يلي ( أنظر أيضا الفقرة ٢٠ب٣- ٢٠ب٢ - والفقرة ٣٣ج ):

خلق العرش كما رأينا جزءا بعد جزء تحت نور رداء الكبرياء الأقوى الكامل أي دون حجب بينهما. والذي يدل على ذلك هو أن منذ خلقه وهذا النور اﻷقوى ينزل على وسطه مباشرة دون أن يحترق أو ينتفخ. أما فوق جوانبه فجعل الله لما جاء اﻷجل حجبا مؤقتة بينها وبين الرداء. فلا تنزل عليه إلى الأبد أنوار أعظم من النور الذي خلق تحته. أما الماء الذي تحته فماء مسجور ( وهو ليس ماء أبديا. بعضه أنزل إلى السقوف والآخر سيبعث به الخلق ويختفي ). وبالتالي خلق تحت نور منقوص جزءا بعد جزء تحت أضعف أنوار رداء الكبرياء وهي تدور بدورانه حول نفسه حتى تم خلقه.

وبالتالي سبقت بداية خلق الماء بداية خلق العرش. في دورة واحدة لرداء الكبرياء أي ألف سنة خلق الماء جزءا بعد جزء تحت الجزء من الرداء الذي ينزل من خلاله أضعف اﻷنوار. ثم مع دوران الرداء المستمر ظلت تنزل على أجزاء الماء التي خلقت أنوار متتابعة ومتزايدة في الشدة مما جعلته ينتفخ ويشتد حره إلى درجة الغليان وبداية الاحتراق. لكن لما كاد أقوى أنوار الرداء أن يأتي فوق الجزء اﻷول المخلوق من الماء ( أي خمسمائة سنة بعد بداية خلق ذلك الجزء. وهي نفس المدة بين أضعف اﻷنوار وأقواها في رداء الكبرياء الذي يكتمل دورانه في ألف سنة ) خلق الله فوقه مباشرة الجزء اﻷول من العرش ليحول بينه وبين الرداء لكيلا يقع عليه هذا النور اﻷقوى ويحرقه تماما. وفي نفس الوقت استمر خلق النصف الباقي من الماء حتى اكتمل مدة خمسمائة سنة أخرى واستمر خلق أجزاء العرش فوقه مدة ألف سنة. الماء خلق في ألف سنة والعرش أيضا في ألف سنة. لكن من بداية خلق الماء إلى نهاية خلق العرش ألف وخمسمائة سنة ﻷن خلق هذا الأخير بدأ بخمسمائة سنة بعد بداية خلق الماء.

وأجزاء الماء اﻵن تنتفخ ويشتد حرها تدريجيا حسب علوها. وبعضها يحترق شيئا ما تحت أنوار رداء الكبرياء المتزايدة والعرش لأنها وصلت إلى نهاية انتفاخها. لذلك هو ماء مسجور.

وبعد خلق السماوات بقيت حلقة مائية تحت العرش لأن أوسط الماء هو الذي أنزل ( فالسماوات في الأسفل والوسط في جوف الكرسي الذي له عرض أصغر من عرض العرش ). ثم بعد خلق الحملة أمرهم سبحانه بأن يحملوا عرشه عن تلك الحلقة.

 

٣٢ج٢- أوصاف هذا الماء:

هذا الماء ماء فان. ذراته تكبر شيئا فشيئا ويتوسع فضاؤها حتى الفناء تحت نور جوانب العرش المتزايد عليها بكشف الله لحجبه.

إن السماوات والأرض خلقت من رتق في جوف الكرسي. وماء الأرض أخرج من براكينها بينما ماء السقوف السماوية أنزل من الذي كان تحت العرش. وماء البحر المسجور في توسع مستمر كالسماوات والأرض. ولا يؤثر توسعهما على توسعه. فهما في الأسفل والوسط. أما هو ففي الأعلى بعيد عن الوسط لأنه الآن على شكل حلقة.



   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة