U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - العرش والماء -0077

   

٢٠- عوالم الوجود  (5/13)

 

 

٢٠ب٣- العرش والماء 

خلق العرش تحت نور من أنوار الله. قال وهب بن منبه: خلق الله العرش من نوره ( حديث غريب ). بالضبط كما رأينا في الفقرة السابقة تحت نور رداء الكبرياء الأقوى الكامل الذي هو من نور الله لكيلا يحترق أو ينتفخ مع مرور الزمن. فالرداء ينزل عليه نور الله المباشر الأعظم الذي ليس في الوجود أقوى منه ثم تنزل من خلاله أنوار أضعف منه بدرجات مختلفة تدور بدورانه كما سنفصل في محله لأن كثافاته مختلفة هي أيضا. بالتالي خلق العرش بلا شك جزءا بعد جزء تحت أقوى تلك الأنوار وهي تدور بل وفي الوقت الذي يتجلى فيه الله له في نور عظيم كما نرى "الشمس". وهذا فقط تشبيه نجد مثله في الحديث عن رؤية الله في الجنة كما نرى الشمس أو القمر ( أما نور الشمس فهو لا شيء بالنسبة لنور الله ). فالرداء كان بين الله وعرشه يوم خلقه. وسيبقى كذلك إلى الأبد. أما عما سبق: العرش أم الماء ؟ فمعظم الروايات تقدم خلق الماء قبل العرش ( خلق الله العرش على الماء ). أنظر تحليل ما جاء في الرواية عن ذلك في الفقرة ٣٢ج. فإن كان الماء قد سبق في الخلق فقد خلق كما رأينا في الفقرة السابقة جزءا بعد جزء تحت أضعف أنوار الرداء وهي تدور لأنه ماء فان والله أعلم. لذلك أصبح يسجر تحت أنوار أقوى وهي تدور أيضا فوقه. ثم نقص سجره شيئا ما بظهور العرش فوقه. ثم ظل كذلك مدة طويلة حتى خلقت الحجب فوق جوانب العرش فنقص سجر جوانبه كثيرا. أما أوسطه فأنزل إلى السماوات السبع. ثم بكشف الله لحجبه تلك أصبح سجره يزداد تدريجيا إلى يوم الفناء ليصب بعد ذلك مطرا فوق أرض المحشر وهو البحر المسجور والله أعلم.


   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة