٢٥- العوالم بعضها فوق بعض (2/8)
٢٥ب- العرش العظيم:
سمي العرش عرشا لارتفاعه. وهو أكبر المخلوقات وسقفها بعد رداء الكبرياء والحجب. فما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة في فلاة. وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة. ولقب بالعظيم ( فقرة ٣٢أ ). وفي حديث رواه أبو داود: أن ما بين أسفله وأعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء، وله ثمانية أوعال بين أظلافهن وركبهن مثل ما بين سماء إلى سماء. وقيل أنه " ياقوتة حمراء ". وتحته عالم الآخرة. وتحت ذلك العالم الدنيوي في جوف الكرسي. وفي حديث آخر رواه أبو داود أيضا قال رسول الله ﷺ« شأن الله أعظم من ذلك إن عرشه على سمواته هكذا » وأشار بيده مثل القبة. وقال الأعمش عن كعب الأحبار: « إن السماوات والأرض في العرش كالقنديل المعلق بين السماء والأرض ». وروى ابن أبي حاتم عن ابن عباس: العرش لا يقدر قدره أحد، وفي رواية إلا الله عز وجل. ولقب أيضا بالكريم أي الحسن البهي الباهر. ونوره من نور وجه الله كما قال ابن مسعود. وهذا يدل على أن نور الله ينزل عليه.
- وبما أن له ثمانية أوعال تحمله ثمانية من الملائكة العظام ( أربعة بالتناوب - فقرة ٢٢ت١ - ٢٢ت٤ ) فربما جوانب دائرته على شكل مضلع ذي ثمانية أضلع وثمان زوايا كروضات جنة الخلد كما سنرى. وغلظه خمسمائة سنة. وبما أنه كالقبة فأدناه وأعلاه كذلك. وله ساق كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد قال النبي ﷺ لأبي وهو ابن كعب عن آية الكرسي« ليهنك العلم أبا المنذر والذي نفسي بيده إن لها لسانا وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش ». ورواه مسلم أيضا. وبلا شك هذا الساق أقرب إلى حلقة الكرسي من الأوعال والله أعلم.
وللعرش فحص وهو قدامه كما جاء في حديث الصور: قال رسول الله ﷺ « ... حتى يأتوني ( أي الناس ) فأنطلق إلى الفحص فأخر ساجدا. قال أبو هريرة يا رسول الله وما الفحص ؟ قال قدام العرش ...الخ ».
أنظر تفاصيل أخرى عن العرش والكرسي: فقرة ٣٢
إرسال تعليق