U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - تنزيل الأحياء والأشياء - التنزيلات الاستثنائية -0139

   

٢٣- تنزيل الأشياء وتنزيل الرحمة (2/2)

 

 

٢٣ب- تنزيل الأحياء والأشياء:

إن الله خلق أشياء في الفضاء الذي كان يحيط بما سيكون أرضا ثم أنزلت وخلق أشياء في الأرض نفسها وأشياء في أماكن بعيدة عن الكواكب ثم أنزلها. وخلق الإنسان في مستوى جنة المأوى التي عند سدرة المنتهى التي في أعلى الدنيا ثم أنزله أيضا.

< فمن الأشياء التي خلقت في الأرض الماء والمرعى اللذان أخرجا منها أثناء دحوها. فخلقت النباتات والأشجار المختلفة من التربة ( فقرة ٣٥ج ). وظهرت البحار والأنهار والجبال والسهول والصخور والأحجار ...الخ. وخلق الغلاف الجوي أيضا منها لما خرجت الغازات المختلفة من البراكين. وبفعل الجاذبية ظلت محيطة بالكرة الأرضية. والعوالق البحرية النباتية والنبات والأشجار كان لها دور كبير في تزويد الجو بالأوكسجين.

< أما الحيوانات كلها أو بعضها كالأنعام فربما خلقها الله بعيدا عن الأرض والكواكب. والسماوات السقوف كانت حينها دخانا. ولم تكن جنة بعد لا في الدنيا ولا في الآخرة. قال تعالى﴿ وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج ﴾(٦-٣٩) وإن كان كثير من المفسرين يفسرون " أنزل " بمعنى " خلق ". فلقد خلق الله الحيوانات من تربة الأرض لما ظهرت لكن ربما في مكان بعيد عنها. فلما تم خلق أرزاقها أنزلها سبحانه كما أنزل بعضها من قبل إلى كواكب أخرى لتكون مع إنسها وجنها. وكان هو إذ ذاك مستويا إلى العالم الكوكبي بأسره. وتنزيل الأحياء إلى الأرض انتهى قبل وجود آدم. ولا يتحول نوع إلى آخر أبدا. والتقارب بين بعض الأنواع يعني فقط أن الله جعل فيها درجات متعددة. يزيد في خلقه ما يشاء. 

< أما الإنسان فخلق من تربة الأرض وبعيدا عنها هو أيضا. قال تعالى﴿ منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ﴾(٥٥-٢٠) ولم يقل " فيها خلقناكم " ولم يذكر أبدا أنه خلق فيها ثم رفع إلى الجنة بل خلق من تراب الأرض ثم أسكن الجنة. أما بعثه فسيكون فيها ومن ترابها لقوله تعالى " ومنها نخرجكم تارة أخرى ". في حديث رواه الإمام أحمد « إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض جاء منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك، والخبيث والطيب والسهل والحزن وبين ذلك ». وقال ابن زيد في تفسيره للآية﴿ لقد خلقنا الإنسان في كبد ﴾ (٤-٩٠) أن آدم خلق في السماء فسمي ذلك الكبد. وجاء في الحديث أيضا أن الله لما أراد خلق آدم بعث ملكا إلى الأرض ليأتي بالتراب. فتراب الأرض لا يوجد مثله في الجنة.   

< أما تنزيل بعض الأحجار والمعادن فهو حقيقي كتنزيل الحديد ( أنظر أيضا الفقرة ٣٥ والفقرة ٣٤ب٣ج ).

 

 

٢٣ت- التنزيلات الاستثنائية:

منها تنزيل ذبح عظيم على إبراهيم ، وتنزيل مائدة من السماء على الحواريين وعيسى عليه السلام، والمن والسلوى على بني إسرائيل في زمان موسى عليه السلام، والحجارة المسومة على الكافرين إن لم تكن أقذف بها عليهم فقط من براكين مجاورة لهم والله أعلم. ومن التنزيلات أيضا تنزيل الكتب كالقرآن عن طريق الوحي وتنزيل الأنبياء كما وقع ليلة الإسراء والمعراج وغير ذلك مما نعلم وما لا نعلم. وسينزل عيسى عليه السلام من السماء الثانية عند اقتراب الساعة. أما تنزيل الملائكة والروح ومعراجهم فهما مستمران إلى يوم الفناء.


   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة