٣٥- مراحل خلق الأرض والشمس وكواكب المجموعة الشمسية (5/9)
٣٥ج- إخراج المرعى وتقدير الأقوات والمعادن:
قال تعالى﴿ والأرض بعد ذلك دحاها (٣٠-٧٩) أخرج منها ماءها ومرعاها ﴾ (٣١-٧٩) فأخرج الماء أولا ثم المرعى. وخلقت الدورة المائية تدريجيا. وأخرج المرعى من تربة الأرض لما بردت ونزل عليها الماء الذي هو مصدر كل حياة. وأخرج أولا من الأرض التي تحت البحر. فهي التي بردت في الأول. ثم بعد زمن من اليابسة. بالتالي الكائنات الحية البحرية ظهرت قبل البرية. وإخراج المرعى من الأرض يعني أن الله خلق النباتات من تربتها كما خلق الإنسان والحيوانات منها أيضا لقوله تعالى﴿ منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ﴾(٥٥-٢٠). فخلق سبحانه مختلف النباتات منها وفيها بقوله كن فيكون. أما آدم فخلق من تربتها لكن في السماء حيث لا تربة هناك كالتي في الأرض. وعودة المرعى والناس إلى تراب دليل على أن أصلهم منه. أما اﻹخراج تارة أخرى فسيكون من اﻷرض وفي اﻷرض.
وقال تعالى﴿ وبارك فيها وقدر فيها أقواتها ﴾(١٠-٤١) فجعلها صالحة لكل زمان. كل حبة تخرج عددا كبيرا من مثلها. قال سبحانه عن النبات﴿ والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون ﴾(١٩-١٥) وقال﴿ وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين ﴾(٣-١٣) ﴿وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى ﴾(٥٣-٢٠) أي خلقنا حينها في الأرض أزواجا كثيرة من النباتات لما بدأ الماء ينزل على التربة. كل صنف خلق وخرج مستقلا عن الآخر. ويتبين هنا أن النباتات المختلفة ظهرت بعد مد الأرض وإلقاء الرواسي، أي بعد خروج الحمم البركانية بقوة من باطن الأرض. وجعل سبحانه في نفس العملية ما على الأرض زينة لها.
أما المعادن كالحديد وغيره فأنزلت من فضاء الأرض يوم خلقها. بعضه وغيره أدخل فيها بدوران الضغط في اليوم الأول. وهو ربما كالحديد السائل الساخن الذي قيل أنه في قعرها. أما البعض الآخر فربما سقط عليها بعد بداية تفككها. وبلا شك كل المعادن والله أعلم أنزلت من الفضاء المجاور. فلم يكن حينها في ما سيكون أرضا أي شيء سوى قطعة من الرتق بل خلقت بما نزل وأدخل فيها. وتكونت كنوز الأرض المعادنية قبل خلق النباتات. فهذه الأخيرة ظهرت بعد تصلب سطح الأرض. وطبعا قد تكون مشتقات من المعادن الرئيسية خلقت في باطن الأرض والله أعلم.
إرسال تعليق