٣٤- خلق السماوات والأرض (13/50)
٣٤ب٣ج- خلق الذرة والعناصر:
إن الذرات التي تكون أي مركز قد فتقت أثناء فتق المركز نفسه وقبل فتق الكتل التي أقذف بها في الفضاء والتي ستدور حول ذلك المركز. وهذه الكتل لا تفتق إلا بعد بداية تفككه. وبعد فتق هذه الذرات خلقت في مرحلتين فخضعت مباشرة لدوران الضغط ثم لدوران التفكك وبسرعة لأنها أجزاء صغيرة جدا ثم اشتبكت بمثيلاتها لخلق البلورات أي المادة التي نعرفها. وتم كل ذلك قبل بداية دوران الضغط على المركز أي قبل يومه الأول. يعني تم ذلك قبل أن تصل تلك المواد وهي تبتعد بقوة الفتق إلى النقط التي سيبدأ فيها دوران الضغط على المركز. فالمادة التي نعرفها ظهرت على شكل دخان وغبار قبل دوران الضغط هذا.
والذرة أصلها من الرتق. أي كانت قبل خلقها قطعة رتقية صغيرة جدا. ثم فتقت أجزاؤها وانطلقت في فضائها الصغير تحت جاذبية ما تبقى من الرتق في قعرها تماما كالكواكب. ولولا الرتق المركزي الذري لانطلقت تلك الأجزاء في الفضاء بلا عودة. بعد ذلك لا بد من دوران الضغط لتكوين النواة ولكيلا تسقط تلك الأجزاء على الرتق الذري. لكن هناك أمر تختلف فيه الذرة شيئا ما مع الكواكب وهو أن العناصر كثيرة ومختلفة ويجب أن تتشابك الذرات مع مثيلاتها أو مع غيرها لتظهر المواد التي نعرفها كالحديد والنحاس ... الخ. فكان لا بد من خلق شحنات نقول نحن أنها " كهربائية " سالبة وأخرى موجبة. فخلق الله زوجين اثنين في هذا الصدد من كل قطعة رتقية وهما الإلكترون والبروتون. إن التصقا عادا رتقا. ويوجد غيرهما. واللذان لهما نفس الشحنة يتدافعان لأن شكلهما الرتقي لا يتطابق بعضه بعضا. واللذان لهما شحنات مختلفة ومتطابقة ينجذبان لأنهما متكاملان بعضهما البعض. وهذا أمر الله جعله في بعض الأجزاء الرتقية كما جعله أيضا بشكل آخر في الأحياء كالذكر والأنثى.
والرتق المركزي الذري يجذب إليه كل شيء في الذرة. ولولاه لما استقرت البروتونات التي لها نفس الشحنة في داخل النواة. ولا تعود هذه البروتونات رتقا لوحدها حتى وهي ملتصقة بالرتق بل فقط بعد التصاقها بالإلكترون وتفكيك ما في داخلهما لكي يدمج الكل مع الرتق المصدر. ولما بدأ دوران الضغط على مركز الذرة أدخل في ما سيكون نواة الأجزاء الموجبة والأجزاء الأخرى كالنيوترون وغير ذلك وبقيت الأجزاء السالبة كالإلكترون تدور في الخارج حول النواة وهي تحت تأثير جاذبية البروتونات والرتق المركزي.
وبعد أن وصل الضغط إلى درجة معينة أصبحت العناصر الذرية تتفكك عنه. فبدأت تنتفخ بفعل التوسع و" تبتعد " عن مركز النواة. وستظل على هذا الحال إلى حين فناء الذرة.
وفي الذرة عناصر أخرى أصغر من الإلكترون والبروتون. فهذا العالم خلق بنظام واحد. وعلماء الذرة حاليا يقولون بأن في النيوترونات والبروتونات عناصر يسمونها "الكوارك ".
وعناصر المادة ثقيلة في المراكز الكبيرة وخفيفة في المراكز الصغيرة طبقا لدرجة الجاذبية الناتجة عن حجم الرتق المركزي. وبالتالي أثقل ذرات هي التي في المركز العظيم رغم أن لها أصغر حجم. وأذكر بأن الذرات في السماوات أكبر من التي في الأرض نظرا لعظم النور هناك. وهذه أكبر من التي في المركز العظيم. وكذلك في عالم الآخرة أي في طبقات جنة الخلد وطبقات جهنم: الذرة كبيرة في الفردوس الأعلى صغيرة جدا في الدرك الأسفل من النار. وسنرى أنها منبسطة هناك وليست كروية والله أعلم.
إرسال تعليق